صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 7476 - 2022 / 12 / 28 - 08:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من مدونتي 20-9-2016
( المقال لمن لم يقرأه من قبل , فهذه المرة الأولي التي ينشر فيها هنا بموقع الحوار المتمدن , ولكن سبق نشره منذ أكثر من 6 سنوات / عام 2016 - بمدونتي - جوجل - . وقد صادفناه بالأمس وتذكرناه بالصدفه , ورأينا إعادة نشره هنا . لذا لزم التنويه )
( يمكننا تعريف الفقاقة - كما ينطقها العامة بمصر . بأنها الكذب الانيق و الادعاء الواثق الرشيق ! - أما قاموس اللغة فيكلمنا عن " الفكاكة " - بالكاف وليست بالقاف - وهي في الغالب مشتقة من الإفك : الكذب )
-- نص المقال :
بعد أكثر من 60 سنة من الحكم العسكري , ومجانية تعليم عبد الناصر , واعلامه , وصحافته , ومباحثه , وتلاميذه الذين واصلوا نظامه من بعده حتي اليوم , وطوروه للأسوأ .. خرج هؤلاء الناس ,. الذين شاهدناهم في برنامج " أرجوك , ماتفتيش - لا تفتي " ( أي: لا تتكلم بغير علم , وبثقة ) ..
( البرنامج كان قد قدم عدة حلقات يكشف عن جهل مريع بين الناس المصريين .. كأن يسأل عدداً من المارة بالشارع , ان كان قد سمع عن الديناصور الذي هرب من حديقة الحيوان بالجيزة بمصر - ومن المعروف ان الديناصورات قد انقرضت منذ ملايين السنين - .. فكان الناس يجيبون مؤكدين سماع الخبر .. وتسألهم المذيعة عن تفاصيل , فيردوا عليها بجدية وبثقة كما لوكان الموضوع حقيقة !! - وهكذا وهكذا كانت حلقات ذاك البرنامج علي نفس المنوال , والناس كلهم عجينة واحدة . كذب ادعاء , جهل واثق )
حلقة من البرنامج موضوع المقال :
https://www.youtube.com/watch?v=JG3r9KT3YHg
-----
من أين جاء هؤلاء المصريون ؟؟ وكيف تكونوا أو بمعني أصح : كيف تشوهوا , وصاروا مسخاً عقلياً بذاك الحال !؟ ؟؟
الجواب : انهم أبناء وأحفاد من سمعوا " أحمد سعيد " بإذاعة عبد الناصر . يعلن عن تقدم جيش مصر علي إسرائيل , واقترابه من تل أبيب , بينما الهزيمة النكسة - وكسة كبيرة , والهزيمة ثقيلة ولا تقوي الجبال علي حملها !! .
وهم أولاد وأحفاد الصحافة التي بدأت في عصر عبد الناصر , ولا تقول صدقاً , وصار معروفاً عنها القول : كلام جرائد .. !
انهم أولاد وأحفاد التعليم الأزهري - الذي نماه ووسعه العسكر - التعليم الذي يتكلم عن يأجوج ومأجوج , وذي القرنين , وفوائد العلاج بشرب البول البعيري . وفريضة جهاد النكاح , وارضاع الكبير - ..
انهم أبناء وأحفاد الجيل الذي نشأ في عهد حكم ضباط عبد الناصر , وتعلموا أن الكوميديا لا يمكن أن تكون نقذاً بناءً , يعالج أخطاء , ويبني ويثقف ويطور المجتمع . ولأن مؤلفي الكوميديا الحقيقيين منذ عهد عبد الناصر , إما كانوا بالمعتقلات والسجون , وإما كانوا ممنوعين من الكتابة , أو كانت الرقابة ترفض ابداعاتهم . مما أفسح الطريق لكوميديا فشر أبو لمعة .. الفنان محمد أحمد المصري . الذي أضحكنا كثيراً بالفشر علي الخواجا بيجو الساذج ! في بدايات الستينيات من القرن الماضي ..- وتعلمنا منه الفقاقة والفهلوة والأونطة والفتو بأي كلام , في أي كلام .. ...
(عبد المنعم مدبولي كان يؤلف كوميديا ! وكذلك الممثل الكوميدي " الضيف أحمد / كان يؤلف كوميديا , تعلم الهيافة والتفاهة والفقاقة , بسبب اختفاء مؤلفي الكوميديا الهادفة والراقية .. في سجون عبد الناصر , أو وقفهم عن العمل ! لتجويعهم وتركيعهم أمام الحكام العسكر ) ! .
الذين ظهروا في برنامج " أرجوك ما تفتيش - لا تفتي " هم أبناء وأحفاد العصر الذي سادت فيه , خلاعة كوميديا " كوتوموتو يا حلوة يا بطة .. نبي حارسك ياختي يا أوطة " لثلاثي أضواء المسرح , ورقاعة - غنج - كوميدية " دكتوور .. الحقني يا خويا الحقني , أللااه .. أنا حلوة , أنا حلوة ياخويا أنا حلوة , والمغص جوا الكلوة " ..! ( أيضاً لثلاثي أضواء المسرح ) .
