أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - تاريخ فرنسا 01 - الكيلتس















المزيد.....

تاريخ فرنسا 01 - الكيلتس


محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 7437 - 2022 / 11 / 19 - 23:50
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الفصل الأول
الكيلتس القدماء


في العصور القديمة، قبل كتابة التاريخ، كان يسكن أوروبا شعوب تعرف ب "كيلتس". وهي شعوب محاربة، شرسة، جريئة. تعيش في عائلات كبيرة أو عشائر وقبائل. يحكم كل منها أذكاها وأقدرها.

يتحدثون لغات متشابهة تقريبا. هذه اللغات، هي التي أعطتنا أسماء الأنهار والتلال الحالية. سوف أذكر بعضها. كلمة "بن" والتي تعني بالإنجليزية "قلم"، تعنى أيضا "تل". ومنها جاء اسم سلسلة جبال "أبنين" في إيطاليا، واسم ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة، ويعني تلال سلفانيا.

كلمة "أفون" بلغة ال “كيلتس"، تعني نهر. "راين أفون"، تعني النهر الجاري. "سين أفون"، تعني النهر البطيء. "جار أفون"، تعني النهر السريع. وهلم جرا.

كان هناك نوعان رائعان من ال “كيلتس": "الغال" و"الكيومري".

"الغال"، هم الأطول والأضخم جسما والأشرس والأكثر وحشية. لكنهم لم يكونوا أذكياء، مثل أصحاب العيون السوداء، "الكيومري".

الكيومري، لديهم كهنة الدرويد، الذين كانوا يعيشون في بساتين البلوط، ويقطعون نبات الهدال بسكاكين ذهبية، وهم الذين بنوا مبان في شكل دوائر بحجارة ضخمة، ربما للعبادة. وأينما وجدت هذه البنايات، كان الكيومري يعيشون هناك.

لكننا لا نعرف سوى القليل عنهم. قد أتى بعضها من رهبان الدرويد والشعراء، الذين تناقلوها شفاهه، جيلا بعد جيل.

والبعض الآخر جاءنا عن طريق جيرانهم، الإغريق والرومان، الذين كانوا يعتبرونهم شعوبا وحشية وهمج. يخافونهم جدا. حيث كانت قبائلهم، من حين لآخر، تغير جنوبا، وتقوم بقطع الطريق وسرقة القرى. كانوا يفعلون ذلك، عندما كانوا يطردون من منازلهم بقبائل أقوى.

كانت هناك مجموعة قبائل، أكثر شراسة وقوة. قادمة من الشرق. عندما وجد الكيلتس أنهم لا يستطيعون صد هذه القبائل المغيرة، وضعوا زوجاتهم وأطفالهم في عربات، مصنوعة من الخشب أو الخوص، تجرها الثيران. وساقوا أغنامهم ومعزهم وكلاب صيدهم، وانطلقوا باحثين عن منازل وأراض جديدة.

الرجال ذو شعر ولحى طويلة. يرتدون سراويل فضفاضة من الصوف، منسوجة ومصبوغة بنسائهم. لدى الرؤساء دائما أطواق ذهبية حول أعناقهم.

يستخدمون دروعا كبيرة مستديرة من الخوص، ورماحا طويلة وسيوفا ثقيلة. عندما حانت الفرصة للتحرك غربا، ذهبوا إلى هناك، واستقروا بشكل عام في غابة بالقرب من النهر، وأغلقوا مدينتهم عليهم، بجدار من جذوع الأشجار والطمي. وأقاموا أكواخهم المبنية بالأخشاب والحجارة بالداخل.

وكلما استعصى عليهم التغلب على العشائر الأخرى، التي تقطن غربهم، كانوا يلجأون جنوبا إلى اليونان أو إيطاليا، مما يسبب أضرارا كبيرة هناك.

مجموعة واحدة منهم، في العصور القديمة جدا، تمكنت حتى من الاستيطان وسط آسيا الصغرى (تركيا)، ومن أحفادهم جاء بولس الرسول ليبلغ رسالته.

قبيلة من الغال (سينونيس)، عام 390 قبل الميلاد، تحت قيادة رئيس قوي، اسمه باللاتينية "برينوس"، استطاعت اقتحام مدينة روما نفسها.

كل نساء روما وأطفالها، أرسلوا بعيدا، ولم يتبق سوى عدد قليل من الرجال الشجعان للدفاع عنها. تجمعوا في المكان المسمى بالكابيتول، على قمة أعلى التل الأكثر انحدارا.

هناك، مكث الغال لمدة سبعة أشهر في المدينة، يشربون النبيذ في الجرار الضيقة الطويلة، ويقودون العربات التي تجرها الثيران شاحبة اللون، طويلة القرون. لم يستطيعوا أبدا دخول مبنى الكابيتول، لكن اضطر الرومان إلى دفع مبلغ كبير من المال كجزية لهم، قبل أن يرحل جنودهم.

رحل الجنود، لكن القبيلة التي جاءت معهم، مكثت سبعة عشر عاما في الأجزاء الوسطى من إيطاليا، قبل أن يتعرضوا للإبادة الكاملة.

عندما رأوا أنه لا يوجد أمل في البقاء، دخلوا عرباتهم التي كانوا يعيشون فيها، وقاموا بذبح زوجاتهم وأطفالهم، وأشعلوا النار في كل شيء، ثم قتلوا أنفسهم، حتى لا يكونوا عبيدا.

كل الجزء الشمالي من إيطاليا، فيما وراء نهر "بو"، كانت مسكونة ب "الكيلتس"، وكثير منهم وراء جبال الألب. لذلك، يسمي الرومان شمال إيطاليا وغرب جبال الألب، بلاد الغال، سواء كانوا من الغال أو من الكيومري.

الآن، بعيدا في بلاد الغال، في الأرض المرتفعة التي تنقسم فيها الأنهار إلى لوار، سون، والراين، توجد هنا صخور مليئة بالمعادن والقصدير والنحاس وأحيانا القليل من الفضة.

البحارة والتجار الأذكياء الفينيقيون، اكتشفوا هذا. وعلموا سكان الغال العمل في المناجم، وإرسال المعادن في القوارب أسفل نهر الرون إلى البحر الأبيض المتوسط.

هناك خليج جميل حيث تمس بلاد الغال البحر الأبيض المتوسط، وليس فقط الفينيقيين هم الذين اكتشفوا ذلك، ولكن اليونانيين أيضا.

جاءوا للعيش هناك، وقاموا ببناء مدن خارج اليونان مثل الإسكندرية في مصر، ومرسيليا ونيس وأنتيب في فرنسا وغيرها.

مدن الإغريق دائما جميلة، بها معابد رخامية لتمجيد آلهتهم، وأعمدة منتصبة على الدرج وحدائق بها تماثيلهم، ومسارح تعرض فيها الحفلات والدراما في الهواء الطلق، ومكتبات عامة. كل شيء داخل هذه المدن، وحولها، جميل ورائع.

تعلم الغال الذين عاشوا بالقرب، أسلوب الحياة اليونانية، وبدأوا يتروضون. لقد صاغوا النقود، وتعلموا الكتابة بأحرف يونانية، ومارسوا التجارة مع اليونانيين.

لكن إخوانهم الغال الأكثر وحشية، الذين كانوا يعيشون بعيدا، لم يكن يروقهم التعامل الحضاري مع الإغريق، وكانوا كلما أمسكوا بيوناني أثناء رحلته، يقومون بقتله أو بأسره وتحويله إلى عبد، وسرقة ممتلكاته.

في بعض الأحيان، كانوا يغيرون على المدن اليونانية. لذلك طلبوا الحماية من الرومان، الذين أرسلوا لهم ضابطا وجيشا. قاموا بعد ذلك ببناء بلدتين جديدتين: اكس وناربون. وشنوا حربا على الغال، المثيرين للقلاقل.

ثم أرسل الغال رسولا إلى المعسكر الروماني. لقد كان الرسول، شخصا هائلا. رجل طويل القامة، مع طوق وأساور من الذهب، وبجانبه وقف شاعر يغني قصائد مديح في عشيرته، أرفيرني.

كان هناك حضور كثر، لكن حراسه الرئيسيين كانوا مجموعة من كلاب الصيد، التي جاءت بخطى سريعة تتبعه في صفوف مثل الجنود.

رجا الرومان باسم رئيس الغال، بيتويتوس، مغادرة البلاد، والتوقف عن مناهضة الغال. لكن، الجنرال الروماني، أشاح بوجهه جانبا ولم يعره اهتماما. فعاد الرسول غاضبا، واستعدت قبيلة أرفيرني للمعركة.

عندما رأى بيتويتوس الجيش الروماني، ظن أنه حفنة صغير العدد، لدرجة أنه قال: "هذا الحفنة من الرجال ستوفر بالكاد طعاما لكلابي".

لم يهزم جيشه في المعركة، لكنه أسر وأرسل إلى روما. حيث قضى بقية حياته في الأسر. بينما أحضر ابنه إلى روما، للتعلم والتدريب، ثم أرسل لكي يقود عشيرته كصديق لروما. حدث هذا في سنة 150 قبل الميلاد.



الفصل الثاني
الغزو الروماني، 67 ق.م - 79 م.


أطلق الرومان على البلد الذي استولوا عليه اسم مقاطعة بلاد الغال، واستمر اسمها كذلك. ثم ملأوها بالمستعمرات. والمستعمرة الرومانية، كانت عبارة عن قطعة أرض كبيرة، تمنح للقائد الروماني القديم، إن استطاع الدفاع عنها.

أول شيء يفعلوه، هو إقامة مذبح. ثم يقومون بحفر الخنادق على شكل المدينة المراد إنشائها، وتحديد الشوارع المميزة، ورصفها بالحجارة المسطحة في كل مكان بنمط واحد، مثل الطريقة التي يبنون بها المعابد والبيوت.

كل منها حوله فناء مرصوف، مثل المسارح والحمامات العامة. ووصل المدن بجسور وطرق معبدة، تربط المدن بعضها ببعض.

لكل مدينة، كان ينتخب مجلسان كل عام، وحاكم يسكن في المدينة الرئيسية، وفيلق من الجيش، لحماية البلاد وحفظ النظام.

كان الرومان يبدؤون بهذه الطريقة، ولكنهم ينتهون بامتلاك البلد بأكملها بمرور الوقت. استغرق الأمر مائة عام لكي يمتلكوا بلاد الغال بالكامل.

في البداية، جاء الكيومري، الذين أطلق عليهم الرومان "سيمبري"، من الغرب، مع بعض قبائل تيوتون الأكثر شراسة، من أصل ألماني.

اقتحموا بلاد الغال، وهزموا جيشا رومانيا كبيرا. وكانت هناك معارك دموية استمرت لمدة عشر سنوات، قبل أن يتمكن القائد الروماني "كايوس ماريوس" من هزيمتهم في معركة كبرى بالقرب من مدينة اكس.

قتل جميع الرجال في المعركة، فقامت النساء بقتل أطفالهن وأنفسهن، بدلا من الوقوع أسرى في أيدي الرومان.

كان ذلك في عام 103 قبل الميلاد. يوليوس قيصر، الذي قام بغزو إنجلترا لاحقا، هو نفسه ابن شقيق كايوس ماريوس هذا. الذي لم يقم بغزو بريطانيا، لكنه قهر بلاد الغال.

في هذه الأثناء، أصبحت قبائل غال عديدة، صديقة للرومان، وفي حاجة لمساعدتهم. لأنهم كانوا دائمي الشجار مع القبائل الأخرى. الألمان، كانوا يضغطون على قبيلة كبيرة من الكيومري. مما دفعهم للخروج من جبال الألب، والنزول لاستيطان بلاد الغال.

فقام يوليوس قيصر، بعمل قصير للتغلب على هؤلاء القادمين الجدد، وفاز على الألمان الذين كانوا يحاولون أيضا الاستيلاء على بلاد الغال.

توقع يوليوس قيصر خضوع شعب الغال كله له، وليس فقط أولئك الذين عاشوا في المقاطعة حوله، والذين كانوا في ود مع روما.

كان يوليوس قيصر واحدا من أعظم القواد الذين عاشوا على الإطلاق. لقد كسب في البداية، كل الجانب الشرقي. ثم أخضع البلجيكيين (البلج)، الذين عاشوا بين جبال الألب والبحر، وجميع الأرموريكان في الشمال، ثم شعوبا أكثر بربرية على ساحل المحيط الأطلسي.

بينما كان بعيدا في الشمال، اتفق زعماء الغال في الجنوب على القيام بمحاولة أخيرة لتحرير بلادهم من الغاصب. اتفقوا على النهوض في وقت واحد، ووضعوا أنفسهم تحت قيادة شاب شجاع من قبيلة أرفيرني، يدعى فرسينجيتوريكس. (الاسم طويل بعض الشيء).

لم يكن متوحشا مثل بيتويتوس، لكنه كان رئيسا رشيقا مفعما بالحيوية. كان قد تم تدريبه على الأخلاق الرومانية، وعلى فنون القتال.

في أحد الليالي، هب الغال هبة رجل واحد. وقفوا على قمم التلال، يصرخون في كل عشيرة، طالبين بالانتفاضة وحمل السلاح. كان الشتاء في منتصفه، والثلوج تتساقط بغزارة، وقيصر بعيدا بجانب المدفأة يستريح في إيطاليا.

لكنه عاد عند سماعه للأخبار الأولى، وقاد رجاله عبر ستة أقدام من الثلوج. وأخذ كل مدينة أو قرية من قرى الغال، كانت تقع في طريقه.

رأى فرسينجيتوريكس، أنه من الحكمة بالنسبة للغال، اتباع سياسة الأرض المحروقة، حتى لا يتمكن الرومان من العثور على شيء يصلح للأكل.

وقال: "من المحزن أن نرى منازلنا وهي تحترق، لكن الأسوأ، هو أن نرى زوجاتنا وأطفالنا وهم يقعون في الأسر، ويصبحون عبيدا للطغاة"

مدينة واحدة، بورج، هي التي نجت من الحرق. توسل السكان وجثوا على ركبتيهم لقائدهم كي يتركها سليمة. ويبدو أنها كانت آمنة. لوجود النهر في أحد جوانبها، ومستنقعات في الجوانب الأخرى. مع طريق ضيق واحد فقط يقود إليها.

لكن في خمسة وعشرين يوما، تمكن قيصر من شق طريقه، وقام بذبح كل من وجده هناك. ثم تعقب فرسينجيتوريكس إلى أن وصل إلى مخبئه وسط تلال أوفيرني.

وخاض معركة، كانت هي الهزيمة الوحيدة للقائد الروماني العظيم. في الواقع، كان مضطرا إلى التراجع في مواجهة مقاتلي قبيلة أرفيرني الشجعان وهم يذودون عن حياض ديارهم.

ثم تبعوه، وخاضوا معه معركة أخرى، تعرض فيها قيصر لخطر أكبر. وكان مضطرا لترك سيفه في يد الغال. الذين قاموا بالاحتفاظ به رمزا، يحتفلون به وهم يشكرون آلهتهم.

لكن الغال لم يكونوا رابطي جأش صبورين، كما كانوا شجعان. فلازوا بالفرار، وكل ما أمكن ل فرسينجيتوريكس فعله، هو أن قادهم إلى مخيم كبير تحت تل أليسيا.

ثم أرسل الفرسان لاستنهاض بقية بلاد الغال، وتحصن هو نفسه في مبنى كبير مع رجاله. جاء قيصر والرومان وقام بحصار المبنى، ومنع عنهم المساعدة والطعام. وكان لديهم ما يكفي فقط لمدة ثلاثين يوما.

حاول أصدقاؤهم من الخارج اختراق الحصار، ولكن عبثا، وتعرضوا للفشل. ثم عرض، الشجاع، تسليم نفسه للرومان، بشرط إنقاذ حياة بقية الغال.

أعطى قيصر كلمته، بالموافقة. وفقا لذلك، في ساعة محددة، فتحت بوابات مخيم الغال، وخرج فرسينجيتوريكس بكامل عدته وعتاده، يمتطي أفضل خيوله.

اندفع بفرسه، ثم دار به دورة كاملة. وفجأة ترجل أمام قيصر، ووضع سلاحه تحت قدمي المنتصر. لكن لم يتأثر قيصر بهذا الفعل ولم ينبهر.

وأبدى وجها باردا صارما. ثم أمر بوضع الرئيس الشجاع في الأسر، وظل لمدة ست سنوات، إلى حين الانتهاء من الغزوات الأخرى.

بعد ذلك، أخذه إلى روما، مكبلا بالسلاسل، لكي يمشي خلف عربة الجنرال، في موكب انتصاره المجيد، مع الأسرى الآخرين. ثم تم إعدام هذا المحارب الوطني النبيل في الأقبية المظلمة لتلة الكابيتول.

بموت فرسينجيتوريكس، انتهى استقلال بلاد الغال. لقد استولى الرومان على كل البلاد، وحولوا مدنهم إلى ما يشبه المدن الرومانية. العشائر القديمة، تم تفكيكها.

وتم تجنيد رجالهم المقاتلين في الجيش الروماني، وأرسلوا بعيدا للقتال من أجل مجد روما. واصبح اعتقاد الرؤساء، أنه غاية الشرف أن تكون مواطنا رومانيا.

كانوا يرتدون السترة والرداء الروماني، ويتحدثون ويكتبون باللغة اللاتينية. باستثناء قبائل الكيومري في أقصى الشمال الغربي، نسيت لغة الغال القديمة.

لكن، المعابد الكبرى والمسارح المكشوفة المدرجة الرومانية، لا تزال موجودة. خاصة في نيسميس وارس وأوتون. وقنطرة ضخمة، تسمى "بونت دو جارد"، لا تزال موجودة عبر واد بالقرب من نيسميس، بطول 600 قدم، من ثلاث طبقات من الأروقة، بارتفاع 160 قدما. هي أعجوبة العمارة الرومانية بأقواسها ودقة بنائها وعظمة هندستها.

الطرق تم إنشائها في جميع أنحاء البلاد، شقت على النحو الروماني، العيش في بلاد الغال، مثل العيش تماما في روما.

بعد يوليوس قيصر، كان لدى الرومان أباطرة على رأس دولتهم، وكان بعض هؤلاء مغرم جدا ببلاد الغال. ولكن بعد القياصر الاثني عشر الأولى، جاء من الغال يوليوس سابينوس، ونصب نفسه إمبراطورا.

لكن الإمبراطور الحقيقي المختار في روما، كان هو فيسباسيان. سرعان ما جاء، وأطاح بالمدعي وطارده حتى منزله في بلده. ثم اندلعت ألسنة اللهب من المنزل، وتم الإعلان عن أن سابينوس المدعي قد أحرق نفسه هناك.

لكن لا. لقد تم تغطية الكذبة بأمان، وهرب الإمبراطور المزيف إلى كهف في الغابة. لا أحد يعرف مكانه، سوى زوجته إيبونينا وأحد العبيد الثقة. هناك عاشوا لمدة تسع سنوات في الخفاء، وكان لديه ولدان صغيرين.

تركته زوجته إيبونينا مرتين لكي تذهب إلى روما للسعي لدى أصدقائها للحصول على عفو عن زوجها. لكن فيسباسيان، كان رجلا صارما، فلم تجد أي أمل في العفو، وعادت بخفي حنين.

في المرة الثانية، كان وراءها من يتتبعها، وعرف مكان سابينوس زوجها. فتم القبض عليه وحمل مقيدا بالسلاسل إلى روما، وجاءت هي وولديها معه.

ركعت أمام الإمبراطور، وطلبت منه العفو، قائلة إن هنا اثنين آخران يطلبان الصفح عن والدهما. فانهمرت الدموع من عيني فيسباسيان، لكنه لم يصفح أو يلين.

ثم حكم على الزوج والزوجة بالموت. وآخر شيء قالته إيبونينا للإمبراطور:

"اعلم يا فيسباسيان، أنني استمتعت بسعادة أكبر في أداء واجبي كزوجة لضحيتك، وأنا أعيش في كهف متواضع مظلم، أكثر مما سوف تستمتع به أنت من الآن فصاعدا وسط الرغد والرفاهية التي تحيط بعرشك".

بعد ذلك، تمت العناية بطفليها. وعاش أحدهم لفترة طويلة بعد ذلك في اليونان، بعيدا عن منزله قدر الإمكان.



#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دكتور زيفاجو، وال “سي أي إيه -
- جوزيف ستالين: بطل قومي أم قاتل بدم بارد؟
- نيكولاس الثاني: قصة إعدام قيصر
- روسيا الحديثة 10 العدميون يقتلون القيصر
- روسيا الحديثة 9 نهاية حرب القرم وبداية الحريات
- روسيا الحديثة 8 حرب القرم
- روسيا الحديثة 7 الإمبراطور نيكولاي الأول
- روسيا الحديثة 6 فشل نابليون في غزو روسيا
- روسيا الحديثة 5 الذئب في المصيدة
- روسيا الحديثة 4 مجد الإمبراطورة كاثرين وعارها
- روسيا الحديثة 3 كاثرين تطيح بزوجها وتحكم
- روسيا الحديثة 2 كيف كان حكم آنا وإليزابيث
- روسيا الحديثة - 01 بيتر يسجن زوجته ويجلد ابنه
- الإمبراطورية الروسية – 8 كيف غزا بيتر العظيم الشمال
- لإمبراطورية الروسية – 7 بيتر الأول العظيم
- الإمبراطورية الروسية – 6 بداية حكم عائلة رومانوف
- الإمبراطورية الروسية – 5 نهاية القيصر المزيف
- الإمبراطورية الروسية - 04 غاصب السلطة، والوريث المزيف
- الإمبراطورية الروسية – 03 إيفان الرهيب يكتب اسمه بالدم
- الامبراطورية الروسية - 02 إيفان يغزو قازان


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - تاريخ فرنسا 01 - الكيلتس