أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طلال شاكر - اربع عوائل تتحكم بمصير العراق- القسم الثاني والاخير...















المزيد.....

اربع عوائل تتحكم بمصير العراق- القسم الثاني والاخير...


طلال شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 1699 - 2006 / 10 / 10 - 10:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أن تحكم العوائل الاربعة بمصير العراق واخضاع مستقبله لمشاريعها السياسية الضيقة غدى اشكالية مركبة، تضاف الى مشاكل العراق العصية، وهذا مايجعل بناء دولة وطنية حقيقية في ظل عراق موحد يصطدم بالتعسف السياسى والعقائدي لهذه العوائل، وكما اسلفت فهي لاتريد ،عراقاًموحداً، ولادولة
مركزية قوية بقوة القانون، ولاتومن اصلاً بهذا الهدف المقدس، وهذا ليس تجنياً ولااتهاماً، فمسلكها ونهجها الفكري والسياسي يوكد هذه الحقيقة، وهذا هوجوهر الموضوع ولبه، وبقية سياساتها ومناوراتها تندرج في خدمة مشاريعها الطائفية والقومية لااكثر ولااقل، والرؤية التي اطرحها بخصوص نهجها
ومسلكها، سيعالج هذه الموضوعة، بمقاربات، ووقائع، ودلالات، واترك للمنصفين الدراية والاستنتاج
والعوائل الاربعة التي قصدتها بمقالتي هي...


أولاً.عائلة البرزاني: في كردستان العراق، وممثلها السيد مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان ابن القائد الكردي المرحوم ملامصطفى البرزاني وهي عائلة معروفة بتاريخها الد يني والسياسي حكمت باسم الاكراد وتحصنت باقليم كردستان بعد ان احكمت سلطتها السياسية والعسكرية والاقتصادية عليه، بوصفها
الابرزسياسياً، ونضالاً في سبيل حقوق الشعب الكردي الذي قادت كفاحه عقودا، تاريخية،مديدة.
و تمارس هذه العائلة دوراً سياسياً متعاقباً، يقوده الان رئيسها السيد مسعود البرزاني والمقربين منه كأبن اخيه نجيرفان البرزاني رئيس حكومة اقليم كردستان،وهو ابن المرحوم ادريس البرزاني، ان الجانب السياسي في علاقتها( بالدولة العراقية الحالية قائم على نهج احادي ضيق في خطابه ونهجه وتطبيقاته، عبر حكومة اقليم كردستان التي هي في الحقيقة دولة قوية داخال كيان ضعيف والتي تقودها عملياً عائلة البرزاني ، و جل مسلكها السياسي في تجلياته المختلفة، يفتقد الى الثقة او الوثوق به، حيث يجري تنفيذ سياسة الامر الواقع في فرض اجندة قومية متطرفة بمعزل وتعارض مع مصلحة العراق، ولاتخفي هذه القيادة العائلية توجهاتها السياسية بالنسبة الى علاقتها بالمركز المفترض التي تسعى حثيثاً الى أبقاء الدولة العراقية ومرتكزاتها، مجرد مؤسسات شكلية واهنة لاقيمة فعلية لها، وهذه السياسة في نتائجها المباشرة وغير المباشرة، تصب في مشاريع أضعاف وتمزيق العراق وتفتيته والتصريحات المتكررة للسيد مسعود البرزاني مؤشراً ملموساً على هذا التوجه الخطير ناهيك عن مايجري على الارض في كردستان من بناء كيان مستقل تماما، مع ارتباط شكلي لاقيمة له مع المركز والكثير من النخب السياسية العراقية تدرك ابعاد هذا السلوك الخطير ونتائجه المدمرة لكنها ساكتة لضعفها او لصفقات سياسية متبادلة .





