أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - قاسم حسين صالح - انتفاضة تشرين..شهداء يغادرون وقتلة يبقون














المزيد.....

انتفاضة تشرين..شهداء يغادرون وقتلة يبقون


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 7384 - 2022 / 9 / 27 - 11:01
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


انتفاضة تشرين
شهداء يغادرون و قتلة يبقون


توثيق
( في الثلاثاء ،الأول من تشرين أول/اكتوبر 2019 شهد العراق حدثا سياسيا وجماهيريا غير مسبوق في تاريخه السياسي,ففيه انطلقت في المحافظات الوسطى والجنوبية تظاهرات فاجأت السلطة والشعب والمحللين السياسيين الذين كانوا على يقين بأن الأحباط اوصل العراقيين الى اليأس والعجز من اصلاح الحال. وفاجأت ايضا علماء النفس والأجتماع بما يدهشهم..بل أنها خطّات نظرية في علم النفس تقول:اذا اصيب الانسان بالأحباط وحاول وحاول ولم ينجح،فأن تكرار حالات الخذلان والخيبات توصله الى العجز والاستسلام..فأطاح بها جميعها شباب ادهشوا العرب والعالم!.
وخلال خمسة أيام،بلغ عدد الضحايا(110 ) شهيدا،ليسجل يوم الخميس (الثالث من الأيام الخمسة) اليوم الأكثر دموية في مواجهات عنيفة غير مسبوقة بين القوات الامنية ومتظاهرين يطالبون برحيل الفاسدين وتأمين فرص عمل للشباب استدعى الحكومة الى اعلان الانذار جيم.
وأكدت الأحداث ان هذا الحراك كان عفويا، إذ لم يُعلن أيّ حزب أو زعيم سياسي أو ديني دعمه له، واعتبر سابقةً ما حدثت في تاريخ العراق السياسي..من حيث زخمه وحجمه وما احدثه من رعب في السلطة اضطرها الى استخدام القوة المفرطة، ادانها الرأي العام العالمي في حينه.)
كان هذا ما وثقناه في اكثر من مقالة..والتساؤلات الآن (2022): ما الذي حصل لانتفاضة..ثورة تشرين؟ وهل صحيح ان بين قادتها من باع نفسه للسلطة؟ وهل..دوافعها،جوهرها، باقية في ضمائر الناس؟ ،وهل سيأتي يوم يحاكم فيه قتلة فاشيون؟ وهل ستعود الأنتفاضة الثورة بعد ان صار مصير الناس تتحكم به قوتان (التيار والأطار) كلاهما لا يصلح لحكم العراق؟
خبرة ميدانية
كنت قد عايشت انتفاضة تشرين /اكتوبر 2019 في ساحة التحرير بالعاصمة بغداد. كانت الساحة وشارع السعدون تغص بعشرات الآف المتظاهرين،معظمهم شباب وبنات وصبايا وطلبة جامعات..ونساء جئن بتنانيرهن يخبزن الخبز ويوزعنه مجانا!، وكسبة وفلاحين وشيوخ عشائر وأكاديميين، توزعوا على خيم متنوعة، واحتلوا بناية عالية مهجورة كانت تسمى (المطعم التركي) ومنحوها اسم (جبل أحد) تزين واجهاته شعارات ( نريد وطن) ،( نازل آخذ حقي)..وصور شهداء وأعلام عراقية.
ولأن الباحث العلمي عليه ان يكون في ميدان الحدث ليوثقه كما حصل ، فأنني تابعتها من البداية. وخلال خمسة أيام،وبحسب الآرقام الرسمية لوزارة الداخلية في 6 تشرين/اكتوبر فان عدد القتلى بلغ 110 وتجاوز عدد المصابين 6100 جريحا حتى الرابع عشر من تشرين اول. وكان يوم الخميس (الثالث من الأيام الخمسة الأولى للأنتفاضة ) هو الأكثر دموية في مواجهات عنيفة غير مسبوقة بين المحتجين والقوات الامنية حيث امتدت التظاهرات التي تطالب برحيل الفاسدين وتأمين فرص عمل للشباب الى المدن الجنوبية استدعى الحكومة الى اعلان الانذار جيم ،وفرض حظر للتجول في عدد من المدن، وإغلاق العديد من الطرق المؤدية من الشمال والشمال الشرقي إلى العاصمة وإرسال تعزيزات إلى شرق بغداد،وقيام القوى الامنية وقوات مكافحة الشغب باستخدام الماء الحار والغاز المسيل للدموع والرصاص الحي..كان نتيجته سقوط (63) قتيلا في بغداد و (21) في ذي قار تليهما:الديوانية،النجف،كربلاء، وديالى..باستثناء البصرة التي لم تحدث فيها اصابات.
وفي مساء اليوم نفسه،الخميس (الثالث من تشرين أول)، توجّه رئيس الوزراء العراقي السيد عادل عبد المهدي، بخطاب متلفز بُثّ على وقع أصوات الطلقات الناريّة التي يُسمع دويّها في أنحاء بغداد، دافع فيه عن إنجازات حكومته وإدارته للأزمة الحاليّة، مطالبًا بمنحه فترة زمنيّة لتفيذ برنامجه،ووصف ما يجري بأنه (تدمير للدولة).
ومع ان الحكومة اعلنت حظر التجوال وقطع خدمات الأنترنت فان المتظاهرين وصلوا العاصمة بغداد على متن شاحنات حاملين اعلاما عراقية واخرى دينية معظمها يحمل اسم الامام (الحسين) ويهتفون (بالروح بالدم نفديك ياعراق).

