أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مظهر محمد صالح - معبد الاغتراب الديمقراطي.















المزيد.....

معبد الاغتراب الديمقراطي.


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 7224 - 2022 / 4 / 20 - 23:59
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


1- مازالت اجواء معبد ديمقراطيتنا تعج بظاهرة من الاغتراب السياسي بين المتعبدين والكهنة وهو مظهر داكن اللون ورثه العهد السياسي الحديث في بلادنا ليشكل ظاهرة عنوانها : (( الديمقراطية المغتربة democratic alienation )) انه تيه شديد بين كهنة المعبد ورعاته من كهنة السياسية من خارج السيادة العراقية Kharijites Monks of politics من طرف والمتعبدين الديمقراطيين انفسهم من طرف اخر.
اذ تولت تلك الفلسفة في الاغتراب ،احلال الكاهن المؤسس الخارجي للديمقراطية بشكلها الاول منذ عقدين من الزمن ليتحول الاحلال الى ظاهرة مستمرة وفي تناسل موروث من قوى خارجية محيطة ببلادنا عبر سلاسل غرباء من الكهنة ورعاة لايعرفهم المتعبدون في معبد الديمقراطية العراقية . اذ توجه عقارب بوصلتنا وعلى مدار الساعة بالضد من عقارب الاخر وتوجهاته ذلك في خضم حركة اضداد يصعب نسج خيوطها وفهم ملمس بساطها في (ماكنة الحياكة ) العراقية .( فاغتراب الكهنة ) انفسهم جعل (من ديمقراطيتنا كمتعبدين اكثر اغتراباً وتباعدا واقل انسجاماً ) في تسيير الديمقراطية العراقية . حيث يعيش المتعبدون في معبد الديمقراطيات الرافديني اغترابا كهنوتياً بسبب التعددية الكهنوتية نفسها من فئة (الخارجيين ) وتصارع المصالح وتضادها بين كهنة المعبد انفسهم .اذ ورث النظام الديمقراطي العراقي رعاة و كهنة من اجناس اقليمية ودولية هم غرباء عن بعضهم يستنسخ بعضهم البعض بالضد تارة والتخادم تارة اخرى وعلى مدار الساعة وفي بوصلة تدور باتجهات مختلفة ، اذ اصبحنا لا نعرف اين موقع معبدنا السياسي على سطح الارض ،فالكهنة هم قوى سياسية خارجية لاعبة بكرات لعبة باتت ملونة ومتغيرة السلوك في زوايا واتجاهات تلك البوصلة . فهولاء الكهنة انفسهم في اغتراب لا يجمعهم جامع وهم بامس الحاجة الى (مجمع كهنوتي ) يضمهم عبر جدول اعمال ربما سيصبح في يوم ما كتاب السياسة المقدس في بلادنا كي يفك أسر ديمقراطيتنا من عقدة الاغتراب مع الفرقاء الخوارج انفسهم ، سواء اكان الاغتراب عمودياً مع الكهنة داخل معبدنا السياسي ام افقياً بين الشركاء المتعبدين انفسهم . انه انموذج ديمقراطي منكسر يعاني من تبعية موروثة مفككة التوجهات تضمها بوصلة مبهمة التوجيه والإعداد .
2- ان في اركان مدرسة الفكر السياسي العراقي المتقدم الممتدة اذرعها بين شخصيات كابراهيم العبادي وحسين العادلي ومازن صاحب ومزهر الخفاجي وغيرهم من الفكرين الافذاذ ،يوجد تيار ورؤية لامست اجنحة معبد الديمقراطية وتعرفت على مرتسم بوصلته المغتربة .
اذ يتناول الكاتب والمفكر السياسي حسين العادلي الاركان والزوايا التي رسمت معبد الديمقراطية العراقية بالقول:
ليس هناك من "وصفة" ديمقراطية موحدة للشعوب. أرى أنّ الديمقراطية تتصير وفق صيرورات وسيرورات تاريخية لأمتها فتأخذ نكهتها الوطنية بالنتيجة. وعراقياً ما زلنا في بواكير هذه السيرورات التي قد تُنتج نموذجاً عراقياً خاصاً أو قد تفشل. فالأمر برمته مقرون بطبيعة التحولات ببنية النظام السياسي وعموم بنى المجتمع والدولة والقوى الفاعلة فيه وجملة المتغيرات الإقليمية الدولية. ولا يخفى أنّ الأعم الأغلب من هذه القوى والمؤثرات تشتغل بالضد من إنضاج نموذج عراقي ديمقراطي متوازن ومقبول وحيوي. إنّ قوى الردة والممانعة الديمقراطية، إضافة إلى (التابوات ) والذاكرة والتحيزات، وسيطرة التخادم والزبائنية وتحاصص المصالح، يضاف إليها اضطراب الإقليم الشرق أوسطي ووقع العراق بمنخفض جيوستراتيجي وتماهي التخوم بين الوطني والأجنبي.. الخ، كلها عوامل تشتغل بالضد من نمو طبيعي لنموذج ديمقراطي عراقي قابل للحياة، وهي مهمة تحتاج إلى جهود استثنائية من قبل النخب والقوى المؤمنة والحريصة على إنتاج تكوين عراقي وطني ناجح.

3- اما الكاتب والمفكر السياسي ابراهيم العبادي فقد قلّب خريطة الاغتراب المزدوج في مسالك معبد الديمقراطية بالقول:

لايحضر مفهوم الاغتراب الا وتقترن معه دلالاته النفسية ،فهذا المفهوم الذي ولد في فضاء التنوير الاوربي مع هوبز وجون لوك وروسو واحتل موقعا مهما في الفلسفة الهيغلية واخترق الواقع المادي للطبقات العمالية على يد كارل ماركس ،كان حاضرا بقوة في المجال الديني على يد فيورباخ الالماني ،بل حتى المتأخرين من مفكري وفلاسفة ونفسانيي الغرب امثال سارتر واريك فروم ،كان لهم تكييفهم الفلسفي والسيكولوجي للمفهوم ،بطبيعة الحال الدلالات النفسية للمفهوم تحيل الى اللامعيارية والعجز والغربة الذاتيةعن المجتمع ،وفقدان المعنى والعزلة وانشطار الشخصية والعجز عن التكيف مع القيم والمعايير السائدة ،الاغتراب مرض العصر كما يوصف ،صار يشمل مجالات عديدة بضمنها المجال السياسي ،فعندما تعجز المفاهيم والافكار عن ان تجد مكافئها الدلالي ومعناها اللصيق في بنية التداول المعرفي والاجتماعي، فانها ستكون مغتربة عن هذه البيئة وحاملها مغترب هو الاخر عن بيئته الاجتماعية والسياسية ،الديمقراطية في العراق تعيش اغترابين ،اغتراب الدلالة العميقة والمضمون المتشخص الناجز في الوعي والممارسة والفكر والتسليم بمعطياتها، واغتراب الآخذ بها شكلا وهجرانها مضمونا ومعنى ،نحن في بيئة لاتعرف الديمقراطية كممارسة يومية بمضمون فكري -سياسي تداولي، ولا نعير قيمة لمخرجات الديمقراطية ونتائجها ،انها ممارسة شكلانية بلا جوهر وفلسفة حكم بلا اقتناع او يقين او مطابقة بين المفهوم والمعنى ،ذلك هو الاغتراب الواقعي الذي نعيشه في مجالنا السياسي دونما قدرة على الاعتراف والبوح بحقيقة هذا الاغتراب .

4-اما الكاتب والمفكر الحداثي مازن صاحب ، فيطرق حال ماضي وحاضر معبد الديمقراطية واغترابه بالقول:
بعد تراكم الازدحام الجغرافي على سهول وادي الرافدين وتجانس الاعراق في عراق واحد مطلوب ان يكون وطنا للجميع ..ظهرت معضلة التحول الديمقراطي في ادارة الدولة ما بين ما يطرحه أستاذنا الدكتور مظهر محمد صالح في التطلع الى منقذ للديمقراطية الوليدة لعراق ما بعد 2003 وهي تواجه استحقاقات هذا التراكم من معابد غير ديمقراطية أحدهم بلا شراكة مع هوية عراق جديد ..لذلك حصل هذا التمزق البنيوي لهوية الدولة ونظامها بعد ان حصل كهنة الاغتراب في مفاسد المحاصصة غاياتهم لتغانم السلطة من دون بناء نموذج دولة يوحد افقيا كل المجتمع الرافديني تحت صوت وطن واحد بعبادت تفهم وتجيد العمل السياسي بنظام ليبرالي يعزز تنمية سياسية مجتمعية واقتصادية وتربوية مستدامة من اجل مستقبل افضل .
اذ يبقى الفعل ليس في الانتظار لذلك الصوت بل في بلورته وإظهار قوته من صوت الشعب الرافديني بما يلغي حالة الاغتراب ويوحد الهوية الوطنية الشاملة الجامعة بما يصحح اخطاء التأسيس الدستورية وهذا ما يتوقع حصوله بثورة الجياع اذ ان صوت طبول الحقيقة مسموع وقريب .

5- واخيرا وليس اخرا ،يذهب المفكر الاكاديمي والمؤرخ السياسي الرافديني الدكتور مزهر الخفاجي وهو يُقلب عن كثب موازين الاغتراب الثلاثة في معبد السياسة بالقول: لقد كانت ((الحرية)) عند بناة اول دوله في التاريخ واقصد اهل بلاد الرافدين نبتاً غريباً فقد عرف العراقيون الحرية واطلقوا عليها كلمة " أمارجي " وقد ارخ المفكر ( ثيور گلد جاكوبسن ) وقال ان اول ديمقراطية بدائية بدأت في بلاد سومر وتحديداً في مدينة الوركاء .. ان هذه المقدمة تجعلنا نعتقد ان الديمقراطية كمعطى انساني وسياسي كانت ولازالت حاجة تنمو وتنهض وتتعافى وتؤتي ثمارها في ظل استقرار سياسي ناجز .. وعقد اجتماعي واضح ( دستور ) وشعب واعٍ او جاهز لممارسه حقه ..!
ان اساس الاغتراب الحاصل بين المجتمع افراداً وجماعة في العراق انما سببه ثقافه التظليل التي مارسها اصحاب المشروعات السياسية واللذين خلطوا بين مفاهيم الديمقراطية والمفاهيم السياسية النفعية .فالديمقراطية في كل نظم العالم السياسية هي حق للافراد يمارسون هذا الحق في التعبير عن رأيهم واختيار ممثليهم والنظام السياسي الذي يطمحون اليه وليس حق مكون او طائفة او قومية .وهذا مانسميه بالاغتراب الاول .اما الاغتراب الثاني، ينطلق من ان الديمقراطية تحتاج الى نظام سياسي مستقر يؤمن فيه زعاماتها وتقر فيه احزابها بالديمقراطية كوسيلة من وسائل التبادل السلمي للسلطة .. وليس غنيمة او جاه او مصلحة كما هو حاصل الان، اذ ان الديمقراطية تشكوا اليُتم في ظل غياب الرجال المؤمنين بها وليس المستغلين لاستحقاقاتها ، اما
الاغتراب الثالث يكمن في ان التغيير الحاصل في العام 2003 لم يُعطى فيها للمجتمع فرصة الجاهزيه في ممارسه الحق الديمقراطي ،فقد فرضت عليهم فرضاً في مطابخ واشنطن ونسخها الاولى ربما تُنبء عن سوء التنظير فيها فقد وصف الدستور وهو اغتراب مفاهيمي ووطني وثقافي وسياسي عظيم بلد مكونات وليس شعب منسجم مع تاريخه متصالح مع معطياته السياسية .فغياب جاهزية الفرد العراقي في ممارسة حقه والدستور( الملغوم بالمغالطات )وغياب المؤمنون بالديمقراطية كمنهج في الحياة وفي النهوض كلها عوامل ساهمت في تكريس اغتراب الشخصية الوطنية مع معطيات الحرية باعلى مكاسبها ونقصد الديمقراطية.
6- ختاماً،في ضوء الحوار الفكري النخبوي آنفاً ، يبقى التساؤل كم سنبقى نتطلع الى منقذ لهذه الديمقراطية وانسدادها و بكاهن وطني يقف بيننا عموديا وهو ليس من الخارجيين ،حيث يعلو صوته بطبقة من جنس واحد في معبد قوامه حكم الشعب ومن الشعب والى الشعب وبرؤية تجعل اغتراب المتعبدين الافقيين ،بعضهم عن البعض ،في الفة (تنافسية )يجمعها كتاب العراق السياسي المقدس وعقارب بوصلتها تلامس اتجاها وطنياً واحدا وتنحو نحو معبد راسخ على ارض سومرية طيبةً وبابلية واشورية معطاة هي بلاد ما بين النهرين لا غيرها.
((انتهى ))



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ‎:النخبة وصعود الطبقة الوسطى وجهات نظر في الثقافة العراقية.
- العراق بعد العام 2003 : الدولة اللينة والدولة الموازية
- بوابات الاجتماع السياسي المغلقة :مفاتيح الفكر العراقي الاربع ...
- النفط و النظام النقدي الدولي: من صدمة نيكسون الى صدمة اوكران ...
- الفكر العراقي الراهن : رؤى في الصدق ، الحب والمروءة.
- النقود الملكية الحمراء
- تعويضات حرب الكويت: مسار داكن في التاريخ الاقتصادي للعراق.
- قراءة إنسانية في قلم المفكر عقيل الخزعلي
- رباعية الفكر الرافديني
- موديل الدولة المشرقية :العراق انموذجاً.
- الحرس الدستوري الجديد في العراق
- تجربتي العملية مع الراحل د. سنان الشبيبي
- المفكر كاظم حبيب : حوارات في ذاكرة الضمير.
- التناثر الديمقراطي والاغتراب الرأسمالي .
- الذاكرة مدينة لاتنام في العصر الرقمي.
- الخصومة في جدل البنية الفوقية السياسية:العراق انموذجاً.
- شهداء خالدون ( الدكتور صفاء الحافظ )
- الخطاب في الاجتماع السياسي في العراق : حوار الحكماء.
- اليسار واليمين : تأملات في رؤى عراقية معاصرة.
- الإنسان رواية


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مظهر محمد صالح - معبد الاغتراب الديمقراطي.