أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مظهر محمد صالح - طواحين الشرق السياسية بلا دقيق.















المزيد.....

طواحين الشرق السياسية بلا دقيق.


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 7264 - 2022 / 5 / 30 - 22:07
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


1- تمهيد :
هالني ما يكتبه المفكر السياسي العراقي الكبير ابراهيم العبادي في اعمدة اسبوعية تتصدر النشر الوطني العراقي وهي تلهب ذاكرتي التي اشبعت بعلم الاقتصاد السياسي على مدار نصف قرن ونيف من ازمنة الشرق بسجونها ومعتقلاتها وحروبها وصراعاتها وانتهاء بديمقراطيتها المنغمسة بعقدتي الغلبة والغنيمة في الدولة الموازية. فغالباً ما تقودني تلك الكتابات التي يتناولها الكاتب الكبير في اسبوعيته المعهودة كي اترك قلم الاقتصاد الداكن واخط بقلمي شييء من الاجتماع السياسي الشديد التلون وانا اتامل عبق ما يكتبه ابراهيم العبادي بنسق فكري وحجية منطقية تدخل القلب قبل العقل ، وتتسع في الوقت نفسه مداركها الحيوية لتحمل على كفيها لعبة الشرق كله في طبق (الاجتماع السياسي )كي ارسم خرائطي المشرقية في تتبع مستقبل النظام السياسي الذي يحاكي الحياة الديمقراطية الفتية كبنية فوقية مازالت ماضوية تتخبط حول حدود مستقبلها.

2-النفط افيون السياسة .
امسى العامل الخارجي ،كمتغير (مباشر )في ادارة نواقص السيادة وفك الانسداد السياسي في بلادنا (بكونه سياق خضعت له الدورات الانتخابية الماضية ) متغيراً غائبًا الى حد ما او متغيرا (غير مباشر ) بعد ان استبدل اولوياته صوب الصراع على حافات الجغرافيا السياسية لاوروبا شرقا واهمال كيانات تخوض في نواقص سيادتها وتطلب مساعدة من ينتشلها . فما يهم العامل الخارجي في القضية السياسية الداخلية اليوم في بلادنا هو ضمان التدفق المستمر للسلعة الستراتيجية السياسية وهو النفط الخام. ومقابل ذلك فان تكاثر الايرادات النفطية سيغدو (افيون العراق السياسي الداخلي في قبول الانسداد الى اجل غير مسمى او بلوغ وليد دولة هجينة التكوين ) .وسيظل التماهي مع العامل الخارجي شبه الغائب لهاثاً بلا امل طالما ان طاقة التصدير النفطي تعمل باقصاها في تشغيل دواليب العالم الصناعي .فضمان تدفق النفط هو الدور الوحيد المصمم لها اليوم ( خارجيا) وتوفير عوائد ريعية عالية يتم التصارع على تقاسمها دون فقدان القدرة على سد فاتورة الغذاء وهو الدور الوحيد (الداخلي ) المسموح لها من حيث الاهمية النظمية . فاسعار النفط والامن الغذائي هما في معادلة متوازنة خارجية تختزل الانسداد وتذهب به الى مرحلة النسيان وتعلقه الى امد غير محدود في اولويات الفاعل الخارجي. وهكذا فان الانسداد السياسي في ظل استبدال اولويات المتغير الخارجي سيجعل من العسير بلوغ التشكيل الديمقراطي المنشود الذي ارتهن اليوم معلقاً على فوهة براميل النفط المصدر لاستدامة دواليب الصراع بين دول الشرق والغرب.

3- التجانس السياسي و الضد النوعي.
ستبقى اصعب التجانسات السياسية هي داخل الطيف الديني او المذهبي او القومي الواحد واسهلها تجانسا عندما تقسم المصالح السياسية بين المشارب ذات النوع المكوناتي السياسي الضدي .فالتصلب في درجات الانسجام من عدمها يعود الى عقدة التسيد او التفرد في الزعامة القبلية احيانا والروحانية احياناً اخرى او الاثنين معا في المعادلة المجتمعية المشرقية . فالتوازن بين القبائل المنفصلة في المعتقدات والاصول لبلوغ التفاهمات السياسية وادارة توازناتها في الديمقراطية الشرقية هي اكثر يسراً من التفاهمات الذاتية التي يتزعمها نوع ديني او مذهبي او قومي واحد متصلب في عقدة الزعامة القبيلية او الزعامة الروحانية …. فهي واحدة من اخطر مشكلات ممارسة الحياة الديمقراطية بعقدها الشرقية وسيادة قيم ما قبل الدولة .فعندما تغلب المعتقدية وعقدة التفوق والجذر القبلي فانها ستوفر مجتمعةً سايكولوجيا سياسية هي ( التَسيُد الروحي او الاصولي )على النوع العرقي او المذهبي او القومي الواحد نفسه دون تنازل .وهكذا تبقى الديمقراطية المشرقية بحاجة ماسة الى ممارسات طويلة وتطبيقات عميقة داخل افرع الشجرة المذهبية او القومية السياسية الواحدة حتى تتخلى عن (هيراركياتها )الاحادية الموروثة في الفردانية و قبل ولوج المجتمع الديمقراطي التعددي وتوازناته وحتى قبل قبول الاخر من الضد السياسي النوعي .
4- محاكاة الديمقراطية المشرقية الموازية لنموذج ( فيمار).

في مجتمع تؤدي فيه الدولة الموازية دورها الفاعل بقيادات مستبدة متشرثمه عبر سلطات التوازي ،هو الانموذج المشرقي الذي يحاكي انموذج فيمار في المانيا التي مهدت لولادة النازية في الغرب ولكن بلباس دولة الغنيمة والقبيلة والعقيدة والتمسك بالغلبة في الشرق .اذ تقاد الدولة الموازية بقوى محركة شديدة الاستبداد وتعد الفاعل الجوهري والزاحف للبديل الديمقراطي وولادة المستبد كي يُعبد صنماً سياسيا في بلاد تمتلك الاستعداد لقبول المولود الجديد جراء مراس الدولة الموازية وغلبتها على مشاعر امه لم تفهم من ادارة الدولة الديمقراطية الا القدرة على الانفلات من شروط التنمية الديمقراطية نفسها و الاستقطاب في حواضن الدولة الموازية التي تستظل بالاستبداد والنفوذ المجتمعي والعشائري والمناطقي والاولغارشي. فاذا خرجت المانيا النازية بشخص واحد مستبد قادها الى الهزيمة فبلادنا مرشحة باكثر من مستبد يقودها الى تفكيك الدولة الرسمية الواحدة وخلق دويلات الطوائف باكثر من مستبد. فلامناص من الحفاظ على هذه الديمقراطية وإعادة لحمتها .فالمستبد القادم سيقود اجزاء من دولة رسمية مفككة لا سامح الله.
فلبنان على سبيل المثال تتحول من دويلة الطوائف الديمقراطية الى دويلة الدكتاتوريات الطائفية .
فلا ادري كيف افسر الانفصام الديمقراطي التناحري الراهن … فالحنين لدكتاتور يقمع الاخر بالاخر بات خلاص تلك الديمقراطيات التي خذلت جماهيرها بحزمة سياسية بائسة احلاها هي العيش فقرا وعوزا ومستقبل مجهول شديد التفكك.
فالتعددية الديمقراطية المتناحرة ولدت زعامات متناحرة في القبيلة الواحدة سياسياً .فاخطر ما بالفشل الديمقراطي هو ولادة دكتاتور على راس كل مجموعة ديمقراطية فاشلة…. (فالنظام الديمقراطي التعددي الهش ) انتهى الى تجمعات مخذولة هشة يتزعمهم (دكتاتور ) هو رمز قوتهم وقهرهم وحامل عبء معول التفكيك لاواصر ما بعد الديمقراطية.
انها لبنان باتت دويلة الدكتاتوريات الطائفية والعرقية بدلا من دولة الطوائف الديمقراطية وهو النموذج القبلي الاسوء في سُلم التفكك الذي تتسلقه ديمقراطيات شرق المتوسط .
5- طواحين المشرق السياسية تبحث عن (دنكشوت ).
لم اكن اعرف ان رواية الكاتب الاسباني ثيربانتس 1547-1616 ميلاديةحول العبقري الفارس (( دنكشوت)) الذي حارب طواحين الهواء بسيفه قد تاثرت بالرواية العربية الاندلسية من الفرسان الجوالين كعنترة بن ابي شداد وغيره… ليحصد دنكشوت فخرا واهما ومجدا حصيلته مقارعة طواحين الهواء باوهام القوة التي احرزها ذلك الفارس الخيالي .
فالدنكشوتيه المشرقية في العصر الرقمي الراهن قد تلونت سيوفها بالوان باهتة ، فكل لون يدعي دنكشوتيه سيريالية متميزة عن الاخر لبلوغ اهداف الماضي فحسب .فمازالت
طواحين الشرق تدور بسعادة في رياح الماضي ولا تمتد الى الحاضر او المستقبل وهي تطحن اللاشيء من الدقيق .
فعبر عقدين مضافين من عقود التنمية الاربع الضائعة لم تخرج بلد ما ببن النهرين من ثوب دنكشوتيتها التي رسمتها جداول اعمال كرست الكلفة العالية دون العائد حتى وان كان فخرا كاذباً لتحصد الخسارة دون محصلة اسمها الربح في عصر رقمي شديد الاندفاع نحو المستقبل . فالربح الوحيد الذي جنته امتنا المشرقية هو الانتصار على طواحين الهواء التي بداءت هذه المرة تدور عكس عقارب ساعاتنا وهي تمزق اللاشي من دقيق تذروه رياح الماضي . انها قصة التنمية الضائعة في دهاليز الشرق بين (دنكشوتية )الماضي وظلام المستقبل.
(( انتهى)).



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية المشرقية: تأملات في الكمائن والتلاقي والضد النوع ...
- الاستجواب وادوات الدولة الاديولوجية الموازية .
- معبد الاغتراب الديمقراطي.
- ‎:النخبة وصعود الطبقة الوسطى وجهات نظر في الثقافة العراقية.
- العراق بعد العام 2003 : الدولة اللينة والدولة الموازية
- بوابات الاجتماع السياسي المغلقة :مفاتيح الفكر العراقي الاربع ...
- النفط و النظام النقدي الدولي: من صدمة نيكسون الى صدمة اوكران ...
- الفكر العراقي الراهن : رؤى في الصدق ، الحب والمروءة.
- النقود الملكية الحمراء
- تعويضات حرب الكويت: مسار داكن في التاريخ الاقتصادي للعراق.
- قراءة إنسانية في قلم المفكر عقيل الخزعلي
- رباعية الفكر الرافديني
- موديل الدولة المشرقية :العراق انموذجاً.
- الحرس الدستوري الجديد في العراق
- تجربتي العملية مع الراحل د. سنان الشبيبي
- المفكر كاظم حبيب : حوارات في ذاكرة الضمير.
- التناثر الديمقراطي والاغتراب الرأسمالي .
- الذاكرة مدينة لاتنام في العصر الرقمي.
- الخصومة في جدل البنية الفوقية السياسية:العراق انموذجاً.
- شهداء خالدون ( الدكتور صفاء الحافظ )


المزيد.....




- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عملية بمجمع الشفاء الطبي في غزة ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى تخليد ...
- النهج الديمقراطي العمالي بوجدة يعبر عن رفضه المطلق للأحكام ا ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مظهر محمد صالح - طواحين الشرق السياسية بلا دقيق.