أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - حركة القرامطة في ضواحي مدينة الكوفة في العراق















المزيد.....

حركة القرامطة في ضواحي مدينة الكوفة في العراق


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7486 - 2023 / 1 / 9 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


3- حركة القرامطة في ضواحي مدينة الكوفة في العراق :
تمتاز حركة القرامطة بجانب ثوري حيث كان لها نظريتها وأيديولوجيتها ووضعت لنفسها خطة وبرنامجاً تسترشد بهما يتفقان مع نظريتها وأيديولوجيتها واستطاعت هذه الحركة أن تجذب وتكسب إلى صفوفها جماعات كبيرة وكثيرة من الفلاحين وسائر كادحي الريف والحرفيين وغيرهم من سكان المدن في منطقة واسعة تمتد إلى نواحي مدينة البصرة والكوفة في العراق وفي مناطق كثيرة من البحرين وبعض مناطق من بلاد الشام وبعض نواحي اليمن في جنوب الجزيرة العربية واستطاعت أن تكون من هذه الفئات جيشاً مسلحاً يقاتل بحماس وجرأة جيوش الخلافة العباسية في مناطق واسعة ومتفرقة واستطاعت أن تقيم الحكم الجمهوري في البحرين تعبر وتجسد أفكارهم وأحلامهم الطبقية في المجتمع البحريني وعاشت هذه الجمهورية المستقلة عشرات السنين كتجربة تاريخية فريدة من حيث موقعها المكاني والزماني ومن حيث مضمونها الثوري ولقد سميت بحركة القرامطة تعبيراً عن اسم مؤسسها وقائدها (حمدان قرمط) وكان حمدان كادحاً زراعياً بسيطاً في إحدى القرى المجاورة لمدينة الكوفة في العراق وقد اتصل به دعاة الإسماعيلية المعروف (حسين الأهوازي) عام/ 264ه – 877 ميلادي وعهد إليه التبشير لدعوته إلا أن القرامطة لم يبشروا للإسماعيلية وإنما أطلقوا لأنفسهم (المصلحون في الأرض والمنصورون بالله والناصرون لدينه) وقد ذكر المقريزي أن دعوة القرامطة انتشرت في نواحي مدينة الكوفة بين مختلف القبائل العربية إضافة إلى مجموعة من (النبط) وهم قوم من العجم كانوا يعملون بالزراعة في سواد مدينة الكوفة.
كان لحركة القرامطة تنظيم دقيق يعمل سراً بمهارة ودأب وكان دعاتها على صلة مستمرة بأعضاء الحركة ومنظماتها وفق خطط تنظيمية منسقة للاطلاع على شؤونهم وسير الدعوى بينهم ولقد ظهرت براعة حمدان القرمطي في مجال التنظيم والضبط والالتزام ودقته يعاونه اثنا عشر نقيباً اختارهم من بين الدعاة وقد رافق هذا الأسلوب التنظيمي الدقيق تنظيم مالي من التبرعات ساعد على توسيع وترسيخ الدعوة بين جماهير الفلاحين الكادحين الفقراء والحرفيين الصغار وكان التنظيم المالي لحركة القرامطة يقوم على فرض ضرائب حسب ظروف وحالة المنتمي إلى الدعوة إضافة إلى التبرعات من الآخرين وكانت توزع هذه الأموال حسب حاجة وظروف كل عضو في الحركة كما أمكنه من الاستفادة من الأموال الفائضة عن حاجة منتسبي الحركة ببناء قلعة حصينة للتنظيم قرب مدينة الكوفة عام/ 277هـ سميت (دار الهجرة) كما استفادت الحركة من الأموال الفائضة في شراء السلاح وتسليح أعضاء الحركة عام (287هـ - 900م).
في عهد الخليفة المعتضد العباسي (279 – 289هـ) وفي عام (287هـ - 901م) بدأت الدولة العباسية بمطاردة القرامطة بعد أن شعرت بخطر حركتهم اجتماعياً وفكرياً وتهديدها وخطرها على الدولة العباسية وعلى أثرها قام أحد قواد الجيش في الدولة العباسية بالهجوم على أحد مراكزهم في نواحي مدينة الكوفة وقتل رؤسائهم وأسر جمعاً كبيراً منهم إلا أن الخليفة العباسي أمر بإطلاق سراح الأسرى لأنهم كانوا من الفلاحين لأن اعتقالهم وسجنهم يؤثر في الإنتاج الزراعي ... إن اشتراك جماهير واسعة من الفلاحين في الحركة تدل على الطبيعة الطبقية للحركة .. وقد استمرت هذه المواجهات بين الحركة ودولة الخلافة العباسية إلى سنوات عديدة لم تستطع الدولة العباسية من القضاء عليها لأن لهيبها الثوري والعقائدي كان يستعر ويتفجر بين جماهير واسعة في النضال لأنها كانت تدرك أن كابوس الظلم والاضطهاد والحرمان والاستعباد والجوع لا يمكن إزاحته إلا بالعنف الثوري وكذلك كان الإيمان بعدالة قضيتهم والعقيدة هو وقود الثورة .. وقد استطاعت حركة القرامطة أن تفتح جبهة نضالية ثورية أخرى في بلاد الشام عام (289 هـ - 901م) وقد أدى هذا الامتداد الثوري إلى فقدان سلطة الخلافة العباسية وسيطرتها على كثير من الأقاليم التي نشبت فيها نار الثورة بتأثير من شخصية وقيادة (حمدان القرمطي) الجريئة والشجاعة وقد استطاع أحد أنصارها (أبو سعيد الجنابي) أن يفجر نار الثورة في البحرين وأصبحت تشكل الجبهة الثالثة للثورة العارمة ضد الفساد والظلم في الخلافة العباسية .. كما انتشرت أفكار الثورة المباركة في مختلف الأقاليم التي كانت تبشر بالمؤاخاة الشاملة والمساواة والعدالة الاجتماعية بين الناس مهما اختلفت انتماءاتهم الدينية والقومية والجغرافية وأثارت هذه الدعوة الإنسانية فيهم المساواة والأخوة والمحبة ونكران الذات وبناء المجتمع الحر السعيد في أواخر القرن الثالث الهجري وبداية القرن الرابع الهجري تركزت قوات المواجهة المسلحة بين حركة القرامطة ودولة الخلافة العباسية في منطقة البحرين حيث امتازت حركة القرامطة بالإصرار والصمود والإرادة وقد صمدت وكبدت جيوش الخلافة العباسية الخسائر الكبيرة في الرجال والمعدات مما دفع جيوش الخلافة العباسية إلى الهروب والانسحاب من منطقة البحرين وأعلن استقلالها وتشكيل دولة البحرين القرمطية في عهد (سليمان بن طاهر أحد أبناء أبي سعيد الجنابي) وذلك في العشرينيات من القرن الرابع الهجري وتكونت أول جمهورية عربية في ذلك العصر لها نظريتها وبرنامجها وأيديولوجيتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكانت دولة من طراز جديد في ذلك العصر حيث اتخذت من العلمانية مذهباً لها ومن العدالة الاجتماعية فلسفة وسلوكاً لها وكانت تديرها وتحكمها قيادة جماعية كما كانت لها حكومة من ستة أشخاص يؤلفون مجلساً أطلق عليه (مجلس العقدانية) وهنالك ستة أعضاء نواب لهم من ذوي الدرجات العالية من أصحاب الخبرة والمعرفة والتجربة والعلم يجلسون على تخت خلف أعضاء الحكومة كمستشارين لهم وكانت المقررات في شؤون الجمهورية تصدر بإجماع الرأي .. وكان النظام الاقتصادي في جمهورية البحرين التي أسسها القرامطة تقوم على أساس القطاع العام ذات الطابع الغالب للمؤسسات الاقتصادية – الاجتماعية على قاعدة اشتراكية وهو الطابع الثوري لهذه التجربة الفريدة في ذلك العصر وكانت تعتبر أول دولة اشتراكية في هذا النهج في العالم ومن خلال هذا الإطار العام الذي يعكس ويجسد العلاقة الوثيقة بين جماهير الشعب والسلطة الحاكمة تمتاز بالقوة والإرادة والصمود والشموخ في تحدي جميع المؤامرات والدسائس والهزات التي تتعرض لها الجمهورية الفنية التي احتضنها الشعب بشريان القلوب لأنها منهم وإليهم المعبرة عن طموح وأماني الشعب في المستقبل المشرق السعيد
لقد أفرزت هذه الحركات الاجتماعية أفكاراً ثورية لدى طبقات المجتمع في جميع مناحي الدولة العباسية ومن تأثيرات تلك الحركات الاجتماعية الثورية التي خلقت جذوة النضال وتحطيم حاجز الخوف لدى الشعوب ضد طغيان وفساد واستبداد حكام وخلفاء بني العباس حركة تمرد (المبرقع اليماني) التي حدثت في عصر المعتصم بن الرشيد في جبال الأردن واستطاعت الدولة العباسية القضاء عليها بالحديد والنار وثورة (الحسن بن زيد العلوي) وتكوينه دولة علوية في طبرستان كما شار (أحمد بن طولون) وأسس دولة مستقلة في مصر.

يتبع ...



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة البابكيين + ثورة الزنج في العراق
- الحركات الاجتماعية في العراق والجزيرة العربية (الزنج والقرام ...
- المحاصصة الحزبية ونظام الحكم في العراق
- الاستثمار والعوائق والمعرقلات التي تمنع عمله في العراق
- نتائج الانتخابات أفرزت حكومة صدرية سلبت منها وليس انتزعت أكث ...
- عملية خاطئة يجب التصدي لها ومحاسبة الوزير عنها
- الأزمات المتكررة وعدم تجاوزها طبيعة من طبائع النظام الذي لا ...
- الفساد الإداري في العراق أسبابه ونشأته ومعالجته
- الواقع يكشف الحقيقة وليس التهديد والترهيب
- أهمية القاعدة التنظيمية السياسية في سلوك وعملية الأحزاب السي ...
- هكذا وبكل بساطة يعود العراق إلى مربع الصفر
- العراق المستباح وشعبه المذبوح يرزح تحت كابوسين الفساد الإدار ...
- التهديد والترهيب أصبحت عادة وأسلوب للسياسيين في إكمام الأفوا ...
- ميناء الفاو معادلة وتعويض عن نفط العراق
- ماذا يعني تضمن قانون جرائم المعلوماتية عبارة المس بالرموز ال ...
- مصداقية كلام الإنسان والتزامه ووعوده تكشف شخصيته إذا كان صاد ...
- الطبيعة والتطبع
- إن أكثرية أسباب الطلاق تعود للظروف الاقتصادية السيئة
- المطلوب من الدولة العراقية اعتماد مفهوم التنمية من أجل توفير ...
- أهمية القطاع الخاص في تنمية وبناء الاقتصاد العراقي


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - حركة القرامطة في ضواحي مدينة الكوفة في العراق