أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - كوابيس في مستنقع النفاق














المزيد.....

كوابيس في مستنقع النفاق


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7464 - 2022 / 12 / 16 - 11:04
المحور: سيرة ذاتية
    


كانت هوايتي في الصغر البحث عن عواصم البلدان وحفظها على ظهر القلب، كنت في الرابع الابتدائي عندما كتبت العواصم الآسيوية على ورقة، متفاخرا بمعلوماتي أمام التلاميذ، فشاهدها مراقب الصف، وكان يكبرنا سنا، فاخذها مني، وكتب عليها عبارة (اعداء العراق)، ثم ذهب بها إلى معاون المدير، وقال له أنظر ياسيدي ما الذي كتبه هذا الطالب المشاكس، فغضب المعاون وانهال عليَّ بالضرب المبرح. .
كانت ميليشيات (المقاومة الشعبية) تجوب الأحياء السكنية وقتذاك، ولم تمض بضعة أعوام حتى تغير النظام الحاكم، فتطوع بعض أبناء قريتنا للانضمام إلى صفوف الحرس القومي، ثم تغير النظام مرة اخرى بعد أعوام، فتطوعوا في صفوف (الشرطة السرية)، ثم عاد الحرس القومي بصيغة (الجيش الشعبي)، فأعلن معظم ابناء القرية الانضمام اليهم. .
احيانا تتكرر الوجوه نفسها فتتغير الوانها. في تلك الاعوام كان الجار يرفع التقارير الحزبية الملفقة ضد جاره بتشجيع من السلطة الحاكمة، والطالب يلفق الاتهامات لزميله في المدرسة، وكانت أحكام الإعدام تهدد الذين يتداولون النكات الساذجة، أو يطلقون التصريحات العفوية، أو الهاربين من الخدمة العسكرية. .
كان جارنا (عين) يمضي الليل كله في خياطة الاكياس التي يلبسونها للهاربين المشمولين بأحكام الإعدام. في حين كان الرفيق (ميم) من أشد المتعاونين مع رجال السلطة، لكنني شاهدته بعد زوال النظام يقود في البصرة احدى الميليشيات المسلحة، فقد أطلق لحيته وكوى جبهته، وظهر لنا وكأنه في حفلة تنكرية. .
أذكر أيضاً ان موظف الموانئ (ابو ضياء) رفع تقريرا ضد اخي (حسن)، زعم فيه انه من عناصر الحرس القومي، وكان حسن بعمر 14 سنة. كان (ابو ضياء) يكره حزب البعث قبل ثورة 17 تموز، لكنني فوجئت في الثمانيات عندما علمت ان (ابو ضياء) نفسه صار من الاعضاء الناشطين في صفوف الحزب، بينما غيّب الموت اخي حسن بتهمة الانتماء لحزب الدعوة. .
لكل نظام من انظمة الحكم في العراق أفواجه وقواعده المسلحة، التي يتغير اسمها من حقبة إلى أخرى، وفي كل حقبة يندفع الناس لإظهار ولاءاتهم المتلونة للسلطة الحاكمة تماما مثل حرباء تتلون في مستنقع النفاق . .
للأخلاق والقيم أهمية كبيرة في تحقيق نوع من الاستقرار الاجتماعي، يتم فيه احترام القواعد الأخلاقية السائدة في المجتمع، فإذا ضعف الالتزام الخلقي بين أفراد المجتمع، بدأت المتاعب والاضطرابات السلوكية، وبدأ الشك بالقيم والثقافة المحلية كذلك، حتى يصبح تحقيق الذات وحيازة الاعتراف الاجتماعي متعارضين مع احترام القواعد الأخلاقية السائدة. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوابيس مازلنا نعيش فصولها
- دموع عراقية في محطات النقل الدولي
- منارات جبل الخبرات / الصفحة ( 68 )
- منارات جبل الخبرات / الصفحة ( 67 )
- منارات جبل الخبرات / الصفحة ( 66 )
- فاسد واحد فقط في العراق
- زيارة لمتحف الأدمغة الناشفة
- كتاب: الحرب بوسائل أخرى
- منارات جبل الخبرات / الصفحة ( 65 )
- حروب ضارية بلا فرسان
- السعودية فوق قمة المبادرة الصينية
- البوصلة الملاحية وأسرارها الرقمية
- ما سر القطعان المتحركة في دوائر ؟
- لا وطن لكبار السن
- منارات جبل الخبرات / الصفحة ( 64 )
- وجوه موالية لرموز الفشل
- مذكرات بحّار متقاعد الحلقة ( 1 )
- أنهار توقفت عن الجريان
- الأرض تفجر حزامها الناسف
- أطلس الحماية البحرية


المزيد.....




- ترامب يمدد الهدنة التجارية مع الصين تسعين يوما قبل ساعات من ...
- حفتر يعين نجله صدام نائبا له
- ترامب عن خطة إسرائيل بشأن غزة: تذكروا السابع من أكتوبر
- ثلاثة خيارات صعبة أمام حزب الله
- اغتيال صحفيي الجزيرة.. هل تنجح إسرائيل في إسكات الحقيقة؟
- ترامب عن قمته مع بوتين: ربما خلال دقيقتين سأعرف ما إذا كان س ...
- بقيمة 7.7 مليار دولار.. -باراماونت- تبرم عقداً لبث -يو إف س ...
- جورجينا تستعرض خاتما.. هل تتزوج رونالدو أخيرا؟
- ليبيا: خليفة حفتر يعين نجله نائبا له - فما هي مهامه؟
- دوجاريك: إسرائيل تقتل الصحفيين لمنعهم من نقل ما يحدث بغزة


المزيد.....

- أعلام شيوعية فلسطينية(جبرا نقولا)استراتيجية تروتسكية لفلسطين ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - كوابيس في مستنقع النفاق