أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - تاريخ فرنسا 07 – لويس السابع وفيليب الثاني















المزيد.....

تاريخ فرنسا 07 – لويس السابع وفيليب الثاني


محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 7478 - 2022 / 12 / 30 - 08:08
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الفصل الثالث عشر
لويس السابع، الشاب، 1137-1180

ال "الشاب" هو اسم تاريخي غريب لملك حكم سنوات عديدة جيدة. سمي كذلك لأنه تقلد مقاليد الحكم عنما كان شابا في مقتبل العمر، وتعلق به الاسم لأنه كان هناك شيء نضر وبسيط يتسم به شخصه.

أول حدث كبير في عهده، هو دعوة القديس برنارد أوروبا، لحملة صليبية أخرى، تنقذ المسيحيين المضطهدين في بلاد فلسطين من قبل المسلمين.

في بلدة فيزيلاي، مقاطعة بورجندي فرنسا، تجمع عدد كبير من الأساقفة ورجال الدين، والفرسان والنبلاء. وقام بوعظهم القديس برنارد.

سرعان ما وضعت شارات الصلبان القماش على أذرعهم. وعندما نفذت الشارات، تمزقت الجلاليب والعباءات، لعمل الصلبان.

تعهد الملك الشاب، وزوجته الجميلة إليانور من أكيوتان فرنسا، بالقيام بالحملة الصليبية، وانطلقا مع جيش غفير من المقاتلين، ومعهم الحجاج والرهبان والنساء والأطفال.

كانت الملكة جميلة جدا، لكن عبثية وتافهة. بالرغم من ذلك، أطلقت على نفسها لقب الحاجّة. ولم تكن تعرف معنى الزهد ونكران الذات.

لذلك حملت معها البسط الغالية ومعلقاتها الجدارية النادرة. وأخذت صديقاتها ووصيفاتها وجواريها، وطباخيها ومطربيها، وحتى المهرجين لتسليتها.

لم يكن لدى الفرنسيين سفن، تأخذهم مباشرة إلى الأراضي المقدسة. وكان عليهم الذهاب بطريق البر على طول شواطئ آسيا الصغرى.

أثناء الرحلة، غرقت أعداد من الحجاج الفقراء وهلكت. وعندما اجتازوا مدينة لاودكية، في تركيا الحالية، تتبعهم جيش المسلمين في واد ضيق، وقامت مذبحة كبيرة للحجاج والجنود.

الملك نفسه كان لديه بعض الوقت لكي يختبئ خلف شجرة، وأحيانا وراء صخرة. أما بقية الحجاج والمقاتلين، فقد حوصروا بالكامل، وكانوا على وشك الهلاك جميعا، لولا قيام فارس فقير يدعى جيلبرت، لم يلتفت له أحد من قبل، بتولي القيادة، والمساعدة للخروج من الوادي الضيق.

خلال بقية الرحلة، كان يقود جيلبرت جيش الصليبيين. لكن بعد ذلك، لم يسمع عنه مرة أخرى، ولا يعرف أحد أنه قد نال أية مكافأة.

عندما وصلوا إلى فلسطين، كان العدد 10 آلاف، من أصل 400 ألف، بدأوا الرحلة. وبينما كان الملك يصلي عند قبر المسيح، ومستعدا للقتال من أجله، كانت الملكة تسلي نفسها مع كل حاشيتها، ومع الشبان الأكثر حيوية.

كانت تحتقر زوجها الطيب التقي، وكانت تقول، إنه أشبه براهب أكثر منه ملكا. وبمجرد عودتهما من الحملة الصليبية التعيسة، حاولا إيجاد بعض العذر لإنهاء هذا الزواج البائس.

سمح البابا للملك بالتخلص من هذه المرأة الشريرة، وسمح لهما بالزواج مرة أخرى. فتزوج لويس كونستانس، من قشتالة، وتزوجت إليانور من الملك الإنجليزي الشاب، هنري الثاني، وأحضرت معها كل ممتلكاتها العظيمة.

كان الشيء الوحيد الذي يخشاه ملك فرنسا، هو أن يصبح لدى دوقات نورماندي سلطة تفوق سلطته. وكان هنري الثاني، ملك إنجلترا، هو أيضا دوق نورماندي، وأيضا كونت أنجو. وكانت زوجته هي دوقة أكيوتان ودوقة جوين أيضا. وكلها مقاطعات في فرنسا.

فيما بعد، خطب هنري لابنه الصغير جيفري، كونستانس، الفتاة اليتيمة التي كانت وريثة لعرش "بريتاني"، وهي مقاطعة في فرنسا. وتعهد بحكم أراضيها نيابة عنها.

من ثم، ما بقي من الأراضي التي كان للويس سلطة عليها، لا تتعدى حجم جزيرة صغيرة في بحر هائل من الأراضي الفرنسية التابعة للملك الإنجليزي.

بالإضافة إلى ذلك، كان هنري الثاني رجلا أذكى من لويس السابع. هو صاحب القدح المعلى في أي اتفاق، وذو اليد العليا في أية معاهدة تبرم بينهما.

كان ملوك فرنسا ودوقات نورماندي، يلتقون دائما في جيزور، على الحدود، تحت شجرة دردار وارفة الظلال. وكانت الشجرة ضخمة، تسع جمع غفير، ثلاثمائة فارس أو يزيد. إلا أن لويس، غالبا ما يزعن، أو كان يرتد خائبا، أو ينفض الجمع إلى غير ما يأمل أو يريد.

كان مضطرا إلى الوعد بزواج ابنتيه، مارغريت وأليس، من ابناء هنري الاثنين، هنري وريتشارد، وتسليمهما له ليقوم هو بتربيتهما، والتكويش على ثروتهما. بصفته زوج الأم.

عندما كان هنري على خلاف كبير مع رئيس الأساقفة، بيكيت، حول السؤال عما إذا كان رجال الدين يخضعون لقانون الأرض، ولى بيكيت وجهه صوب فرنسا ولاذ بالفرار.

أحب الملك لويس السابع بيكيت واحترمه كثيرا، وسمح له بالالتجاء إلى الدير. ثم حاول لويس صنع السلام بين بيكيت وهنري.

لم ينجح أبدا، لكن، بعد ست سنوات، تظاهر هنري بالتصالح، فعاد بيكيت إلى بلده عام 1170، لكي يقتل بعد وصوله بفترة وجيزة.

لا بد أن يكون لويس قد فوجئ كثيرا، عندما زارته زوجته السابقة، إليانور، متنكرة في زي رجل، مع أكبر أبنائها الثلاثة، لكي تبثه شكواها من هنري، وسيطرته على ممتلكاتها والبلاد التابعة لها، وتلتمس منه العون والأخذ بيدها.

بعد استطلاع كنه الأمر، واستماع لويس لصوت تفجعها، هي وأولادها، عظم عليه الأمر، وحاول مد يد المساعدة، بقدر استطاعته وجهده.

لكن هنري كان أكثر قوة وحنكة. لم يزعن أو يلين، وردها خائبة. ثم ألقى بها في غيابة الجب، لكي تبقى هناك، طالما كان لها قلب ينبض وصدر يعلو ويهبط. فهل نالت المسكينة جزاءها؟

لم يعتقد أبناؤها وأهل أكيوتان ذلك. لقد كانوا مهذبين للغاية وأصحاب مزاج. يحبون الموسيقى والشعر ويقدسون الحب والعواطف النبيلة. بالإضافة إلى أنهم كانوا شجعان يحبون الفروسية.

كل فارس منهم كانت له قضية عشق، تبحث عند قاضي الغرام، وحكاية، يتحدث بها الركبان. يتناقلها الأنام، وتتلى في محراب الحب والهيام.

أفضل الشعراء بينهم يدعون، تروبادور. إليانور نفسها، واثنان من أولادها، ريتشارد وجيفري، كانوا يؤلفون الأغاني، ويتغنون بها.

كلهم كانوا محبوبين في أكيوتان، بعكس المكروه هنري الثاني. لم يفعل التروبادور شيئا سوى إثارة الشباب للقتال مع والد الأطفال، لإطلاق سراح والدتهم. لكنهم كانوا ينفضون إلى غير وفاق، ولم ينجحوا أبدا في مسعاهم ضد هنري أو الانتصار عليه.

تزوج لويس السابع ثلاث مرات، إليانور من أكيوتان، كونستانس من قشتالة، وأليس من شمبانيا. انجبت هؤلاء الملكات ست بنات، ولكن لا أبناء. مما سبب لهن حزنا عميقا، لأنه لم يسبق أن حكمت فرنسا امرأة. بالإضافة إلى أن قانون الفرنجة القديم يمنع حكم النساء.

لم يكن هناك داع لتغيير هذا القانون، والذي كان يسمى قانون ساليك. فأخيرا ولد للويس ابنا. في غمرة نشوته بالمولود الجديد، اسماه فيليب "عطية الرب".

كان الصبي أذكى من أنجبته بيوت باريس في العصور الغابرة. منذ صغره، كان يهتم بكل ما يتعلق بشؤون والده ومملكته. بينما أقرانه، كانوا يهتمون فقط بالرياضة واللعب.

عندما التقى الأب بالملك الإنجليزي في دردار جيزور تحت الشجرة، لاحظ الشاب فيليب كيف كان هنري يستغل ويستفيد من والده لويس.

غضب الصبي، وشعر بحزن كبير. ثم وضع في اعتباره أنه سوف يسترد كل ما خسره الأب وتنازل عنه لصالح الملك هنري.

في يوم من الأيام، كان الشاب فيليب يصطاد في الغابة مع والده. عندما ضل طريقه وغاب عن رفاقه، أخذ يتجول طوال الليل. عندما تم العثور عليه، كان في حالة يرثى لها من الجوع والمرض، استمرت عدة أيام.

عندما تحسنت صحته بعض الشيء، فرح الملك لويس وابتهج، واعتقد أن نجاة ابنه وشفاءه، يرجع إلى صلوات صديقه القديم، توماس بيكيت. فطلب من الملك هنري السماح له بالحضور إلى قبر رئيس الأساقفة في كانتربري لتقديم قداس على روحه وتقبل الشكر.

عندما جاء لويس، تم الترحيب به كصديق وضيف. أعطى هدايا رائعة للكاتدرائية، منها خاتم جميل، هو أحد الكنوز العظيمة المحفوظة بالكاتدرائية.

كان ابنه الحبيب فيليب، عمره خمسة عشر عاما فقط، عندما تم تتويجه ملكا على فرنسا أثناء تغيب والده. ثم أصبح الملك الوحيد، بعد فترة وجيزة من عودة لويس السابع من كانتربري، في عام 1180، قبل وفاة عدوه، هنري الثاني، بتسع سنوات.


الفصل الرابع عشر
فيليب الثاني، أغسطس، 1180-1223.

فيليب، هبة الله، هو الاسم الأكثر شيوعا، لكن الاسم المعروف في التاريخ، هو فيليب أغسطس. لماذا؟ غير واضح تماما. ربما لأنه يذكرنا بأوغسطس، قيصر روما العظيم.

إذا كان والده، لويس السابع، يلقب بالشاب، وهو في شيخوخته، فمن باب أولى يجب أن يلقب فيليب بالعجوز وهو في سن الشباب. لأنه وهو في الخامسة عشر، كان أكثر مهارة وحنكة ومكرا، من والده طوال حياته. تاريخ حكمه كله، عبارة عن تفوق على ملوك إنجلترا.

غضب وهاجت الحمية في صدره، لما رآه تحت شجرة الدردار في جيزور، فأمر ببترها من جذورها. بالرغم من بغضه الشديد للملك هنري وأبنائه، كذب في تعامله معهم، وعمد إلى الحيلة والمكر، ولم يبد ما بداخله من الريبة والكره.

تظاهر بأنه الصديق الحميم، والناصح المخلص الأمين. وطاف بينهم، لا ليستنهض هممهم ويقوي عزائمهم، بل ليؤجج الفتنة والخلاف بينهم، ولكي يوهن قواهم ويشتت جمعهم.

الابن الأكبر، هنري، والثالث، جفري، كانا قد توفيا. الابن ريتشارد، "قلب الأسد"، كان هو المفضل عند تروبادور أكيوتان.

جاءت الانباء من فلسطين، بأنها قد تم غزوها بالمسلمين، بقيادة الأيوبي صلاح الدين. وأن القدس تم اكتساحها وباتت في قبضتهم.

فعم الحزن وشق الأمر وعظم على المسيحيين، واجتمع أمراء أوروبا، والإمبراطور، وملك فرنسا، وملك إنجلترا وأبنائه، ليتداركوا الأمر. وانفض الجمع بالاتفاق، على الذهاب، برا أو بشق عباب البحر، لتحرير الأماكن المقدسة من ربقة الكفار المسلمين.

الإمبراطور فريدريك، صاحب اللحية الحمراء، كان أول المنطلقين. لكنه هلك في الطريق، وهو يستحم في أحد أنهار آسيا الصغرى.

أما فيليب، فقد دعا غريمه، ريتشارد إلى بلاطه لتسوية بعض الأمور. تظاهر بأنه معجب به، وأنه صديقه الحميم. فكلاهما قد نام في نفس السرير، وشرب من نفس الكأس، وأكل من نفس الطبق.

لكنه كان يثير غضب ريتشارد، عندما يطالبه بإطلاق سراح والدته المسجونة عنده، واسترداد أرض أكيوتان الفرنسية، والتمرد على والده، هو وأخوه. وهذا هو التمرد الذي كسر قلب هنري الثاني.

بعد وفاة هنري الثاني، التحق ريتشارد بالحرب الصليبية كملك. كانت الحملة الصليبية الأولى، التي عبرت فيها الجيوش البحر، بدلا من البر.

جاء ريتشارد بأسطوله الخاص. لكن، اضطر فيليب إلى استئجار سفن التجار من جنوة. وعندما وصل الأسطولان إلى صقلية، لم يجرؤا على الإبحار حتى انتهاء فصل الشتاء.

لكنهما انتظرا حتى الربيع. الآن بعد أن صار ريتشارد ملكا، لم يعد فيليب في حاجة إلى التظاهر بحبه له. وبدأت الخلافات تطفوا على السطح بين الصليبيين.

أخيرا أبحرا لمساعدة المسيحيين الذين كانوا يحاصرون عكا. وصل فيليب أولا. قام ببعض التجهيزات، لكنه لم يستطع فعل شيء يذكر إلا بعد وصول ريتشارد.

لقد كان فيليب منزعجا، من أن الكل يثني ويتحدث بإعجاب عن الملك الإنجليزي الشجاع، ريتشارد قلب الأسد، أكثر منه هو نفسه. وسرعان ما ضربتهما حرارة المناخ فمرضا كلاهما. ويقال أن صلاح الدين الأيوبي، أرسل طبيبه الخاص لعلاج ريتشارد قلب الأسد.

بعد الاستيلاء على المدينة، نصح الأطباء فيليب بالعودة إلى دياره، إن كان يرجو التعافي. على الأرجح كان الأطباء على صواب، وكان فيليب سعيدا بالإياب. لأن في ذلك ضعف لقوة ريتشارد ووهن لعزيمته.

كان البابا قد منع مهاجمة الأراضي المقدسة إلا بإذنه. فأخذ فيليب يقلب رعايا ريتشارد وشقيقه ضده. وعندما تم أسر ريتشارد في النمسا أثناء عودته، كان يرسل فيليب الأموال إلى إمبراطور ألمانيا لكي يبقيه سجينا.

عندما ضغط الأمراء على الإمبراطور لإخلاء سبيله، أرسل فيليب رسالة إلى شقيقه جون تقول: "اعتن بنفسك، لأن الشيطان قد بات حرا طليقا"

لكن، بعد عامين، عندما قتل ريتشارد قلب الأسد في ليموج في فرنسا، أصبح جون العدو الأكثر مرارة لفيليب.

ثم بدأ يلح فيليب ويطلب من جون استرجاع الأراضي التي نهبها أبوه من فرنسا. لكن جون قدم له عرضا بالسلام. عن طريق زواج ابنة أخته، بلانش من ابن فيليب، لويس الأسد. حدث هذا عندما كان فيليب في ورطة، لذلك وافق مجبرا على السلام.

كانت مشكلة فيليب بسبب خطأه. بعد موت زوجته الأولى، إيزابيل، أراد أن يعقد صداقات مع ملك الدنمارك بالزواج من ابنته إنجيبورج.

لكن الدنماركيون آنذاك، كانوا خشنين للغاية وغير متعلمين، وكانت إنجيبورج المسكينة، فتاة مملة، خرقاء، جاهلة، لا تقارن بسيدات المجتمع الفرنسي.

لم يطب بها نفسا، وثقلت عليه رؤيتها، فأرسلها إلى الدير لكي يتخلص منها، وتزوج من الجميلة "أجنيس دي ميراني"، ابنة دوق تيوايرول، غرب النمسا.

كان يوجد في ذلك الوقت أقوى الباباوات الذين عاشوا في كل العصور، هو إنوسنت الثالث. كان مصرا على عدم السماح لأي شخص، مهما علا قدره وعظم شأنه، بالاستمرار في الخطيئة دون إنذار. فدعا فيليب إلى ترك الجميلة أجنيس، ورد زوجته المملة إنجيبورج.

عندما رفض فيليب. وضع الأبرياء في مملكته في مواجهة الكنيسة. أي أنه قد أنهى أي خدمة في أي كنيسة وأغلق أبوابها أمام الناس. وهذا يعني أن كل المملكة، باتت مقطوعة عن الرب بسبب خطيئة الملك.

حاول فيليب الوقوف ضد قرار البابا الرهيب في البداية، لكنه وجد الناس لا تستطيع تحمل حرمانها من الكنائس. لذلك، أرسل أجنيس بعيدا، وأعاد إنجيبورج. فتمت تبرئته، واستمرت مملكته في الازدهار.

في عام 1203، عندما توفي آرثر، من بريتاني، في السجن، استدعى فيليب جون، للتحقيق في أسباب القتل. بصفته المسؤول عن حكم بريتاني.

عقد اجتماعا لكبار رجال الدولة، وبدأ النفخ في الأبواق تدعو جون للظهور. لكنه لم يظهر. فحكم عليه بمصادرة أراضيه، نورماندي وأنجو، وأخذهما فيليب مع جيشه وأخذ أيضا القلعة.

في حين فشل جون في الحصول على الرجال أو المال، لكي يوقفه عند حده. لم يبق من الأراضي الفرنسية القديمة، سوى أكيوتان التي تخص إليانور، وكانت لا تزال على قيد الحياة.

كان هذا الإجراء خطوة كبيرة في قوة الملوك الفرنسيين، حيث لم يفقد ملوك إنجلترا نورماندي وأنجو فقط، بل آلت هاتان المقاطعتان العظيمتان بالكامل لملك فرنسا، بالإضافة إلى مقاطعة باريس.

كما أن الشجار، بسبب رئيس أساقفة كانتربري، جعل البابا إنوسنت الثالث، يدعو فيليب لغزو إنجلترا نفسها. لكن الخوف من حدوث ذلك، أجبر جون على صنع السلام مع البابا.

أوثو من برونزويك، ابن شقيق جون، كان هو الإمبراطور، وقد تشاجر أيضا مع البابا، لأنه أراد أن يجعل من فريدريك الصقلي إمبراطورا.

أخذ فيليب جانب فريدريك، فسار أوثو ضده إلى فلاندرز. فتجمع كل النبلاء الفرنسيون حول ملكهم، وفي بوفين، كانت هناك واحدة من أعظم المعارك والانتصارات التي يحكي عنها التاريخ الفرنسي.

فاضطر أوثو إلى الركض بعيدا عن المعركة، فقال فيليب معقبا: "لن نرى منه أكثر من قفاه" حدث هذا عام 1214.

بعد فترة وجيزة جدا، تمت دعوة الابن الأكبر لفيليب، لويس الملقب بالأسد، إلى إنجلترا من قبل البارونات. لأنهم لم يعودوا قادرين على تحمل قسوة وشرور الملك جون. الذي لم يلتزم بالوثيقة العظمى ال "ماجنا كارتا"، التي وقع عليها.

ذهب لويس إلى إنجلترا، ووضعت لندن بين يديه. لكن عندما توفي الملك جون، أحب البارونات أن يرثه ابنه الصغير هنري الثالث، على أن يكونوا تبّعا لفرنسا.

لذلك، بعد أن تعرضت قوات لويس للهزيمة برا وبحرا، عاد إلى بلده وتخلى عن المحاولة. لكن فيليب أوغسطس، تحققت كل رغباته في حياته. وقام بكسر شوكة الملوك الإنجليز، خصومه، وأوقعهم في مشاكل كبيرة، بعد أن استرد منهم ممتلكات عظيمة.

في عام 1223، توفي فيليب الثاني، بعد أن عاصر أربعة عهود لملوك إنجليز، وبذل قصارى جهده للإضرار بهم جميعا. لم يكن رجلا صالحا، لكنه كان شجاعا وذكيا، وصديقا مخلصا لأهل المدن. وكان الفرنسيون فخورين به جدا.



#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا شيخنا الكبير، رفقا بالقوارير
- وليكن لنا في قناة بنما عبرة
- تاريخ فرنسا 06 – بداية الحروب الصليبية
- تاريخ فرنسا 05 – كونتات باريس
- تاريخ فرنسا 04 – شارلمان
- إزدراء الأديان، أم ازدراء الإنسان؟
- تاريخ فرنسا 03 – وقف المد الإسلامي
- تاريخ فرنسا 02 - تحول بلاد الغال إلى المسيحية
- تاريخ فرنسا 01 - الكيلتس
- دكتور زيفاجو، وال “سي أي إيه -
- جوزيف ستالين: بطل قومي أم قاتل بدم بارد؟
- نيكولاس الثاني: قصة إعدام قيصر
- روسيا الحديثة 10 العدميون يقتلون القيصر
- روسيا الحديثة 9 نهاية حرب القرم وبداية الحريات
- روسيا الحديثة 8 حرب القرم
- روسيا الحديثة 7 الإمبراطور نيكولاي الأول
- روسيا الحديثة 6 فشل نابليون في غزو روسيا
- روسيا الحديثة 5 الذئب في المصيدة
- روسيا الحديثة 4 مجد الإمبراطورة كاثرين وعارها
- روسيا الحديثة 3 كاثرين تطيح بزوجها وتحكم


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - تاريخ فرنسا 07 – لويس السابع وفيليب الثاني