رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 7458 - 2022 / 12 / 10 - 02:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تشكل المياه الجوفية حوالي 99٪ من المياه العذبة السائلة لكوكب الأرض وهي مورد حيوي لتغذية الأنهار والبحيرات والأراضي الرطبة والأنظمة البيئية. ومع ذلك ، ما عدى الجيولوجيين وهم أهل الخبرة والإختصاص فان قلة من الناس ترى المياه الجوفية لأنها مخبأة ضمن الطبقات الجيولوجيية تحت سطح الأرض. ولجعل هذا المورد الغير المرئي للناس مرئياً، اي كشف هذه "المياه المخفية" ، يتطلب التفكير في المياه الجوفية العذبة ضمن التكاوين الجيولوجية للأرض بطريقة ومنهجية ، ولتسهيل معرفة حجم المياه الجوفية، دعنا نتصور بأن كل المياه السطحية التي نراها في الأنهار جديدة والبحيرات والأراضي الرطبة هي مجرد قمة لخزان المياه العذبة الواسع التي هي تحت سطح الأرض ؛ أي ، مجرد "قمة الجبل الجليدي" مع كون الجزء المخفي من "الجبل الجليدي" هوعبارة عن مياه جوفية سائلة وليست جليدية. تشكل المياه الجوفية الأرض من خلال العمليات الجيولوجية على مر العصور والحقب الجيولوجية. الأنهار والبحيرات والأراضي الرطبة هي مظاهر سطحية للمياه الجوفية ، حيث يتم تبادل التدفق من خزانات المياه الجوفية مع المياه السطحية، وبالعكس مما يتم تغذية متبادلة للمياه الجوفية والسطحية وحسب المواسم. هناك ترابط وثيق بين المياه السطحية التي يمكننا رؤيتها وتدعمها خزانات المياه الجوفية المخفية التي تتدفق باستمرار وتجدد الدورة الهيدرولوجية السنوية. كون هذا التدفق المستمر للمياه الجوفية عبارة عن خزان كبير بطيء الحركة للمياه العذبة (في عوالمها الضحلة) ، والذي يتفاعل كيميائيًا مع الطبقات الجيولوجية على طول مسارات تدفقه ، ويتداخل مع أنظمة نقل المياه للأنهار والى الغلاف الجوي. يعمل الخزان الجوفي الواسع كمنظم للدورة الهيدرولوجية للمياه العذبة من خلال التوسط في تدفق المياه السطحية القارية ؛ التي تنقل الرواسب النهرية من القارات إلى البحار والمحيطات ؛ وبالتالي تبقى المياه الجوفية كنظام متكامل لدعم وديمومة الحياة على كوكب الأرض. حيث من المتوقع أن يصل عدد سكان الأرض البالغ 8 مليارات نسمة في عام 2020 إلى 11 مليارًا بحلول عام 2100. وسيتعين على البشر أن يتعلموا كيفية إنتاج غذاء كافٍ دون تدمير التربة والمياه والمناخ. لذلك فان إستثمار المياه الجوفية بحوكمة رشيدة وعقلانية سوف تقلل كثيراً من التحديات التي تواجه البشرية الآن ومستقبلاً. كون الإدارة المستدامة للمياه الجوفية تقع في قلب الحلول لأزمات المياه. ومن هنا نرى بان الفهم العلمي والإدارة السليمة للمياه الجوفية يعدُ أمرًا ضروريًا ، لأن المياه الجوفية يمكن أن تخفف من المشاكل إذا سعينا لاستخدامها المسؤول وتجديدها من خلال إدارة أفضل للدورة الهيدرولوجية؟
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
