تاريخ فرنسا 05 – كونتات باريس

محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 7464 - 2022 / 12 / 16 - 13:58
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

الفصل التاسع
كونتات باريس 887-987

ملحوظة:
الغال، هم مجموعة من القبائل السلتية (سيلتك) التي كانت تعيش في فرنسا وباقي أجزاء من أوربا. تم غزو بلاد الغال من قبل روما قديما.
الفرنجة، هم شعب جرماني، قام في النهاية بتأسيس دولتي فرنسا وألمانيا.

المسكين كارل (تشارلز) السمين، وهو لقَبٌ لقِّبَ به، من الملوك التي غلبت ألقابهم وكناهم على أسمائهم. مات مقهورا بائسا حزينا، بعد خلعه عام 887. لكنه لم يكن آخر ملوك عائلة شارلمان (الكارلنج).

إلى جانب الإمبراطور الروماني المقدس، أرنولف، كان هناك ابن لودفيج الستاميرر، أي الذي يتلعثم في الكلام، وهو آخر الملوك الكارلنج. حاول استرجاع المقاطعة الغربية الفرنسية القديمة من يوديس كونت باريس.

في الواقع، الفرنجة الغربيون، الذين كانون في باريس وكل البلاد الواقعة حتى المحيط الأطلسي، أصبحوا مختلطين كثيرا بشعوب الغال القديمة، وتعلموا منهم التحدث باللغة اللاتينية مع جنوح بسيط في المفردات والمعاني، آذنت ببداية ما نسميه اليوم باللغة الفرنسية. هؤلاء، كانوا مع يوديس، كونت باريس.

في حين أن الفرنجة حول لاون وسواسون، كانوا ألمان أكثر، يتشبثون بشكل رئيسي ب كارل، أو تشارلز البسيط، وهو أيضا من الكارلنج.

أما الفرنجة في الشرق من فرانكونيا، وباقي القبائل الألمانية الأخرى: سوابيون، فريزيان، ساكسون، بافاريون، إلخ. كانوا تحت حكم الإمبراطور أرنولف، ويشكلون مملكة ألمانيا.

الفرنجة غرب نهر الراين، لم يكونوا معهم. وبعد وفاة ابن أرنولف الوحيد، الذي كان يتلعثم في الكلام، لودفيج الطفل، انتهى حكم الكارلنج هناك، وسرعان ما حصل الساكسون على استقلالهم وحكموا أنفسهم.

لم يكن كونتات (نبلاء) باريس من الغال، بل من الساكسون، الذين استقروا في بلاد الفرنجة، وعاشوا قضاياهم المشتركة. كانوا يتسمون بنفس نوع الصبر الذي اتسم به الكارلنج، مما جعلهم يصبرون على الميروينج، الملوك ذي الشعر الطويل، إلى أن وهنوا وكادوا يختفون.

لقد ترك يوديس تشارلز البسيط يحكم الأراضي الواقعة بين نهر الميز والسين، وعندما توفي يوديس، عام 898، أعلن شقيقه روبرت القوي دوقا لفرنسا، وترك تشارلز البسيط ليكون ملك الفرنجة.

في هذا الوقت، ذهب رولف، الووكر، هو ورجاله الشماليون للاستيطان في شمال بلاد الغال. لم يذهبوا للنهب والتدمير مثل قبائل الفايكنج العاديين، ولكنهم حافظوا على المدن وكونوا صداقات مع الأساقفة.

بالرغم من أنهم كانوا يقاتلون مع دول أبعد من ذلك، إلا أنهم تعاملوا مع كل البلاد بين بريطانيا ونهر إبتي كما لو كانت بلادهم.

ثم توصل تشارلز البسيط إلى اتفاق مع رولف. يقول، إنه إذا تحول رولف إلى المسيحية، وقبله ملكا، سيزوجه من ابنته، ويمنحه كل هذه البلاد كدوق لبلاد الشمال.

وافق رولف، وفي عام 911 تم تعميده في روان، وتزوج جيسلا، ابنة الملك، ثم ذهب ليقسم قسم الولاء للملك، في حفل يتكرر كلما كان هناك تغيير في رتب اللوردات أو الكونتات وولائها، أو أي شخص آخر.

كان يركع التابع، ويؤدي قسم الولاء للملك أو اللورد، بأنه سيكون له العون والسند، في السلم أو الحرب، ثم يقبل الملك جبينه، في المقابل، يقوم التابع بتقبيل قدم الملك.

هكذا يقدم الملوك التحية والتكريم، ويؤدون قسم الولاء للإمبراطور. كذلك يقدم الدوقات ولاءهم للملك. والكونتات أو البارونات إلى الدوقات، إلخ.

كثمن للأراضي التي يتملكونها، كانوا ملزمين بخدمة سيدهم اللورد في السلم وفي الحرب، ولا يقفوا في صف أعدائه. هذه الأراضي تسمى إقطاعيات، لأنها تمنح كقطعة واحدة، وهذا هو النظام الإقطاعي.

الآن، كان على رولف لكي يستلم إقطاعية أرضه من الملك تشارلز البسيط، أن يركع ويقسم قسم الولاء، ثم ينحني ويقبل قدمه. وهو الأمر الذي لم يستسيغه رولف بالمرة.

لذلك، قرر أن يرسل من يمثله وينوب عنه في تأدية المراسيم وتقبيل القدم. لكن الرجل الشمالي المحارب الذي اختاره لتأدية هذه المهمة الصعبة، لم يكن أقل اعتزازا بنفسه.

بدلا من أن ينحني ويبوس القدم، رفع قدم الملك عاليا حتى وصلت إلى فمه وهو واقفا منتصب القامة لكي يقبلها. مما تسبب في شقلبة الملك وسقوطه من على كرسي العرش. وهو فأل سيء في الواقع.

كان رولف مسيحيا مخلصا. منح الكنيسة هدايا عظيمة، وقام بتوزيع الأراضي على الشماليين، وأقام العدل واحترم القانون، مما جعل نورماندي، وهي مقاطعته، توصف بأنها أسعد جزء في البلاد.

وقد قيل إنه في زمن رولف، كان يمكنك ترك سوارا من الذهب الخالص معلقا على فرع شجرة في الغابة، لمدة عام كامل دون أن يمس أو يسرق.

في ذلك الوقت، تمت الإطاحة بتشارلز البسيط، الذي وقع من فوق كرسي العرش، لكن بطريقة أخرى. فقد قام روبرت، من باريس، وراؤول من بورجندي بإعلان الحرب عليه وأسره.

كانت زوجته هي أخت الملك الإنجليزي أثيلستان، ففرت إليه مع صغيرها لودفيج، أو لويس. ظلت هناك، وقت أن كان روبرت ملكا لمدة عام، ثم راؤول. بينما كان المسكين تشارلز يحتضر في السجن في بيرون. لكن، بعد وفاة راؤول عام 936، تمت دعوة لويس الشاب للعودة من إنجلترا لكي يتوج ملكا.

هيو، كونت باريس العظيم، و"ويليام لونجسورد"، دوق من نرماندي، انضما معا لكي يتوجا ابن رولف ملكا. لكنه كان خائفا منهما كثيرا، وعاش في كراهية وشك مستمرين. كما أن الشعب الفرنسي، في الواقع، كان يعتبره غريبا، وأطلق عليه لويس "أوتر مير"، أي خارج البحار.

أخيرا قُتل ويليام لونجسورد على يد كونت فلاندرز، عندما كان ابنه الصغير ريتشارد عمره سبع سنوات فقط. اعتقد لويس أن هذه هي فرصته.

ذهب إلى روين، معلنا نفسه الوصي الحقيقي للصبي الصغير، وحمله إلى لاون. وهناك عامله بقسوة كما لو كان ينوي التخلص من الطفل.

لذا، حاول الدوق أوزموند دي سنتفيل، إنقاذ الطفل. لفه في حزمة قش، وحمله إلى الإسطبل علفا لحصانه، ثم ركض وهو يحمله ليلا في الظلام الحالك إلى نورماندي.

بعد ذلك، بدأت حرب كبيرة، وجاء هارالد بلوتوث، ملك الدنمارك لمساعدة الشماليين. وأصبح لويس سجينا، حصل على حريته فقط بعد ترك ولديه في سن الشباب رهائن بدلا منه.

هيو، كونت باريس، ساعد الشاب ريتشارد من نورماندي. في حين أن إمبراطور ألمانيا، أوثو، قام بمساعدة لويس. وكان هناك صراع شرس، انتهى بالنصر لكونت باريس والشمال.

توفي أحد الشابين وهو في يد النورمان. الآخر، واسمه لوثار، تُرك لكي يعود سالما إلى والده، عندما عقدت معاهدة سلام بينهما.

في عام 954، توفي لويس الرابع في ريمس، وتوسلت أرملته للكونت هيو العظيم لكي يقوم بحماية لوثار. وهذا ما فعله بالضبط. وكذلك فعل ابنه وخليفته.

هيو، المعروف باسم كابيت، من غطاء الرأس الذي كان يرتديه، فعل كل ما في وسعه لمساعدة الملك الشاب.

عندما كانت هناك حرب مع الإمبراطور أوثو، قال الفرنجة: "إنه لأمر مؤسف أن يموت الكثير من الرجال الشجعان بسبب شجار بين رجلين. دعوهما يتقاتلان وحدهما، وسنقبل الفائز منهما كرئيس."

صدم هذا الاقتراح الألمان، وقال أحدهم: "سمعنا دائما أن الفرنجة يحتقرون ملكهم. الآن ثبت ذلك". ثم صنع السلام، وأعطى الإمبراطور إلى لوثار، الأخ الأصغر ل تشارلز، مقاطعة لورثاريك، أو لورين، كما كان يطلق عليها.

توفي لوثار بعد فترة وجيزة عام 986. وتوج بعده ابنه لويس الخامس. لكنه عاش لمدة سنة واحدة فقط. بعد ذلك، اجتمعت الدوقات للتشاور مع رجال الدين.

وافق الجميع على أنه طالما أن كونتات باريس هم الحكام الحقيقيون للبلاد، وطالما لا أحد يهتم بعائلة الكارلنج، سيكون من الأفضل للجميع أن يفعلوا مثل الألمان، وأن يتخلصوا من الكارلنج الذين يتحدثون الفرنجية القديمة، بينما كونتات باريس يتحدثون اللاتينية المعدلة، والتي تسمى اللغة الفرنسية.

لم يكن تشارلز، دوق لورين يستمع، عندما طلب تاج ابن أخيه. لكنه أجبر على العودة إلى دوقيته الخاصة، حيث حكم نسله ثمانمائة سنة كاملة، قبل أن يحصلوا على الإمبراطورية، كما سيتضح فيما بعد.

في عام 987، توج هيو كابيت، كونت باريس، ملكا لفرنسا، ومنذ ذلك الوقت بدأ تاريخ فرنسا. في البداية، كان تاريخ الغال، ثم أصبح تاريخ الفرنجة، وفي النهاية صار تاريخ فرنسا.

العائلة التي بدأت مع روبرت القوي، لا تزال موجودة، بعد أكثر من ألف عام. حكمت هذه العائلة فرنسا لمدة تسعمائة سنة على الأقل. عادة يطلق عليها "بيت كابيت"، نسبة للقب "هيو كابيت".

لذا، يجب أن نتذكر ثلاث عائلات كبيرة حكمت فرنسا:
ميروينج، ذو الشعر الطويل
كارلنج، نسبة إلى تشارلز مارتيل، حفيد شارلمان
كابيت، نسبة إلى هيو كابيت.


الفصل العاشر
هيو كابيت، 987-997.

احصل على خريطة قديمة لفرنسا، مقسمة إلى محافظات، وليس إدارات، لكي نرى ماذا يعني أن تكون ملكا لفرنسا عندما توج هيو كابيت في ريمس.

لقد كانت هناك إمبراطورية رومانية عظيمة في الغرب. ولا زالت هناك إمبراطورية، لكن سكسونية. تم تقسيمها إلى أمم مختلفة وقبائل. يحكم كل منها كونت أو دوق تابع للإمبراطور.

الآن، الأمم اندمجت في مقاطعات، ودخل رؤساؤها في تحالفات واتحادات وفقا لما يناسب هوى كل منهم وقوته، مع الشعور بأن الإمبراطور له الكلمة العليا عليهم جميعا. لكن، الإمبراطور لا يتدخل في إدارة مقاطعة الدوق أو الكونت.

كان الملك الجديد، هيو كابيت، هو دوق فرنسا، وكونت باريس، وحارس دير القديس دنيس. هو سيد حقا في المكان المسمى فرنسا، وكان شقيقه هنري، هو دوق بورجندي.

على نهر لوار، كانت تقع مقاطعة أنجو العظيمة، وإلى الشرق كانت فيرماندوا وشمبانيا وباقي المقاطعات. في كل هذه الأماكن، كان النبلاء، والملك نفسه، ينحدرون من سلالة الفرنجة القدامى.

لكن الناس في المدن والقرى، كانوا من سلالة الغال. يتحدثون جميعا لغة لاتينية مكسرة، كانت تسمى آنذاك لغة "وي"، التي تعني كلمة "نعم".

تحولت هذه اللغة إلى الفرنسية. في نورماندي، كان السكان من الشماليين، لكنهم باتوا لا يتحدثون سوى الفرنسية. في بريتاني، وهي مقاطعة في غرب فرنسا وليست بريطانيا، الدوق والناس لا يزالون يتكلمون لغة "كيمريك".

لم يحدث أن كانوا أبدا تحت حكم الرومان أو الفرنجة. وكانوا يكرهون الفرنسيين والنورمان، ولا يقوموا بتكريمهم عندما يجب ذلك. لكن الدوقات النورمانديين، كانوا يعتبرون مقاطعة بريتاني تابعة لهم. مما أدى إلى الكثير من الحروب بينهم.

كان النصف الجنوبي من فرنسا فقط، هو المعرض للاجتياح من وقت لآخر. لكن، لم يتم احتلاله أو إخضاع سكانه حتى في أعظم أوقات الملوك الكارلنج.

هناك، كان سكان الغال أقل من الرومان. يتحدثون لاتينية محرفة، تسمي الرومانسية. اللاتينية القديمة، لغة التعلم والآداب، لا تزال موجودة في هذه الأجزاء، وعدد قليل من زعماء الفرنجة، كانوا يستخدمونها.

هؤلاء هم دوقات أكويتاين، كونتات تولوز، وكونتات ناربون. لكن في الجنوب الغربي من أكويتاين، بالقرب من جبال البرانس والبحر، كان هناك عرق قديم يسمى الباسك، والذي يبدو أنه أقدم من شعوب الغال، ولا يتكلمون لغتهم، ولكن لغة غريبة صعبة جدا.

الباسك، كانوا مختلطين بسكان آخرين في سهول جاسكون في فرنسا، وفاسكون في إسبانيا. هذه المقاطعات الناطقة باللغة الرومانسية، كان يعتبرها ملك فرنسا أنها تابعة له. لكنهم لا يقرون ذلك، وهذا شيء مختلف تماما.

مقاطعتي بروفانس، وبروفينسيا القديمة، بالتأكيد لم يفعلا ذلك، ولكن ظلا يتبعان مباشرة الإمبراطورية الرومانية المقدسة.

كذلك فعلت بلدان أخرى إلى الشرق تتحدث اللغة الألمانية. أما التي كانت لها علاقة كبيرة بتاريخ فرنسا، فهي لورين، حيث لا يزال حكم الكارلينج القديم والفلاندرز (بلجيكا).

لذا، نرى أن ملك فرنسا لم يكن شخص عظيم جدا، ولم يكن يملك ما نستطيع تسميته مملكة. كما تم تقسيم الإمبراطورية إلى أجزاء صغيرة. أيضا، تم تقسيم كل دوقية أو مقاطعة إلى أجزاء أقل.

إذا كان ولاء الدوق أو الكونت للملك أو للإمبراطور، هو أيضا يرأس بارونات (في بعض الأحيان كونتات)، منحهم أراض في نظير إعلان ولائهم له.

وكما أن الملك لا يستطع شن الحرب بدون موافقة الكونتات والدوقات التابع له، أيضا لم يعد بإمكان الدوق أو الكونت بدون البارونات التابعه له.

