أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل خليل الحسن - حزب الله يتصرف وكأنها حربه الأخيرة














المزيد.....

حزب الله يتصرف وكأنها حربه الأخيرة


اسماعيل خليل الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 1700 - 2006 / 10 / 11 - 09:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النصر كلمة لا يلتبس معناها سوى لدى العرب, و حده الشاعر العربي فلسفها بقوله: ( يقوم مقام النصر إن فاته النصرُ). هكذا يخرج الحاكم من أم المعارك بطلا منتصرا, و يحتفلون في مصر و سوريا بأكتوبر أو تشرين, التي ما زالت تداعياتها تجر الأمة نحو الهاوية, منذ أن فصل كيسنغر القوات على الجبهتين, وعلى وقع حميـّاها طار السادات بطل العبور إلى القدس, وراح يصفي معارضيه واحدا بعد الآخر.
يحقق الزعيم المنتصر مجده اللفظي, ثم يقنع نفسه أنّه فعل كل ما بوسعه تجاه العدو الخارجي بضربة قاضية, فما بقي بوسعه سوى التفرغ للتصدي لعدوه الداخلي, وهم ألئك المشككون بحجم هذا الانتصار أو الذين يطرحون هواجسهم على الطاولة حول سياسات الداخل و الخارج.
ما إن سكتت المدافع على الجبهة اللبنانية حتى تغيرت نبرة حزب الله, تلك النبرة الهادئة المتصالحة مع الداخل, التي كانت تثير فينا الإعجاب فوق ما يثيره صمود مقاتليه, لتحل محلها نبرة مهرجانية عالية مشبعة بلغة التخوين ولغة الثنائيات: نحن أو العدو, محورنا أو محور الأعداء, فهم المنتصرون و على الآخرين من قوى الداخل اللبناني, أن يدفعوا ثمن هزيمتهم, و في الحقيقة أن كلا من حزب الله وإسرائيل منع الآخر من تحقيق نصر مبين على خصمه.
الوحدة الوطنية اللبنانية ضرورة لا بد منها لأجل الصمود في وجه عدوان محتمل, و لقد أخطأ قادة حزب الله بقراءة ردود أفعال العدو على أسر الجنديين باعترافهم على الملأ, وهم يخطئون تارة أخرى بقراءة نوايا العدو, فالحرب لم تنته بعد بالنسبة لقادة الكيان الإسرائيلي الذين اعتبروا ما حدث مجرد تقصير سوف يتداركونه ويحاسبون المقصرين و يسدون الفجوات استعدادا لاستكمال المشروع, فالإسرائيليون لا يحاربون للمتعة أو حبا بالحرب بل يحاربون لتحقيق مشروع محدد ويستثمرون حتى الهزيمة لتحقيق أهدافهم, في حين أن حروبنا تبدو بغير أهداف سوى لاستثمار داخلي, أو لطموح إقليمي, هي ليست محطات صغيرة في بناء مشروع محدد, بل إنها جزر غير متجاورة, سوى من ناظم وحيد لها هو المزيد من البؤس والمرارة و الخيبة و الاستثمار الشخصي للبطل الفرد, ذلك الديك الذي لا يحتمل الخم ديكا غيره, فيستأثر بالخم و الدجاج بغير منازع.
يتحكم موقف الخارج, لدى الزعامة العربية, في الموقف من الداخل, و بما إن الحرب قد انتهت فقد أصبح دعم الداخل زائدا عن الحاجة, لكن هل انتهت الحرب فعلا؟: إما أن هنالك معلومات تؤكد ذلك أو أن هنالك تسوية مع العدو لاعتبارها حربا أخيرة, مما يبررفتح حرب الجبهة الداخلية, في الوقت الذي يفتقد فيه اللبنانيون إلى الدولة بالمفهوم الحداثي للكلمة, التي تنظم الخلاف بين القوى المختلفة, حتى لا يكون للصراع نتائج مأساوية.
لقد انتصرت الصهيونية على العرب, بتحولها من عصابات إلى دولة تقوم على احترام رأي أفرادها اليهود, بينما فشل العرب إلى الآن بتحقيق الدولة المستوعبة لجميع أفرادها باختلاف مشاربهم واتجاهاتهم, دولة تتراكم فيها الخبرات والتجارب, دولة ليس لها صفة سوى أنها دولة, أما بقية الصفات ( عادلة و قادرة و مقاومة ..الخ ) فهي مشروعات حكومية تقوم بها السلطة المنتخبة التي إن فشلت في تحقيقها تسقط في الانتخابات, إنه من السهل إسقاط حكومة أو سلطة, لكن ليس من السهل إسقاط دولة في كل مرة, في الوقت الذي أدى انهيار الدولة, في بلاد العرب المنكوبين بداء الشمولية, إلى فراغ لم يستطع الحكام الجدد إشغاله لأن مفهوم الدولة لا يشغل حيزا في تفكير العرب الجمعي, وكانت دولتهم منحة من عهود الاستعمار, لم يجذروها فانكفأت إلى الشخصنة, و تقزمت لتصبح على مقاس المستأثرين بها, عشش وفرخ فيها الاستبداد و الفساد.
تستسهل الزعامات السياسية العربية كتابة التاريخ و تستعجلها, إنهم يقرؤون التاريخ من آخره, فكل ما يفعلونه تاريخي, خطاباتهم و أعمالهم وتجلياتهم, في حين أن التاريخ لم يقل كلمته بهم بعد, التاريخ كعلم لا يمكن أسره و تطويعه, وسيصل قارئه إلى قراءة صحيحة و نهائية ولو بعد حين, ولا تقيـّم الأعمال بحجم التضحيات التي ساهمت فيها, فقد تذهب تلك الأعمال و التضحيات سدى, بينما تسهم أعمال غير جليلة بتغيير مسار التاريخ, لأن ورائها دهاء و حكمة و فطنة و قراءة تاريخانية.
النصر عمل ضخم و كبير لا يمكن تجزئته, فلا يوجد نصف نصر أو ربع نصر, النصر أن تخرج عدوك من دائرة الفعل و تشله نهائيا, و تفرض على العالم سلوكا جديدا, يحترمه و يحسب حسابه, أما أن تضخم حدثا ما و تقول: إننا قد أنجزنا المهمة فلسوف ندفع الثمن مضاعفا في الأيام القابلة. فلا يقوم مقام النصر سوى النصر, و لا ينفع أن نخرج من الملعب, ثم نعزي أنفسنا بأننا لعبنا جيدا, لقد حذر أبو الطيب سيف الدولة غير مرة من أن يفقد القدرة على التمييز بقوله:
أعيذها نظرات منك صادقة = أن تحسب اللحم فيمن شحمه ورمُ



#اسماعيل_خليل_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتفرجون على الحرب
- الى جورج دبليو. سي بوش
- تجول في اللاوعي
- الدولة وديعة استعمارية
- أفكار من عصر الذهول
- قاموس الهجاء ضرورة لا بد منها
- رسالة إلى السيد عبد الحليم خدام
- سورية تودع كبارها
- كاريكاتير بالكلمات - 2
- ليست المسيحيّة فرّوجا دانمركيّا
- كاريكاتير بالكلمات.. تنويعات شمولية
- زوار الفجر.. طالبو مشورة!!
- برزان التكريتي يحاضر في اللاقانون
- دفاعا عن شريعة الغابة
- الحوار المتمدن ألف لا بأس عليك
- ما بين الأستاذ و العريف بخصوص التعذيب في الجادريّة
- رجعي.. محافظ.. تقدّمي
- يحيى العريضي ومأزق البوليس الثقافي
- بأس فيأس ... فانتحار !!
- تلعفر تدفع تمن نيويورك


المزيد.....




- مشهد مؤلم.. طفل في السابعة محاصر في غزة بعد غارة جوية إسرائي ...
- -رويترز-: مايك والتز أجبر على ترك منصبه
- -حادثة خطيرة- في غزة والجيش الإسرائيلي ينوي استخلاص الدروس م ...
- زاخاروفا تعلق على احتجاز مراسل RT في رومانيا وترد على شائعات ...
- تقارير إعلامية تفضح -كذب- نتنياهو بخصوص حرائق القدس
- أوكرانيا: نارٌ ودمار وإجلاءٌ للمدنيين إثر غارات روسية على مد ...
- حكمت الهجري يطالب بحماية دولية بعد اشتباكات صحنايا وريف السو ...
- المرصد يتحدث عن عشرات القتلى في اشتباكات -طائفية- بسوريا.. و ...
- إيران تعلن تأجيل جولة المفاوضات المقبلة بشأن برنامجها النووي ...
- في عيد العمال.. اشتباكات في إسطنبول ومغربيات يطالبن بالمساوا ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل خليل الحسن - حزب الله يتصرف وكأنها حربه الأخيرة