سلوكيات عدوانية متجذرة

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7466 - 2022 / 12 / 18 - 01:35
المحور: سيرة ذاتية
    

حتى التجمعات السكانية المتآلفة في العراق، والتي تشترك بعشرات القواسم المشتركة، لم تسلم من سموم السلوكيات العدوانية المتجذرة في النفوس المريضة، فعلى الرغم من تعاقب الأنظمة السياسية وتباينها، توجه المرضى نحو تفريغ سموم الكراهية ضد بعضهم البعض بكتابة التقارير الكيدية الممتلئة بالاتهامات الباطلة، وتسليمها بيد الأجهزة الأمنية أو البوليسية أو الحزبية، حتى شاعت بينهم عبارة (فلان كسر رقبة ابن عمه)، أو (كسر رقبة صديقه أو زميله في الدراسة)، فقد ترددت هذه الجملة، وتكررت عبر العقود الماضية. .
قبل بضعة ايام كنت اتصفح وثائق الدولة العثمانية في مكتبة إسطنبول، فوقع بصري على تقرير مكتوب باللغة العربية، كتبه احدهم ضد أقرب الناس اليه، يتهمه بالتمرد على سلطة الوالي العثماني. .
وفي التسعينيات كان جارنا في البصرة يتفنن في كتابة التقارير ضد إخوانه (غير الاشقاء)، ثم يسافر الى المحافظات البعيدة، لكي يرسلهما من هناك إلى الشعبة الحزبية وباسماء مزيفة. وهو الآن من أشد المتظاهرين بالتدين السطحي. .
في الثمانينات كان خمسة من إخواني يقبعون في سجون الأحكام الثقيلة في أبي غريب، وصدرت ضد اثنين منهم أحكاماً ظالمة بالإعدام، وكان الخوف والهلع يلتف حول أركان بيتنا، ومع ذلك كان زميلي (ميم) في الدائرة يجد متعة كبيرة في كتابة التقارير ضدي وتسليمها بنفسه إلى دائرة الأمن، حتى تضايق منها الرائد (عين) الذي كان على علم بمأساتنا، فهمس في إذني ذات يوم، محذراً من عدوانية هذا العقرب الموتور. فاتني ان اذكر ان الرفيق (ميم) يقود الآن إحدى الميليشيات المسلحة. .
لسنا هنا بصدد استعراض هذه السلوكيات العدوانية الشاذة. فاستعراضها يتطلب إعداد مجلدات ضخمة عنها، بقدر ما نريد تسليط الاضواء عليها، والبحث عن اسبابها ومسبباتها ودوافعها، فلربما يحالفنا الحظ في معالجتها والقضاء عليها. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل