أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - برقة وطرابلس الغرب، الثنائية العميقة والمستمرة !؟














المزيد.....

برقة وطرابلس الغرب، الثنائية العميقة والمستمرة !؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 7339 - 2022 / 8 / 13 - 19:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في معظم التاريخ وعبر القرون قبل الفتح الاسلامي كانت (انتابولس/انطابلس/برقة) بلادًا وكانت (تربولس/طرابلس) بلادًا مجاورة تفصل بينهما صحراء شاسعة، ثم مع الفتح الاسلامي لم تتوحد برقة وطرابلس فقط بل توحدت كل البلدان العربية وكذلك فارس والسند في ظل الخلافة الاسلامية العربية ثم لاحقًا في ظل الخلافة الاسلامية التركية، فهل هذا يعني ان هذه البلدان والاقطار العربية والاسلامية بلد وقطر واحد؟ وما اسم تلك البلاد!؟ هل اسمها (البلاد الأموية) و(العباسية) و(الفاطمية) و(العثمانية) ا؟!؟ أم ان هذه التسميات في حقيقتها هي مجرد اسماء للدولة وليس للبلاد!؟

الجواب:
الحقيقة التاريخية انها عدة بلدان واقطار وطنية في دولة واحدة!؟ ، اي كما ان بريطانيا اليوم كدولة تتكون من عدة اقطار متحدة ((انجلترا ، واسكوتلندا ، وويلز)) ضف اليها نصف البلاد الايرلندية (ايرلاندا الشمالية) فيكون اسم الدولة هو ((المملكة المتحدة))!، فالمملكة المتحدة اسم (دولة اتحادية) وليس اسم بلاد واحدة، وهكذا حال ليبيا فهي من حيث الأصل دولة مٌركبة في الاصل من (قطرين) - انظر لمرفق بيعة الطرابلسيين الأولى لأمير برقة - ولم يحدث بينهما (اندماج تام كلي) حتى الآن، بالرغم ما يقارب نصف سكان برقة اصولهم القديمة او الحديثة ترجع لطرابلس الغرب!!، فقد ظلت طرابلس زهاء 400 سنة في العهد التركي والقرمانلي تحاول ابتلاع برقة وهضمها وتحويلها الى مجرد (اقليم طرابلسي) مثل اقليم فزان او اقليم مصراتة أو اقليم الجبل الغربي ولكن دون جدوى فقد ظلت برقة عصية عن الابتلاع والهضم، فقامت طرابلس بمحاولة اخرى في العهد الايطالي مع اختراع ايطاليا مشروع دولة ليبيا الايطالية المركزية عام 1934 ولكن دون جدوى!!، اذ ظلت برقة هي برقة وطرابلس هي طرابلس!، فما ان سقط الاحتلال الايطالي حتى عادت الأمور لطبيعتها، برقة هي برقة وطرابلس هي طرابلس، ثم حاولت طرابلس مرة اخرى من خلال رفض النظام الاتحادي الفيدرالي الذي يقوي شوكة برقة ويحول دون ابتلاعها، وكانت اشد المبتهجين بالغاء الفيدرالية عام 1963 لأن ذلك يمهد الطريق امامها لابتلاع برقة وادراجها كاقليم طرابلسي ولو تحت غطاء اسم ليبيا الذي وفره لها المحتل الايطالي!، وجاء نظام القذافي ليزيد من فرص وحظوظ ابتلاع طرابلس لبرقة ولكن دون جدوى!، فحين سقط نظام القذافي بثورة فبراير وجدت طرابلس برقة تقف امامها بقرونها، وشحمها ولحمها!!، تناطح المركزية الطرابلسية العتيدة وتطالب بالفيدرالية والمساواة والعدالة المناطقية وترفض الابتلاع والاندماج المركزي!!، فشنت القوى المركزية الاستحواذية في طرابلس حملة اعلامية شعواء شوهت الفيدرالية حتى في عقول بعض البرقاويين ونجحت كثيرًا في ذلك، وفي غمرة اعتقادها بانها نجحت بالقضاء على المطلب الفيدرالي اذ بها تجد برقة مرة اخرى تقف امامها بقرونها!! .

الشاهد هنا ان (ثنائية برقة وطرابلس) حقيقة تاريخية وحقيقة واقعية عميقة لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال، فليبيا في حقيقتها (بلد مٌركب) في الاصل من بلدين وقطرين هما برقة وطرابلس الغرب كما هو واضح في معاهدة أوشي 1912 التي بموجبها تنازلت تركيا لايطاليا عن طرابلس وبرقة كولايتين عثمانيتين كما هو واضح في نص المعاهدة، وايضًا كما هو واضح في وثيقة البيعة الاولى التي قدمها زعماء الطرابلسيين لأمير برقة السيد ادريس السنوسي عام 1922، فهم، وبنص وثيقة البيعة، قالوا حرفيًا: ((نبايعك اميرًا للقطرين الطرابلسي والبرقاوي))، فهم كتبوا (القطرين) ولم يقولوا (القطر الواحد) ولا (القطر الليبي) فكلمة ليبيا ولببي يومها سواء عند البرقاويين أو الطرابلسيين كلمة استعمارية اجنبية غريبة، مرفوضة ومبغوضة، ومن يقل يومها : (انا ليبي) كمن قال : (انا مطلين)!!.

