أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد رياض اسماعيل - التربية والتعليم / الجزء الثاني














المزيد.....

التربية والتعليم / الجزء الثاني


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 7484 - 2023 / 1 / 7 - 15:02
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


الطلاب يتعلمون فيما بينهم عادات مختلفة، فكل طالب جاء الى المدرسة بخلفية عائلته التقليدية الخاصة بها، فيهم المنضبط والمشاكس والمطيع والعاصي والمتردد، هناك عوائل تتابع أبنائها وتجهد نفسها في سبيل اجتهاد أبنائها، وهناك عوائل مهملة، فالشعور بالمسؤولية متباينة بين تلك العوائل، معتمدا على عوامل اجتماعية واقتصادية وثقافية شتى. يشعر الطالب في المدرسة بالإذعان خجلا في الظاهر، ومتمردا داخليا. وتلعب الاضطرابات الحياتية لدى الشاب دورا في ذلك، حيث يشعر الشاب بحاجته الى طريقته الخاصة، بينما لا يمكن ان يكون له تلك الطريقة، إما أن يتعلم بأسلوب الانقياد التحفيظي والتكيف مع الفهم، أو يشعر بالانكسار بسبب البيئة الجديدة التي دخلها. من المهم جدا أن نفهم هذا.
التعلم الذي يجعل التلميذ متحيزا في آرائه واستنتاجاته، لا علاقة له بجوهر التعليم، يمكن اطلاق كلمة التأديب او الامتثال على ذلك، ولكن جوهر التعلم هو ان تتعلم عن ردود أفعالك وخلفيتك وكيف تقيدك، وأن تجاوز جوهر التعلم هو الحركة المستمرة دون الثبوت في نقطة معينة. فلكل حرفة لها انضباطها الخاص، مهارتها الخاصة، اما التعلم فهو لا نهائي. العقل الذي يتعلم باستمرار هو أبعد من كل معرفة. لذلك نتعلم ونتواصل. التواصل ليس فقط تبادل الكلمات والعبارات، مهما كانت تلك الكلمات والعبارات واضحة. إنه أعمق من ذلك بكثير. التواصل هو التعلم من بعضنا البعض، وفهم بعضنا البعض. وينتهي هذا عندما تتخذ موقفا محددا بشأن بعض الأفعال التافهة أو غير المدروسة بالكامل نتيجة التواصل.
في اعمار الشباب يمتثل الكثير منهم للمألوف، ولا يجدون الرغبة في الخروج عنها، وهذا يخلق انضباطا وقواعد للعلاقة بين المعلم والطالب. على ان العلاقة بين الطالب والمعلم ليست علاقة تعاقدية او مبنية على شروط الإذعان، او التأكيد والقبول، وحيث تُدرك علاقة التعلم هذه، تصبح القواعد غير ضرورية. وعندما لا تكون واضحة، يجب وضع القواعد. قد تثور ضد القواعد، وضد إخبارك بما يجب عليك فعله أو عدم فعله، ولكن عندما تفهم طبيعة التعلم بسرعة، ستختفي القواعد تماما.
يرى علماء النفس بان "العقل الذي يتعلم هو عقل حر، والحرية تتطلب مسؤولية التعلم". التعلم لا يولد من الفضول او المتعة. قد يكون لديك فضول حول الجنس. هذا الفضول قائم على المتعة، على نوع من الإثارة، على مواقف الآخرين. الأمر نفسه ينطبق على الشرب والمخدرات والتدخين. على ان التعلم أعمق بكثير من ذلك وأكثر شمولا. على سبيل المثال، تتعلم عن الكون ليس بدافع المتعة أو الفضول، ولكن من علاقتك بالعالم. التعلم التحفيظي كما أسلفنا ذلك يحقق مطالب المجتمع او تلك التي تفرضها الاباء بالتوافق مع ضروراتهم الخاصة (في أن يصبحوا أطباء او مهندسين أو علماء أو ضباط أو متخصصين من نوع ما). وهناك التعلم القائم على المتعة والسعادة، تلك التي تاتي من الرغبة، كأن ترى بذلة جميلة في احدى المحال، ويبدأ الفكر برسم صورة وهمية في العقل عن كيفية ضهورك بارتداء تلك البذلة، وتحاول فيما بعد توفير المبلغ اللازم لشرائها، وكلما اقتربت من اكمال المبلغ كلما زاد شغفك وسعادتك الى ان تقتني البذلة، لتمضي بها سعيدا لفترة معينة، ثم يحل رغبة أخرى، وتوالي الرغبات تزيد مساحة السعادة الشخصية في الحياة، وكذلك الفضول القائم على المتعة، او التعلم الارتزاقي لنيل الوظائف وما تدره من أموال.. ولكن للتعلم بعد اجتماعي هام خارج تلك الفئات، يتعلق بصياغة الوعي العام الاجتماعي.
لقد قسمنا التعلم إلى فئات منفصلة حسب متطلبات المجتمع أو الميول الشخصية. نحن لا نتحدث عن التعلم عن شيء ما، ولكن عن نوعية العقل الذي يرغب في التعلم. يمكنك أن تتعلم كيف تصبح نجارا جيدا أو بستانيا أو مهندسا. عندما تكتسب مهارة في هذه، تكون قد ضيقت عقلك إلى أداة يمكن أن تعمل ربما بمهارة في نمط معين. هذا ما يسمى التعلم. هذا يؤمن المستقبل ماديا، وربما هذا هو كل ما يريده المرء، تخريج الطلاب الذين يمكنهم اجتياز الامتحانات، وهو ما تريده الحكومة وأولياء الأمور على حد السواء... لذلك نخلق مجتمعا يوفر ما طلبناه منه. ولكن إذا استهدفنا جودة التعليم والتي لا تتعلق بشيء ما، فعندئذ نخرج عقولا، وبالطبع قلوبا حية خالدة، فالتعليم يعني الاهتمام، وليس الانصياع القسري بداعي الانضباط لان الأخيرة هو القهر بعينه. والعقل المقهور المهمل تجبر نفسها على القبول عندما تكون ضحلة، غير مبالية. اما العقل الدؤوب يراقب بنشاط، يراقب، لا يغرق أبدا في القيم والمعتقدات المستعملة، تلك التي تصيغ الوعي العام الذي يستمد منه النشئ والجيل القادم اخلاقه، فعلى سبيل المثال المعتقدات الاجتماعية المتوارثة كغسل العار او الثأر وغيرها انما تناقلت بالتعلم التلقيني عبر الأجيال من بودقة الوعي العام الاجتماعي، وتستمر اثارها السلبية إن لم تتحرر العقول من هذه النمطية من التعليم. وهكذا عقل يتعلم هو العقل الحر، والحرية مجانية تتطلب مسؤولية التعلم. وعندما يخفق صاحبها في مواقفه واستنتاجاته، وعندما يتم إحباط ذلك فإنه يصرخ من أجل تحقيق الذات... الجودة اللطيفة للتعلم يفترض ان تتوفر في مدارسنا لتحرير القلوب والعقول.



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التربية والتعليم في العراق/ الجزء الاول
- في الاقتصاد النفطي العراقي وتدهور العملة العراقية
- وضوح الرؤى والتقويم
- متى ستعود!
- أمريكا على عتبة قرار الحرب العالمية الثالثة
- مواقف من الذاكرة الشخصية
- تطور الاقتصاد السياسي في ظل تطور وعي الشعوب
- هلوسة متمرد..
- شكرا لك رحيق العمر والفؤاد
- امان مدفونة لرؤى شخصية/ التغيير ضرورة لمسايرة العصر..
- أفكار من رؤى شخصية/ مسيرة الانسان عبر الزمن..
- فهم النفس مظلة لتربية الاجيال
- امانٍ مدفونة لرؤى شخصية/ 3 و 4
- امانٍ مدفونة لرؤى شخصية/2
- امانٍ مدفونة لرؤى شخصية
- الوعي المتكامل نهاية للعالم والوجود البشري!
- هذيان رياضي
- التعليم والقيم الاجتماعية بين الامس واليوم
- الحياة والموت في إطار الزمن
- رؤية متمردة


المزيد.....




- لماذا خسرت إسرائيل سردية الحرب في غزة؟ بلينكن يجيب
- قضاة أميركيون يقاطعون خريجي جامعة كولومبيا بسبب المظاهرات ال ...
- طلاب بريطانيون يتضامنون مع أقرانهم في أميركا بالاحتجاجات الد ...
- البنتاغون: نأخذ بعين الاعتبار إمكانية وقوع معداتنا في أيدي ر ...
- رئيس كوبا يبدأ بزيارة عمل لروسيا
- البنتاغون: القوات الأمريكية والروسية تتمركزان في نفس القاعدة ...
- رئيس إقليم كردستان العراق: أمن إيران من أمن الإقليم
- رمي قاصر بسكين على مستوى الرأس شمال شرق الجزائر
- غوتيريش يحذر: اجتياح إسرائيل لرفح سيكون أمرا لا يحتمل
- وفد قطري يتوجه إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات بشأن اتفاق هدن ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد رياض اسماعيل - التربية والتعليم / الجزء الثاني