|
الرئيس التونسي في خضم معركته مع (النهضة) نسي العناية بأسنانه!؟
سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)
الحوار المتمدن-العدد: 7161 - 2022 / 2 / 13 - 09:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا شك ان ما يقوم به الرئيس التونسي في تونس كما ذكرت غير مرة هو انقلاب سياسي مدعوم محليًا، ومن بعض الدول العربية والغربية، والمستهدف هو حركة النهضة على وجه التعيين!.. هذا شيء واضح بشكل فاضح ولا يمكن لعاقل انكاره، قد يكون الرئيس يعتقد مخلصًا انه يقوم بحركة تصحيح تشبه لعملية جراحية غير دموية من خلال مشرط الليزر بدلًا من مشرط الحديد!... لكن استهداف النهضة امر اكيد.
ومع ذلك الا انه للحقيقة ان حركة النهضة باعتبارها امتدادًا لحركة الاخوان المسلمين تتسم بنزعة شمولية تتمثل في سعي الاخوان في استغلال النظام الديموقراطي من اجل التغلغل في جميع مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الحكم والادارة في الدولة بحيث تبسط سيطرتها الشاملة والناعمة على كل شيء، مدعومة بقوة المال الذاتي او الذي يمدهم به اصدقاؤهم الدوليون (قطر وتركيا مثلًا)... فهم لديهم هدف استراتيجي يتمثل في هذا التغلغل في الدولة والمجتمع في كل الاتجاهات وعلى كل المستويات، بحيث تصبح عناصرهم او العناصر التابعة لهم تسيطر على مفاصل الدولة وعلى كل النقابات وكل المؤسسات ومنها مؤسسة القضاء والتعليم والاعلام والخدمات العامة ...الخ..الخ. .. فضلًا عن اذرعهم الحقوقية مثل جمعيات حقوق الانسان وحقوق الصحافة ...الخ التي يتم تدجينها وتصبح تدور في فلكهم في اطار هدفهم الاستراتيجي كتنظيم شمولي يسعى الى السيطرة الناعمة والشاملة ، وغير المنظورة، على مؤسسات الحكم والادارة في الدولة ومؤسسات المجتمع الأهلي مما يسهل اليهم الوصول للسلطة والبقاء فيها وتصفية خصومهم بشكل قانوني من خلال سيطرتهم على النيابة والقضاء كما فعل (حزب العدالة والتنمية) في تركيا بقيادة (اوردغان) فهو تمكن من التغلغل في كل مؤسسات الدولة والسيطرة عليها بشكل ناعم بما يضمن بقائه في السلطة والفوز بالانتخابات وتصفية خصومه بشكل ناعم تارة تحت دعوى الارهاب وتارة تحت دعوى الانقلاب!!....
هذا هو نهج حركة الاخوان، وما شابه. في بسط سيطرتهم الشمولية، فالاخوان تنظيم شمولي لا شك في ذلك، يستغل الديموقراطية وخبرته السياسية والأمنية الطويلة في التغلغل في كل المؤسسات وعلى كافة المستويات واستخدام الخطاب الاعلامي الحقوقي والقانوني لتحقيق مصالحهم واستخدام قوتهم المالية في التجنيد والحشد والاستحواذ ، وهذا حال كل الحركات الشمولية والشعبوية عبر التاريخ....
وربما ما يقوم به الرئيس التونسي هو أشبه بعملية (نتف الريش) لحركة النهضة وتجريدها من كل مصادر قوتها وتصفية كل المؤسسات العامة من عناصرها الذين تسربوا اليها وسبطروا عليها خلال الفترة الماضية، هذا ما يقوم الرئيس التونسي تحديدًا تحت شعار (التطهير) وتحت ستار بناء نظام ديموقراطي صحيح، لكن بلا شك ان كل هذا اذا نجح سينتهي الى حكم شمولي ناعم آخر ، ربما يشبه حكم زين العابدين!!!.... نظام ديموقراطي (شكلاني) يسيطر عليه الرئيس وجماعته بدلًا من حركة النهضة!!
