منارات جبل الخبرات / الصفحة ( 67 )

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7462 - 2022 / 12 / 14 - 03:38
المحور: سيرة ذاتية
    

للكابتن (محمد سعيد مهدي الدلال الخفاجي) حكايات يطول سردها، لكنني سأختصرها، وأكتفي بالتطرق إلى محطاتها الرئيسية. .
فقد التحق الكابتن (محمد) بالدورة الاولى قادماً من محلة العطيفية في بغداد، وكان مميزاً بابتسامته التي لا تفارق وجهه الصبوح، حتى أصبح محط اهتمام الكادر التدريسي، ومحط رعاية زملاءنا في الدورة، ثم رحل مع الموفدين إلى الإتحاد السوفيتي لإكمال دراساته العليا في العلوم الملاحية، عاد بعدها إلى العراق ليعمل على متن معظم سفن الصيد (الكبيرة والمتوسطة) في عرض المحيط الاطلسي، وكانت كل رحلة عمل تمتد لأكثر من 175 يوماً، ثم اختارته شركة صيد الاسماك للعمل في بغداد في مركز البحوث السمكية، وما ان اندلعت الحرب حتى التحق بالجيش لاداء خدمته الالزامية، على الرغم من انه كان معفى منها بموجب أحكام المادة (12) من التشريع رقم ( 1 ) لسنة 1971، ولكن المؤسف له ان معظم دوائر الدولة تجاهلت هذه المادة، وتعاملت معنا بمنتهى القسوة. وهكذا كان التحاقه في صفوف قيادة القوة البحرية والدفاع الساحلي، فعمل على سفن مقاومة الغواصات، وكاسحات الألغام، وشاءت الاقدار ان يقع أسيرا في قبضة الإيرانين ليلة الرابع والعشرين من شهر آذار عام 1982، ولم يتحرر من الأسر إلا في عام 1999، فامضى قرابة 17 عاماً في معسكرات الاسرى داخل الأراضي الإيرانية، تعلم فيها اللغة الفارسية، إضافة إلى اجادته التحدث باللغتين الروسية والانجليزية، فوقع الاختيار عليه هناك من قبل لجان الصليب الأحمر ، ليعمل معهم مترجماً وهو في معتقلات الاسر، نقل خلالها معاناة الأسرى وظروفهم القاسية، وكان خير مدافع عنهم وفي خدمتهم. .
عاد بعد الاسر إلى العراق ليعمل في شركة النقل البحري، لكنه تطوع للعمل المجاني لدى الهلال الاحمر، والتعاون مع الصليب الأحمر، ويعود له الفضل الكبير في تسفير وعلاج العديد من ضحايا الإرهاب. واستغل وجوده على متن الباخرة (الزهراء)، التي كانت متوقفة في مدينة (بريمن هافن) الألمانية ليواصل مهماته الإنسانية في علاج ضحايا الإرهاب مجاناً، وبالتعاون مع لجان الصليب الأحمر الألماني، حيث تم تكريمه على رؤوس الاشهاد، ونشرت الصحف الألمانية تفاصيل احتفالية التكريم، فطلب منهم السماح له بدخول معاهدهم لتعلم اللغة الألمانية، التي اتقنها 100٪ بعد سبعة أشهر، وحصل على شهادة رسمية، وهو الآن يجيد الروسية والانجليزية والألمانية والفارسية، إضافة إلى العربية. .
أحيل إلى التقاعد بعد بلوغه السن القانونية، وأصيب بأمراض الضغط والسكري. .
المؤسف له أن هذا الإنسان الوديع المؤمن المسالم تعرض للضرب والاعتداء على يد عصابة مارقة، اعتدت عليه أمام منزله في وضح النهار، وسرقت المبلغ الذي كان يحمله، في حادث مؤلم، وموثق بالصوت والصورة. .
دعائي لهذا الرجل الخلوق بالشفاء وراحة البال والأمن والأمان، ونسأل الله ان يبعد الشر عنه وعن أسرته الكريمة. .
وسوف نواصل حديثنا عن نجم آخر من نجوم جبل الخبرات. . .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات