|
الكذب الفلسفي
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 7464 - 2022 / 12 / 16 - 11:48
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
(الانسان _ نظرة من الداخل )
ما هو الانسان ؟ ما هو الفرد ؟ بماذا يختلف الانسان عن بقية الكائنات الحية ؟ وكيف ؟ ما العلاقة بين الانسان والمجتمع والفرد ؟ وما العلاقة الحقيقية بين الشعور والفكر _ ثنائية العقل ؟
النص يدور حول هذه الأسئلة . 1 ما هو الانسان هل يوجد شيء أسمه الطبيعة البشرية ؟ هذا السؤال جدلي ، كما يعرف القارئ _ة المهتم . الوحدة التشريحية ، والفيزيولوجية للإنسان ليست موضع جدل أو خلاف ثقافي ، بعد النصف الثاني من القرن العشرين خاصة . الاختلاف الوحيد ( الحقيقي ) بين البشر ثقافي ، وشخصي ، وبيئي . بكلمات أخرى ، الفرق بين فردين ، أكبر وأعمق من جميع الفروق الأخرى الثقافية والعرقية والجنسية وغيرها . قرأت رسائل في الطبيعة البشرية ، لسبينوزا وديفيد هيوم ، أيضا موقف أريك فروم المؤيد لفكرة الطبيعة الإنسانية وفرانكل وماسلو . قرأت أيضا الموقف المضاد ، الذي يعتبر أن المشترك بين البشر يقتصر على البيولوجيا والثقافة ، ولا يوجد شيء اسمه الطبيعة البشرية يمكن تحديده بشكل موضوعي ودقيق . بصراحة ليس عندي رأي حاسم في هذا الموضوع ( وكثير من الموضوعات ) ، واختار موقف برتراند رسل من ثنائية العقل والجسد " الواحدية المحايدة " كما يترجمها د زكي نجيب محمود . .... يتمثل الانسان بالفرد الإنساني ، كطفل _ة أو رجل أو امرأة أو كمتحول جنسيا بشكل مباشر ، وواضح . ويتمثل بالمجتمع والثقافة والأخلاق ، وغيرها من النظم التي تقتصر على البشر دون غيرهم من بقية الأحياء . 2 ما هو الفرد الجواب المباشر ، العلمي والتطبيقي ، هو واحد من ثمانية مليارات انسان . الفرد بالتصنيف الثنائي : هو موقع وشخصية . يتمثل الموقع بالدور الاجتماعي والعمر البيولوجي ، وتتمثل الشخصية بدرجة النضج المتكامل والعمر العقلي . الفرد بالتصنيف الثلاثي : جانب بيولوجي ومورثات ، وجانب بيئي اجتماعي وثقافي ، وجانب شخصي وفردي . الفرد بالتصنيف الرباعي : موقع ، ودور ، وشخصية ، وموقف . هذه التصنيفات تساعد على فهم الفرد ، والانسان ، والعلاقة بينهما وهي تختلف بالطبع عن العلاقة بين الفرد والمجتمع . 3 يقاوم الفرد الإنساني التغير بطبيعته ، لأسباب متعددة لعل أهمها الحفاظ على الطاقة ، أو قانون الجهد الأدنى _ المشترك بين العلوم وخاصة بين الفيزياء وعلم النفس الاجتماعي . لكن المشكلة ، أن مقاومة الفرد للتغير الايجابي أو نحو الأفضل أقوى _ بأضعاف _ من مقاومته للتغير السلبي ونحو الأسوأ . هذه الفكرة ( المقاومة ) بحسب اطلاعي ، تمثل أحد أهم الأفكار التي درسها التحليل النفسي ، وقدرها بصورة عامة بمختلف مدارسه وشخصياته . تتكشف الفكرة ، الخبرة ، بوضوح عبر مثال " العادة الجديدة " . وهي أحد نوعين : عادة جيدة أو عادة سيئة . لا توجد حاجة للتصنيف الثلاثي أو التعددي بالنسبة للعادة ، إذ يكفي التصنيف الثنائي كما اعتقد . لكن المشكلة في صعوبة التمييز بين العادة الجيدة والعادة