أخيرًا ، تبقى ملاحظة شكلية خاصة لاحظتها كمراقب يتفرس في وجوه الرؤوساء والساسة حينما يخطبون او يتحدثون، فقد لاحظت من خلال كلمة الرئيس (سعيّد) الاخيرة حول حل مجلس القضاء الاعلى بحضور اعضاء حكومته أنه قد اهمل العناية بأسنانه بشكل واضح وفاضح!!... فقد بدت اسنانه بشكل سيء جدًا الى حد بعيد، ربما نتيجة القلق والافراط في شرب القهوة والشاي او التدخين مع عدم الالتزام بتنظيف اسنانه بشكل يومي وعدم زيارة طبيب الاسنان بشكل دوري، وهو سلوك غريب وغير مفهوم لرئيس دولة يصنفها البعض على انها من اكثر الدول العربية تحضرًا وتمدنًا (!!؟؟) في حين رئيس الدولة ينبغي ان يكون قدوة للمواطنين، وخصوصًا الأطفال والشباب، لا من حيث السلوك الحضاري فقط بل ومن حيث مظهرهم الخارجي!!، وإنني استغرب كثيرًا كيف لا ينبهه احد ممن حوله لأحوال اسنانه السيئة التي ازدادت سوءًا على سوء منذ توليه منصب راس الدولة وخصوصًا منذ اعلان حربه ضد حركة النهضة وعمله على نتف ريشها وتصفية كل مؤسسات الدولة من عناصرها المعروفة وغير المعروفة التي تغلغلت فيها بكل خبث ودهاء منذ انتصار الثورة التونسية في اطاحة نظام بن علي!.... فقد يقول قائل: "ينبغي على الرئيس ان ينجح في اصلاح أحوال اسنانه اولًا حتى نتأكد بأنه قادر على النجاح في اصلاح النظام السياسي والقضائي والدستوري التونسي"!!
#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)
Salim_Ragi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدولة الليبرالية الديموقراطية (المسلمة)!؟
-
مأساة (ريان) بين القلب والعقل !!؟
-
كلمة عن الأمازيغية !؟
-
هل الاخذ ببعض القوانين الوضعية الأجنبية في بلادنا المسلمة حر
...
-
ما يحدث في تونس واضح كالشمس!؟
-
الاقتصاد التركي كبير الحجم لكنه هش !!؟؟
-
قوة -اسرائيل- المزعومة على المحك!
-
قناة الجزيرة والذكرى الثالثة لتصفية الخاشقجي!!؟
-
عن وفاة ملكة بريطانيا!؟
-
الغرب ومشكلة ايران، عاجزون أم لا يريدون!؟
-
يا ليت فيروس الجوع كان مُعديًا مثل كورونا!
-
تغيير السعودية سياساتها الداخلية والخارجية امر يبشر بالخير
-
عن الإباحية والمثلية ومدى علاقتها بالكبت والحرية!؟
-
اختلطت عليه الأمورُ!؟ قصيدة مسموعة
-
ما الفرق بين (السلطة للشعب) و(سلطة الشعب)!؟
-
هل هو انسحاب أمريكي من السعودية ام هو ابتزاز!؟
-
قطر تبحث عن نصر سياسي واعلامي في أفغانستان!؟
-
طالبان والحكم المركزي وعلاقة المركزية بالديكتاتورية؟
-
اوروبا تعترف بأن المتغطي بالأمريكان عريان!
-
هل انتهت القومية العربية!؟
المزيد.....
-
فيديو مرعب يُظهر لحظة ضرب إعصار لحي سكني في فلوريدا
-
إيران.. مطالب بتغيير الاستراتيجية النووية
-
قناة إسرائيلية تضع السيستاني في قائمة أهداف الاغتيالات المحت
...
-
نوبات الهلع.. جهاز إنذار للجسم لصد الأخطار
-
زيلينسكي يزور برلين وباريس وروما لحشد الدعم ضد روسيا
-
أسرار النوم الصحي الجيد
-
كوندوليزا رايس: تحالف روسي صيني إيراني لإزاحة الولايات المتح
...
-
قمة ثلاثية بين رؤساء مصر والصومال وإريتريا في أسمرة غدا
-
لبنان.. لا ضمانات لعدم استهداف مطار بيروت
-
منظمات دولية: فتيات في الفاشر تزوجن مقاتلين من أجل لقمة الخب
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|