أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مظهر محمد صالح - الحواضن السياسية:بين الاختطاف و التشظي














المزيد.....

الحواضن السياسية:بين الاختطاف و التشظي


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 7485 - 2023 / 1 / 8 - 22:01
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


1- بادق العبارات التي خطها في مقاله الثري المفكر السياسي حسين العادلي بعنوان (( الدولة العراقية من الاختطاف الى التشظي )) مدركاً ان حراك الدولة الحديثة هو حراك انتزاع السلطة من اختطاف المحتكر لها والمستبد بها ، فالدولة ظاهرة سياسية مجتمعية انتجتها نضالات المحكومين لانتزاع الصلاحيات المختطفة من قبل السلطات المطلقة بغية تقنيتها و مأسستها ، فالسلطة المطلقة مفسدة مطلقة.
الا ان ارتباط جريمة الاختطاف بالسياسة قد شغل النزعات المعاصرة في علوم الاجتماع السياسي ، اذ وجد الكاتب الغربي MARK TURNER في المجلة الدولية للعلوم الاجتماعية والقانون International Journal of the Sociology of Law 1998, 26, 145–160، في مقاله بعنوان ( الاختطاف والعلوم السياسية ) انه كيف تحول الاختطاف من ظاهرة غير سياسية ارقت مجتمع روما القديم عندما حكم الامبراطور الروماني قسطنطين 317 بعد الميلاد بعقوبة الموت على الخاطفين ، وكيف شاع مصطلح الخطف في القرن الثامن عشر ولاسيما على الصغار واليافعين لزجهم في المزارع الكولونيالية للبيض ، حتى تحول الخطف تدريجيا واخذ مداه في العلوم السياسية كاحد اساليب الابتزاز السياسي وبشكل متصاعد ابان الحرب الباردة ليصبح حدثا مهما تتغير على اساسه الكثير من موازين القوى في العالم .
ويقابل ظاهرة الاختطاف ظواهر سياسية انتقلت من عصر الصيد البدائي الى عصر العولمة وتشرذم الدولة -الامة الراهن و هو ( التشظي) الشكل الاخر ( للاختطاف ).فاللافت ان التشظي هو الاخطر في حواضن السياسة لكونه يمهد حقا الى بعثرة المواطن في الكثير من السياقات . اذ لم اجد ابلغ من سعي الانسان في العصر الحجري القديم وتعلمه صناعة رؤوس السهام من الاحجار ، لتاخذ الصخور المتشظية دورها في تدمير الخصم عندما تلفظ السهام شظاياها .
2-يقول المفكر حسين العادلي في مفكرته التحليلية : حول
الدولة العراقية من الإختطاف إلى التشظي قائلاً:

((تُختطف الدولة بتغييب الإرادة العامة للمواطنين، وتُغيب الإرادة بالإستبداد من خلال مصادرة حق الجمهور بإنتاج السلطات ديمقراطياً. وتُختطف الدولة عندما يتم تجريد مواطنيها من حقوقهم وحرياتهم، وعندما تختل منظومات الحقوق والواجبات بفعل التمييز والإقصاء واللا عدالة المجتمعية والسياسية. وتغيّب الدولة بفشل إدارة وظائفها من أمن وخدمات وتنمية على يد السلطات الفاشلة والعاجزة عن الحكم الفعّال والكفوء.
فبعد العام 2003م خرجت الدولة من فج (الإختطاف )إلى نفق (التشظي….) اذ تم اعتماد معادلة الحكم التوافقي المكوّناتي الحزبي الذي شظى الدولة على عدد الهويات والمصالح والقوى تحت عناوين الشراكة والتوازن والتوافق، وليصل التنازع والتحاصص إلى كل ما يتصل بالدولة من سلطات ومؤسسات وعلاقات سيادية!! فأنتج التشظي الإختطاف بدوره، على عدد مراكز القوى والنفوذ والمصالح!! )).

3- فالانقلابات السياسية Coup d état عبر التاريخ ونجاح الانقلابيين والاستحواذ الفوري على الشرعية السياسية والقانونية والايديولوجية وفق برنامج التشكيل الانقلابي هو اكثر النماذج تجسيدا لظاهرة (الاختطاف بصيغة الجملة ..…او صفقة الاستيلاء لصالح الانظمة المستبدة او الدكتاتورية وهو مالم يدركة مارك تيرنر ضمن تحول الاختطاف من حالته غير السياسية الى حالته السياسية مما ذكرنا آنفاً ) . وعادةً ما يكون الاستيلاء على السلطة بالانقلاب من الافعال غير القانونية التي يتولاها فريق سياسي أو طائفة أو جماعة متمردة أو جيش أو ديكتاتور.وعلى الرغم من ذلك يرى العديد من علماء السياسة أن الانقلاب يعد ناجحًا عندما يستولى المغتصبون على السلطة لمدة سبعة أيام على الأقل. ولكن يبقى ( التشظي ) نمطا من انماطا (الاختطاف بصيغة الجزيئية او المفردة )..فالاخير هو اقرب الى اختطاف فريسة الحكم بين المتصارعين على اجزاء القوة والثروة والمعتقدات مقابل الاختطاف المطلق او الجملة .
فبين (اختطاف الجملة )و (اختطاف المفرد ) تتحول الكيانات السياسية الى قطبين ، الاول : الذي يفسر (الاحتكار مطلق للقوة والثروة والايديولوجيا )وهم القوة الدكتاتورية الخاطفة للسلطة والمتفردة بفريق واحد والاخر : وهو اختطاف المفرد ويفسره ( احتكار القلة وهم القوة المتشظية التي تتفرد بتشرذم القوة والثروة والمعتقد الايديولوجي) وبين هذا وذاك يغيب العقد الاجتماعي ويفقد مقوماته وتتهالك الدولة- الامة .
((انتهى )).



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة التجمعية وقوى التفكيك: الواقع والفلسفة
- الأيديولوجيا والدولة الامة في العراق.
- نقض العقل المغلق: الرسائل الثلاثة.
- الوعي والكاريزما في حوارات الديمومة و التغيير : الاجتماع الس ...
- الطريق الى مدريد : احتلال العراق
- مرارات فوق البحر الاحمر
- ‏‎قصر زاويته بلا ملك ….!
- ثلاثية الثقافة وحوار العقل : الذاكرة والكيد والحظ …!
- حوار الاجتماع السياسي :ضبط التوازنات الداخلية والخارجية
- حوارات معاصرة في الثقافة العراقية- المشرقية .
- الدولة - الامة في حاضنة الاستطالة: انموذج دولة لما بعد الاحت ...
- الأضعاف والتمكين:صراع في ثنائيات الحياة.
- -التضحية الأُضحية :وصراع الطامعين-
- المزِيَّة والمحيط : درس في سببية الحياة .
- على مائدة الرئيس :هموم الحرب وشجون السلام.
- اقلام لاهبة في السياسة العراقية
- عقيل الخزعلي: شذرات من فكر عراقي لا ينقطع.
- ‏‎انسداد المزدوج: تحليل الدولة المشرقية -الهشة
- طواحين الشرق السياسية بلا دقيق.
- الديمقراطية المشرقية: تأملات في الكمائن والتلاقي والضد النوع ...


المزيد.....




- العدد الأسبوعي (554 من 2 إلى 8 ماي 2024) من جريدة النهج الدي ...
- الاستشراق والإمبريالية والتغطية الإعلامية السائدة لفلسطين
- نتائج المؤثمر الجهوي الثاني لحزب النهج الديمقراطي العمالي بج ...
- ب?ياننام?ي ??کخراوي ب?ديلي ک?م?نيستي ل? عيراق ب? ب?ن?ي م?رگي ...
- حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا ...
- قادة جامعات أميركية يواجهون -دعوات للمحاسبة- بعد اعتقال متظا ...
- دعوات لسحب تأشيرات الطلاب الأجانب المتظاهرين في امريكا ضد عد ...
- “بأي حالٍ عُدت يا عيد”!.. العمال وأرشيف القهر
- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مظهر محمد صالح - الحواضن السياسية:بين الاختطاف و التشظي