السيئة . مع أنه يوجد مثال صريح ، ومباشر ومشترك بين الثقافات : العادة السلبية والسيئة تتمثل بالإدمان ، على اختلاف أنواعه . بينما العادة الإيجابية والجيدة تتمثل بالهواية ، على اختلاف أنواعها . ويمكن تمييز العادة الجيدة عن السيئة بعدد من الصفات : 1 _ صعوبة التعلم والبداية ، مقابل سهولة النهاية والتوقف عنها . والعكس السلبية ، سهلة البداية وتتميز بصعوبة الإقلاع عنها . وهذه الصفة الأبرز بين نوعي العادة ، ويسهل تفسيرها . العادة السلبية ، تنزل صاحبها _ت إلى حفرة اجتماعية ، تحت المتوسط . والعادة الإيجابية بالعكس ، حيث ترفع صاحبها _ ت إلى مستوى أعلى من المتوسط الاجتماعي . 2 _ العادة الإيجابية تتوافق مع اتجاه الصحة العقلية ، المتكاملة : اليوم أفضل من الأمس واسوأ من الغد . والعادة السلبية بالعكس ، تتوافق مع اتجاه المرض العقلي : اليوم أسوأ من الأمس وأفضل من الغد . 3 _ العادة الإيجابية تنطلق ، أو تبدأ ، من التمركز الذاتي في اتجاه اللاتمركز . وهي تنسجم مع اتجاه توسيع دائرة الراحة ، لا العكس . بينما العادة السلبية بالعكس ، تتجه لزيادة التمركز وتضييق دائرة الراحة . 4 _ العادة الإيجابية تتمثل بزيادة الفجوة بين المثير والاستجابة ، بينما العادة السلبية تلغي المسافة أو تقصرها . بتعبير آخر ، العادة الإيجابية 1 مثير 2 قرار وتفكير 3 استجابة . العادة السلبية 1 مثير 2 استجابة . 5 _ يمكن إضافة العديد من الفروق بين نوعي العادة ، كمثال أخير وهام كما أعتقد . العادة الإيجابية تحقق الانسجام والتقارب بين العمر البيولوجي والعمر العقلي للفرد ، بينما العادة السلبية بالعكس ، تزيد من الفجوة بين العمر البيولوجي وبين العمر العقلي . كما أعتقد أن الفجوة بين الأقوال والأفعال ، زيادتها واتساعها تتوافقان مع العادة السلبية ، والعكس بالنسبة للعادات الإيجابية فهي تجسر الهوة والمسافة بين الأقوال والأفعال ، أيضا بين الأهداف والغايات وبين الأفعال . 4 الحاضر مركز الواقع والكون ، ولكنه غير موجود بالفعل ؟!
الحاضر حلقة مشتركة ، بين الحياة والزمن والمكان . الحاضر يمثل المرحلة الثانية للحياة ، بعد الأمس والماضي ، والمرحلة الثانية للزمن لكن بعكس الحياة ، بعد الغد والمستقبل _ ويمثل أيضا المرحلة الثانية للواقع الموضوعي ، بعد الواقع المباشر _ وكل ذلك بالتزامن . لفهم الواقع ، يلزم أولا فهم العلاقة بين الحياة والزمن أو الوقت . ويلزم ثانيا فهم العلاقة بين الأزمنة الثلاث الحاضر والماضي والمستقبل . ويلزم أيضا فهم العلاقة بين الحياة والزمن والمكان . الموضوع هام ، وما يزال خارج اهتمام الثقافة العالمية للللللأسف . .... الحاضر كمثال بين نيوتن واينشتاين : اعتبر نيوتن أن حركة الزمن تعاقبية فقط ، من الماضي إلى المستقبل ( الصحيح هو العكس من المستقبل إلى الماضي ، بعكس الحركة الموضوعية للحياة ) والحاضر حلقة مشتركة بين الماضي والمستقبل . ضمن هذا التصور ، من المنطقي اعتبار قيمة الحاضر لامتناهية في الصغر وتقارب الصفر ، ويمكن اهمالها في الحسابات بدون أن تتأثر النتيجة _ وهي فرضية نيوتن التي تستخدم