حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 7468 - 2022 / 12 / 20 - 14:09
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
" النسبية " كما فهمها برتراند رسل وارجمها زكي نجيب محمود
أعدت نسخ الفصل لسببين ، شخصية وثقافي مشترك .
السبب الثقافي والمشترك ، يمكنك فهمه بعد تكملة القراءة .
واما السبب الشخصي ، لأتأكد من فهمي الصحيح أو المناسب للنص .
( إن عالم الذرة الواحدة تتابع أحداثه في وثبات مباغتة لا في اتصال تطوري بين اللاحق والسابق ، فالألكترون الذي يدور في فلك معين يقفز فجأة إلى فلك آخر ، أعني أنه لا يكون أولا في مكان ما ثم يصبح في مكان آخر . دون أن يمر في انتقاله هذا على النقط المتوسطة بين الطرفين ، وقد يبدو هذا الكلام كأنه أقرب إلى السحر لكنه هو الأمر الواقع ، اللهم إلا إذا كشفنا عما يفسر لنا هذه الظاهرة تفسيرا يتجنب مثل هذا الفرض العجيب ، ومهما يكن من أمر ، فهي ظاهرة لا تحدث إلا حيث يكون هناك الكترونات وبروتونات ، أما في المناطق الخالية منها ، فهنالك يكون التدرج والاتصال ، أعني أن كل شيء ينتقل عندئذ في طريق متصل لا وثوب فيه ولا مفاجأة ، ويجوز لنا أن نطلق على أمثال هذه المناطق كلمة " الأثير " أو " الخلاء " _ ونظرية النسبية تعنى بما يحدث في هذه المناطق ، مقابلة ذلك بما يحدث في مناطق الألكترونات والبروتونات ، فإذا غضضنا النظر عن نظرية النسبية ، كان ما نعرفه عن مناطق الأثير هو أن موجات تمر خلالها ، وأن هذه الموجات حين تكون موجات ضوئية ، فهي تسلك على نحو معين يصفه ماكسويل ( الاسم مكتوب بالإنكليزية أيضا ) في معادلة تسمى باسمه ، على أنني حين أقول كلمة ( نعرفه ) في هذا السياق فإنما أتجوز في القول ، لأننا في الحقيقة نجاوز حدود علمنا حين نتحدث عما يحدث خارج أجسادنا ، فلسنا نعلم بحق عما يحدث هناك إلا حين تصل الموجات المذكورة إلى أجسادنا ، وإذن فكل ما نعلمه عن تلك الموجات هو أنها تنشأ من أسباب معينة في طرف ، وتكون لها نتائج معينة في الطرف الآخر ، فليس من حقنا في واقع الأمر أن نتصور هذه الموجات وكأنما هي بالضرورة " في " الأثير ، وحسبنا ان ننظر إليها على أنها عمليات منظمة معلومة القوانين ، أما ما هي في حقيقتها ، فذلك ما يظل مستعصيا على المعرفة إلى الأبد .
( سأكمل غدا )
...
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