أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال شاكر - صدام حسين والمحاكمة المنتظرة دروس تستحضر عبرها















المزيد.....

صدام حسين والمحاكمة المنتظرة دروس تستحضر عبرها


طلال شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 1351 - 2005 / 10 / 18 - 10:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ فترة والتصريحات تتوالى من قبل المسؤولين العراقيين عن قرب تقديم الدكتاتور الساقط الى العدالة ومحاكمته من قبل محكمة و قضاة عراقيين ونتمنى ان يكون ذلك صحيحاً هذه المرة،أن مثل هذه التصريحات عادةً ماتثيرالظنون والالتباسات والتكهنات والتعليقات، فالاثارة والصخب جزء من تاريخ وشخصية هذا الدكتاتورالبغيض وحكمه، وستبقى تلازمه حتى وهو فطيسة، ولايبدو ان محكمة بتكوينها النمطي وقضاتها ومرجعيتها القلقة، قادرة ان تقتص من هذا الجلاد مايوازي ثقل جرائمه،فتنصف ضحاياه الشهداء منهم والاحياء باحكامها النمطية وهي تنطق بقصاص الموت بحق متهم فاطس؟؟،وربما يتساءل القارئ عن اي نوع من المحاكمة تبحث وعن اي قصاص تسعى؟ ولايبدوان الاجابة ستحظى بدلالتها القاطعة في موضوع يحمل تداعياته واستحقاقاته وحتى غرابته، وهذ مااحاول تناوله والاقتراب من مضمونه وغايته.. من الناحية الاجرائية فأن محكمتنا الموقرة ستواجه ملفاً مفتوحاً لجرائم وانتهاكات لاعد ولاحصرلها ولاتحتاج من الناحية النظرية الى ادلة واثباتات وتحليل حامضه النووي فالمجرم ,ارتكب جرائمه جهاراً نهاراً ولم يسلم من ساديته وبطشه احداً وشمل ظلمه وطغيانه كل مجالات الحياة بكل ماتعنيه الكلمة، ولو كانت الطبيعة تنطق لقدمت شكواها ضده على ماقترفه بحق اهوارها وانهارها وجبالها واحيائها من جرائم ،وهنا ستواجه المحكمة مجرماً نموذجياً لاتقف جرائمه في حدود قضية او موضوع فهو من هذه الناحية مجرماً شمولياً كحكمه لم توقفه اخلاقيات ولم تردعه قيم اوتقاليد انسانية بأبسط معاييرها، فهو لا ينتمي الا الى نفسه وقيمه التي صنعته وصنعها في بيئة متعصبة ومتخلفة محضت لنوازعه الشريرة واستهتاره.فكان حكمه شراً وتركة حكمه شروراً مضنية، فبعد 35 سنة من استبداده خلف دماراً شاملاً ،.مجتمع مشوه معقد .،اقتصاد متهاوي، وطنية مثلومة. وتداعيات سوداء لاحصر لها.،وكان ضحيته الاولى بامتياز الانسان العراقي، والمشكلة لم تنته حتى بسقوطه ،فهذا السقوط حل قسماً جوهرياً منها ولكنه بذات الوقت ازاح الغطاء عن مستنقع اسن يفيض بنوازع شريرة وتناقضات غريبة وممارسات مخجلة وعن ارث وضيع يعجز اللسان عن توصيف تلاوينه وتفاصيله. فتحت هذا الغطاء كانت تكمن الطائفية البغيضة،وايدلوجيتها الصدأة كنزوع سلفي تكفيري بلون سني يقابله تخلف وتعصب بلون شيعي، واستبدل طغيان صدام حسين واستبداده بأستبداد السيارت المفخخة والروبوتات البشرية المنتحرة،والاغتيالات على الهوية،واستبداد من كان ضحية صدام حسين ،هذه الضحية التي تخلقت بأخلاق الجلاد وتقاليده . لقد تكاثر اعداء هذا العراقي المغلوب ، بصنوف وعناوين ارهابية متعددة مستبيحين دمه. ومعيشته . وأمنه. وأمله.، وفوق ذلك فتحت في وجهه جبهات بلاء وقهرمتنوعة بدءً من الماء الى الكهربا ء الى الفساد الاداري، الى المجاري والقائمة تطول.... أن هذه الحصيلة الدامية وماأفرزته من معاني ودلالات وتجسيدات مأساوية مستمرة توجز ثقل الكارثة التي انتهت اليها بلادنا بفعل هذا الجلاد ونظامه، وبالتالي فان شدة العقوبة التي ينالها والحكم عليه بالموت قدلا تعني شيئاً بالمقاييس الموضوعية ونمطية الاحكام المعتادة ، فصرامة المحكمة وعدالتها لاتملك خياراً اخر في حكم تستنبطه وليس لها غير هذا القصاص المكافئ لجرائم صدام وهوعقوبة الاعدام، ومع ذلك فهذاالمستبد لاتساوي حياته شيئاً بقياسات الزمن الذي تجاوزه كحكاية مرعبة سمجة لحاكم مات منذ ان اخرج من جحره ذليلاً مدحوراً وهو يتلمس بقاءً مهيناً، وفي نظراته خزي الانكسار وذل الهزيمة وكأي طاغية لايؤمن بشعبه ووطنه اختار دونية الاستسلام المهين وعاره على نبل التضحية ورفعتها التي لاينشدها ولايستحقها. ان اعدام صدام بمعاني ومعاييرمعنوية وقضائية