أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طلال شاكر - فاجعة جسر الائمة تاريخ حزين لمظلومية:2من2















المزيد.....

فاجعة جسر الائمة تاريخ حزين لمظلومية:2من2


طلال شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 1311 - 2005 / 9 / 8 - 07:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


فاجعة جسر الائمة تاريخ حزين لمظلومية:2من2
مستلبة؟

لقد دخل المفهوم التاريخي لمظلومية الشيعة في نطاق مشروع سياسي لاحزاب
وقوى دينية من منطلق طائفي ضمن برنامج يحمل رؤيته وارادته السياسية والفكرية، في استلهام عقائد ي له بعده الفكري والسياسي والتنظيمي وبخاصة بعد 1968 بعد استلام حزب البعث السلطة محمولاً على اكتاف اليات عمل سرية حذرة. لتتفجر غايات هذا المظلومية سياسياً و بشكل نوعي بعد نجاح الثورة الايرانية 1979 ليندمج هذا المفهوم التاريخي في نطاق عمل سياسي تعبوي شامل دفع الشيعة ثمنه باهضاً ومرهقاً وتحول في ظروف معينة الى حرب استئصال قام بها النظام الاستبدادي ضدهم، لقد اكتسبت هذه المظلومية عناوين ومضامين جديدة اثناء الحرب الايرانية العراقية، ولكن التحول الاهم لمفهوم مظلومية الشيعة جاء والانتقال الكبير والنوعي بعد الانتفاضة الشعبانية في الجنوب والفرات الاوسط 1991 والتي ارتكزت على تجليات انتفاضة شيعية ملموسة ومباشرة وكان ثمن اخفاقها عمليات ابادة وتطهيرطائفي وتدميرمدن ومقابرجماعية وعقاب جماعي بربري ناله الشيعة من نظام انزل دونية هزيمته كأنتقام منهم، مما جعل هذا المفهوم يخرج من نطاق محليته الى العالم كمفهوم وعنوان سياسي يطرح معه مشكلة العراق في ظل نظام دموي يحكمه يتطلب موقفاً من العالم. ان هذه التراكمات السياسية تداخلت وتفاعلت مع سياسة ومشروع امريكي للتخلص من نظام صدام مع ارادة سياسية شيعية تفاعلت مع هذا المشروع،مما جعل محتوى ومضمون المظلومية الشيعية تدخل في انعطاف تاريخي حاسم نوعي لانظير له في تاريخ الشيعة السياسي وذلك تحديداً في التاسع من نيسان 2003عندما اصبح للشيعة حضور سياسي متميز في السلطة الجديدة على اساس محاصصة طائفية وللتأكيد والتنويه فان الشيعة لايشكلون طائفة متجانسة فهم موزعون على اتجاهات وتيارات مختلفة بما فيها العلمانيون، وبعد الانتخبات الاخيرة كانون الثاني 2004 والفوز (الساحق) الذي حققته القوى الشيعية المؤتلفة وبدعم المرجعيات، ومن ثم اقتسام السلطة عملياً مع الاكراد والسيطرةعلى مقاليد السلطة وانهاء احتكار السنة التاريخي للسلطة، في اول ممارسة عملية للحكم في تاريخ الشيعة كطائفة، تشارك في السلطة بفعالية من خلال نخبها،كل ذلك اوجز نهاية الاضطهاد التاريخي للشيعة كمظلومية استغرقتهم دهوراً . لقد نجحت الاحزاب الشيعية السياسية في استغلال وتوظيف المفهوم التاريخي لمظلومية الشيعة في الظروف الجديدة، ومن ثم تحويله الى صيغة سياسية جديدة فعالة في نشاطها وعملها السياسي واستبقته في وجدان جماهير شيعية كبيرة كهاجس وعقدة خوف وتعصب في مفهوم ومحتوى جديد قائم على مظلومية جديدة وعلى خلفية مطاليب واستحكامات اخرى تتجاوز مفهوم الهوية الوطنية لتستمر ضمن الهوية الطائفية. ان الشئ الجوهري في خطاب الاحزاب الشيعية السياسي الحالي هو ابقاء هذه المظلومية كشعلة ابدية توقدها من خلال ابقاء الطائفة الشيعية في نطاق منظومة دينية سياسية باهتة وعقيمة تفتقد الى بوصلة التواصل مع المستقبل بكل تحدياته ومتطلباته، لانها لاتمتلك مشروع تحديثي للعراق ولاتستطيع ا لتعامل والمظلومية الشيعية من منطلق حضاري ينتشلها من واقع مظلوميتها التي ماعادت استحقاقاً في تجلياتها وبعدها الراهن، على ذات الاسس والارتكازات السالفة ،وبالتالي فان الخروج من نطاق هذه المظلومية وعقدتها سيجعل الاحزاب الشيعية التقليدية غير قادرة على مواكبة متطلبات التطور واستحقاقاته، لان مدركات الايدلوجية الدينية ستقف حجرة عثرة في طريق اي توجه جديد فكرياً كان ام سياسيا لها، والقضية مطروحة بالشكل التالي اما التضحية بنفوذها ومصالحها لصالح مشروع تحديثي يضع الشيعة في نطاق مفهوم سياسي فكري يمدن وعيها وتوجهها ورؤيتها نحو الاندماج في اليات مجتمع ديمقراطي تحكمه الحقوق والواجبات بصيغها المدنية واليات المجتمع الحديث والتعايش مع الاخر واختياراته في عالم يسير نحو التفاعل على اسس انسانية خارج منطوق العقائد واسقاطاتها، اوتبقيها ضمن مشروع طائفي مستنفر ومستفز، يضمن بقاءها ونفوذها كاحزاب شيعية ضمن اليات الفكر الديني ومرجعياته، والارجح عندي ان هذه الاحزاب ستبقي المظلومية الشيعية في نطاق فضاء مستحدث مشروط، كوعي وانتماء يجب ان يبقى مشدوداً الى بواعثه واسبابه التاريخية بصيغ مرنة دون تغيير جوهري،من هذا المنطلق فان الممارسات الدينية كشعائرستظل رهينة تكونها التاريخي لدى الشيعة وستبقى جزءً من مرتكزات البقاء والتحدي لدى هذه الاحزاب الشيعية السياسية، فجماهير الشيعة التي تستولد تكاتفها وقوة انتمائها ومن خلال هذه الشعائرها ستبقى قوة انتخابية ضخمة ، قوة نفوذ مالي، جغرافية سياسة بواسطة مدن دينية مغلقة، تجارة دينية، ضمانة لبقاءعوائل دينية متنفذة، وعوائل وبيوتات تجارية، كادامة لتحالف عشائري ديني مطلوب، كجزء من تحالف ايراني شيعي، ان السياق التطبيقي لموقف هذه الاحزاب الشيعية يحرص على استمراروتنامي المواكب الحسينية والزيارات الدينية وتوسيع نطاق امتدادها ، فكل حزب له في كل قرية وناحية ومحافظة من ينظم هذه الزيارات ويقودها ويصرف عليها وهي تسير مستظلة بشعارات هذه الاحزاب وصورقادتها كجزء من المارسة السياسية، بل وتقو م بتخريج دفعات من الاطفال والشبيبة على كيفية ضرب الزنجيل والقامة واللطم المنظم واختيار الزي الموحد والتفنن في صنع الزناجيل وهذا ليس من اختراعي وانماهم اعلنوه على شاشة العراقية، وبالطبع لم نسمعهم قد خرجوا دورات لتعليم الكومبيوتر؟ ولكي لانقع في متاهات الاسترابة المسبقة فانا لاانطلق من موقف مناوئ لهذه الاحزاب التي تمتلك حق العمل والنشاط السياسي والاجتماعي ضمن مبادئ القانون والاعتراف بالاخر، ولكنني اعترض وانتقد رؤيتها الفكرية والسياسية وممارساتها الاديمقراطية واضيف ايضاً، ليس من حق احد ان يقف ويعلرض مؤمنين يؤدون شعائرهم برغبة وايمان ديني ، ولكن ان تستغل هذه الجموع لغايات ضيقة واهداف تتعدى احترام الايمان وتوظيفها لمشروع طائفي عقيم ،والتغاضي عن الافراط والتطرف في ممارسة هذه الشعائر، والاصرار على، تغذية اتجاهات خاطئة، بتوسيع ممارسات ونشر مفاهيم مبهمة تبتعد عن نطاق السياق الديني والزاميته المعتدلة، لتضع الطائفة الشيعية في متاهات العزلة الفكرية والاجتماعية المهلكة. لقد تقاسمت الاحزاب الشيعية معظم الكتلة الشيعية كجماهيرمستنفرة، وجعلتها كفرق عسكرية تحت الطلب ضمن اليات سياسية وعسكرية وتعبوية متأهبة، وانصافاً اقول ان الارهاب بتوجهاته الطائفية وفتاوي الموت ضد الشيعة والاعمال الارهابية ضدهم قد عمق توجههم وخوفهم هذا نحو تثبيت وضعهم باتجاه طائفي ضيق، وهذا سبب مهم ولكنه ليس العامل الحاسم. وعندما نعود لفاجعة جسر الائمة ونربطها بمظلومية الشيعة وكيفية فهمها وتسويقها من قبل فقهاء وحتى اعضاء في الجمعية الوطنية ووكلاء لمرجعيات ومثقفون وراي عام، نلاحظ مدى الاستهانة بالحياة ومكانتها لصالح شهادة غير مطلوبة ولامبررة وتصويرماجرى في فاجعة جسر الائمة وكانه مشروع شهادة، لطائفة استساغت هذا الموت المجاني وتداعت له راغبة،وكًأن هذه المناسبة تتطلب هذا النوع من الشهادة وهذه اللوعة، وعلى لسان الذين ذكرتهم بدى الامربرمته كهدف استشهادي ينبغي ملاحقته، وهذا في حقيقة الامرتشويهاً للشهادة حتى في مفهومها الاسلامي النمطي وتبريراً لايحمل انصافه ولاانسانيته ولامسوؤليته، ولوكان الامرمثل ماصوروه ،ماكان لنا ان نشاهد الامهات والاباء يتصارخو ن ويلطمون ويهتز المجتمع العراقي باغلبيته لهول الفاجعة ويسود الحزن الجميع. ان المسلمين الاوائل عندما كانو يذهبون الى الحرب لاينشدون الشهادة بمفهومها المبتذل بل كانوا يلبسون الدروع ويرسمون الخطط حتى يتجنبوا الموت االمجاني، ولكن جهلاء الفقه والمتطرفون يطلقون على كل موت يقع في خضم ملابسات واشكالات اسم الشهادة تجنباً للمسوؤلية وتخديرالاخرين بوسام الشهادة المزعوم، ان المفهوم التاريخي لمظلومية الشيعة قد انتهى وينبغي على الشيعة التخلص من عقدته التاريخية وظلاله الثقيلة، ان المرجعيات المستنيرة والنخب التي تنتمي الى الطائفة الشيعية عليها واجب تخليص الطائفة الشيعية من اثقال واوزار تعيق حركتها نحو الاندماج بحركة المجتمع الجديد بعيداً عن الوصاية الابوية لاناس يرتدون الاكفان ويرددون منطوق الموت الموحش على خلفية الجهل والانغلاق. واذا كانت هنالك مسوؤلية حقاً وهناك تقدير لقيمة الانسان وحياته، فينبغي على المرجعيات التي تستطيع بفتواها ان تمنع الموت المجاني للزائرين من خلال فتوى تلزمهم، التقيد بتعليمات الحكومة التي تنظم اوقات الزيارات، مثلا يوماً لاهل بغداد ويوماً لاهل الجنوب ويوماً لاهل الفرات الاوسط، مادمنا لانملك حلولا سحرية لكل المعضلات في خضم تحديات وتداعيات مازالت تنتج تعقيداتها واشكالياتها بطرق واساليب مختلفة.





