أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سليم نصر الرقعي - الليبو؟ البربر؟ عندما يكون الاسم غير المسمى!؟















المزيد.....

الليبو؟ البربر؟ عندما يكون الاسم غير المسمى!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 7326 - 2022 / 7 / 31 - 20:51
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


هل سكان شمال افريقي - حتى قبل الفتح الاسلامي - هم (ليبو) بالفعل وهل هم احفاد قبيلة (الليبو) بالفعل !؟؟
وهل هناك شيء اسمه (الجنس الليبي) أو حتى (الجنس البربري)!!؟؟
اليك الحقيقة بكل تجرد وموضوعية التي ربما لم تسمعها من قبل!!
--------
في الحقيقة لم تكن الشعوب والجماعات والقبائل التي كانت تسكن شمال افريقيا في عصر الفراعنة والاغريق تطلق على نفسها اسم (الليبو) او (الليبيين)، ولا كان لها اسم جامع واحد بل كان لكل شعب منها تسمية محلية خاصة به، اما اسم الليبيين فهي تسمية اجنبية حدثت لاحقًا، ففي البدء اطلق هذه التسمية (الليبو) أو (الريبو) المصريون الفراعنة القدماء على كل الشعوب التي تستوطن غرب الاسكندرية تبعًا لاسم قبيلة مصرية او برقاوية قديمة كانت تستوطن غرب الاسكندرية تدعى (الليبو) أو (الريبو)!، فالمصريون هم من اطلق هذه التسمية على قبائل و شعوب شمال القارة السمراء من باب التعميم دون اعتراف السكان المحليين بهذه التسمية التعميمية المصرية، ثم أخذها عن المصريين القدماء الاغريق ونطقوها حسب لغتهم (ليبيين) او (لوبيين) ومع ذلك لم يعترف السكان الأصليين بهذه التسمية الاجنبية الغريبة العامة التي فرضها عليهم المصريون ثم الاغريق بدليل اننا لا نجد في كتاب (هيردوت) عن ليبيا حسب التسمية الاغريقية، اي شمال افريقيا، ان السكان الاصليين كانوا يطلقون اسم الليبو او الليبيين او اللوبيين على انفسهم!!... فقد كان لكل قبيلة منهم وكل شعب تسميته المحلية الخاصة ولا علاقة لهم بهذه التسمية التعميمية الجامعة (الليبو) التي اطلقها عليهم المصريون الفراعنة ثم الاغريق!، ثم جاء الرومان واطلقوا اسم (البربر) بدلًا من اسم (الليبو) و(الليبيين/اللوبيين) على قبائل وشعوب شمال افريقيا كلهم من باب التعميم ايضًا، فالعقل التاريخي والجغرافي يميل الى التعميم بدافع الضبط والتنظيم!!، وهي، اقصد تسمية سكان شمال افريقيا ب(البربر)، تسمية ايضا اجنبية عامة غير محلية لا علاقة للسكان بها، حالها حال تسميتهم من قبل باسم (الليبيين) والتي اطلقها عليهم من قبل الرومان الاغريق أخذًا عن المصريين!.
باختصار ان (الليبو) هو اسم قبيلة تعيش غرب الدلتا اختلف العلماء في شأنها وأصلها، فالبعض يعتقد انها قبيلة مصرية كانت تعيش على الدلتا ثم طردتها القبائل المصرية القوية بعيدًا عن الدلتا ، والبعض يقول انها في الاصل قبيلة برقاوية قديمة مثل التحنو والريبو والمشواش والجرمنت دفعها العطش والجوع اللجوء الى دلتا مصر حيث نهر النيل... اذن فتسمية كل سكان شمال افريقيا بالليبو هو اختراع وتسمية مصرية اخذها عنهم الاغريق كتسمية عامة لكل من هو يعيش غرب موطن المصريين في دلتا النيل، وهي، في الحقيقة، تسمية مضحكة تشبه الى حد كبير ان يطلق المصريون اليوم اسم (أولاد على) على كل الشعوب والقبائل التي تقطن غرب مصر من برقة حتى المغرب!!... فيصبح اسمهم جميعًا (أولاد علي)(!!؟؟) فيأتي الاغريق ويأخذوها عنهم وربما حرفوها الى (اولاعيا)!!...هذا الذي حصل في تعميم اسم الليبو ثم ليبيا على كل قبائل وشعوب الشمال الافريقي .....
والحقيقة الموضوعية أن تسمية كل شعوب شمال افريقيا بالليبو من الاساس هي تسمية غير صحيحة وخلاف الواقع الحقيقي، فالليبو هم قبيلة واحدة من مئات القبائل التي تعيش في شمال افريقيا، وبالتالي فهو تعميم خاطئ فرضه المصريون الفراعنة بسبب تفوقهم الحضاري والعسكري من جهة، ومن جهة هو مفارقة مضحكة عند التأمل، ولكن هذا الذي يحدث عبر التاريخ، فالتاريخ مملوء بالمفارقات الغريبة والمضحكة!، فمن يملك سلطة كتابة التاريخ ورسم الجغرافيا بسبب تفوقه الحضاري والعسكري يملك ان يطلق على الشعوب والبلدان التسمية التي يريدها ، فهل (الهنود الحمر) اسمهم الحقيقي هو الهنود الحمر بالفعل ام هي تسمية اجنبية فرضها حكم القوي المتفوق؟؟ بينما في الواقع لهم ولشعبهم (اسم محلي خاص)(*) ورثوه عن اجدادهم!؟ وهذا ما حدث لقبائل وشعوب شمال افريقيا التي تقطن غرب مصر القديمة التي عمم المصريون عليها اسم الليبو، مع ان غالبيتهم العظمى ليسوا من قبيلة الليبو التي تعيش غرب الاسكندرية، أي في اقصى شرق برقة القديمة!!، بل كان لكل منهم تسميته المحلية الخاصة التي ذكر هيرودوت بعضها في كتابه!!... فهذا الذي حدث هو نتيجة حكم القوي والمتفوق، فالمتغلب يسمي من يشاء كما يشاء بما يشاء!!، وهذا ما حدث لسكان القطرين برقة وطرابلس الغرب لاحقًا بعد الغزو الايطالي!، فهم، بين عشية وضحاها، وبقرار فوقي سياسي حكومي من المستعمر الايطالي عام 1934، تم دمجهم في دولة ايطالية واحدة اطلق عليها الحاكم الاجنبي المستعمر اسم ليبيا واطلق على سكانها اسم (الليبيين) نسبة للتسمية المصرية والاغريقية القديمة لشمال افريقيا وسكانها!!..... وفي البداية رفض سكان برقة وطرابلس الغرب هذه التسمية بعزة وطنية ثم ما لبثوا بعد انتهاء المقاومة المسلحة بشنق عمر المختار عام 1931 أن ألفوها وتعودوا عليها كما يتعود المرء على لقب يفرضه عليه الناس ويصبح مع مرور الزمن جزءًا من اسم العائلة وهويته العائلية!!.

هذه هي الحقيقة المجردة بكل موضوعية وبقراءة تحليلية بعيدًا عن ثقافة الحفظ والاجترار والتبعية العمياء لما يفرضه الاستعمار من تسميات وتعميمات!.... فلا وجود لشيء اسمه (الجنس الليبي) ولا حتى (البربري) ولا هم يحزنون! ، فحتى البربر او الأمازيغ أو بمعنى ادق (البونيقيين) هم خليط من جنسين ، هما سكان شمال افريقيا القدماء والمستوطنيين الفنيقيين القادمين من المشرق العربي (لبنان وفلسطين) الذين أسسوا لحضارة ودولة قرطاج العظيمة في تونس وطرابلس الغرب حيث اندمج وانصهر هؤلاء الوافدون بهؤلاء السكان المحليين، وحدث تزاوج عرقي وثقافي ولغوي بين الجنسين، ونتج عن هذا التزواج العرقي والثقافي هذا المكون السكاني الشمال افريقي الذي اطلق عليه الرومان تسمية (البربر) واطلق عليه بعض المؤرخين الأوروبيين اسم (البونيقيين) للتأكيد على انهم خليط من سكان شمال افريقيا المحليين والمستوطنيين الفنيقيين القادمين من المشرق السامي العربي ، ثم لتأتي الموجة المشرقية السامية العربية من المستوطنين العرب مع الفتح الاسلامي ثم الموجة الثالثة والأكثر تأثيرًا في تعريب المنطقة وهي موجة (شعب بني هلال وسليم) عام 1051 م التي اكتسحت شمال افريقيا كالفيضان عند البعض او كالجراد عند البعض الآخر !!.....وهكذا تبدلت هوية المنطقة من الناحية الدينية والعرقية واللغوية لتتشكل فيها عبر القرون ((شعوب وجماعات طنية)) جديدة هي خليط من البونيقيين/البربر، والعرب والزنوج ثم الترك وبقايا العثمانيين خيث باتت تجمعهم لغة وطنية جامعة تجمع كل اقطار شمال افريقيا هي اللغة العربية ،لغة النبي محمد العربي والقرآن العربي، اذ باتت اللغة العربية هي اللغة الوطنية الجامعة للجميع وهو ما يجعلنا نصف هذه البلدان بالبلدان العربية وسكانها بالعرب، ليس العروبة بالمعني العرقي والجنسي بل العروبة بمعنى (السكان الناطقين بالعربية)، عروبة اللسان وليست عروبة الدم واللحم والعظم والعرق والجينات!.. مع انني اشك ايضًا في قصة النقاء العرقي العربي، فالأمة العربية الحالية ليست عروبة عرقية ولا العرب اليوم هم من جنس واحد بل الأمة العربية الحديثة هي صنيعة الاسلام كدين ودولة وتاريخ، وأغلب من ينتمون اليها هم عرب بالاستعراب والاندماج في العروبة وليس بالعرق والدم، فالنقاء العرقي العربي ، بل لدى كل الأمم الحديثة هو خرافة من خرافات البشر اذ ان انصهار كبير وطويل الامد حدث بين كافة الاعراق البشرية وهو مستمر في الحدوث مع حركة الهجرات وتغيرات الجغرافيا السياسية ومع ثورات المواصلات والاتصالات!.
هذه هي الحقيقة بعيدًا عن ثقافة الحفظ والاجترار لكل ما لقنه لنا كتبة التاريخ والجغرافيا وما لقنه لنا الاستعمار وتلاميذ الاستعمار !!... ولله في خلقه شؤون .
*************
(*) الهنود الحمر هم السكان الأصليون للأمريكيتين قبل عصر كريستوفر كولمبس، وسُمُّوا بالهنود الحمر لأن كريستوفر كولومبس ظن خطأ أنه في الهند عندما اكتشفها !!!؟؟، فهذه التسمية نتجت عن خطأ وسوء فهم ثم تم اعتمادها وتعميمها وانتشرت مع ان الاسم لا يعبر بالفعل عن المسمى!، وهذا ما حدث لسكان وشعوب وقبائل شمال افريقيا في عهد الفراعنة حيث اطلق عليهم المصريون اسم الليبو بينما أغلبهم ليسوا من قبيلة الليبو، واطلق عليهم الرومان لاحقًا اسم البربر وهي تسمية اجنبية لا علاقة للسكان المحليين بها!!