مختلفة لاينصف تلك الارواح البريئة واجسادها الطاهرة التي مددها في شوارع حلبجة الضيقة بسلاح همجي رهيب ولايعيد الحياة لارواح الالوف والالوف الذين دفنوافي المقابر الجماعية او الذين اسشهدوا في اقبيةالمخابرات او من شباب الاكراد الفيلية الذي نحروا في سجون الطاغية بطريقة مأساوية ام أولئك الضباط والمثقفون الذين قاوموا استبداده من ابناء الموصل والرمادي والفلوجة وكل ابناء المنطقة الغربية والذي فتك بعوائلهم، او الضحايا الذين حصدتهم حروبه العبثية ام اولئك الكويتيون الذين قتلهم ظلماً وعدواناً وغيرهم وغيرهم ، ولايمكن ان يعطي هذا الحكم المنتظر لوطن وشعب ادماه لعقود عجاف واغرقه في لجةالخراب الروحي والمادي سوى قصاص جنائي مباشريمنح الضحايا واهلهم فرصةعادلة لتشاطر حكم منصف يعطيهم الرضا وجزءً من السكينة بأن المجرم نال جزاءه العادل، وبالتأكيد يبقى القصاص مشروعاً ومطلوباً للضحايا واهلهم وهم بأ نتظارتحقيقه، بيد ان هذاالجانب القضائي واجراءاته وهو مقطع واحد من مشهد مترامي الابعاد ،فقرارالمحكمة سيقاضي واحداً من عناوين ورموزهذ الفصل،فملامح المشهد لم تكتمل ولايمكنها ان تكتمل، فابعاد محاكمة صدام واستحقاقاتها بدروسها وعبرها تتجاوزمسوؤلية صدام كدكتاتور مطلق رغم كبرها ورمزيتها،ولاتقف وتنتهي في حدود انزال اقصى العقوبات به،فصدام له شركاء واعوان طلقاء، واخطرهم ذلك الفكرالبعثي وذلك الحزب وتلك الثقافة المتخلفة التي صنعت هذا المجرم ومريديه وبنت اسس نظامه وأنتجت كل هذه الوحوش البشرية التي حملت مشروعه القمعي الرهيب، وباسف اقول ان هذه الثقافة الداكنة مازالت طليقة حرة لايستطع اي قاضي ان يجلبها الى العدالة فهي ممتدة وجاثمة في .البيئة. التربية. العادات .والتقاليد. والنزعات الدينية المهوسة. صدام هوابن نموذجي لهذه المنظومة المشوهة، الذي تربى في ظل قيمها المتوحشة. كان صدام نتاج ثقافة الدرك الاخير
بوصفها امتداداً لثقافة مشوهة اكبر واوسع في تركيبتها المعقدة ونزعتها البدوية المتخلفة تلاحمت مع سادية تكوين بشري معقد تهاوت في داخله اي ومضة انسانية، ألقاها قدر تعيس على حض عاثر. هذاالطاغية في جرائمه الممتدة التي لم ينجزها وحيدأ ، بل كان له شركاء ومعاونون دوليون في الجريمة شركاؤه ذلك النظام الدولي الفاسد بنظمه وألياته السياسية الاجنبية والعربية ومصالحها الوضيعة والتي تغاضت عن جرائمه عقوداً وامدته بممكنات الطغيان والجبروت واسمته رفيقاً واخاً وصديقاً وحليفا وهويفتك بالعراقيين، وجيرانه، شركاؤه في الجريمة اولئك المثقفون والسياسيون الفاسدون الذي خانوا شرف الالتزام الانساني ورسالة الثقافة وسموها، وباعوا ضمائرهم واقلامهم ومازالوا على حساب شعب ووطن مذبوح هولاء الذين جعلوا من الجلاد بطلا قومياً ومن جرائمه ملاحماُ بطولية ومن هزائمه انتصارات زائفة، لقد اشترى صدام بأموال العراق ضمائر عربية فاسدة تحركت في محيطاتها ودوائرها لترسم صورة فاقعة الالوان لبطل قومي مزعوم اوهمت به الملايين من ابناء الشعوب العربية متلاعبة بوعيهم مستغلة جهلهم وغفلتهم واحباطهم ، شريكه في الاجرام الاعلام العربي ذلك الاعلام المتحالف مع مافيات سياسية، والذي خان شرف الكلمة ومازال يخون ميثاق الشرف والرسالة الاعلامية النظيفة . وأذا كان شركاء صدام بهذا السوء بوصفهم انذالاً وعاراًعلى شعوباً خذلوها، فان نظام صدام واعوانه سيبقون عنواناً لهذا العار وامتداداً لزمن وثقافة ونظام عربي لايقل عنهم سوءً وعاراً، وانصافا اقول في كل تلك الحلكة ودونيتها كانت هنالك اقلام شريفة وضمائر حية وقفت الى جانب شعبنا ضد دكتاتورية صدام وبعثه وكانت الصورة المشرقة بموازاة ذلك الافق البهيم. في النهاية سيقف في هذه المحكمة التاريخية شهود الزور وشهود الحقيقة وسيكون صدام امام ضحاياه وهم من سيقاضيه ونظامه وسيترافع الشعب العراقي ضد السفاح وسيكون هذا الشعب هو الخصم’ والحكم’ اما محامو صدام وشهود الزور سيحتاجون الى من يدافع عنهم ويشهد لهم. ختاماً اقول كان صدام ونظامه وحزبه وفكره اسوأ طبخة رديئة اعدها طباخون دوليون ومحليون خائبون تعفنت قبل تسجيلها في موسوعة كًينس.