#طلال_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاجعة جسر الائمة تاريخ حزين لمظلومية مستلبة
- رئيس الوزراء الجعفري من التاريخ يستل مايثير الحقد والكراهية
- عندما تتعارض مبادئ رئيسنا مع قصاص عادل لصدام حسين
- مشاريع ساخنة في درجة حرارة فوق الخمسين
- من القمص زكريا بطرس ومنهجه موقفان لرؤية مختلفة
- القضاء العراقي همة السلحفاة تلاحق غزال الارهاب
- القمص زكريا بطرس.معايير مزدوجة في تناول عقائد الاخرين دون عق ...
- في ضوء محاورة الدكتور كاظم حبيب لمقالتي رؤية مختلفة واجتهاد ...
- متى تستبدل اتجاهك الخاطئ يافيصل القاسم باتجاه صحيح
- نساؤهم ونساؤنا
- هذه مسودة الدستور وهذا بلاؤها مالعمل؟
- قرار لمجلس الوزراء العراقي يعين فيه يوماً للشهيد العراقي
- الدكتور كاظم حبيب في حواره على موقع ايلاف وفي الحوار المتمدن ...
- فيصل القاسم يصر على اتجاهه المعاكس
- هل الملكية التي حكمت العراق كانت نظاماً معتدلا خسرناه
- شخصية عبد الكريم قاسم بين هوى الراي وموضوعية التحليل
- لسنا صيادو طرائد نازفة؟ تعقيب وراي في مقالة الدكتور النابلسي ...
- الهوية العراقية بين عسر التكوين وصراع البقاء
- وقفة ورأي في مقالة الارهاب السني والارهاب الشيعي - الدكتور ع ...
- الذكرى الثانية والاربعون لانتفاضة 3تموز دروس وعبر


المزيد.....




- -زيارة غالية وخطوة عزيزة-.. انتصار السيسي تستقبل حرم سلطان ع ...
- رفح.. أقمار صناعية تكشف لقطات لمدن الخيام قبل وبعد التلويح ب ...
- بيستوريوس: ألمانيا مستعدة للقيام بدور قيادي في التحالف الغرب ...
- دعوات للانفصال عن إسرائيل وتشكيل -دولة الجليل- في ذكرى -يوم ...
- رئيس الأركان الأمريكي السابق: قتلنا الكثير من الأبرياء ولا ي ...
- تفاصيل مثيرة عن -الانتحار الجماعي- لعائلة عراقية في البصرة
- الإيرانيون يعيدون انتخاب المقاعد الشاغرة في البرلمان وخامنئي ...
- السلطات اللبنانية تخطط لترحيل عدد من المساجين السوريين
- هتاف -فلسطين حرة- يطارد مطربة إسرائيلية في مسابقة -يوروفيجن- ...
- الجيش الإسرائيلي ينسف مباني في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طلال شاكر - فاجعة جسر الائمة تاريخ حزين لمظلومية:2من2