أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - قاسم حسين صالح - خمسة أيام هزّت العراق















المزيد.....

خمسة أيام هزّت العراق


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 7408 - 2022 / 10 / 21 - 22:32
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


مسة أيام هزّت العراق
تحليل سيكوبولتك
أ.د. قاسم حسين صالح
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية
توطئة
ما حدث في الثلاثاء (،الأول من تشرين أول/اكتوبر 2019 ) انه فاجأ السلطة والشعب والمحللين السياسيين الذين كانوا على يقين بأن الأحباط اوصل العراقيين الى اليأس والعجز من اصلاح الحال،وفاجأ ايضا علماء النفس والأجتماع بما يدهشهم..بل أنها خطّات نظرية في علم النفس تقول:اذا اصيب الانسان بالأحباط وحاول وحاول ولم ينجح،فأن تكرار حالات الخذلان والخيبات توصله الى العجز والاستسلام..فأطاح بها جميعها شباب ادهشوا العرب والعالم!.
كانت خمسة أيام هزّت العراق ،بلغ عدد الضحايا فيها ( 110 )شهيدا،ليسجل يوم الخميس (الثالث من الأيام الخمسة) اليوم الأكثر دموية في مواجهات عنيفة غير مسبوقة بين القوات الامنية ومتظاهرين يطالبون برحيل الفاسدين وتأمين فرص عمل للشباب استدعى الحكومة الى اعلان الانذار جيم.
وأكدت الأحداث ان هذا الحراك كان عفويا، إذ لم يُعلن أيّ حزب أو زعيم سياسي أو ديني دعمه له، واعتبر سابقةً ما حدثت في تاريخ العراق السياسي..من حيث زخمه وحجمه وما احدثه من رعب في السلطة اضطرها الى استخدام القوة المفرطة، ادانها الرأي العام العالمي في حينه.
سيكوبولتك الأنتفاضة
تحددت أهم الأسباب السيكولوجية-السياسية التي اوصلت الحال الى انتفاضة تشرين بالآتي:
• ان كل الأشخاص الذين كانوا في الخارج زمن النظام الدكتاتوري،واستلموا السلطة(سلّمت لهم) بعد(2003)،اعتبروا أنفسهم (ضحية)..ومن سيكولوجيا الضحية هذه نشأ لديهم الشعور بـ(الأحقية) في الأستفراد بالسلطة والثروة،معتبرين ملايين العراقيين في الداخل اما موالين لنظام الطاغية أو خانعين..وأنهم،بنظرهم،لا مشروعية لهم بحقوق المواطنة.
• شعورهم بـ(الأحقية) دفعهم الى اعتبار العراق ملكا لهم..فتقاسموه واستفردوا بالثروة وعاشوا برفاهية على حساب (13) مليون اوصلوهم تحت خط الفقر..واذلوهم..مع ان عائدات النفط بلغت تريليون دولارا(الف مليار دولارا)! تكفي لبناء دولة خرجت من حرب كارثية.
• نجم عن هذه التفاعلات السيكولوجية (تضخم أنا) و(غطرسة) اسهمت في تحويل الحاكم السياسي الى مستبد..ومنها تولدت لدى حكّام السلطة وقادة احزاب الاسلام السياسي قناعة بأنهم استعبدوا الناس روحيا،وانهم في حوارهم الداخلي يقولون لهم: تتظاهرون ضدنا،ترفوضننا،تشتموننا، تتهموننا بأننا نتحدث بالعدل ونحكمكم بالظلم،ونتباهى بالأمانة ونمارس الخيانة..فانكم ستبقون تنتخبوننا لأننا سادتكم وقدركم المحتوم ولا ارادة لكم حتى لو سقناكم الى جهنم،ولا تملكون من وسائل الهرب سوى انكم تغادرون حزبنا هذا الى حزبنا الآخر!.
• والصراع بين جيلين شكل أحد اهم الأسباب السيكولوجية للأنتفاضة لأنه أوصل الحال الى الانفجار بحتمية سيكولوجية – اجتماعية ناجمة عن فجوة فكرية وهوة عميقة بين جيل حكّام مصابين بحول عقلي،مأزوم،منغلق،مسكون بالماضي يعتبر تحشيد الشباب بمسيرات لطم ونواح..انجازا يتباهون به!..وجيل الشباب بعقل شبابي حضاري منفتح،متطلع الى مستقبل يبنون فيه وطنا يمتلك كل المتطلبات لأن يعيش أهله بكرامة ورفاهية.