ثانياً.عائلة الحكيم: وممثلها السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورةالاسلامية والتي تحكم باسم الشيعة عبرالمجلس الاعلى وبعنوان درجت على استخدامه هو اتباع اهل البيت كناية عن الشيعة الذين يؤيدونها كمناصرين بوصفهم موالين لال البيت... وعائلة الحكيم تستمد مكانتها ونفوذها من موقعها الديني والدور التاريخي السياسي لشخصية ومرجعية المرحوم السيد محسن الحكميم عميد الاسرة الاهم. وقد لعبت دوراً سياسيا مقاوماً وبخاصة ضد نظام صدام الاستبدادي وضحت بالكثيرمن ابنائها في سبيل ذلكً .لكن الامر اخذ ابعاداً ورؤى سياسية متضاربة، عندما ظهر الثقل السياسي الملموس لهذه العائلة في الوضع الجديد، من خلال فيلق بدر والحكومة والمدن التي تحكمها او تمارس تأثيراً عليها، وتجلى الجدب السياسي في رؤيتها وخطابها المشدود الى منطوق طائفي والخالي من نظرةاستحداثية نحو بناء دولة عصرية، في ابعاده المختلفة وفي كل مسلكها الفكري والسياسي تحاول بناء نظام ديني طائفي، احد محاوره الرئيسية أستحداث ولاية فقيه مموهة كمرجعية وبديل عن الهوية الوطنية العراقية، لكن الاخطر
في برنامجها، مشروع فدرالية الوسط والجنوب الذي يستقتل السيدعبدالعزيز الحكيم من اجل فرضه، ويرتبط هذا المشروع بأجندة طائفية مكشوفة، وموضوعياً، يتيح هذ التوجه لعائلة الحكيم، السيطرة والقيادة والتوارث، في حكم هذه الفدراليات المنتظرة، ولاينتظر من هذه الفدرالية ان تلعب دوراً طليعيا، في تطوير العراق ومحافظاته من الناحية الادارية والتنموية كما يحتج البعض، بل ستكون في احسن الاحوال،جغرافية طائفية، يسهل تطويعها والهيمنة عليها، وستخلق كل الظروف الى تجزئة العراق وتدميره،ويقاوم السيد عبد العزيز الحكيم قيام حكومة مركزية قوية، بحجة قيام دكتاتورية جديدة، وهذه فريةمكشوفة، فالحكومة المركزية القوية ستنشأ وتقوم بقوة المؤسسات الدستورية، ,هيئات المجتمع الاهلي,ً وتأييد المجتمع الدولي، وليس بقوة نظام شمولي كما في السابق.
وهم يتشاطرون مع القيادة الكردية في وحدة هذا الفهم والسلوك، ويتبايعون سياسياً مع هذه القيادة على حساب مصير شعب ووطن، وهذا الموقف في تفاصيله وأهدافه هو موقفاً تساومياً لامبدئياً، وهذا هو الاخطر في سلوك هذه العائلة، رغم تاريخ عائلة الحكيم في مقارعة الدكتاتورية وتضحياتها الكبيرة،فأن التضحية في سبيل المبدأ والوطن، لايمنح احداً، امتياز استثنائياً أو وضعاً خاصاً ،يضًعه فوق مصلحة العراق وشعبه، اويستثنيه من النقد والمسائلة القانونية،وبالتالي من حق العراقيين، ان يقفوا في وجه مشروع فدرالية الوسط والجنوب، وفي وجه القائمين على ترويجه الى حين تهيئ ظرف ناضج لقيام فدراليات حقيقية بدون هيمنة اي جهة على مقدرات مناطقه ومصيرها، وحالياً تقوم هذه العائلة القيادية..

بالتنسيق بينها وبين القيادة الكردية، كدعم سياسي متبادل في قضايا مهمة،مما يثير الكثيرمن الريبة والتوجس وبخاصة في طرح مشروع الفدرالية على البرلمان لمناقشته ، الذي تتجلى ملامح تطبيقه بقوةعلى اسس غير ادارية ،بل كجغرافية طائفية كما هو متجسد في ظل الاستقطاب الطائفي الرهيب.
، ومشروع فدرالية الوسط والجنوب الذي يستقتل السيد عبد العزيز الحكيم من اجل فرضه، سيكون اشد الخطوات تدميرية على وحدة العراق وبقائه موحداً.
ويرتبط مشروع الحكيم بأجندة طائفية تتيح لعائلته السيطرة على حكمه وتوارثه كأمارة له ولابنائه وهذا مايعرقل بناء عراق حضاري بمواصفات عصرية ومدنية تناى عن الطائفية السياسة وحكمها المقيت واليد الاقليمية ليس بمعزل عن التوجه المريب وبخاصة ايران. التي تتشدد على عشرات القوميات الايرانية ،وتتجاهل حقوقها وتضطهدها، لكنها تؤيد وتدعم الفدرالية عندما يتعلق الامر بفدرالية الجنوب والوسط في العراق لمصالحها الانانية والغير عادلة في بلادنا.


ثالثاً. عائلة الشيخ ضاري: وممثلها حفيده حارث الضاري وابنه. مثنى حارث الضاري وأقرباؤهم وانصارهم، الذين يقودون ويوجهون تنظيم طائفي بأسم هيئة علماء المسلمين يتكلم باسم السنة...و يوجه وعيهم نحو الرفض ومقاومة التغيير الجديد بحجة مقاومة المحتلين لاخراجهم من البلاد.
، ويتماهى خطابهم السياسي والديني بأ يحاءاته المباشرة وغير مباشرة في مساندة الاعمال الارهابية
ويعلنون في الغالب عن مواقف ملتبسة تدين الارهاب بشكل عام،لكنها لاتمس رموزه وخطابه وفقهه وجوهره، ورؤيتهم وموقفهم من المجرم الزرقاوي وغيره من الارهابين والتكفيريين، كان واضحا في هذا المجال. أن اصرارهم على أطلاق صفة المقاومة على الارهابيبن دون النظرالى الجرائم الوحشية التي يقترفونها والتي يندى لها الجبين من سوؤها وسفالتها وانحطاطها هومثال صارخ على سوء موقفها وتواطئها، ورغم الوحشية الاستثنائية للمقاومين المزعومين، والتي لايمكن مقارنتها بالجرائم الارهابية التي يقوم بها المتطرفون من الشيعة والتي هي الاخرى ندينها ونستنكرها ايضاً وبنفس القوة والمبداً ونسميها ارهاباً وعلى زمرها نطلق تسمية فرق الموت احتقاراً واستنكاراً لها، لكننا لانجد في مواقف عائلة الضاري وهيئة علماء المسلمين الموقف ذاته في شفافيتة ومصداقيته والذي يتبناه العراقيون الاحرار... كموقف من الارهاب عموماً ، مهماكان لونه وانتمائه!. ان التكفريين وفلول النظام البعثي
الصدامي هم عبارة عن قطاع طرق ولصوص منحطين ومافيات اجرامية ساقطة ووضعهم تحت عنوان المقاومة هو اساءة بالغة لكل القيم الدينية والاخلاقية والذي يصرحارث الضاري على مخالفتها واحتقارها بنعته لهذه العصابات الاجرامية (بالمقاومة) زوراً وبهتاناً.
ان هذاالتنظيم الذي تقوده عائلة الضاري لايمتلك اي خطاب عقلاني متوازن يساهم في وأد الاحتراب الطائفي والقتل على الهوية، فكل الذي في اجندة هذا التنظيم الطائفي هو مايثير الخلاف والضغينة
والاحباط وتأجيج للطائفية، والدفاع عن النظام المقبور والارهابيين بطرق ملتوية وخبيثة، وهي بهذه السياسة تساهم بثلم الوحدة الوطنية بمواقفها المتطرفة، التي ترفض الحل السياسي, وتقدم على الدوام اجندة سياسية عصية على التنفيذ في كل محاورها، وهو ماتتمسك به غالباً واخرها شروطها الاربعة حول مشروع المصالحة. ان هيئة علماء المسلمين التي تقودها عائلة الضاري تتقاسم المسؤولية مع المتطرفين من الشيعة في بقاء معادلة الرعب الطائفي مفتوحة كمواجهة عبثية واجرامية فرضت على الشيعة والسنة
من قبل منطوق وثقافة عوائل متنافسة من اجل السطوة والجاه والنفوذ، وبالتالي يلاحظ المرء في جوانب
الارهاب ألطائفي صورة العائلة المتنفذة وهي في اقصى درجات تشددها وأستبدادها ، رافضة كل الحلول العقلانية، بموقف يفتقد الى حس المسوؤلية وأمانته.


.رابعاً.عائلة الصدر: وممثلها السيد مقتدى الصدر وهو يستند ألى تراث ورمزية وتأثيرعائلة الصدر
فعمه الشهيد باقر الصدر ووالده المرحوم محمد صادق الصدر،وهو يقود التيار الصدري ويوجهه.
ً ويمارس التيار الصدري نفوذاًواسعاً على قطاعات شعبية غيرمتجانسة في فهمها وانتمائها عبر جيش
المهدي ومكتب الصدر الذي يبسط نفوذه ومفاهيمه المتقاطعة مع البناء الحضاري للعراق، فهذاالتيار
يمارس دوراً معرقلاً لقيام حكومةمركزية دستورية متمكنة، وينفذ اجندة تضر بمصلحة العراق، من خلال مكتب السيد ومليشيات جيش المهدي، التي تثير الضغينة والرعب بين العراقيين، بفرض
سلطتها دون الخضوع ولو شكلياً لاية الية قانونية وهي تحكم بقانونها وشرعها وعرفها، والتيار الصدري لايمتلك برنامجاً سياسياً واضحاً ولامشروعاً تحديثياً، وهو جزء من من معادلة الامن المفقودة ا
الذي يكابد العراق من سعيرهاالمدمر، ويكرس هذا التيار كل مفردات الخطاب الطائفي البغيض ولايسلم من غلوائه وبطشه حتى العراقيين السنة المسالمين وكذلك الشيعة المختلفين معه،وكل جعجعتهم الكلامية
عن وحدة العراق ومقاومة المحتل تضيع في لجة خطابهم الكاذب والمتخلف وسلوكهم المتطرف والمتهور، الخالي من بذور العقلانية والاعتدال والانصاف.
ان المتتبع لسلوك ممثلي هذه العوائل المتنفذة، سيرى في تداعيات المشهد السياسي المضطرب تقاطيع ملموسة لسياسة وسلوك هذه العوائل المتنفذة عبرهم وعبر حوشيتهم والمؤازرين لهم، في تاججيج منطق العنف ، والتشدد والبرغماتية وابتزاز الاخر والفساد والمحسوبية ونهب المال العام وأفساد الذمم، وكل من ممثلي هذه العوائل يفتقدون الى الواقعية والعقلانية في مواقفهم وخطابهم السياسي
وسيجد المرء بصماتهم واضحة على كل قرار اوموقف اوقانون يستجيب لمصالحهم، ويضر بمصلحة العراق.
فالضاري... لايترك مناسبة دون ان يثير العراقيل ويشيع لغة الانتقام والغلواء ويقاطع الحالة السياسية، العراقية ويرفض الاعتراف بها تحت حجج متشددة.. وهو صورةداكنة للتشدد السني في تجلياتها
المتعصبة، ولا يرى في التغيير والاطاحة بالنظام الدكتاتوري، الاصورة الاحتلال، وخسارة السنة للحكم
في العراق، دون ان يتقدم ببدائل واقعية ومعتدلة فهو في خطابه وسلوكه سنيا طائفياً قبل ان يكون عراقياً
او عربياً... والتعصب الطائفي الخارجي في بعديه العربي والاسلامي تجده واضحاً في دعم ومؤازرة عائلة الضاري ومواقفها بتجليات مختلفة من قبل حكومات ومنظمات وشخصيات عربية بلبوس مختلفة. أن البعث الصدامي عاد الى الواجهة السياسية بدعم مباشر وغير مباشر من خلال هيئة علماء المسلمين والواجهات السياسية الاخرى سواءً كانت شيعية او سنية ومثال ذلك برلماننا العتيد الذي يعج بمرتزقة النظام المندحر وايتامه، وهذا واحد من التداعيات الخطيرة لسياسة العوائل الاربعة...!


. ومقتدى الصدر... قدس الله سره لايقل هو الاخر خطراً وشراً على العراق والعراقيين من اعدائه، ففي كل خطبة جمعة ومناسبة اوبغيرها، يثير الناس ويدعو الى الفوضى والى زيادة الطين بلة ، ويتدخل بامور لاتعنيه و حتى كرة القدم هي الاخرى لم تسلم منه ولا الحلاقين أوالفنانين والمعترضين على سلوك تياره وجيشه، وهو مثال مغلف للطائفي المتعصب والمتخلف، فهو وميليشياته يتحمل قتل السنة الضعفاء والمسالمين، ولو كان الامر بيده لاباد كل رجال الدين الشيعة المعتدلين المعارضين لنهجه، ولحول العراق الى أمارةطالبانية براية( شيعية) متعصبة، ومتخلفة..... والسيد عبد العزيز الحكيم الذي بمواقفه وبمواقف المتعصبين من انصاره وحوشيته لم يأل جهداً في صب الزيت على النار في تكريس البعد الطائفي في سلوك انصاره ومؤيديه، وموضوع الفدرالية، اثار به موجة خلاف عارمة لاصراره على موضوع خلافي لم ينضج اوان طرحه في ظل الخلافات والاشكاليات القائمة، وهويسير بأتجاه بناء صرح عائلته، من خلال ابنه عمار ونشاطاته المحيرة والتنظيمات التي يشرفون عليها، منظمة بدر، مؤسسة شهيد المحراب، وغيرها......
وهويستميت في سبيل الفدرالية وعدم قيام دولة مركزية وطنية قوية..... اما السيد مسعود البرزاني فلايترك مناسبة،الاويثير بتصريحاته المتطرفة والمتشدة، والاستعلائية، نزعة الحقد والتباغض بين مختلف العراقيين وهي مواقف تنبع من نهج، سياسة انعزالية قومية، وهي الوجه المقابل لشوفينية القوميين العرب المتطرفة، والعراقيون عملياً يتوجسون شراً من سياسة مسعو د البرزاني ومواقفه المثيرة للقلق وعدم الثقة بها.... ان مواقف هذه العوائل الاربعة من الناحيتين النظرية والعملية ...ً
هي التي تساهم بشكل رئيسي في تأجيج الصراع الدامي بشكل مباشر اوغير مباشر في بلدنا وكل من هذه العوائل يتحمل مسوؤليته حسب فعله وتاثيره. وبخاصة عندما يلقون خطبهم النارية او عندما يدلون بتصريحاتهم التهديدية والابتزازية، اوعندما يعلنون مشاريعهم ومواقفهم المتصلبة، دون ادنى شعور بالمسؤولية لما يجري في البلد من دماء، ودمار، ورعب، وبطالة، وفقدان الخدمات الاساسية وحتى الطوائف والاثنيات التي يتحكمون ويتكلمون بأسمها، ذاقت الامرين من استبداد انصارها وعسفهم وبالذات الذين يقودون الشوؤن الادارية في المحافظات، سواءً كانوا اكراداً ام عرباً بسنتهم وشيعتهم اوالجماعات القومية العراقية...