الخلاصة؟
ان الثنائية البرقاوية الطرابلسية حقيقة عميقة ولا يمكن تجاوزها، فمن ناحية هي تضرب بجذورها في عمق التاريخ ، ومن ناحية هي واقع وحاضر ملموس أبانته بشكل واضح أحداث ثورة فبراير ....والحل معروف، وهو نظام اتحادي فيدرالي أو نظام حكم محلي على مستوى الاقاليم يتمتع فيه كل اقليم باستقلالية محلية ومالية وادارية داخلية تامة في ظل التاج السنوسي كرمز للاتحاد والاستقرار .

هذا هو اساس العلاج الشافي لمرض ليبيا المزمن، وهو أول خطوة في هذا العلاج وهذا الحل الواقعي والعقلاني العملي الرشيد وربما الوحيد للحالة الليبية بهذه الثنائية العميقة الحاضرة في التاريخ والواقع .... وهذا هو الطريق .
==============
(*) ملاحظة: اسم (ليبيا) هو اسم اغريقي وضعه الاغريق كتسمية عامة لشمال القارة السمراء كما وضعوا اسم (اثيوبيا) لوسط وجنوب القارة في العهود القديمة (ق.م) ثم اندثرت هذه التسمية الاغريقية (ليبيا) لتحل محلها التسمية الرومانية (افريقيا) لتصبح هي الاسم الجامع لكل القارة السمراء حتى اليوم، وحينما احتلت ايطاليا عام 1911 القطرين العربيين الجارين، برقة وطرابلس الغرب، بدأت في اطلاق اسم (الليبيين) على سكان برقة وطرابلس وهي تسمية استعمارية رفضها السكان بشدة ، وظلوا يرفضونها الى ان تمكنت ايطاليا من القضاء على آخر معاقل المقاومة المسلحة في برقة بشنق زعيمها وشيخها (عمر المختار) عام 1931عندها قامت ايطاليا - وبقرار من الحكومة الايطالية في روما - بدمج القطرين البرقاوي والطرابلسي في دولة وليدة جديدة واحدة تحت اسم (ليبيا الايطالية) عام 1934، وقبل هذا التاريخ لن تجد بلدًا بربريًا أو عربيًا واحدًا ،عبر التاريخ، اسمه ليبيا !! فإسم ليبيا هو الاسم الاغريقي القديم لشمال افريقيا لكن ايطاليا هي من صنعت هذا البلد المسمى اليوم (ليبيا) من خلال دمج القطرين ، برقة وطرابلس الغرب، في مستعمرة ودولة ايطالية واحدة واطلقت على سكانها اسم (الليبيين) بخلاف مصر مثلًا والعراق واليمن والبحرين والمغرب فهي بلدان كانت موجودة حتى قبل الاسلام !



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 3 ملاحظات على أداء قناة الجزيرة هذه الأيام!؟
- الليبو؟ البربر؟ عندما يكون الاسم غير المسمى!؟
- مشكلة الديموقراطية في بلداننا والحل العملي الرشيد!؟
- عن الليبرالية الامريكية بين الجمهوريين والديموقراطيين؟
- هل سيتعاطف العرب مع ايران اذا ضربتها اسرائيل!؟
- ايران والعرب عداوة تاريخية مستحكمة!!
- النسيان ! ، خاطرة شعرية
- هل أنت صيّاد أم طريدة أم بين بين!؟
- ثورتان في عقل الأمة!؟
- من المسؤول عن (الخطيئة الاولى) آدم أم حواء أم الشيطان!؟
- لغز (الحالة الصينية)!؟
- هل لا يزال العرب (ظاهرة صوتية) !؟
- بوتين وحماية الثقافة الروسية وفق (النظرية الرابعة)!؟
- رئيس اوكرانيا شاب وطني شجاع ولكن !؟
- تغير سياسة السعودية تجاه امريكا،استراتيجيا أم تكتيك؟
- تهديد بوتين بالسلاح النووي علامة قوة أم ضعف؟
- رفض الامارات التصويت لصالح قرار مجلس الأمن ضد روسيا، هل فيه ...
- 17 فبراير، نعم، ثورة، ولكنها بلا (عقل) ولا (مشروع)!؟
- لماذا صحح أوردغان علاقته بالخليج !؟
- الرئيس التونسي في خضم معركته مع (النهضة) نسي العناية بأسنانه ...


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - برقة وطرابلس الغرب، الثنائية العميقة والمستمرة !؟