إلى اليوم في العلوم والثقافة . والمفارقة أن النتيجة صحيحة ، مع أن مقدمتها خطأ . ليست قيمة الحاضر صغيرة دوما ، بل العكس وغالبا ما تكون قيمة الحاضر كبيرة ومباشرة . صحة نتيجة نيوتن ، سببها العلاقة بين حركتي الحياة والزمن ومجموعهما الحسابي ( الحقيقي ) يساوي الصفر دوما . موقف أينشتاين من الزمن ، والحاضر خاصة ، يختلف عن موقف نيوتن ، حيث أنه كان يعتبر قيمة الحاضر حقيقية وموضوعية . سبب موقف أينشتاين من الحاضر ، موقفه من الزمن ، كان يخلط بين الزمن والحاضر ويهمل الماضي والمستقبل بالفعل . كلا الموقفين يمثل نصف الجواب الصحيح فقط ، قيمة الحاضر ليست ثابتة وليست موضوعية فقط . مثال تطبيقي ومكرر : اليوم الحالي يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء جميعا . وبنفس الوقت ، يمثل الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد . كما يمثل المستقبل أيضا بالنسبة للموتى جميعا ، قبل اليوم . بسهولة يمكن استبدال اليوم الحالي ، كفترة زمنية ، بسنة أو قرن . ويبقى ، يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء . وهو يمثل موقف اينشتاين . بالعكس من موقف نيوتن ، حيث يتم استبدال اليوم الحالي باللحظة . ويصير الحاضر قيمة لا متناهية في الصغر ، وتقارب الصفر بالفعل . 5 العيش في الماضي أم بالمستقبل ؟!
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ملخص النظرية الجديدة
-
هوامش وملاحظات _ النظرية الجديدة
-
كيف تحدث الأشياء في الزمن ؟ ...تكملة وخلاصة
-
كيف تحدث الأشياء في الزمن ؟ ...تكملة
-
كيف تحدث الأشياء في الزمن ؟
-
ملحق وهوامش النظرية الجديدة
-
تحية إلى أحمد جان عثمان
-
هوامش وملاحظات جديدة
-
مقترح حل جديد للعلاقة بين الماضي والمستقبل
-
على هامش النظرية الجديدة ...
-
مشكلة هناك ، بدلالة النظرية الجديدة
-
كلمات ...كلمات ...كلمات
-
منذ أن كنا حوارا...
-
المستقبل هو الآن أيضا ...كيف ولماذا ؟!
-
هوامش وملاحظات
-
هل يمكن أن يكون المستقبل أولا ، قبل الماضي ؟!
-
خاتمة
-
الفصل الخامس _ الكتاب السابع
-
التفكير المختلف
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
المزيد.....
-
لغز يحيّر المحققين.. رضيعة تنجو من مجزرة عائلية مروعة والقات
...
-
حماس ترد على تصريح ويتكوف حول استعدادها لنزع سلاحها
-
أكسيوس تجذب الجمهور بأسلوب تحريري فريد
-
تقرير بريطاني: إسرائيل تفعل في غزة ما لم تفعله ألمانيا بالحر
...
-
بسبب -صوت مصر-.. شيرين عبد الوهاب تلجأ إلى القضاء ردا على تص
...
-
إعلام إسرائيلي: العالم يتكتل ضدنا بعد أن اتحد لدعمنا في 7 أك
...
-
4 أسئلة تشرح سبب الأزمة الحدودية بين أوغندا وجنوب السودان
-
كاتب أميركي: على ترامب إدراك ألا أحد يفوز في حرب تجارية
-
-أحفر قبري بيدي-.. أسير إسرائيلي بغزة يوجه رسالة لنتنياهو
-
الإخفاء القسري.. الانتظار القاتل لأسر الضحايا في عدن
المزيد.....
-
نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي
...
/ زهير الخويلدي
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
المزيد.....
|