أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عليوي - فنيّة القافية والسكون في قصيدة -أرقص معي -














المزيد.....

فنيّة القافية والسكون في قصيدة -أرقص معي -


مؤيد عليوي

الحوار المتمدن-العدد: 6644 - 2020 / 8 / 12 - 20:56
المحور: الادب والفن
    


ينبلج وشم القصيدة "أرقص معي " أو عنوانها - من قصائد التفعيلة – في ديوان " ليديها والقمر " للشاعر وسام الحسناوي، عن طلب امرأة لترقص مع رجل، إذ وظّف الشاعر فعل الامر في "أرقصْ معي" المخاطب للمذكر وليس "أرقصي معي" المخاطبة للمؤنث، فيشير الى طلب المرأة لمراقصة الرجل، لـتأتي القافية منسجمة مع الحركة في الرقص، ومع الحالة النفسية للمرأة ذاتها، في اجواء دراما المكان المرقص والحوار الرجل لا يجيد الرقص والمرأة الراغبة به، لذا يكرر الشاعر طلبها هي "أرقص معي" مرتين في مطلع القصيدة فيكون ثلاثة مع العنوان ليصير العدد (3) الذي يدل الى الكثرة في الاستعمال اللغوي والكثرة هنا تعني الحاح المرأة في طلبها، حيث نقرأ :
ارقص معي
ارقص معي
وتفزُّ رغبةُ عاشقٍ من اضلعي
الخطوة الاولى فلا تتسرعِ
ليكون ثمة حوار بينها وبينه، فهو مضطرب ويريد الرقص معها ولكنه لا يجيده حيث (وتفزُّ رغبةُ عاشقٍ من اضلعي) فاضطرابه ورغبته حركة نفسية داخلية اتصلت بقافية حرف( العين المكسورة) التي تدل على الحركة، ولتكون القافية ذاتها تشير الى حركة خارجية هو يطلبها منها بأن لا تسرع في حركتها الراقصة معه، لتجيبه هي :(لا تنكمش كن سارحا في اللحن وابتع رقصتي /أني اشير الى خطاك بأصبعي) بما يؤكد تمكنها من الرقص وتعلميها إياه في حركاتها الراقصة لتنتهي الجملة الشعرية بالقافية ذاتها ( العين المكسورة ) في كلمة (بأصبعي) بما يتصل بمعنى الجملة الشعرية التي احتلت سطرين حيث مدلولها واحد في السطرين.
ثم تنتقل المرأة مراقصةً الرجل الى مساحة اوسع على مسرح الرقص فيكون المعنى على لسان حالها :(ها نحن فوق المسرحِ) دليل نجاحه هو في الرقص معها، واستمرارهما به تؤكد هذ المعنى قافية ثانية ( الحاء المكسورة) التي تشير الى الحركة وتتصل بمعنى السطر الجديد باستمرار رقصهما .
ثم تبدأ حكايتها تتضح وتبين هي في حوارها أياه السبب الحقيقي لطلب الرقص منه فتصارحه : ( ها نحن أقرب ما يكون لنمّحي) وهو قربها الجسدي منه، حيث تمحي المسافة وتمحي الحواجز النفسية بينهما من خلال الرقص، لتوضحه له بلسان حالها :(جسدي سنا / شعري منى ) فالقافية الساكنة في(الالف ) تشير الى قطع الصوت والوقوف على حالة معينة لا تتغير، بما يتصل بحالتها النفسية ورغبتها به تعبر عنها بلغة جسدها والقرب منه في :( جسدي سنا) إذ السنا اعلى النار بمعنى ان نارها وصلت ذروتها، وهي اي المرأة باقية وواقفة على حالها هذه بما يتفق والقافية الساكنة وبما يؤكدها معنى السطر التالي :( والليل كل الليل يسرح ها هنا ) أي انها باقية معه كل الليل على حالها هذه معه، ثم تنتقل دراما الرقص والقرب الى دخولها خياله فتطلب منه :(فـأبسط خيالَـكَ وأسرحِ) إذ كان فعل الامر ( اسرحْ ) مبني على السكون إلا أن الشاعر وسام الحسناوي، ابدل السكون بالكسرة وهي ضرورة شعرية وفنية، فلو ابقى السكون لما اتفق مع المعنى في انطلاق الخيال ومواصلة حركة الرقص، فالسكون عدم الحركة والمعنى كله يدل على الحركة، بينما (الكسرة) حركة تدل على معنى السطر ،ليجيبها الرجل : ( أهتز بين يديك هز المسبحِ / كفاي يرتجفان من فرط اضطرابي / والنار تخرج من ثيابي / جسدي توهّج كالشرار ِ) فالمدلول الشعري ينسجم تماما مع (قافية الباء المكسورة والراء المكسورة) التي تدل على الحركة والاستمرار اذا علمنا ان صوت الراء لا يملك غير صفة صوتية واحدة وهي خاصة به إلا وهي صفة التكرار فحين يرد ( الراء )في نهاية السطر الشعري أو - البيت العمودي-، يدل على استمرار الحالة النفسية أو الحركة اذا كان متحركا، في السطر بما يمتلك من صفة التكرار الخاصة به بمعنى أن جسد الرجل سيظل يشع متوجها برغبة عارمة للمرأة التي تراقصه،
اما المرأة فتكون حالتها النفسية ورغبتها به المعبر عنها بلغة الجسد فقد اوقفت نفسها له كعاشقة من خلال توظيف الشاعر لقافية التاء الساكنة في
(أني اطير فراشة أني اطير كعاشقةْ / الرقص بين يديكَ أجمل ما تمنت عاشقةْ ) الى نهاية القصيدة، كما يشير لسانها حالها ان الرجل تمسك بها دون غيرها من خلال توظيف قافية الياء والف الاطلاق :( عيونك ابتسمت اليّا / ...) .................................................................................

ديوان ليديها والقمر "، شعر وسام الحسناوي ، مطبعة الرائد ، النجف ، 2011 ، قصيدة " أرقص معي " / مكتوبة في لندن، ص :7-9 .



#مؤيد_عليوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضاء النص / الشارع في قصص -ضفاف النيل - *
- قصة همومُ أرضٍ
- بداية القصص ودلالتها في -عزف بلا أوتار-*
- - حَيْهل - وسرد الحداثة وما بعد الحداثة
- الميتا – قص ... - ما تجلّى في العتمة - *
- رمزية الحداثة وما بعد الحداثة في رواية- السقشخي - لعلي لفته ...
- الشخصية الرئيسة ودورها في بناء القصص القصيرة
- عرض وتحليل لكتاب - قصص الرواية -*
- الرفض في قصص فارس عودة
- إضاءة على البناء الروائي ل- بهّار - *
- التحايل الدلالي والسؤال الفلسفي في قصص - واسألهم عن القرية -
- قصيدة صديقتي الآن
- شعريةُ - يقظة النعناع - * للشاعر أحمد الخيّال
- قصيدة - نسيتُ -
- الخطاب الأيدلوجي ودوره في تزييف الصراع الطبقي
- المكان في قصص عراقية
- - الفقراء - والتظاهرات والمناهج النقدية
- قصيدة أنين المحرومين
- قصيدة مرثية الفقراء على وطن
- قصيدة عشق


المزيد.....




- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عليوي - فنيّة القافية والسكون في قصيدة -أرقص معي -