عندما تكون هناك حاجة إلى المال، يستدعى رجال الدين والأعيان لتحديد المطلوب من كل منهم.

الأراضي الممنوحة بهذه الطريقة تسمى إقطاعيات، والرجال الذين يتملكونها، هم رجال التاج. في حالة الحرب، يتم استدعاء رجال التاج، وهم بدورهم يستدعون البارونات. والبارونات يستدعون تابعيهم، الذين يتركون أعمالهم في الحقول ويلبون النداء.

لم تكن الأموال متوفرة في ذلك الوقت. لذلك يتم امتلاك الأراضي، لا بالنقود، ولكن بالولاء وخدمة السيد أو الملك، في السلم والحرب.

هذا هو النظام الإقطاعي، الذي يعمل أحيانا بشكل مُرْض. لكن إذا كان البارون رجلا صعبا، غالبا ما يعاني الفلاحون الفقراء للأسف، لأنه يجبرهم على العمل في أرضه، وترك أراضيهم ومحاصيلهم تفسد ومواشيهم تموت.

كان الفرنجة قد أدخلوا هذه الطريقة، مع احتقار وإساءة معاملة الغال الفقراء. ولا ينظرون إليهم على أنهم مخلوقات مثلهم.

عندما يذهب البارون لحرب بارون آخر، يقوم كل منهما، لا بتدمير قلعة خصمه المحصنة بالأسوار المنيعة والمسلحة بالبنادق والمدافع، والتي من الصعب اختراقها. لكنه يتشطر على فلاحين خصمه المساكين، ويقوم بحرق عششهم التي يسكنون فيها، ويقوم بنهب محاصيلهم وقتل مواشيهم.

الحزام والنياشين المذهبة تميز الفارس في ذلك الزمن. الذي يقسم بأنه سيقاتل من أجل الرب والكنيسة، وأن يكون مخلصا وصادقا، ومدافعا عن الفقراء والمساكين.

وبالتدريج، روح الشهامة هذه باتت هي الصبغة الرسمية لما يعرف بالفروسية. التي تعني الشرف والكرامة. ولكن في هذا الوقت، في عهد هيو كابيت، كان هناك القليل جدا من الخير الذي يمكن رؤيته في هذا العالم.

في كل فرنسا، كانت هناك اضطرابات وقسوة ووحشية، باستثناء نورماندي. حيث حافظ الدوق ريتشارد الشجاع، وابنه الدوق ريتشارد فاعل الخير، على النظام والسلام. وكانا شجاعين مستقيمين ومتدينين، يمثلان القدوة للفرنسيين.

في هذا الوقت أيضا، كان هناك مشاكل بالنسبة للكنيسة ورجال الدين. البابا كان يُنظر إليه كرئيس للكنيسة الغربية بأكملها، يتم اختياره من قبل الناس في روما.

لكن جاءت امرأتان شريرتان، ماروزيا وثيودورا. قامتا باستخدام الثروة والنفوذ، لتغيير هذا النظام. وأصبح في مقدورهما اختيار البابا الذي تريدانه. وبالطبع، كان يتم اختيار الأسوأ والأفسد، أو حسب المزاج.

استمر هذا حتى عام 962، عندما عبر الإمبراطور أوثو جبال الألب، وغزا إيطاليا، وقام بطرد آخر هؤلاء الباباوات المختارين بالمال والنفوذ. ثم قام هو وخلفاؤه باختيار البابا.

كما أن الأساقفة كانوا يهتمون فقط بمن لهم ثروات أو نفوذ. وغالبا يكونوا في شجار مع النبلاء العاديين. وفي الأديرة، حيث يجب أن تكون للصلاة والعبادة والأعمال الصالحة والتعلم، كان هناك كسل وجشع.

أما الناس، فكانوا مسيحيين بالاسم فقط، بل هم أشبه بوحوش الغابة في جهلهم وعاداتهم السيئة. في الواقع، لم يكن هناك وقت أسوأ في كل تاريخ أوروبا من الوقت الذي حكم فيه هيو كابيت، الذي استمر من 987 إلى 997.

#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات