أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سيد صديق - ماذا وراء إسقاط الرئيس اليساري بيدرو كاستيو في بيرو؟














المزيد.....

ماذا وراء إسقاط الرئيس اليساري بيدرو كاستيو في بيرو؟


سيد صديق

الحوار المتمدن-العدد: 7459 - 2022 / 12 / 11 - 21:12
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ترجمة سيد صديق

أطاح تحالف من الشركات الكبرى والأحزاب اليمينية الرئيس البيروفي بيدرو كاستيو بعد حملةٍ استمرَّت لحوالي عامين لكسر الحكومة. أُزيحَ كاستيو من منصبه وصار رهن الاحتجاز منذ مساء الأربعاء الماضي بعد اتهامه بـ”خرق النظام الدستوري”.

قبل ساعات من ذلك، كان كاستيو قد أعلن أنه سوف يشكِّل “حكومة طوارئ تهدف إلى استعادة حكم القانون والديمقراطية”. وقد دعا إلى حل البرلمان اليميني، وعقد انتخابات جديدة، وصياغة دستور جديد.

كانت تلك محاولةً لتجنب تصويت على عزله، بعدما جعلته تنازلاته لرجال الأعمال وهجماته على جمهور الطبقة العاملة في حالة عزلة.

فاز كاستيو في الانتخابات الرئاسية في يونيو 2021 بفارقٍ ضئيل، في جولةٍ انتخابية ضد المرشحة اليمينية كيكو فوجيموري. ترشَّح كاستيو عن حزب “بيرو الحرة”، وهو حزب واسع يتضمَّن أعضاءً يصفون أنفسهم بالماركسيين والاشتراكيين الديمقراطيين، وكان يعد بـ”لا مزيد من الفقر في بلدٍ غني”.

كانت إصلاحات كاستيو، مثل فرض المزيد من الضوابط على شركات التعدين الكبرى في البلاد، أكثر مما يمكن أن يحتمله الأثرياء ورجال الأعمال. كان هؤلاء يخشون من أن العمال والفقراء وجماعات السكان الأصليين سوف يتمادون أكثر من ذلك.

لكن، في مواجهة هجوم الطبقات الحاكمة، تمثلت إستراتيجية كاستيو في استرضاء رجال الأعمال. ولقد استغنى عن اليساريين في تعديلٍ وزاري جاء بعد أقل من ثلاثة أشهر من توليه المنصب. وقد أقال جويدو بيليدو من منصب رئيس الوزراء، بعد أن حذر بيليدو، الذي يصف نفسه بأنه ماركسي، شركة كاميسيا للغاز بأن تدفع ضرائب أعلى أو تواجه التأميم.

منح كاستيو وزارة التعدين لرجل الأعمال إدواردو جونزالس، من أجل استرضاء رجال الأعمال الأقوياء المستثمرين في النحاس، وكذلك أقال إيبر مارافي من منصب وزير العمل.

في المقابل، عُيِّنَ بيدرو فرانك، الذي وعد بـ”اقتصاد سوق شعبي”، وزيرًا للمالية، وخاض هجومًا قويًا جنبًا إلى جنب مع المستثمرين الأجانب. كان فرانك في الماضي يعمل في البنك الدولي -تلك المؤسسة الرئيسية التي دعمت النظام الرأسمالي العالمي الليبرالي على الطراز الأمريكي ودفعت باتجاه سياسات السوق الحرة.

قال كاستيو إن تلك الخطوة جاءت “في صالح الحوكمة” -بعبارةٍ أخرى، لإثبات أنه سيدير الدولة البيروفية دون تحدي رأس المال. لكن رجال الأعمال كانوا لا يزالون يرغبون في التخلص من كاستيو، لذا تبع ذلك المزيد من التنازلات من جانبه.

في أغسطس الماضي، عيَّن كاستيو المسئول السابق بالبنك الدولي والمؤيد لسياسات السوق الحرة، كيرت بورنيو، وزيرًا للمالية. وبعد أن تحدث في مؤتمرٍ لرجال الأعمال في قطاع التعدين في سبتمبر، احتفل هؤلاء بمجيئه في هذا المنصب، إذ أن “عدم رفض الضرائب” لهو “خبرٌ جيد” بالنسبة إليهم، على حد قول راؤول جاكوب، المسئول المالي الكبير في شركة النحاس الجنوبية، الذي أضاف: “نحن نشهد المزيد من الحس السليم في بعض أروقة الحكومة”.

لقد فشل كاستيو في الوفاء بالوعود التي قطعها للناس العاديين خلال حملته الانتخابية. لم يرغب في تعبئة قوة جماهير الطبقة العاملة في الشوارع ومواقع العمل للإجهاز على البرلمان اليميني ورجال الأعمال. في المقابل، عمد إلى قمع الاحتجاجات التي اندلعت على نحوٍ متقطع على مدار العام ضد ارتفاع أسعار الوقود والسلع الأساسية الأخرى.