.. في المحصلة تلعب توجهات هذه العوائل الاربعة وسلوكها السياسي المعرقل ومحاوراجندتها الخطير وخطابها المتعسف، بشكل متفاوت، كل مايهدد وحدة العراق ويقاوم نشوء دولة وطنية عراقية ذات سلطةمركزية متمكنة وفعالة وقوية بقوة القانون، ان ذرف الدموع، على سيادة العراق ووحدته وطرد المعتدي واقامة نظام العدل والانصاف بدولته الوطنية الديمقراطية وبمواصفاتها العصرية، الذي لايأت ولاينجز من خلال الشعارات المضللة والجهاد الكاذب و يافطة طرد المحتل الاجنبي التي ترفع للاستهلاك السياسي..... فشرف الغاية ونبلها ياتي من شرف الوسيلة وسموها ولايمكن اقناع المنصفين، بأن الجهاد لطرد المحتلين يقوم على تفخيخ السيارات وتفجيرها وسط الناس الابرياء، اوقطع روؤس الموتى،او أعدام المواطنين خلف سدة مدينة الثورة اوالخطف الجبان للناس الامنين، والقتل على الهوية، وأن حجة الدفاع عن اهل السنة.. واتباع ال البيت من قبل المتاجرين بهذه، الكليشات، لايستوجب الغدر ولاقتل الناس على الهوية الطائفية او يقوم بالتهجير القسري الطائفي البغيض...وان من يحب العراق اويحرص عليه لاينهب المال العام أو يطنش عن الفساد والانحطاط الاداري او يعتدي على المواطنين حتى من ابناء طائفته كما يجري في الانبار او في البصرة مثالاً لاحصراً، أو كما تتصرف القيادات الكردية التي تتحدث عن شيئ وتعمل نقيضه في شراكة ملتبسة ومختلة مع وطن مجروح اسمه العراق ، فلايمكن للمواطن العراقي الوثوق بهكذا شراكة او يشعر بصدق التأزر الوطني الصادق في ظلها والشعب العراقي غاطس في محنه . في العلن يتباكى ممثلو العوائل الاربعة على العراق وعلى وحدة شعبه واراضيه في حين يتأمرون على هذه الوحدة ويسعون الى تشتيت شعبه، ومنع قيام مرجعية وطنية يلتف العراقيون حولها وهي الدولة العراقية بمواصفات عصرية وبمضمون وطني يتساوى فيه الجميع في الحقوق والواجبات، لماذا...؟ لان مشروع بناء دولة ديمقرطية دولة العدالة والقانون يهدد اقطاعياتهم الطائفية والاثنية ويمنع تمددها وبقائها، ويلغي انفلات وسطوة ميليشياتهم المسعورة. وقبل الختام اقول واستشهد بمنطوق الاية الكريمة......... (وسيعلم الذين ظلموااي منقلب ينقلبون) وهنا اشير وبكل الم وحزن الى أولئك المثقفين القانطين الذي باعوا اقلامهم ومدادهم لطمس الحقيقة وتضليل المواطنيين، عندما يسكتون عن سطوة هذه العوائل المتنفذة واستبدادها، بل يدبجون المقالات والمدائح تعظيماً وتزلفاً لها، دون ان يرف لهم جفناً على وطن مغدور يجري ترتيب مراسيم تشييعه قبل احتضاره من قبل ابنائه الغادرين اقول لهم انطقوا قبل فوات الاوان وقبل ان يتحول عسف هذه العوائل الاربعة الى استبداد مستديم يصعب تغييره او الوقوف بوجهه.......



طلال شاكر كاتب وسياسي عراقي




#طلال_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أربع عوائل تتحكم بمصير العراق-القسم الاول
- السيد مسعود البارزاني يحسم خيارات العراق بثلاثة فقط لاغير
- الطائفية مأزق العراق القاتل
- أي غريم نصالح؟
- في الزمن العراقي الردئ قادة التخلف يتحكمون؟
- أين الخلل في حكم الشيعة للعراق
- العراق يحترق وقادته مازالوا يتباحثون
- الأنتهازيون والمرتزقة قاعدة وسند لكل انحراف واستبداد
- غربة الخطاب السياسي العراقي ومرتكزاته المفقودة
- لتعد العمائم الى مساجدها
- الحكم بثلاثين سنة سجن فقط على كلمة متمردة
- صدام ومحاكمته شهادة توجز محنة وطن
- الانتخابات العراقية حذاري أن يستغرقنا التفاؤل
- الانتخابات العراقية وثقافة اقصاء الاخر
- الرئيس الطالباني وعقدة اللأب القائد!!على هامش مؤتمر القاهرة ...
- البعث وشروطه الستة منطق قطاع الطرق لايتغير
- محاكمة صدام اشكالية المشهد والفصل المفقود
- استغاثة برزان التكريتي تلبيها صداقة رئيسنا الطالباني؟
- صدام حسين والمحاكمة المنتظرة دروس تستحضر عبرها
- الاصلاح السياسي في العالم العربي امام تحديات ومعضلات تتفاقم


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طلال شاكر - اربع عوائل تتحكم بمصير العراق- القسم الثاني والاخير...