#طلال_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاصلاح السياسي في العالم العربي امام تحديات ومعضلات تتفاقم
- حين تمرد لينين على تعاليم ووصايا ماركس
- عندما جففت المسيحية مستنقعات الجمود والتعصب
- الزرقاوي وفتوى الموت ضد الشيعة العراقيين تاريخ لم يقرأ
- البعث وفكره بين استحالة العودة وقصاص الاجتثاث مناقشة لمقالة ...
- فاجعة جسر الائمة تاريخ حزين لمظلومية:2من2
- فاجعة جسر الائمة تاريخ حزين لمظلومية مستلبة
- رئيس الوزراء الجعفري من التاريخ يستل مايثير الحقد والكراهية
- عندما تتعارض مبادئ رئيسنا مع قصاص عادل لصدام حسين
- مشاريع ساخنة في درجة حرارة فوق الخمسين
- من القمص زكريا بطرس ومنهجه موقفان لرؤية مختلفة
- القضاء العراقي همة السلحفاة تلاحق غزال الارهاب
- القمص زكريا بطرس.معايير مزدوجة في تناول عقائد الاخرين دون عق ...
- في ضوء محاورة الدكتور كاظم حبيب لمقالتي رؤية مختلفة واجتهاد ...
- متى تستبدل اتجاهك الخاطئ يافيصل القاسم باتجاه صحيح
- نساؤهم ونساؤنا
- هذه مسودة الدستور وهذا بلاؤها مالعمل؟
- قرار لمجلس الوزراء العراقي يعين فيه يوماً للشهيد العراقي
- الدكتور كاظم حبيب في حواره على موقع ايلاف وفي الحوار المتمدن ...
- فيصل القاسم يصر على اتجاهه المعاكس


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال شاكر - صدام حسين والمحاكمة المنتظرة دروس تستحضر عبرها