وما شابه تلك الكوميديا لظرفاء آخرين , مثل فؤاد المهندس وشويكار ( وقول شويكار : يا خوووواتي , يا خوووواتي ) , وقولها في مسلسل تافه " شنبو في المصيدة " : الفيل في المنديل . و الفِلّة في الفانلة , والأكس في التاكس " !! أي كلام فارغ ليس له أي معني .. !
وعبد المنعم مدبولي ونظرية " الفن للفن - الضحك لمجرد اضحاك الناس علي أي كلام وأية حركات ! / وأكد عليها فؤاد المهندس .. ! / ..
والضحكة الرقيعة الخليعة للفنان محمود شكوكو , التي لم تجد مخرجاً يهذبها
وأي كلام تافه كان يغنيه منولوجست تلقائي " عمر الجيزاوي " - دونما ارشاد وتوجيه لموهبته - مثل غنائه " اتفضل قهوة .. لأ متشكر .. اتفضل قهوة .. كتر خير .. اتفضل قهوة .. لسا طافحها , اتفضل قهوة , لا موش فاضي .. عندي قضية في الكلية " .. !
أي كلام لا معني له . يغنيه فنان أُمّي . لا يعرف القراءة أو الكتابة . كانوا يقدموه للشعب في حفلات عامة !
وبعد ذلك مسرحية " مدرسة المشاغبين " التي خرج منها أعلي نجوم الكوميديا . وما زلنا, لا ندري خطورة ما تضخه في الوعي . ولا سيما , صياح الفنان المحبوب عادل إمام , في إحدي مسرحيانه بكل إعتزاز " أنا صاااايع " !! مما يمجد الصياعة وأهلها , في عيون ومفاهيم النشء والشعب عامة ..!. كل هذا , جري أغلبه , في عهد عبد الناصر - مؤسس النظام العسكري , القائم حتي الآن - ..
الذين ظهروا في برنامج " أرجوك ماتفتيش - لا تفتي " هم أبناء وأحفاد أجيال : ما كتبه أنيس منصور - وتلقفه الشباب من أبناء جيلي - وقتذاك في السبعينيات من القرن الماضي - والجيل الذي تلاه - سلسلة مقالات تحولت لكتاب , بعنوان " أرواح وأشباح " وعملية تحضير الأرواح . وما كتبه مصطفي محمود , وقدمه بالتليفزيون عن كذب وفبركة وجود توأمه مزعومة بين : العلم والايمان ! .. وتخريفات وتلفيقات وسفسطات محمولة علي أكتاف كاريزما بارعة فاقدة للوعي وللعلم معاً " الشيخ الشعرواي " وبرنامجه وكتاباته التي فتحوا لها كل منافذ الاعلام ..
انهم الجيل الذي قرأ تضليلات الدكتور زغلول النجار - أستاذ علم دراسة طبقات الأرض - الجيولوجيا - الذي فبرك ولفق وجود معجزات قرآنية في الفضاء الخارجي... ! بفهلوة وفقاقة - محبوكة بأستاذية أكاديمية ! تنطلي علي العقول البسيطة , وتزرع الجهل والسذاجة في عقول أخري - منهم طلاب جامعيين , و بكلية الطب ! - , لكون زغلول النجار , هو أستاذ دكتور .. فمن ذا الذي يكذبه ؟! ومن ذا الذي يجرؤ علي تفنيد أكاذيبه التي كانت تنشرها في صفحة كاملة , أسبوعياً , أكبر صحف الدولة " الأهرام " !! ؟! وأفسح له اعلام مبارك كل أبوابه . بدلاً من جعل علماء الفلك , الذين لا يخلطون العلم بالميثولوجيا وأساطيرها هم الذين يكلمون الناس في ذاك الشأن وليس أستاذ طبقات باطن الأرض هو الذي يدلي بفتاوي ملفقة عن الفضاء الخارجي !!
هؤلاء ( الذين كشفهم برنامج " أرجوك ما تفتيش - لا تفتي ) هم جيل " شعبولة ".. وأولاد وأحفاد جيل " أحمد عدوية " وتلميذه النجيب " حكيم " , وكتكوت الأمير ! وباقي تلاميذ أحمد عدوية /النجباء .. ! .
لا تضحكوا علي هؤلاء الناس .. فهم ضحايا .. وانما اضحكوا علي العسكر وحكمهم ونظامهم المستمر للآن , منذ بدأه عبد الناصر عام 1952 ..
قولوا للعسكر : هؤلاء هم الناس والشعب الذي نشأ في ظلال جهل حكمكم , وحكم جهلكم .. فابتعدوا عند السلطة وعودوا لثكناتكم .. ويكفي مشاهدة تلك المصيبة ... ..
-------
من مدونتي :
https://salah48freedom.blogspot.com/2016/09/blog-post_56.html
---------------
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