أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مظهر محمد صالح - الديمقراطية المشرقية: تأملات في الكمائن والتلاقي والضد النوعي.















المزيد.....

الديمقراطية المشرقية: تأملات في الكمائن والتلاقي والضد النوعي.


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 7247 - 2022 / 5 / 13 - 02:41
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ا- تمهيد : تبقى الكمائن هي سلوك في تربص البعض للبعض وواحدة من اخطر مظاهر بناء الديمقراطيات المشرقية المتعثرة.
وان اخطر الكمائن هي التي يكون فيها الانسان عدو نفسه حقاً .فعندما تتربص النفس الباغية صوب العقل سيحصل الهجوم المفاجيء من عدو ذاتي داخل النفس وهو في وضع خفي ليطلق طلقة الاحباط والياس. فحصانة النفس من الانغماس بالباطل تقي شرور التصرفات من ان تتحرر من مكامنها نحو غايات ملمسها هو الخذلان . واكبر الكمائن النفسية قوة هي عندما تستريح التصرفات البشرية على زهو الباطل والفخر الكاذب واللهاث وراء سطوح المطامع،عندها تنكشف التصرفات العقلية ويبان من ينزع عنها سلاح الدفاع عن النفس بقوة النفس السالبة ذاتها. وبهذا فان اخطر سلالم التسلق والصعود هي عندما تكون الادراج في وضع افقي ليمارس عليها التسلق نحو المجهول، فعندها ستفعل فواعل الخذلان فعلها في الكمائن النفسية وتكون اقوى مَن يفاجئ الانسان نفسه بالاحباط والتراجع الى اللاشيء .
2-يطالعنا المفكر السياسي العراقي حسين العادلي بكلمات هي اقرب الى (بارومتر )فحص السلوك الديمقراطي المشرقي الشديد القبلية في درجة تربص البعض للبعض ولاسيما في النوع السياسي المتقارب في القبلية والاثنية والدين والطائفة مقارنة بالضد السياسي النوعي المقابل ليحل محل التنافس الديمقراطي الحر قائلاً:
• كَمِين (الذّلة) الطَمع. (إزهد)، تزدهر لديك الفِطنَة.

• الغَفْلة (أمّ) الكَمائن، الغَفْلَة نوم الحَذَر!!

• كَمِين الجَهل (الإستغناء)، كَمِين العِلم (الخُيَلاء). كَمِين النَّفس (الجَزع)، كَمِين الغَرائز (الجَشع).

• كَمِين العَامَّة (الشِّعار)، كَمِين الخَاصّة (الإمتياز)،.. والمصيَدة (الأيديولوجيا).

• بثلاثة، (تكثُر)الكَمائن: الحَرب، السّياسة، والتجارة.

• كَمِين القيادة (الغُرور)، وكَمِين الغُرور (التَعَاظُم)، وكَمِين التَعَاظُم (الزهْو).

• إذا كان (القائد) خَبير كَمائن، نجت الدولة من مَصَائِد الأعداء.
• إن غدت (السّياسة) حَقل كَمائن، تطاول الشك، وازدهرت المؤامرة وفشلت الدولة.
3-وبهذا فان اصعب التجانسات السياسية هي داخل الطيف الديني او المذهبي او القومي الواحد واسهلها تجانسا عندما تقسم المصالح السياسية بين المشارب ذات النوع المكوناتي السياسي الضد ، حيث يعود التصلب في درجات الانسجام من عدمها الى عقدة السيادة او التفرد في الزعامة القبلية احيانا والروحانية احياناً اخرى او الاثنين معا في المعادلة المجتمعية المشرقية العربية على وجه الخصوص . فالتوازن بين القبائل السياسية المنفصلة في المعتقدات والاصول لبلوغ التفاهمات في ادرة اللعبة السياسية وادارة توازناتها في الديمقراطية الشرقية هي اكثر يسراً من التفاهمات الذاتية التي يتزعمها نوع ديني او مذهبي او قومي واحد متصلب معتقدياً …. لذا فهي واحدة من اخطر مشكلات ممارسة الحياة الديمقراطية بعقدها الشرقية وسيادة قيم ما قبل الدولة .فعندما تتغلب المعتقدية وعقدة التفوق والجذر القبلي على التنافس الديمقراطي فانها ستوفر ،مجتمعةً ،سيكولوجيا سياسية هي ( التَسيُد الروحي او الاصولي )على النوع العرقي او المذهبي او القومي الواحد نفسه دون تنازل ! وبهذا تبقى الديمقراطية المشرقية بحاجة ماسة الى ممارسات طويلة وتطبيقات عميقة داخل افرع الشجرة المذهبية او القومية السياسية الواحدة حتى تتخلى عن هيراركياتها الاحادية الموروثة في الفردانية قبل ولوج المجتمع الديمقراطي التعددي وتوازناته وقبل قبول الاخر من الضد السياسي النوعي .
4- يتناول المفكر السياسي العراقي ابراهيم العبادي في حواراته في تحليل الديمقراطية المشرقية بالقول:
(الحياة السياسية المشرقية لاسيما العربية منها ،مليئة باشواك التزعم والبطولة والسيادة والفردية والتاريخ المجيد ،بعدها تصاب الاحزاب بالتشظي والانقسام وصعوبة التلاقي لانها تمارس السياسية بمعايير الصواب والخطا والتقابل الفكري والسياسي الضدي .
انها محنة مجتمعات السياق القبلي الديني ).
5- بذلك تبقى الديمقراطية المشرقية تتعاطى في سلوكها السياسي في مسألتي الغنيمة والغلبة ( المحاصصة) كاسلوب لجفاف الحياة المجتمعية وكانها تحاكي المجتمع وسط جفاف الصحراء واتربة الاستبداد المشرقي في تطبيقاتها للمسالة الديمقراطية التي يزداد تفككها مع عواصف صحارينا التي لاترحم …وتبقى اجمل الكنايات السياسية التي ساقها المفكر السياسي حسين العادلي في تفسير اهمية (الحضن ) بمعنى حضن الدولة -الامة .قائلا:

• حُضن الوطن كحُضن الأُمّ، لا (يخونه) سوى اللَّقِيط.

• الحقيقة حُضن الصِّدق، الأمانة حُضن الشَّرف، وبالصّدق والشَّرف (تَعرِف) النَسَب والنِسبة والتَناسب.

• الحُضن انتِماء، (يخلَعه) ثلاثة: العَاقّ، الظالِم، والمَاجِن.

• (تحتاج) الحُضن عند البَرد والغربة والأسف، الحُضن وطن!!

• الأيديولوجية حُضن (الهَيمَنة)، والهَيمَنة حُضن (الإستبداد).

• الدولة حُضن (السّلطة)، السّلطة حُضن (القانون)، القانون حُضن العدل والمسؤولية والإلزام.

• الشعوب القَاصِرة تحتاج (دار حَضانة).

• حُضن (السّلطة) دافِئ دوماً، حُضن السّلطة رِيش نَعَام!!

6- ختاماً، يبقى الحضن او المحيط في عالميّ الطبيعة و المجتمع شرط الضرورة لنشأة الأشياء والحياة واستدامتها ، فاي ظاهرة دون محيط او حضن ستفقد شرط كينونتها واستمرار بقائها . ويبقى المحيط ونوعيته وصلابته وتبدلاته وتكيفه هو السبب الذي يمنح الاشياء هويتها وتشكيلاتها ووظائفها بالنوع والتطور . فالتفاعلات (كمتغيرات داخلية endogenous )لا تتحرك الا عندما تتلقى اشارة من المحيط او الحضن وهو (المتغير الخارجي exogenous )كرحم الام … فالبيضه التي تتحول الى كائن حي لاتحصل على تفاعلاتها الداخلية الحياتية المكتملة الا بفعل حرارة المحيط الخارجي وهو الاحتضان الدافئ. فعندما يفقد الحضن حرارته تموت الحياة داخل البيضة.انه مثال ينطبق على الشواهد والظواهر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والحياتية كافة من الاسرة الى الدولة.
فالحضن الصالح للدولة يولد تطورات لنتائج صالحة في رفاهية وازدهار الحياة ، و باختفاء الحضن تنفلت الاشياء وتضطرب التصورات وتضمر الحياة خارج مرتسماتها في التطور والصيرورة المستمرة .
(( انتهى))



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستجواب وادوات الدولة الاديولوجية الموازية .
- معبد الاغتراب الديمقراطي.
- ‎:النخبة وصعود الطبقة الوسطى وجهات نظر في الثقافة العراقية.
- العراق بعد العام 2003 : الدولة اللينة والدولة الموازية
- بوابات الاجتماع السياسي المغلقة :مفاتيح الفكر العراقي الاربع ...
- النفط و النظام النقدي الدولي: من صدمة نيكسون الى صدمة اوكران ...
- الفكر العراقي الراهن : رؤى في الصدق ، الحب والمروءة.
- النقود الملكية الحمراء
- تعويضات حرب الكويت: مسار داكن في التاريخ الاقتصادي للعراق.
- قراءة إنسانية في قلم المفكر عقيل الخزعلي
- رباعية الفكر الرافديني
- موديل الدولة المشرقية :العراق انموذجاً.
- الحرس الدستوري الجديد في العراق
- تجربتي العملية مع الراحل د. سنان الشبيبي
- المفكر كاظم حبيب : حوارات في ذاكرة الضمير.
- التناثر الديمقراطي والاغتراب الرأسمالي .
- الذاكرة مدينة لاتنام في العصر الرقمي.
- الخصومة في جدل البنية الفوقية السياسية:العراق انموذجاً.
- شهداء خالدون ( الدكتور صفاء الحافظ )
- الخطاب في الاجتماع السياسي في العراق : حوار الحكماء.


المزيد.....




- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عملية بمجمع الشفاء الطبي في غزة ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى تخليد ...
- النهج الديمقراطي العمالي بوجدة يعبر عن رفضه المطلق للأحكام ا ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مظهر محمد صالح - الديمقراطية المشرقية: تأملات في الكمائن والتلاقي والضد النوعي.