ما الفرق (العلمي الدقيق) بين دولة ببلادين وبلاد بدولتين؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)

الحوار المتمدن-العدد: 7479 - 2023 / 1 / 1 - 04:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ما الفرق بين دولة ببلادين أو أكثر (بريطانيا/ليبيا كمثالين)، وبلاد بدولتين أو أكثر (كوريا/ السودان كمثالين)!؟
*********************
كما أن الدولة - ككيان سياسي حاكم وناظم للسكان - قد تُقام وتقوم على أرض بلاد واحدة فتُسمى (دولة بسيطة) فهي قد تُقام على أراضي عدة أقطار وبلدان فتُسمى (دولة مُركّبة) مثل (المملكة البريطانية المتحدة/ المملكة الليبية المتحدة)( روسيا الاتحادية) أو تُسمى (امبراطورية) إذا ضمت بلدانًا عديدة مثل (الأمبراطورية البريطانية/ الأمبراطورية العثمانية)، فما حدث في السودان مثلًا هو تقسيم بلاد واحدة - هي السودان - إلى دولتين (شمال وجنوب) أي كحال تقسيم اليمن إلى دولتين شمالية عاصمتها (صنعاء) وجنوبية عاصمتها (عدن) ثم تم توحيدهما على يد الشماليين، أو كحال انقسام كوريا إلى دولتين شمالية وجنوبية... فهذا النوع من التقسيم أو الانقسام هو تقسيم لبلاد واحدة لدولتين أو أكثر!، أما ما حدث للدولة العثمانية أو دولة الاتحاد السوفيتي أو دولة تشيكوسلوفاكيا مثلًا أو ما قد يحدث لدولة المملكة المتحدة (بريطانيا) إذا انهارت الملكية (!!) أو ما قد يحدث لدولة ليبيا أو الإمارات أو السعودية - لا سمح الله - مثلًا في المستقبل، فهذا بالتوصيف العلمي الموضوعي هو ((تقسيم لدولة واحدة متحدة)) وليس (تقسيم لبلاد واحدة)، فهذه الدول (المتحدة) ككيانات سياسية هي من الأساس تكونت من عدة أقطار، أي من عدة بلدان (بلد أو أكثر)!، فهي دولة مركبة أو أمبراطورية أو اتحادية فإذا تعرضت للفشل والانهيار وتحللت إلى أصولها القطرية فهذا تقسيم للدولة لا للبلاد!، وهو هنا في هذه الحالة يُسمى (فك ارتباط) وليس (انفصال)!.. أي كما حدث في فك وتفكيك الدولة العثمانية أو تفكك دولة الاتحاد السوفيتي أو دولة تشيكوسلوفاكيا !.. من لم يفهم الفرق بين هاتين الحالتين (حالة تفكك البلاد الواحدة لدولتين أو أكثر) و(حالة تفكك الدولة واحدة للبلدان المؤسسة لها) لن يفهم حركة التاريخ وحركة ومتغيرات (الجغرافيا والخارطة السياسية)!!
أمثلة :
(1) تأسست مملكة بريطانيا من ثلاث بلدان هي (انجلترا واسكوتلندا وويلز) ثم انضم اليها الجزء الشمالي من القطر الايرلندي، وتأسست دولة تشيكوسلوفاكيا من قطرين هما (تشيكيا وسلوفاكيا)، وتكونت دولة الاتحاد السوفيتي من عدة بلدان، وتكونت ليبيا في الأصل من قطرين عربيين هما (برقة وطرابلس الغرب) على يد المستعمر الايطالي حيث قام بدمجهما في دولة واحدة أطلق عليها اسم (ليبيا) عام 1934
(2) انقسمت مصر الفرعونية القديمة لمملكتين ( الشمال والجنوب) وليس لبلدين ثم تم توحيدهما على يد الملك (مينا)، وانقسمت بلاد اليمن إلى دولتين (شمالية وجنوبية) - ولا أقول إلى بلادين - خلال الحقبة الشيوعية، وانقسمت (فلسطين) كبلاد في الواقع العملي إلى ثلاث دول : دولة استيطانية من بقايا الحرب العالمية هي دولة (اسرائيل) ودولتين عربيتين (الضفة) و(غزة) (!!)، وهناك سعي للاعتراف بدولتين في فلسطين إحداهما (يهودية/عبرية) والأخرى (مسلمة مسيحية/ عربية) ولا توجد بلاد اسمها (اسرائيل) عبر التاريخ فإسرائيل هو اسم نبي قدم جده من العراق (ابراهيم) وبعد انهيار مملكة (سليمان) العظيمة انقسمت إلى مملكتين (مملكة اسرائيل) و(مملكة يهوذا)، فهذا انقسام للبلاد الواحدة (فلسطين/ أرض كنعان) إلى دولتين يحكمها المهاجرون المستوطنون (بنو اسرائيل) وليس السكان الأصليون (الفلسطينيون/ الكنعانيون) وهو ما تكرر في العصر الحديث بعد الحرب العالمية الثانية كنتاج للاستعمار الأوروبي للعالم العربي، أقصد قدوم المهاجرون اليهود - ولا أقول بني اسرائيل! - فهناك فرق كبير بين من هو يهودي (ديانة)؟ ومن هو بالفعل من سلالة نبي الله يعقوب (اسرائيل)(سلالة)!! ... وكذلك انقسمت بلاد كوريا إلى دولتين ولا أقول إلى بلدين، وكذلك بلاد ايرلاندا انقسمت إلى دولتين (شمالية) تتبع الاتحاد البريطاني و(جنوبية) مستقلة.... وهكذا فكما يمكن أن تنقسم البلاد إلى دولتين أو أكثر، فيمكن للدولة الواحدة أن تنقسم إلى عدة بلدان إذا كانت هذه الدولة دولة (مُركبّة) من حيث الأصل من عدة أقطار كحال الامبراطورية الرومانية أو العثمانية أو المملكة المتحدة أو دولة الدويلات المتحدة أو دولة الاتحاد الروسي أو المملكة الليبية المتحدة...إلخ

#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل