كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7459 - 2022 / 12 / 11 - 14:47
المحور:
سيرة ذاتية
ربما لا تعلمون شيئا عن تراكم المسؤوليات فوق رأس الكابتن (سالم عبد العالي البدران) قبل التحاقه معنا بالدورة، فقد توفى والده (رحمه الله) بعد صراع طويل مع المرض، تاركاً مهمة قيادة الاسرة بأكملها في عنق هذا الرجل الذي كان يافعا وقتذاك، فوجد نفسه مكبلاً بالمهام والواجبات. .
فعلى الرغم من تقاربنا معه بالاعمار، إلا أننا كنا نشعر انه أكثر منا حكمة وتعقلاً. وكان يتمتع باخلاق عالية، ونظرة ثاقبة، وسمعة طيبة. .
التحق بعد تخرجه بشركة الموانئ، وانيطت به مهام القيام بواجبات ضابط خفارة ملاحية على متن سفن الحفر، لكنه سرعان ما أستطاع ان يرتقي إلى منصب (رئيس ضباط)، في الوقت الذي كان يواصل فيه إكمال دراسته الإعدادية في الفرع العلمي، التي اجتازها بكل سهولة عام 1975 من الدور الاول. .
وعلى الرغم من متاعبه ومسؤولياته الثقيلة والمتشعبة، كان يتدرج في مهامه الملاحية، خطوة بعد خطوة، حتى أصبح رباناً لسفينة الحفر الكبيرة (غزة)، وهي من الحفارات العملاقة (الخاطفة الخازنة). .
ثم صار رباناً للساحبات البحرية، لكنه ونظرا لمواهبه الملاحية المشهود بها، كان من ضمن المرشدين المقبولين بدورة الادلاء البحريين عام 1989، وكان من المتفوقين بهذه الدورة، ومن الذين تبوءوا مركز الصدارة في دورات التأهيل العالي المفتوحة في أكاديمية الخليج العربي للدراسات البحرية، ومن الذين شهد لهم القاصي والداني بالمهارة والدقة والحرص والانضباط والتفاني بالعمل، ولا أذكر أنه إرتكب هفوة ملاحية، أو أقترف خطئاً أثناء توليه نوبات الإرشاد، أو عند قيادته للسفن المحرجة بغاطسها من والى الموانئ العراقية، والحقيقة أنه كان إنموذجا يقتدى به بالكياسة واللباقة والخلق الرفيع. .
نشعر دائماً عندما نتكلم معه أننا نتكلم مع زميلنا الكبير، فهو بالنسبة لنا أشبه بصمام الامان، نتقبل نصائحه بقلب منفتح، ونطمئن له في البوح باسرارنا، ومازالنا نتواصل معه. .
لم يكن الكابتن (سالم) مرشداً عادياً، ولا موظفاً طارءاً على الوظيفة، بل كان رمزاً من رموز النزاهة والاستقامة والوعي والإدراك. .
وسوف نسلط الاضواء على نجم آخر من نجوم جبل الخبرات في الصفحات القادمة ان شاء الله. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