أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عليوي - تقنية السارد بين الراوي العليم والرواي الثانوي في رواية -رماد المرايا - لهيثم الشويلي














المزيد.....

تقنية السارد بين الراوي العليم والرواي الثانوي في رواية -رماد المرايا - لهيثم الشويلي


مؤيد عليوي

الحوار المتمدن-العدد: 6793 - 2021 / 1 / 20 - 17:18
المحور: الادب والفن
    


تتناول رواية "رماد المرايا " لهيثم الشويلي، ثيمة الانسان ومحنة وجوده في دول الشرق التي تخوض الحروب الحرب تلو الحرب، في انمذجة ألم الانسان في العراق وايران أبان حرب الخليج الاولى، فالحرب هي الحرب والانسان هو الانسان في كل أرض.. فبهذه الرؤية وبُعدها الإنساني تكشف "رماد المرايا" عورة مفهوم الحرب والعسكرة، منحازة لمفاهيم القيم الانسانية في السلام والحب والجمال، مارة صفحاتها الاولى على وجع الداخل العراقي للناس المهمشة منذ الحكم الملكي الى ما لحق بالعراقيين من ضيم وحيف الاعتقالات والسجون والقتل والتسفير والترحيل والتهجير والحرب عندما قام الدكتاتور باعتقال العراق..، ثم أن الرواية من الروايات القليلة التي تناولت قضية تهجير وتسفير بعض العراقيين الى ايران قبل الحرب وفي اثنائها، ومثلها في هذه الجزئية رواية "الايام العشرة " لمحمد حسين الخليلي التي اختصت بتلك الثيمة .
ضوء أول :
وفي ضغط المكثف لأحداث الواقع الممزوج بالخيال في رواية "رماد المرايا" كانت تقنية اسلوب السارد الراوي العليم الذي هو احد الشخصيات الروائية "أحمد بن جلال" تكشفه نهاية الرواية التي غدت سيرة شخصية له قامت أحدى بنات اخته بإتمام عمله فنشرتها بعد رحيله، مما يمنح الاحداث فيها واقعية اكثر، فيأخذ الراوي العليم دوره في السرد منذ الصفحة الاولى للمتن الروائي يتخلله راوٍ ثانوي من خلال الشعر فيصبح مغني الابيات في فضاء السرد راويا ثانويا بما يخلق الشعر من فضاءات نفسية مغايرة للمتن الروائي فالشعر غير السرد، من مثل ابيات الشاعر محمد سعيد الحبوبي التي غنّاها "صبحي " :
(لا تدر لي أيها الساقي رحيقا
أنا من خمر الهوى لن استفيقا
ورشيق القد قد أرشفني
في مغاني لهوه خمراً وريقا
في رياض خلت من أزهارها
وجنتيه جلنارا وشقيقا
أخذت مني معاني حسنه
لهوى أي والهوى عهداً وثيقا
ماج ماء الحسن في وجنته
فغدا في موجه الخال غريقا )
فالفضاء النفسي هنا تغيّر باتجاه النادي الاجتماعي أو الخمارة وأجوائها فيصير المطرب راويا ثانويا، ومثله تصير المطربة الايرانية روايا ثانويا، حين تسمعها فاطمة المواطنة الايرانية وسعاد اخت "احمد بن جلال" المُهجرة من وطنها العراق الى ايران فتترجم لها فاطمة من الفارسية الى العربية شعر حافظ الشيرازي :
( إلهي ليس من حزن يشتت منا دنيانا
وهل أقدر.. وهل أعفى وأكثر منك رحمانا
فمن بحر الهدى تروي عبادك ها هنا مدداً
فيمسي حبنا فيضاً وكم نزداد إيمانا
وهل تاجٌ لسلطان يزين رأسنا العالي
أليس الهم يملؤه ويأخذ منا نجوانا
فمن لام ابتهالي أو سجودي عند رحمتك
فتِبرُ ترابك يغني دمي مسكاً وريحانا ) .
وهكذا أينما كان الشعر والغناء فأن السرد يتحول من الراوي العليم الى الراوي الثانوي .
الضوء الثاني:
وفي تناوب مكاني من السرد بين العراق وايران، الذي ينقل معاناة الانسان في المكانين فيتحول السرد من اسلوب الراوي العليم المتصل بالمكان العراقي في اغلبه منذ بداية الرواية حيث معاناة الفقراء في مناطق بغداد الاكثر الشعبية، ثم يصير الراوي الثانوي مواطن ايراني في تلاعب بالزمان السردي أيضا، من خلال دفتر أو مدوّنة تقع بيد "أحمد بن جلال" عندما يصبح جنديا في الجيش العراقي الذي دخل مدنية "المحمرة" حيث وجد تلك المدونة في احد البيوت الايرانية داخل مكتبة فيجلس يقرأ فيه مشاعر الناس أبان الحرب فيكون الراوي الثانوي غائبا خلف سطور تلك المدونة وهذا ما يطلق عليه تدوروف بالتناوب حيث ينتقل السرد من القصة الرئيسية الى قصة ثانوية، ففي أول صفحة :
( التدوينة الأولى 17 / 9/ 1980
أعرف جيداَ إنك لم تكوني قبل هذا اليوم تعرفينني أو حتى تفكرين بي، رأيتك أول مرة في طريق مزدحم بالمارة، لا أدري لِمَ خفق قلبي لك وصفق، لم تكوني صغيرة أبداً، لكنك كنتِ يافعة مراهقة جميلة، ربما لم يراك الآخر جميلة كما رأيتك أنا، ما شدني إليك ذاك الخجل المفرط في عينيك، كان خجلاً أشهى من الخمر، وأصفى من حلاوة العسل في مذاقه، لم تهتمي بي وأنا الواقف في الطرف الآخر حين كنتُ أراقبك وأسير خلفك، منذ زمن بعيد كنتُ أتابع خطواتك وأحصيها خطوة خطوة، كل هذا وأنت لم تكوني تعرفي من أكون.)
فأن الراوي في هذه القصة كان غائبا مجهولا إلا أنه يروي حياة مواطن كان يعيش قصة حبه، التي تشبه قصص الحب التي كان يعيشها أي شاب العراقي قبل الحرب، فالسرد هنا يعود الى تاريخ استقرار الناس وممارستهم الحياة الطبيعية خارج مفاهيم الحروب، ويعود الراوي العليم بعد هذا المقطع من المدونة مباشرة، ويستمر ساردا حتى يعود الراوي الثانوي في المدونة بعد فصل من السرد ليستمر الراوي الثانوي يروي قصته، في تسع وعشرين مدونة أو صفحة من ذاك الدفتر، خالقا الروائي هيثم الشويلي تناوبا في الاسلوب السارد بين الراوي العليم وبين الراوي الثانوي، وهو تناوب للمكان والزمان السردي من المتن الروائي



#مؤيد_عليوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخرُ عشاءٍ لتأبط شرا في بغداد
- في 2021
- قصة قصيرة - ضوءٌ منتفض -
- جماليات إيقاع التقابل في -تحوّلات- / الشاعر عبد المنعم القري ...
- سقوط
- سيرة نضال نجفيّة في قصيدة -خطى على ضفاف- *
- فنيّة اليوميات ولغتها في ولهِ الشاعر عمر السراي
- فنيّة القافية عند الشاعر د. وليد جاسم الزبيدي / ديوان -أناشي ...
- التضاد المكاني في قصيدة -الملوك - لكريم جخيور
- لا اشبهكَ
- همس الايقاع الداخلي في مكان قصيدة - شهرزاد - لرسمية محيبس *
- طفولة بنات الشوارع في فنية السرد القصصي ل-هي لا تشكو.. الى م ...
- ما يخبئه النص في جيب المكان لديوان - ثمّة قلق- عماد الحيدري
- ولادتي
- فنيّة القافية والسكون في قصيدة -أرقص معي -
- فضاء النص / الشارع في قصص -ضفاف النيل - *
- قصة همومُ أرضٍ
- بداية القصص ودلالتها في -عزف بلا أوتار-*
- - حَيْهل - وسرد الحداثة وما بعد الحداثة
- الميتا – قص ... - ما تجلّى في العتمة - *


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عليوي - تقنية السارد بين الراوي العليم والرواي الثانوي في رواية -رماد المرايا - لهيثم الشويلي