انتفاضة تشرين ،أحيت الجميل في الشخصية العراقية

لأنني اعتمد مبدأ ( على الباحث العلمي أن يعيش الحدث ميدانيا ليوثقه) فأنني استطلعت الرأي بالآتي:
(اروع منجزات تظاهرات تشرين للسيكولوجيين ظهور اجمل صفات الشخصية العراقية،اذكر واحدة خبرتها او عشتها لنوثقها في دراسة علمية).
تعددت الصفات التي ذكرها المستجيبون،نوجزها بالآتي:
• الغيرة،الشجاعة،الاستعداد العالي للتضحية،التكاتف الملحمي،الثقة العالية بالنفس ، التكافل، المروءة،الطيبة،روح التعاون،نصرة المظلوم،اللعب مع الموت والاستهانة به،حب الحياة،الخوّه الحلوه،كرم بلا حدود،اعادة الصورة الحقيقية للعراقيين، "احبك يا وطني واحب ريحة ترابك" ،استرجاع الهوية العراقية وتجاوز الهويات الفرعية،بلاغة العبارة والاختصار في التعبير( اقالة رئيس الوزراء واستبداله بآخر عبارة عن تبديل راس الباتري..احنه طلابتنه بالمحرّك- لافته)،التحرر من الاسترقاق الديني،تحطيم صورة المقدس البشري،الحس الوطني الجمعي لجميع الاعمار وحسن المعاشرة،الايثار،التضحية بالروح من اجل الحقوق،النظافة الاخلاقية اذ لم تحصل حالة تحرش كما حصلت بساحات تحرير في عواصم عربية اخرى،قتل الطائفية.."كان الشباب ينامون ببطانية واحدة ولا يعرف اي منهم من اي مذهب او عرق اودين "،العناد،اصرار المتظاهر على العودة لساحة التحرير بعد معالجته بالمستشفى،وحدة اهداف بعيدا عن دين مذهب عرق عشيرة،استعداد نفسي لمعاناة من اجل قضية وطن..والتحرر من عقدة الخوف من السلطة الحاكمة.
• وتوثيقا للغيرة العراقية والكرم ودليلا على حب الناس للمتظاهرين ونقمة الشعب على الحكّام الفاسدين،شهدت ساحة التحرير:(تريلة ببسي واخرى ماء شرب،وبالة بطانيات،وامهات يوزعن لفات وخبز العباس،وشيش كص عملاق،وفتيات اتين بالتنور الى ساحة التحرير يخبزن للمتظاهرين،وقزانات تمن باجله برياني وفاصوليا وقيمة وكبه مدعبله وشوربه..وشاب متظاهر يركع امام فتاة متظاهرة لا يعرفها مقدما لها حلقة خطوبة) في مشاهد تسيل لها دموع تمتزج فيها انفعالات الفرح والألم وحب العراق!.

ثلاث مساهمات..نعتز بها
الأولى: دعينا لألقاء محاضرة في خيمة جواد سليم التي أقامتها (دار سطور)..وكنت اهدف فيها الى توحيد القيادات التنسيقية للتظاهرات بقيادة موحدة لتحقيق اهدافها ،فنصحني الأخ (ابو بلال ) صاحب دار سطور ان لا اتطرق الى ذلك خشية ان يسمعوني كلاما لا يليق.

محاضرتنا بخيمة جواد سليم لدار سطور بساحة التحرير
على الباحث العلمي ان يعيش الحدث ميدانيا
بدأت اتحدث للمتظاهرين الواقفين تحت لوحة جواد سليم ،وحين اوضحت لهم بالصريح ان (عدم توحدكم بقيادة تمثلكم..هو ما يريده حكّام الخضراء لتفشلوا،وو...) فكان التصفيق..صعدت بعدها الى (جبل أحد) والتقيت بعدد من قادة تنسيقيات الأنتفاضة.
الثانية: وصل الخبر الى السيد مصطفى الكاظمي وكان يومها رئيس جهاز المخابرات،فدعاني..والتقيته بمكتبه ،وقمت بترتيب لقاء بينه وبين عدد من قادة التنسيقيات ،طلبت من المعارضين له منحه مئة يوم..وبعدها ليقرروا.. وحصل ان الكاظمي ذهب الى ساحة التحرير وجلس بين المتظاهرين.
الثالثة: في (17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019) تم تحقيق لقاء بين وفد يضم متظاهرين من ساحة التحرير والنجف والناصرية وأكاديميين، وبين ممثلية الأمم المتحدة في العراق في مبناها الواقع بالمنطقة الخضراء امتد لساعتين في حوار صريح .وبوصفنا رئيس الوفد فقد قدمنا ورقة طلبنا تقديمها الى السيد الأمين العام لتعتمد وثيقة تاريخية مقدمة من نخب عراقية تناشد الأمم المتحدة لممارسة دورها الآنساني أزاء ما يجري من احداث خطيرة في العراق.