وبرغم هذا الرعب، وبرغم هذا البطش غير المسبوق في تاريخ العراق ضد متظاهرين سلميين يحملون علم العراق، فأن المحتجّين توجهوا نحو جسر الجمهوريّة حيث ضربت القوّات الأمنيّة طوقاً مشدّداً عليه خوفا من اقتحامهم الخضراء.

كان استخدام السلطة القمع المفرط ضد المتظاهرين،ونزول قوات سوات والمليشيات ووجود القناصين على سطوح العمارات قد ادى الى القضاء على التظاهرات ورفع حظر التجوال وقيام رئيس مجلس الوزراء السيد عادل عبد المهدي بالقاء خطاب موجه للشعب مساء الأربعاء التاسع من تشرين اول(2019)،وصفناه في حينه بأنه خلطة من تناقضات في طبخة لا تؤكل، أكثرها مرارة انه اعلن الحداد على شهداء قتل معظمهم برصاص قوات هو قائدها، وتكريمه لقوات امنية بينهم قتلة ايضا!..واعلانه للشعب العراقي بانه سيحيل فاسدين كبار خلال ساعات ولم يفعلها. ولم يأتي على قطع الأنترنت ،ولم يشجب الهجوم على فضائيات والتجاوز على حرية التعبير التي كفلها الدستور. وصيغ خطابه ليفسره البعض بانه انحياز للشعب،ويفسره آخرون بأنه مضطر للوعود ليمتص غضب الشارع، ويفسره موقف ثالث بأنه تنازل تكتيكي.
وفي خطبة الجمعة (11 تشرين اول 2019)،حمّلت المرجعية الدينية على لسان الشيخ عبد المهدي الكربلائي،الحكومة العراقية مسؤولية اراقة الدماء ،وامهلتها مدة اسبوعين لكشف الجناة ومحاسبتهم.ومع ان خطابها هذا يعد الأول من حيث تضمينه تهديدا للحكومة وأحزاب السلطة،فان الرأي العام العراقي،باستطلاع اجريناه في حينه، توزع بين وعود على المرجعية ان تحققها،وبين من وصف الخطاب بانه تخدير و(أبر مورفين)،اومحاولة لأنقاذ موقعها بين الناس،وبين من رأى ان دعوتها هذه سوف لن تجد استجابة عملية من الذين يعنيهم الأمر.

كان اهم انجازحققته انتفاضة تشرين اجبار سلطة القتلة الفاشيين على استقالة حكومة باكملها، ليمنحها اشاعة فضاء شعبي يتنفس هواء عراق نظيف من غازات الطائفية والمذهبية..فهل ستعود بعد أن عادت غازات الطائفيين والفاشيين تخنق الملايين؟!



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحجاج و..هم!
- ماذا لو خرج الحسين نحو الخضراء مطالبا بالأصلاح؟!
- السياسيون يقولون..- الحسين منهجنا لبناء المواطن والوطن!)
- السياسيون والحول العقلي و العراقيون وثقافة القطيع- دورهما ال ...
- مقتدى الصدر- ثائرخذل انصاره أم مصلح حفظ دماء شعبه؟ تحليل شخص ...
- تساؤلات خطيرة..لسياسي خطير!
- سيناريوهات الصراع بين التيار والأطار
- العراقيون.. و ثقافة القطيغ!
- الأطفال في عاشوراء- ضرب الزنجيل..جريمة!
- حسين الفاسدين و.. حسين المظلومين
- قادة كتل واحزاب الأسلام السياسي الشيعة..ليسوا شيعة!
- نوري المالكي و..عقدة تضخم الأنا
- الأسلاميون في الزمن الديمقراطي والبدو في الزمن الجاهلي - (2) ...
- الأسلاميون في الزمن الديمقراطي والبدو في الزمن الجاهلي. تطاب ...
- علي الوردي..يحلق الى العالمية باسلوب يضرب بالمناطق الحساسة
- العراقيون والغضب ..مهداة الى معهد غالوب
- نوري المالكي..تحليل سيكوبولتك لثمان سنوات من حكمه(الثالثة وا ...
- العملية السياسية في العراق- فشل وتوالي خيبات
- نوري المالكي..تحليل سيكوبلتك لثمان سنوات من حكمه
- نوري المالكي..تحليل سيكوبولتك لثمان سنوات من حكمه


المزيد.....




- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - قاسم حسين صالح - انتفاضة تشرين..شهداء يغادرون وقتلة يبقون