في أبريل، بعدما أطلقت الشرطة النار على المتظاهرين وقتلت أربعة منهم، أعلن كاستيو حالة الطوارئ، وأرسل قوةً شرطية لقمع المتظاهرين، لكنه أُجبِرَ على التراجع في غضون 24 ساعة.

لقد خاض الآلاف ممن منحوا كاستيو أصواتهم الانتخابية احتجاجاتٍ ضده. في منطقة أياكوتشو، أغلق الناس الطرق لمطالبة كاستيو بالتمسك باتفاقيةٍ تقضي بإغلاق العديد من المناجم المدمرة للبيئة. وفي الشهر الماضي فقط، أقام سائقو الشاحنات والمزارعون حواجز على الطرق عبر أرجاء متفرقة من البلاد للاحتجاج ضد ارتفاع أسعار الوقود ونقص الأسمدة.

تمثل أحد أول قراراته في إرسال رئيس الوزراء آنذاك، بيليدو، إلى محافظة تشامبيفيلكاس، في محاولةٍ لإنهاء إضرابٍ كبير ضد ائتلاف الشركات الصينية للتعدين في منجم لاس بامباس. وقد أظهر ذلك حدود إستراتيجية أولئك الواقعين على اليسار من كاستيو (مثل بيليدو).

لقد جرَّد كل ذلك كاستيو من قاعدة التأييد الجماهيري، التي كانت من الممكن أن تدافع عنه في مواجهة هجمات اليمين. لذا، مع ضعف وعزلة الرئيس السابق، ارتأى اليمين فرصةً لإطاحته.

أدت نائبته، دينا بولوارت، اليمين الدستورية كرئيسةٍ للبلاد مساء الأربعاء. ستكون بولوارت أكثر تقبُّلًا لليمين، بالأخص أنها غادرت حزب “بيرو الحرة” مؤخرًا، قائلةً إنها لم تتبنَّ أيديولوجيته قط.

إن الدرس من إسقاط كاستيو ليس في أنه من المستحيل الانتصار على رجال الأعمال الكبار، بل أنه يُظهِر “حدود الإصلاحية”، تلك الفكرة بأنه يمكن الظفر بتغييرات حقيقية من خلال التوجه للانتخابات والعمل عبر مؤسسات الدولة، التي هي موجودةٌ بالأساس لحماية المصالح الرأسمالية.

يكمن الأمل في بيرو في تعبئة الطبقة العاملة في الشوارع، وفي مواقع العمل بصورةٍ حاسمة. هنا تكمن القوة الاجتماعية للناس العاديين لضرب أرباح رجال الأعمال وتحدي دولتهم وتفكيك نظامهم.

* المقال بقلم: صوفي سكواير – صحيفة العامل الاشتراكي البريطانية



#سيد_صديق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موجة جديدة من الاحتجاجات في إيران تكثف الضغط على النظام
- انتصار اليمين المتطرف في الانتخابات الإسرائيلية: نتاج الأساس ...
- إيطاليا: انتصار جديد لليمين المتطرف.. لكن المقاومة لا تزال م ...
- اليسار والموقف من الحرب على أوكرانيا – الجزء 1
- الرأسمالية.. كيف يُستخدَم الغذاء كسلاح
- الإنفاق العالمي على التسليح يصل إلى معدلات قياسية
- عام على الانتفاضة الفلسطينية.. دروس في المقاومة ضد القمع وال ...
- عمال توصيل الطعام في «طلبات» يضربون عن العمل في الإمارات
- ماذا عن عمالة الأطفال في مصر؟
- مواجهة بين ماكرون النيوليبرالي ولوبان الفاشية
- لا للحرب على أوكرانيا: الأوكرانيون هم من يقررون مصيرهم
- حوار مع اشتراكي روسي يعارض حرب بوتين
- مظاهرات غاضبة في جلاسكو بالتزامن مع قمة المناخ للأمم المتحدة
- أمازون في مصر: هكذا تجني شركة أغنى رجل في العالم أرباحها
- أفغانستان: نهاية الاحتلال
- نساء أفغانستان بين الاحتلال وطالبان
- بايدن والصين.. حرب باردة جديدة؟
- الانتفاضة الفلسطينية.. انتفاضة كل التراب الفلسطيني
- “الرأسمالية التقليدية تحتضر”: كوفيد-19 والركود وعودة الدولة ...
- ذكرى الثورة البلشفية: لماذا الحزب الثوري مهم؟


المزيد.....




- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سيد صديق - ماذا وراء إسقاط الرئيس اليساري بيدرو كاستيو في بيرو؟