كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7464 - 2022 / 12 / 16 - 13:58
المحور:
سيرة ذاتية
لو بحثتم في سجلات الموانئ العراقية بالطول والعرض لما وجدتم رجلا عمل في سفن الحفر بحجم المدة التي امضاها الكابتن (سامي عبد الوهاب عبد الواحد التماري)، الذي إشتغل على مدى خدمته الطويلة في تهذيب أعماق الممرات الملاحية، وتوسيع قنواتنا البحرية، وتعميق واجهات الأرصفة ، متنقلا من سفينة إلى أخرى من دون ان يتذمر من رتابة العمل على سفن الحفر المعروفة بنمطيتها . .
ينتمي الكابتن (سامي) إلى أسرة بصراوية عريقة، ورد ذكرها في معظم مؤلفات (بيت باش أعيان)، ويسكن حتى الآن في بساتين النخيل الممتدة على ضفاف شط العرب. رجل نزيه مستقيم مسالم ونظيف القلب واليد واللسان، تدرج في السلم الوظيفي خطوة بعد خطوة مستعيناً بكفاءته ومهارته وحسن سلوكه، ويعود له الفضل في إعادة سفينة الحفر (الخليج العربي) إلى العمل، وذلك بعد ان عجزت شعبة الصيانة البحرية وقتذاك عن إصلاح عطلاتها. .
يعد الكابتن (سامي) من خيرة الربابنة الذين تولوا قيادة سفينة الحفر الكبيرة (الصمود)، التي تعطل محركها الأيسر ذات يوم اثناء العمل، فرفض أن يترك منطقة الحفر ضمن حدود المقطع المكلف بتوسعته، واصر على مواصلة العمل بمحرك واحد. .
ومن مآثره التي لا يمكن تجاهلها، انه عندما تعاقدت وزارة الكهرباء مع شركة تركية لتجهيز ميناء خور الزبير بمحطة عائمة لتوليد الطاقة الكهربائية، كانت أعماق الرصيف المخصص لتلك المحطة غير ملائمة لإيوائها، فأوكلت المهمة لكابتن (سامي) الذي سخر طاقاته الابداعية كلها لتنفيذ تلك المهمة على الوجه الأكمل، وكان يتعين عليه الاقتراب بمسافة حرجة جداً من واجهات الرصيف، والقيام بجولات متلاحقة، متنقلا بين الرصيف والمنطقة المخصصة لرمي الطمى، وهكذا استمر بالعمل حتى أصبحت الاعماق صالحة لاستقبال تلك المحطة العملاقة. .
للكابتن (سامي) ميول ادبية في كتابة الشعر، ولديه رغبات قوية للمطالعة وقراءة كتب الأدب والتاريخ والتراث. .
في ختام هذه الصفحة لابد من الإشادة باخلاق هذا الرجل، وسمعته المهنية والاجتماعية الطيبة، متمنين له العمر المديد وراحة البال. .
وسوف نتناول نجما آخراً من نجوم جبل الخبرات على صفحاتنا القادمة بعون الله. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