أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عليوي - الفصل الرابع عشر والفصل الخامس عشر راوية لم اشرقت ..لم رجعت















المزيد.....



الفصل الرابع عشر والفصل الخامس عشر راوية لم اشرقت ..لم رجعت


مؤيد عليوي

الحوار المتمدن-العدد: 7487 - 2023 / 1 / 10 - 02:45
المحور: الادب والفن
    


الفصل الرابع عشر: مدن الطين .. و السومري وصاحبه (زوو)
هبط محمد من الطائرة وزميله (غوميز) مصور الجريدة الذي يجيد تحدث اللغة العربية واللهجة العراقية، واللغة الإنكليزية والفرنسية، هبطا في مطار النجف وقت كانت الشمس العراقية تهبط على الارض في شهر تموز، كان زميله الألماني بشعره الأشقر الملفوف خلف رأسه، وبقصره الأنثوي الذي ورثه من أمّه الفرنسية، وبشرته البيضاء الناصعة بالحيوية ووجهه النابض بالحياة، يسرق انظار العراقيين والعراقيات في صالة المطار حتى أحجم محمد السومري وزميله، عن الحركة عند حزام الحقائب المتحرك وهما ينتظران حقيبتيهما، ليقلهما سائق أجرة المطار بعدها إلى خارج بوابة المطار الرئيسية حيث بقايا أثر زراعةٍ على الأرض يجاورها الشارع العام من الإسفلت الذي يغلي مثل تنور، كانت كامرة ( زوو) تصور كل شيء فهو مولع بالتصوير منذ كان معه أمه الفرنسية، ركبا سيارة تكسي ثانية التي توجهت بهما إلى "فندق در النجف" ، فيما كان يحاول السومري أن يجد إجابة على لسان السائق العراقي الاسمر في كلّ تقاطعٍ لشارع يمرون به ، عن سبب وجود المتسولين بهذه الكثرة وبهذا الشكل اللافت، وأحيانًا يصير سؤاله عن أعمار الصغار من البنات والبنين، الذين يجوبون تقاطعات شوارع مدينة النجف، يمسحون زجاج السيارات الأمامية طلبا للمال في هذا الحر القائظ، ومرة عن النسوة الشابات اللواتي يحملن أطفالا صغارا بين أيديهن يتسولن بهم، كان السائق يرد عليه بكلمة واحدة :(سترى ما هو أعجب .." بعد وبعد") وقد بدا على وجهه الاستياء والعرق يتصبب منه، فيمسح وجهه بسرعة كأنه يطرد الذباب عنه، ليحرك شفتيه بشتائم لم يستطع السومري سماعها أو فهمها، أوصلهما سائق التاكسي شبه المجنون، حيث بانت على وجهه آثار شمس الصيف لأيام مضت، وهو جالس في سيارته ينتظر سائحا يخرج من المطار، أوصلهما إلى الفندق في تمام الساعة الواحدة ظهرا، كان الجو حارا تذوب فيه الأشياء البلاستيكية الناعمة من شدة الحر، فدخلا غرفتهما بسرعة هربا من حر الصيف، وقد سارع (غوميز أو زوو) إلى الاستحمام حال دخوله الغرفة، التي حجزها السومري قبل يومين من أربيل، عندما أحرقا يومين من وقتهما هو وصاحبه، في مصايف أربيل والسليمانية ودهوك، للترويح عن نفسيهما قبل البدء بعمل جديد ..
وقف يتأمل الغرفة ويكلم (زوو) عن غرفتيهما صيفها ويصفر عملهما فيها ..، فيما كان في الغرفة سريران جديدانِ، مطروحينِ أسفل النافذة المشرقة على الشارع، وعنده عتبة مدخل الفندق بدرجاته الثلاثة أسفل النافذة، حيث تقف بعض سيارات الأجرة بألوانها المختلفة، فهو الشارع الرئيسي كوفة – نجف من جهة ساحة ثورة العشرين، كان صاحبه مازال تحت الدش البارد، وأمسى هو يرى من خلف زجاج النافذة، الشارع وحركة السيارات وقليل من الدخان يتصاعد من أسفل إطاراتها وهي تمر مسرعة، في انعدامٍ مِن مرور السابلة في الشارع أو على الرصيف غير بعض المتسولين والمتسولات، خرج (زوو) من الحمام ينشف رأسه وشعره الطويل الواصل بين رأسه وخصره، والشعرُ يغطي بطنه وظهره، كان جسمه يأخذ هذه الصورة، بسبب عوامل وراثية من أمه الفرنسية، التي عاش معها بعد انفصال أبيه عنها في ألمانيا منذ يوم ولد، كان السومري يعلم بقصته هذه، أخبره بها عندما رغب بالعمل مصورًا مع فريق عمله، بشرط الخروج والسفر معه للتصوير كما سبق وسافر معه في سفرة يتيمة إلى باريس لتغطية مهرجان هناك، لأنه يثق به، كان محمد يتذكر هذا وهو في طريقه للإستحمام، واستمر يتذكر تفاصيل حكايات صاحبه هذا، عن طفولته وأمّه وعلاقاتها الجنسية، حين خصّهُ بها، والتي سالت من رأسه، داخل الحمام مع الماء الذي ينزل منه إلى البالوعة، وهو يعْد نفسه أن يجعل من (غوميز أو زوو) رجلا ويخرجه من طفولته تلك، فتح باب الحمام وصار وسط الغرفة، إذ لم يدم بقاؤه وقتا طويلا تحت صنبور المياه، بينما كان زميل عمله قد وصل إلى مرحلة أن ينفض رأسه إلى الخلف، من مراحل تصفيف شعره الطويل، ليُرجع كل خصلة شعر إلى خلف رأسه، فيشرق وجهه الذي يشبه وجه أمه كثيرا في شبابها، فيما ذهب محمد مباشرة يبحث في قائمة أسماء هاتفه كأنه تذكر أمرًا ما، كان الاسم الذي يبحث عنه، مكتوبا باللغة العربية، ثم وجده واتصل على أبي كوكب :
- كيف الاحوال .. إنني في النجف عند مجسرات ثورة العشرين، في فندق " در النجف "، إذا فرغت أرجو أن تأتي، معي ضيف وأحتاجك، كما لدي عمل كثير أيضا.
- تمام ، ساعة وأكون عندكم .
- شكرا جزيلا ، مع السلامة .
- مع السلامة وفي أمان الله .
أغلق هاتفه المحمول ورماه على سريره، ورفع سماعة هاتف الغرفة الأرضي ليتصل باستعلامات الفندق، ويطلب وجبة غذاء من الوجبات العراقية المحببة عنده ولدى(زوو)، والتي تذوقاها في باريس، وهما يغطيان افتتاح مسرحية جديدة، في ذات الشارع الذي يقام به "مهرجان اللومانتيه" حيث وجدا بعض العراقيين مصادفة، في خيمة للعراقيين هناك، تقدم الأكلات الشعبية المشهورة في العراق ، مازال محمد يمسك بسماعة الهاتف منتظرا الإجابة من الطرف الثاني، ووجهه إلى صاحبه يكلّمه، سنأكل من طيب هذه الأرض هذه المرة، حينها رفع عامل الإستقبال في الفندق سماعة هاتفه ، وقد بدأ يكتب الطلبات على قصاصة ورق صغيرة، كانت نظرات (غوميز) وسمعه تتجه إلى زميله وهو يتلفظ على سماعة الهاتف:( تمّن عنّبر ومرق بامية بلحم الغنم لنـفرين، مع لبن عرب منشف) ثم أعاد سماعة الهاتف إلى مكانها على جزء الهاتف الأرضي ذي الأزرار المرقمة ، وقد عاود هاتفه المحمول واتصل بعمه أبي علي فأخبره إنه سيمرّ عليه إلى البيت خلال أيام قليلة لأنه ملتزم بعمله الجديد في النجف ومدن أخرى من مدن الطين والعشق.
بينما (غوميز) مستلقٍ على سريره يتفرج على تسجيلات كامرة الفيديو خاصته، أبان رحلته من مطار أربيل إلى مطار النجف بعد قدومهما من لندن، بينما صاحبه واقف تحت التبريد الذي ينفخ من رئتيه بكل قوته هواءه البارد، ظل محمد ينظر من النافذة أسفل مكيف الهواء، إلى ساحة ثورة العشرين القريبة من الفندق، التي هي ذاتها ساحة تظاهرات النجف تحت الجسر ذي الطبقتين، كانا ينتظران وجبة الغذاء أن تأتي إلى الغرفة، التفت إلى وجه زميله المصور وناداه بـ(زوو) كما يحب أن يناديه بقيّة زملائه في الجريدة، سأله ما رأيك هل من الممكن التصوير من هنا، حدّق (زوو) من النافذة إلى الشارع وساحة مجسرات ثورة العشرين، حرّك رأسه وكامرته بالفيديو، وهو يقرّب زومها ويبعده بيده، نعم وبسهولة تحت كل الظروف نهارا أو ليلا، كان يتحدث مع محمد السومري وقد رجع إلى مكانه يتابع ما بدأه، على ما التقطته عين كامرته، حتى همس بصوته مسموع، محمد .. اترك النافذة واطلع على هذا التسجيل، تعال وأنظر الجدار الخارجي لمطار النجف!!، أنظر إلى صورة النسر الأسود فاتحا جناحيه بقوة، أجابه أنها علامة المطار، ما بها؟ أنظر إنهما جناحا النسر الأسود الذي استعمله هتلر رمزا للنازية، وشعارا لتفوق العنصر الألماني الآري، أنه يشبهه كثيرا فالجناحان نفسهما، وقد أبدلوا مكان رأس النسر، القبة البيضوية الشكل باللون الأسود أيضا مثل لون الجناحين وأسفلهما، لا أظن يا (زوو) هذا المقصود، فلا علاقة لهم بهتلر هنا..أظنني قد قرأتُ الموضوع مرة مِن كتب صديقتي ديانا بمكتبة لندن، وذهب محمد يعصر تفكيره، وقد أطبق على عينيه ثم فتحهما مسترخيا، نعم تذكرتُ في كتاب عن الحضارة الفارسية القديمة في زمن (الملك كورش) كان النسر علامة لتلك الإمبراطورية الفارسية، فهو مَن احتل بابل في مدة حكم نبوخذ نصر بعد سبيه لليهود من الشام، كما سرق (كورش) الإله مرودخ من بابل ونقله إلى بلاده، وأظن إن النسر الأسود ما زال منحوتًا على جدران قصره الخارجية والداخلية في إيران في قصور الاثار القديمة، كانت الصورة في الكتاب تشبه تماما صورة النسر الأسود ، لكن صورة نسر (كورش) كانت بلون النحت المنقوش على جداران قصره، أقصد لونه يشبه التراب، نعم هو بالتأكيد، إنهم يصدرون مفاهيم حضارة بلاد فارس إلى مدن الطين والعشق، ممزوجة بالعاطفة الدينية في نفس الوقت، من خلال القبة البيضوية التي ترمز إلى مرقد الإمام علي ع، كما إن العنصر الفارسي والألماني يعودان إلى جذر واحد هو الآري، إذن يمكن القول أن النسر رمز حضاري آري قديم يشير إلى القوة وبسط النفوذ، كما ينشر النسر جناحيه في السماء ويبسط نفوذه فيها.
شكرَ زميله (زوو) على سؤاله، وواصلا نقاشهما عن علاقة الحضارات القديمة ومفاهيمها الحضارية في الرموز والعلامات عند الدول الحديثة، وما أثر الثقافة الحضارية في صناعة الدول، حتى طُرقت باب غرفتهما، فقام (زوو) وفتحها، ليتناول الطعام من يد العامل، مع شكره إياه، وأحكم إغلاقها ثانية، جلس الاثنان كل واحد منهما على سريره ، لتتوسطهما طاولة الطعام الصغيرة التي كانوا يحتفلون بها .
صار محمد يحاول الاتصال بديانا، عندها اهتزّ هاتفه في بطن يده، بنغمة موسيقاها الهادئة، فأجاب على المتصل، إني أنتظرك في الغرفة، خرج من اتصاله عائدا منه بلهفة الى ديانا، التي لم تجبه طُرقت الباب وتحرك الاثنان إليها، فأسرع محمد وهو مرح بقدوم أبي كوكب، تصافحا وتعانقا، ثم عرّفه بـ(غوميز) ويحبَّ أن نناديه بـ(زوو) لكثرة تعلقه بزوم الكاميرا، أقدم لك صديقي أبا كوكب أحد المتظاهرين المثقفين جدا، رحبّ به زميله وقدّم له كوب الشاي الحار من الطاولة الصغيرة، فشكره أبو كوكب وهو يتناوله من يده، بينما غادرهما (زوو) إلى الاستحمام بسبب الجو الحار الذي لم يعتد عليه بعد، فيما نظر أبو كوكب مستغربا إلى محمد، مستفهما عن (زوو) بصوت مهموس،
- هل هو ولد أم بنت؟
ـ ولد، إنه زميلي. لكن وجهه أنثوي وشعره طويل ، كأنه فتاة في ربيعها العشرين، جعل موضوع خروجه في الشارع يدور في رأسي،
- فهل سيخرج بهذا الشعر الطويل؟!
- حتما لا، هو في لندن ومدن أوربا، يجمع شعره خلف رأسه فكيف به هنا موقع عمله ؟! لأنه إنسان عملي وكل الذي في عقله التصوير وجني المال من موهبته هذه بل أحترافه انه محترف تصوير..، وما تتساءل عنه هو اختلاف البيئات والثقافات، ثم ألا يوجد شباب مثله في العراق إنني اعرف حرصك على عملي في النجف، أما وجهه الأنثوي فهذه خلقة الله، وقال ممازحًا مستمعه (يعني ألبسه برقع أو بوشيه؟) فضحك أبو كوكب، كان (زوو) قد خرج من الحمام عندهما وسط الغرفة وهو يصفف بيديه شعر رأسه، بينما اتصل أبو كوكب على أبي مصطفى الكهربائي، ليراه مع مصطفى وبهاء الدين عند مرقد الامام علي عليه السلام حيث يذهب محمد السومري و(زوو) الى زيارة المرقد...


الفصل الخامس عشر : أم الربيعين بعد خريفها
كان قد حزم محمد السومري وصديقه أمرهما، فأخذا نفْسيهما بعد أن وصلا إلى مدنية الموصل، دخلا أزقة المدينة القديمة التي كانت تحتفظ ببقايا حرب، الأزقة التي لا مخارج لها فقد انكفأت البيوت على بعضها، الواحد منها على البيت المقابل له، بينما أخذت أرضية الشوارع شكل خربشة قطط عبثت على الطين ثم لاحته الشمس، كانت بقايا مدينة، بنايات خربتها الحرب تشبه بقايا المدن في نهاية الحرب العالمية الثانية التي تظهر في الأفلام الوثائقية، كما أفصح (زوو) لزميله عن هذا وهما ينتقلان بينها وكأنهما صفر او صفرين تحت جبال الخراب تلك، كان قد لحق بهما الخراب النفسي لما شاهدا والتساؤل في عقليهما مَن المسؤولون عن كل هذا الخراب؟ أيُعقل أنهم لا يُحاسبون في محكمة علنية؟! كانت الكامرة مستمرة بالتصوير لذلك الخراب، ومحمد يتحدث وخلفه الأزقة المغلقة بانكفاء بيوتها، ببلاغة أبيه الأستاذ عزيز، أما إنسان هذه الأزقة والأحياء السكنية فلا وجود له، وربما هناك مَن دفن تحت أنقاضها، هل يعقل أن يعم هذا الخراب في أرض آشور، مَن باع مَن؟ ومَن خان مَن؟ تختلط الأوراق من جديد، ونبحث عن جواب أهم لسؤالنا لماذا يُظلم كل هذا الظلم الإنسان الفقير الذي يدفع الثمن دائما لوحده متروكا خلف الحروب وتجّارها؟!، تواصل محمد بحديثه امام كامرة (زوو) وهي تسجل فديو له خلال تواجلهما يصوران ويشاهدان الأزقة المتروكة على هذا الحال، كانت بعض الأسواق القريبة من مركز المدينة في شوارعها الرئيسية، في جمع من المواطنين أجرى معهم السومري لقاءاته الصحفية، كانوا يشكوَن البطالة وغياب فرص العمل باستثناء أصحاب المحال الذي يشكون ركود السوق وقلّة البيع والشراء، بينما تكلم الناسُ عمّن يسكنون في مخيمات اللجوء داخل العراق وكيفية إرجاعهم بعد تعمير بيوتهم في تلك الأزقة المتروكة، وكان سؤالهم أيضا عن المغيبين الذين لا يعرفون مصيرهم وبعض الأسلحة خارج الدولة ترفع بوجههم في بعض الأحيان لجهات مجهولة، معتبرين وضعهم ذاك أفضل من وجود داعش ودولته، لما مرَّ بهم مِن قتل وسبي ونهب واستعباد في مصادرة علنية لكافة حقوقهم الإنسانية، وحرياتهم الفردية والشخصية والعامة، بل حياتهم في هذا الوجود الواسع الذي ضاق بهم، فلم تبق سماء ترمقها عيونهم ،ولا أرض تلمهم ..
*****
استأجرا غرفة لليلة واحدة في أحد الفنادق الفاخرة وسط الأحياء التي لحقها الأعمار والتأهيل لعودة الحياة فيها، ومثل ما يفعل بعد كل جولة عمل، جلس محمد يكتب مقالته عن داعش وارتباطه بفساد الساسة وفسادهم الإداري المرتبط بظهوره، والأطراف الدولية التي تظهر على الشاشة مِن إنها أعداء، لكنها تتفق على مصالحها في العراق، من خلال أتباعهم في السلطة العراقية والنظام السياسي، وعلاقة كل هذا بأسعار النفط العالمية واقتصاد دول جوار العراق و بحثها عن مصالحها فيما يدور داخل العراق، ثم أكمل مقاله هذا عن الشرق الأوسط، مع ما شاهده من دمار وخراب لحق بالإنسان قبل الطابوق والبناء، في إشارة إلى قلّة البناء والأعمار الذي لا يكاد يذكر بعد تحرير الموصل بدماء العراقيين، وقد تطرق إلى فساد مؤسسات الدولة في كل شبر من ارض العراق، بما تسبب بغرق الناس في الموصل، عندما نزلت عبّارة نقل متهرئة إلى قاع نهر دجلة، التي أُطلق عليها "عبّارة نقل الموتى" لغرق أغلب مَن كان على متنها، وهم العشرات من المواطنين العراقيين أبان احتفالاتهم بأعياد نوروز، ثم تساءل المقال عن الأطفال اللاجئين مع أهلهم، هل تعلم ما يعني أن تقضي نصف طفولتك أو تولد، وتعيش لاجئ في مخيم للاجئين على تراب يفترض أن يكون وطنك الآمن، هل تتصور إنك ستكون إنسانا طبيعيا أو سويا اتجاه العالم الذي تركك تركع للحر والبرد والفيضان والجوع مذ كنتَ طفلا؟! فيما أثنى في خاتمة مقاله، على الأنشطة الثقافية مثل عرض لوحات تشكيلية مع عرض بعض الكتب، وعزف الموسيقى والغناء، التي قدمها بعض مثقفي الموصل وفنانيها بجهودهم الفردية قرب أنقاض البيوت في الأزقة والشوارع، من أجل بث الحياة في الموصل من جديد، فليس للحكومة المحلية شيء من هذا الجانب المعنوي اتجاه الناس، مثلما ليس لها شيء من الجانب المادي سوى بعض الإعمار في الشوارع الرئيسية لا يضاهي الإنسان وثروته في بلاد ما بين النهرين، ليذيل مقاله بسطرين، مِن هذا كله نجد إن الضحية هو الشعب العراقي فقط من جنوبه إلى شماله، والسبب فساد الساسة في العراق، من مدينة إلى مدينة تختلف أسماءهم، ويتشابهون بالكذب والزيف والسرقة وقتل الشعب العراقي بطرق مختلفة، فالبطالة قتل بطئ للناس، والجهل قتل أكثر للناس، هو قتل للشعب العراقي برمته، مثلما كانت تسوية جرائم الساسة الحاكمين وفسادهم في الداخل العراقي، قتل للشعب والوطن، مثله غضّ طرف دول العالم وسكوتها عن هذا كله، هو قتل بطئ للشعب العراقي، أنهى مقاله وأبرقه الى الجريدة ،وتوجه من سريره، ليدس كلامه بصوت مسموع، إلى صاحبه الذي كان منشغلا بأحد مواقع التواصل الاجتماعي، يواصل حواره الصوتي بهمس مع صديقته، هزّ رأسه موافقا لحديث محمد، فأنهى كلامه الذي أوشك أن ينتهي، شكره السومري على إنهائه المكالمة وتفرغه لسماعه..
- يا صديقي ( زوو) أريد أن أتزوج، أحس أنني احتاج إلى تكوين أسرة،
- هل أنت متأكد من إحساسك هذا؟ هل وجدتَ المرأة تريد الزواج بها؟
- كانت في حياتي ولم أنتبه لها حتى وقت متأخر.. وقد ذهبت نفسهُ إلى غنج صوت نرجس يرّن صداه في سمعه، مثل مقطوعة موسيقية جميلة، وصورتها بوجهها النابض بالسمرة المعجونة بالإحمرار، إلى عينيها السود الواسعتين، نعم تلك حوراء العينين، ثم أطلق تنهيدة عذبة، وبات (زوو) يتأمله، قبل أن يبدي له ما في جعبته، حتى أفصح عن رأيه بصورة بلاغية،
- تزوجها يا صديقي ولا تتأخر، فبين يديك أسباب الزواج، لا تفسد اللهفة بالتردد، أو (لا تفسد الحكاية بالغثيان) على حد قول الشعراء، إبتسم السومري محمد وانتشى بقوله كنتُ مترددا لذا طلبتُ رأيك، شكره محمد وانشغل عنه بهاتفه المحمول ليتصل بعمه أبي علي في مدينة القاسم :
- الو مساء الخير عمي .
- مساء النور والعافية .
- أريد أن أراك غدا ، سآتي لكم ، انتظرني .
- نعم، أنتظرك أهلا وسهلا بكما أنت وصديقك، لكن هذه المرة ستطيل المكوث عندنا .
- حاضر.. مع السلامة
- مع السلامة .
*****
مدّ محمد ظهره على سريره، وقد أخبر زميله بقراره في الذهاب إلى مدينة القاسم حيث بيت عمه أبي علي ، قد زاراه مرة من مدينة النجف، ثم عرض على صاحبه أن يشعلان سيجارتين، وافقه صديقه فجلسا يدخنان، إلا إن (زوو) بادره أن هذا الدخان يرغب بالبيرة معه، أو ما يماثلها هنا، فلم نحتسِ شيئا منذ شهر تقريبا، منذ أن اشتريناها سرا في النجف بأسعار مضاعفة عن سعرها في بغداد، وافقه محمد باستدراك، لكن نشرب القليل فالطريق طويلة من الموصل إلى القاسم، نزلا من غرفتيهما إلى صالة الفندق حيث كان التلفاز يشتغل على قناة (أم بي سي تو) للأفلام الأجنبية، كان ثمة رجلين أحدهما يرتدي الملابس العربية والآخر يجالسه بالبزة الكردية، كانا هادئين يتابعان الفلم الأجنبي، لم يكونا من مركز مدينة الموصل حتما، حاولتُ أن أنتظر أنا وصاحبي في الصالة حالما يأتوننا بالمشروب، ونتابع الأخبار من إحدى الفضائيات، ومن خلالها أمرّ إلى موضوع مع الجالسينِ، فاستأذنتهما بأن نغير القناة إلى فضائية إخبارية، وافق الاثنان، وكل واحد منهما يريدها بلغته، ويدافع عن قوميته، قلتُ في نفسي هذا موضوع جيد، فأهملتُ البحث عن قناة إخبارية، وفتحتُ أفقا للحوار عن القوميات، أخبرتهما إني أعيش في لندن، وعندما تذهبان إليها ويعرفوا أنكما عراقيان دون ما يدل على قوميتكما من مظهريكما، سوف يسألكَ البعض هناك، ما قوميتك؟ ستقولها له، لأنه أمر طبيعي أن يكون للإنسان قوم جاء منهم ويُنسب إليهم، مثل الفرنسي أو الروسي أو غيرهم ، دون عنصرية أو مخلفات زيف السياسة وخداعها السلطوي الذي يجعل من عقول الناس تابعين فقط، بمعنى إن القومية بوصفها جزء طبيعي من الإنسان السوي غير المتعالي على القوميات الأخرى، فهل تحتاج القومية إلى أحزاب؟ وماذا ستفعل القومية بالأحزاب؟ أجاب الاثنان لتدافع عن حقوق قوميتها، فأجتُ وهل هي هكذا بكل بساطة؟! هذا معناه سلب حقوق القوميات الأخرى وجعل التنوع في العراق تابع للقومية التي تمسك بزمام السلطة، فمرحلة القوميات انتهت منذ عقود في العالم، هل يوجد أكثر من الحرب العالمية الثانية التي كان سببها المصالح الاقتصادية للرأسمالية، تحت غطاء النزعة القومية، واليوم أوربا تعيش في سلام الاتحاد الأوربي، فالإعتزاز بالقومية يكون فيما تنتج تلك القومية للبشرية من عِلمٍ أو عمل أو أدب أو فن، فيقال هذا فنان تشكيلي فرنسي وهذه لاعبة تنس ألمانية، على الرغم من أنها تمثل دول اليوم، وتشكل حكومات على وفق أفكار اقتصادية يمينية أو يسارية دون الحاجة إلى القومية، أو أحزاب للدفاع عن البيئة، فإن قضية القومية في العراق تشبه قضية الدين ودفعه إلى هوة السياسة .
أكملتُ كلامي وأنا أحدق بهما بطريقة أبي كوكب رجل الموقد، وقد اشتعل موقدي، كانت عيناي تمرق خلال عيونهم وتخترقها، بينما يجلس الرجلان على طرفي الكنبة، وبينهما شاشة التلفاز التي أهملها الجميع، وغدت وجوههم تركز بوجهي وهم ينصتون، كما كان (زوو) يستمع معهم، فأوجزتُ القول: المشكلة إن الانتماء الطبيعي والفطري للإنسان قد تحوّل إلى ايدلوجيا، مثلما الدين عندما تحوّل إلى أيدلوجيا حزبية هنا وهناك من العراق، بينما الدين لا يحتاج إلى أحزاب، هل أنت، أو أنت تحتاجان إلى حزب كي تصلي لربِّكَ، سواء أكنت مسلما أم مسيحيا؟! وسؤالي الأخير لكما ماذا عن حقوق الفقراء والكادحين والمحرومين والعمال وفقراء الفلاحين، في أحزابكم القومية بكل أنواعها، لقد شاهدتُ في كركوك وقت شتاء 2009، حينما كانت ميزانية الدولة العراقية مليارات طائلة، رأيتُ رجالا فقراء يبيعون الأحذية القديمة في الساحة، يقبعون تحت بزّاتهم القومية وسط مركز مدينة كركوك حين النهر كان قد قبّل النار الأزلية، في الساحة التي تقابل قلعة كركوك، يفصلهما النهر الذي يحنو بحنان على الأرض يسأل عن النار الأزلية التي أطفأتها الأيام تحت أقدام الاحتلالات والأحزاب القومية والدينية والأنظمة الظالمة، وصراعها جميعها على نفط كركوك التي أمست عندهم نفطا لا غير، فما أقذر ابن آدم حين لا يرى في أرض وطنه غير بقعة نفط ..
في تلك الساحة المقابلة لقلعة كركوك، كانوا رجالا فقراء، وملامح العوز بادية على وجوههم الأكثر فقرا منهم، وهم جالسين على رصيف الثلج الذي لا يرحم في الشتاء القارص، كانوا كلهم يرتدون بزة قوميتهم خالية الوفاض لقوت أسرهم، بينهم العربي والكردي والتركماني، ولا شيء في جلوسهم يفصل بين رصيف الثلج وأعجازهم سوى قطعة قماش بالية، فأين أحزابكم القومية مِن ناسهم الفقراء؟! أو أقلّ شيء مِن ناخبيهم؟!
ولم أحصل على جواب لأسئلتي تلك، بل ليس ثمة كلمة ينبس بها أحدهما، وقبل أن أغادر ، رميت ثقل كلمتي عليهم علّها تحرك ساكنا ويعودون إلى وطنهم بعيدا طاعة زعماء القوميات، أن جميع ما يدور في سياسة الشرق الأوسط، لعبة كبيرة وقذرة وخداع دولي وإقليمي، أنتم الضحية فيه لأنكم تصدّقون بالزعماء.
غادر محمد و(زوو) صالة الفندق إلى غرفتيهما، واحتسيا ما أوصيا به أحدَ عمال الفندق لشرائه، كان مشروبا فاخرا وبسعر مناسب، أصاب كل واحد منهما نصيبه الذي يرغب فيه من المشروب، حتى نام (زوو) وشعره الطويل يغطي وجهه في ليله الذي شارف على الانقضاء ببريق أول ضياء للسماء من النافذة التي عند رأسه، بينما محمد يحاول النوم في سريره منتشيا، تلاطف وجهه نسائم الهواء البارد، من شباك النافذة المفتوح عند رأسه، وهو يردد :
"مادام الورى يباغتكَ في مفترق الأحاديث، لمَ رجعتَ .. لم اشرقت ؟!
إنهم لا يبصرون الوطن، منافعهم تبرق بين طيات الكلام، يقلّبون الأحاديث على كل وجهة، فلا يبصرون فيها سوى أنانيتهم الأمارة بالسوء، اتجاه كل ما تقوله وتتحدث به عن حبك لوطنك وللناس، وأمثال هؤلاء في كل زمان ومكان من الأرض، لكن ليست كل أرض هي الوطن بعسله وحنظله، وحتى أولئك الذين لا معنى على وجههم، ربما يتغيرون يوما وترتسم بسمة الأمل على محياهم بغدٍ أفضل للإنسان، هكذا هي الأمور نسبية دائماً في كل شيء سوى المطلق حرٌ منها، أرجو ألا تتسرع فيها، فكم مِن متسرع نادمٍ كما ندم الظالم على ظلمه ولات ساعة مندم".
في الصباح كانت شمس آب في الموصل، تشرق بسرورها على تمثال للقائد العسكري- عبد الوهاب الساعدي- الذي حرر الموصل من دنس داعش، لم تكن جهة حكومية وضعته في مركز المحافظة، بل كان أهالي الموصل هم مَن عمل على نصبه، كانا يمران بجانب التمثال فأضحت ملامح البناء و الأعمار بادية على جانبي الشارع الذي يؤدي الى الكراج، جلسا ينتظران أن يكتمل عدد الركاب للتحرك، سيارة الأجرة الصغيرة، حتى صار معهما راكب ثالث في المقعد الخلفي منها، كان محمد يجلس في الوسط بين (زوو) والراكب الثالث الذي لا معنى على وجهه، ولا ملامح للحياة فيه، ذاك الوجه الحليق الذقن حديثا، والذي بدا فيه أثر بقايا اللحية، على الرغم من تكرار ذهاب وإياب شفرة الحلاقة على بشرته إلا أنه مازالت هناك بقايا شعر تدل على طول لحيته السابقة، وبعد أن انطلقت السيارة من الموصل إلى بغداد، وقد فتح الراكب الثالث موضوعا مع محمد إن الطريق طويل من هنا إلى بغداد، كانت عيناه تتفرسان وجه (زوو) وهو يغط في نوم عميق، ليباغته محمد بما يشبه الزجر، وهل وجه صديقي يقلّل المسافة بين بغداد والموصل، أم أنك تشبّه عليه بشخص تعرفه؟ انتبه الرجل الى الجواب، فقال : لا هذا ولا ذاك، هل تبيع صديقك بعشرة ملايين، ضربت المفاجأة رأس محمد، وبهت لسماع هذا الكلام ، ودون تفكير زجره بقوة، ماذا أبيع؟! وظلتّ علامات التعجب على عمارة وجهه، تهدم كل معنى غيرها، أجابه ببرود يشبه الصقيع بـ(هو)، وقد أشار بهدوء وهمس وبحركة رأسه إلى وجه (زوو) وهو يشبه طفلا نائما، ردّه محمد بحزم وشجاعة وبقوة بـ(لا، ولا تفتح الموضوع ثانية، ولا تكلمني) وهو لا يعلم شيئا عن نيّة محدّثه، الذي سكتَ وأشاح بوجهه صوب زجاج نافذة السيارة حتى وصلوا إلى قرية مهجورة من مخلفات ما خرّبه داعش، تقع على جانب الطريق الرئيسي للموصل وبغداد وبمحاذاته، كانت القرية تقع على ربوة وأسفلها وادٍ ليس بالبعيد ولا بالعميق، لكن حجارته حادة ومتناثرة، من أثر القصف والحرب التي انتهت ولم تنتهِ..، لينزل عندها الراكب الثالث، وقبل أن يغلق باب السيارة عاد وفتحها من جديد صاح به السائق منزعجا(ماذا تريد)، كأنه لا يرغب بالتوقف هناك، قال أريد حقيبتي، نزل السائق وناولها إياه من صندوق السيارة، بينما أخذتُ أدقق النظر عنه من زجاج السيارة بفضول مني، فلم أجد له أثرا في الشارع أو عند السيارة، وبقي (زوو) يواصل نومه، فيما أخذ السائق بمقود سيارته، لتنطلق مسرعة تأكل الشارع..



#مؤيد_عليوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل الثاني عشر والفصل الثالث عشر رواية لم اشرقت ..لم رجعت
- الفصل العاشر والحادي عشر رواية لم اشرقت .. لم رجعت
- الفصل الثامن والتاسع رواية -لم اشرقت ..لم رجعت -
- الفصل السادس والسابع رواية لم اشرقت ..لم رجعت
- رواية لِمَ اشرقتَ ..لِمَ رجعت َ!!
- الفصل الرابع والخامس رواية لم اشرقت ..لم رجعت
- الفصل الثاني والثالث رواية لم اشرقت ..لم رجعت
- التميع والتطبيع
- شعر كزار حنتوش ومرجعية الجمال في قصيدته - قصائد رسمية - إنمو ...
- أخرُ عشاءٍ للشاعر تأبط شرا في بغداد
- تقنية السارد بين الراوي العليم والرواي الثانوي في رواية -رما ...
- أخرُ عشاءٍ لتأبط شرا في بغداد
- في 2021
- قصة قصيرة - ضوءٌ منتفض -
- جماليات إيقاع التقابل في -تحوّلات- / الشاعر عبد المنعم القري ...
- سقوط
- سيرة نضال نجفيّة في قصيدة -خطى على ضفاف- *
- فنيّة اليوميات ولغتها في ولهِ الشاعر عمر السراي
- فنيّة القافية عند الشاعر د. وليد جاسم الزبيدي / ديوان -أناشي ...
- التضاد المكاني في قصيدة -الملوك - لكريم جخيور


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عليوي - الفصل الرابع عشر والفصل الخامس عشر راوية لم اشرقت ..لم رجعت