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلة الديموقراطية في بلداننا والحل العملي الرشيد!؟
- عن الليبرالية الامريكية بين الجمهوريين والديموقراطيين؟
- هل سيتعاطف العرب مع ايران اذا ضربتها اسرائيل!؟
- ايران والعرب عداوة تاريخية مستحكمة!!
- النسيان ! ، خاطرة شعرية
- هل أنت صيّاد أم طريدة أم بين بين!؟
- ثورتان في عقل الأمة!؟
- من المسؤول عن (الخطيئة الاولى) آدم أم حواء أم الشيطان!؟
- لغز (الحالة الصينية)!؟
- هل لا يزال العرب (ظاهرة صوتية) !؟
- بوتين وحماية الثقافة الروسية وفق (النظرية الرابعة)!؟
- رئيس اوكرانيا شاب وطني شجاع ولكن !؟
- تغير سياسة السعودية تجاه امريكا،استراتيجيا أم تكتيك؟
- تهديد بوتين بالسلاح النووي علامة قوة أم ضعف؟
- رفض الامارات التصويت لصالح قرار مجلس الأمن ضد روسيا، هل فيه ...
- 17 فبراير، نعم، ثورة، ولكنها بلا (عقل) ولا (مشروع)!؟
- لماذا صحح أوردغان علاقته بالخليج !؟
- الرئيس التونسي في خضم معركته مع (النهضة) نسي العناية بأسنانه ...
- الدولة الليبرالية الديموقراطية (المسلمة)!؟
- مأساة (ريان) بين القلب والعقل !!؟


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سليم نصر الرقعي - الليبو؟ البربر؟ عندما يكون الاسم غير المسمى!؟