أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - الأعلاميون و..الأحتراق النفسي















المزيد.....

الأعلاميون و..الأحتراق النفسي


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 7485 - 2023 / 1 / 8 - 12:01
المحور: الادب والفن
    


الأعلاميون و الأحتراق النفسي
أ.د. قاسم حسين صالح
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

الاحتراق النفسي مفهوم في الصحة النفسية يشير الى حالة من التعب والاحباط وهبوط الأداء الوظيفي ناجمة عن ضغط الجهد النفسي في العمل ، أو من جراء التكريس لقضية معينة او لطريقة معينة في الحياة او لعلاقة معينة ولكنها تفشل في انتاج الغاية المطلوبة . ولقد زاد الاهتمام به بعد ان اصبح ظاهرة مؤسساتية أصابت عددا من العاملين في المؤسسات الصحية والتربوية والاجتماعية والعاملين في البنوك فتحول هذا الاحتراق الى ما يسمى ( سايكولوجيا المنشأت والمنظمات والمؤسسات ).

ومن اسباب الاصابة بــ " الاحتراق النفسي ": التركيبة الشخصية للفرد الذي يكون واقعا" تحت تأثير اتجاهات فكرية ووظيفية غير واقعية ، كأن يرسم لمستقبله اهدافا" لا يستطيع تحقيقها على مستوى الواقع فيصاب بخيبة امل واحباط تؤدي الى احتراقه نفسيا" . وكذلك حين تسود بيئة العمل التنافر والبغضاء والحسد وتلقط الاخطاء ، واتباع الادارة اسلوبا" سلطويا" لا يحترم انسانية العاملين .
غير أن أهم أسبابه : شعور الموظف بالحيف حين يرى ان ما يتقاضاه لا يساوي ما يبذله من جهد فكري وتعب جسمي ، وهذا ما حصل للعراقيين في سنوات الحصار الثلاث عشرة العجاف .. فراتب المعلّمة - في سبيل المثال – كان لا يساوي ثمن حذاء لها .او حين يشعر الفرد الكفوء أنه مغيّب أو مهمّش ،وأن من دونه كفاءة يأمر وينهي ويجلس على كرسي أكبر من حجمه بكثير كما هو حاصل الآن،حتى على صعيد الوزراء كما هو الحال في وزارات التربية والتعليم العالي والنقل..وسبع اخرى! .أو حين يشعر أن الحال قد تردّى وصار على وصف الشاعر : ( تمزقت حتى لم أجد فيك مرقعا ) فيكفر بالقيم والوطن.

ولا يحدث الاحتراق النفسي فجأه بل يمر بمراحل ، الاولى : مرحلة الحماس الوظيفي ، وفيها يكون الموظف ( طبيب ، مدرّسة ،....) في قمة نشاطه الايجابي، مفعما" بالتفاؤل والتوقعات الكبيرة بانجاز اشياء متميزة في مجال اختصاصه . وغالبا" ما يرفض الفشل في عمله ولا يقبل الا بالانجاز الكامل .الا أنه بعد سنوات يدخل المرحلة الثانية : الركود ، وفيها تنخفض الطموحات ويدرك الموظف " الطبيب النفسي مثلا " انه محدود بالمتغيرات الموجودة في البيئة الطبية والاجتماعية التي يعيش فيها ، وانه لن يستطيع ان يغير ما يريد بمحض ارادته وحماسه لفعل ما هو افضل ، وان الأمراض النفسية صارت كالوباء وأنها سوف ستبقى موجودة مهما كانت براعته . واذا لم يكن واقعيا" في نظرته المهنية ، فانه سوف ينحدر الى المرحلة الثالثة : الاحباط ، وفيها يكتشف ان كل نظرياته الوردية السابقة اصبحت باهته لا لون لها ، وانه محدود جدا" فيما يريد ان ينجز ،وانه لن يغير ولن يستطيع ان يغير . وفي مرحلة الاحباط هذه ستظهر عليه اعراض نفسية وبدنية ناجمة عن الشعور بالانهاك والارهاق والالام البدنية ، تؤدي به الى المرحلة الرابعة : التبلّد ، حيث يكون فيها يائسا" من التغيير، تسيطر عليه حالة من عدم المبالاة والسخرية والتهكم من كل شخص يفكر تفكيرا" ايجابيا" بالتغيير او تحسين الاوضاع بالمؤسسة التي يعمل فيها ، وكأن لسان حاله يقول لكل من يفكر بأشياء جديدة للتحديث : لا فائدة من ذلك لقد حاولنا قبلكم وفشلنا.

ترى كم من العراقيين أصيبوا بالاحتراق النفسي على مدى اربعين عاما من احتراقات بكل الوان النار؟!. بل لك أن تقول : كم منهم لم يحترق نفسيا ومع ذلك ما زال متعلقا بالحياة..وبالوطن ؟!
الأعلاميون و ألأحتراق النفسي
يتعرض عدد من الاعلاميين بعد سنوات من العمل الاعلامي بأنهم ما عادوا قادرين على العمل كما كانوا سابقا فيصابون بالأحتراق النفسي متمثلا بالتعب والاستهلاك وعدم وجود دافع ،مع شعوره بأن ما يقدمه اصبح غير مرغوب فيه وليس مهما. وينجم عن هذا الأعياء النفسي والجسدي مشاعر او اتجاهات سلبية نحو مهنة الأعلام حين يتعرض الى اهم ثلاثة اسباب لأحتراقه النفسي:
• حين لم يعد يشعر بانجازه ،ولايحصل على نتائج مجزية او ايجابية لعمله..فتختل المعادلة النفسية القائمة على تكافؤ العمل مع نتائجه.
• حين يقع تحت ضغط الأدارة فيضطر لتنفيذ مطالبها وتحول دون تحقيق طموحاته في التألق والأبداع.
• حين يتنقل بين فضائيات واذاعات وصحف ولا يجد فيها ما يحقق ذاته.
اننا جميعا نتعرض الى ضغوط نفسية تكون على ثلاثة اصناف:
• ضغوط يمكن التنبؤ بها مستقبلا ويمكن السيطرة عليها
• ضغوط يمكن التنبؤ بها ولا يمكن السيطرة عليها
• وضغوط لا يمكن التنبؤ بها ولا يمكن السيطرة عليها.
ويتعرض الاعلامي الى نوعين من الضغوط: ايجابية ،ناجمة عن زيادة العبء المصاحب للترقية في السلم الوظيفي، وسعيه الى مواكبة التطور الاعلامي الهائل لتحقيق طموحه في ان يكون مشهورا او نجما اعلاميا، وتحقيق طموح محطته الأعلامية في ايصالها الى التفرد والأقبال الجماهيري. وضغوط سلبية ، ناجمة عن التنافس بين زملاء العمل وخوفه من الفشل..الذي قد يوصله الى كراهية الأعلام ومن فيه!..وقد ينجم عنها امراض جسمية: ارتفاع ضغط الدم، فقدان الشهية،اضطراب النوم، الربو، الصداع النفسي...،واضطرابات نفسية أخطرها الأكتئاب والأغتراب.
نصيحة للاعلاميين
لمجابهة هذه الضغوط،عليك ان تتدرب بخمس خطوات:
الأولى، مهارات الأسترخاء ،مثل: التنفس بعمق..من الحجاب الحاجز، رياضة سويدية تخفف او تخلصك من التوتر.
الثانية،تسلسل الأهمية للأحداث المشحونة بالضغوط ،بأن تبدأ باقلها في الضيق وتنتهي باكثرها.
الثالثة، خواطر المجابهة ، بأن تضع قائمة خاصة من الخواطر التي تساعدك على مجابهة الضغوط النفسية ،تساعدك على اجتياز الأوقات التي تشعر فيها بالضغط النفسي.
الرابعة، مهارات المجابهة التخيلية، باستعمالك لخيالك حين تكون في موقف ضاغط لتخفيف التوتر.
والخامسة، مهارات المجابهة الفعلية ، بعد قيامك بالخطوات الأربع ..ابدأ بتطبيق مواقف التحدي في حياتك اليومية لتصبح تمرينات الاسترخاء الذاتي وخواطر مجابهة الضغوط النفسية ..آلية يتم استخدامها في اي موقف مشحون بالضغوط النفسية.
وخذ بنصيحة اهداها لي كرم شلبي صحفي مصري درسّنا فن الصحافة في دورة المذيعين (كنا عشرة فقط اجتزنا الأختبار من لجنة صعبة سبعينات القرن الماضي) ،ما زلت احفظها بالنص (اذا ذهبت الى مقابلة شخصية مهمة ،عليك ان تذهب وأنت معبأ)..أي ان تعرف عنه كل شيء وتفاجئه..وقد طبقتها مع عفيفة اسكندر. فحين وصلت شقتها بشارع ابي نؤاس الساعة السابعة عصرا، قالت لي :(ترى الساعة ثمانية عندي موعد) فأجبتها: (ولا يهمك ست عفيفه).. وجاءت الثامنة والتاسعة والحادية عشرة ليلا! ..لأنني ذهبت لها معبئا، من قصيدة حسين مردان التي بتغزل بها وما حكاه لي عنها،الى... (عفيفة اسكندر..الوجه الآخر) مقالنا الموثق عنها في غوغل، وسيعجبك.
وعليك الاهتمام بصحتك عن طريق الرياضة والنوم الكافي ، وحذار من (الفاليوم) ..فان احتجت خذ بديله الجديد. واحضر المؤتمرات والندوات فمنها تتعلم الكثير،وسافر لتريح نفسك ودماغك ..وتغسل همومك من متاعب سلطتك الرابعة..ان كنت تمارسها!



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثلية الجنسية..فاحشة أم جريمة أم حق شخصي؟
- قاتل الكرد الثلاثة في باريس..ارهابي أم عنصري أم مريض نفسيا؟
- امنيات العراقيين..هي هي من أربعين سنة!
- المونديال..يكشف حقيقة الطبيعة البشرية!
- اللغة العربية..في يومها الذي مرّ منسيا!
- من يخاف الموت..ليقرأ هذا المقال
- طاعة السلطة..في تنفيذ جرائم - تحليل سيكولوجي
- توصيات مرحّلة..من الكاظمي الى السوداني
- قانون مناهضة العنف الاسري- ضرورة تعديل واقار
- السلطة والمثقف اشكالات سيكولوجية ومفارقات فكرية
- دولة رئيس الوزراء مع التحية. وزير التعليم العالي!
- مصطفى الكاظمي..ما له و ما عليه
- خمسة أيام هزّت العراق
- معروف الرصافي في كتابه (الشخصية المحمدية)..ملحد أم مجدد في ف ...
- ثقافة التظاهر وثقافة الأستبداد - لمناسبة انتفاضة تشرين
- الاشكالات السيكولوجية في الأزمة العراقية
- انتفاضة تشرين..أحيت الجميل في الشخصية العراقية
- انتفاضة تشرين..شهداء يغادرون وقتلة يبقون
- الحجاج و..هم!
- ماذا لو خرج الحسين نحو الخضراء مطالبا بالأصلاح؟!


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - الأعلاميون و..الأحتراق النفسي