وفد المتظاهرين والنخبة والمستشار السياسي للأمم المتحدة ( محمد النجار) في مبنى ممثلية الأمم المتحدة بالمنطقة الخضراء
وقد حدد الوفد عددا من مطالب المتظاهرين تلخص اهمها باقالة او استقالة الحكومة الحالية،وتشكيل حكومة كفاءات من المستقلين،ومحاكمة الجناة والقناصين، وتحسين العلاقة بين الأمم المتحدة والمتظاهرين يعيد الثقة بها مع الشارع العراقي، فاكد لنا المتحدث السياسي للممثلية( السيد محمد النجار) وقوف الممثلية مع المتظاهرين السلميين،وادانتها الانتهاكات والقتل وعمليات الاختطاف والتعذيب..، وانتهى اللقاء بالموافقة على اعتماد الوثيقة المقدمة من وفدنا الذي يضم متظاهرين شباب وأكاديميين ومثقفين ،اذكر بينهم الدكتور عارف الساعدي..للتوكيد.
طيب..والنتيجة؟
لحظة تنتهي من قراءة هذا المقال،ستسأل: طيب..والنتيجة؟
النتيجة ،ان عراق ما بعد (تشرين/اكتوبر2019) ليس هو ما قبله ،وان قوانين التطور الأجتماعي والثورات في العالم تؤكد أن الحكام الطغاة والمستبدين زائلون..وان ايام العراق الآن حبلى بالمفاجآت، تؤكدها أن بريطانيا وكندا وأخرى حذرت رعاياها من السفر الى العراق خلال (تشرين /اكتوبر 2022)..الجاري!

*



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معروف الرصافي في كتابه (الشخصية المحمدية)..ملحد أم مجدد في ف ...
- ثقافة التظاهر وثقافة الأستبداد - لمناسبة انتفاضة تشرين
- الاشكالات السيكولوجية في الأزمة العراقية
- انتفاضة تشرين..أحيت الجميل في الشخصية العراقية
- انتفاضة تشرين..شهداء يغادرون وقتلة يبقون
- الحجاج و..هم!
- ماذا لو خرج الحسين نحو الخضراء مطالبا بالأصلاح؟!
- السياسيون يقولون..- الحسين منهجنا لبناء المواطن والوطن!)
- السياسيون والحول العقلي و العراقيون وثقافة القطيع- دورهما ال ...
- مقتدى الصدر- ثائرخذل انصاره أم مصلح حفظ دماء شعبه؟ تحليل شخص ...
- تساؤلات خطيرة..لسياسي خطير!
- سيناريوهات الصراع بين التيار والأطار
- العراقيون.. و ثقافة القطيغ!
- الأطفال في عاشوراء- ضرب الزنجيل..جريمة!
- حسين الفاسدين و.. حسين المظلومين
- قادة كتل واحزاب الأسلام السياسي الشيعة..ليسوا شيعة!
- نوري المالكي و..عقدة تضخم الأنا
- الأسلاميون في الزمن الديمقراطي والبدو في الزمن الجاهلي - (2) ...
- الأسلاميون في الزمن الديمقراطي والبدو في الزمن الجاهلي. تطاب ...
- علي الوردي..يحلق الى العالمية باسلوب يضرب بالمناطق الحساسة


المزيد.....




- على وقع حرب غزة.. مشاهد لاقتحام متظاهرين في اليونان فندقًا ي ...
- هل تقود الولايات المتحدة العالم نحو حرب كونية جديدة؟
- م.م.ن.ص// -جريمة الإبادة الجماعية- على الأرض -الحرية والديمق ...
- تمخض الحوار الاجتماعي فولد ضرب الحقوق المكتسبة
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 554
- الفصائل الفلسطينية ترفض احتمال فرض أي جهة خارجية وصايتها على ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- حزب يساري بألمانيا يتبنى مقترحا بالبرلمان لدعم سعر وجبة -الش ...
- الشرطة الألمانية تفرق مئات المتظاهرين الداعمين لغزة في جامعة ...
- -لوسِد- تتوقع ارتفاع الإنفاق الرأسمالي لعام 2024


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - قاسم حسين صالح - خمسة أيام هزّت العراق