أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - التيتي الحبيب - إنهم كالضباع ينهشون لحم الطبقة العاملة














المزيد.....

إنهم كالضباع ينهشون لحم الطبقة العاملة


التيتي الحبيب
كاتب ومناضل سياسي

(El Titi El Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 7455 - 2022 / 12 / 7 - 02:06
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    



لا بد للمتتبع الفطن والمراقب النزيه، أن يلاحظ باندهاش وحنق، ما تعيشه الطبقة العاملة المغربية منذ انتشار كوفيد 19 من تفاقم لأوضاعها الاجتماعية، وما تتعرض له من مآسي مخطط لها بسبق إصرار وترصد. لقد قررت البرجوازية الرأسمالية وكبار ملاك الأراضي ببلادنا، التخلص من قناع كانت تستعمله في الماضي القريب للظهور كمن يتوخى العلاقة الإنسانية والتعامل الأبوي مع العمال والعاملات في جميع وحدات الإنتاج. فلما كانت هذه البرجوازية الافتراسية تهرب إلى المخابئ والمنتجعات المعقمة ضد فيروس كورونا، كانت تدفع بالعمال والعاملات إلى العمل وركوب كل المخاطر. نتج عن ذلك فقدان الطبقة العاملة المئات بل الآلاف من أفرادها بسبب الجائحة. لقد توقفت العديد من المؤسسات، لكن ماكينة الاقتصاد استمرت تشتغل، وحققت الشركات والمؤسسات الكبيرة الاحتكارية أرباحا لم تحققها منذ تأسيسها.

استغلت البرجوازية الكبيرة وملاكي الأراضي الكبار، الجائحة فألزموا الدولة على إمدادهم بكل ما يطلبونه من دعم مالي ومن إجراءات قانونية تجبر العمال على الإذعان والمزيد من الرضوخ لأوامر الباطرونا والانضباط للقوانين الأكثر رجعية. هكذا تم إطلاق يد الباطرونا في استعمال وتعميم الهشاشة وسط العمال، وفرض العمل بالعقدة التي لا تتجاوز مدتها 6 اشهر. أطلقت يد الباطرونات في تجريم الانتماء النقابي وتأسيس المكاتب النقابية. كما ساهمت الدولة وأجهزتها القمعية من عمالات وباشويات ومحاكم ومفتشيات الشغل، بالدوس على كل بنود مدونة الشغل المطبقة. إن الطبقة العاملة تعيش تحت حالة الاستثناء بدون أن تعلنها الدولة نهارا وجهارا. لقد تم إلغاء القوانين تمهيدا لسن قانون الاستثمار الذي يشرعن للاستغلال العبودي. إنهم يمهدون لتأسيس سوق نخاسة تباع فيه العاملات والعمال كعبيد القرن 21.

تعتبر الطبقة العاملة المغربية اكبر خاسر إذا قارناها مع جميع الطبقات الاجتماعية المغربية. لقد فقدت آلاف الأرواح نتيجة سياسة الأرباح قبل الأرواح الإجرامية التي طبقت عليها في جائحة كورونا. هي الطبقة التي تعرضت للطرد من الشغل وللسجن والتنكيل لما تناضل ضد هذا الظلم، هي الطبقة التي تعرضت إلى الطرد ورمي بآلاف من أعضائها إلى قارعة الشارع، وتشردت عائلاتها وكانت عرضة لكل أمراض المجتمع. هي أيضا الطبقة التي تعرضت للتجويع وللأمراض الفتاكة لما رمي بأفرادها للبطالة.

لقد كشفت الباطرونا عن وجهها القبيح، وانقضت على العمال والعاملات، مثل ما تفعل الضباع لما تجد في طريقها طريدة مريضة أو واهنة. لكن للتاريخ كلمته، وهذا ما تعلمته الطبقة العاملة في المغرب وفي جميع أصقاع الدنيا؛ وهو أنها طبقة تضعف لكنها لا تستسلم. تتعرض للامتحان، لكنها بفضل لحمتها الطبقية سرعان ما تسترجع وحدتها سر قوتها. ليس ببعيد ذلك اليوم، لأنه لا يمكن تصور مجتمع بدون هذه الطبقة المنتجة للخيرات ولكل الثروات. من بين أيديها تنبعث الحياة بما فيها حياتها هي كطبقة طليعة مجتمعها.



#التيتي_الحبيب (هاشتاغ)       El_Titi_El_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التضامن العمالي من صنع العمال أنفسهم
- ذكرى الشهداء إنعاش لذاكرة شعب
- أيها العمال مالعمل لو تاه الدليل؟
- عندما يغير النظام بارشوكاته
- إذا فسدت مقدمات مشروع قانون المالية فلن تتحقق أهدافه
- دورة شهيد الطبقة العاملة الشهيد جبيهة رحال
- الفقر بالمغرب جريمة سياسية يرتكبها النظام القائم
- لا تكتيك من دون إستراتيجية ولا إستراتيجية من دون التنظيم الط ...
- وزارة التربية تنصب فخ للقضاء على العمل النقابي في القطاع
- ماذا أصاب خاصية تضامن شعوب منطقتنا؟
- لا حياة مع اليأس فلنتسلح بتفاؤل الإرادة
- من علامات الوضع والولادة
- لو كانت افريقيا للافارقة؟
- بعد الإعلان عن تأسيس الحزب المستقل للطبقة العاملة ماذا سيتغي ...
- حول الصرح العظيم حول المشروع التاريخي
- العنف مولدة التاريخ والطبقة السائدة تلد حفار قبرها
- نتائج الباكالوريا أو ستار من دخان التزييف والتدليس
- قيس سعيد مهرج مكلف بمهمة
- أصبح المغرب مقبرة جماعية للأفارقة البؤساء
- 20 يونيو 1981 جريمة العهد الحسني


المزيد.....




- “لا تفوت 15000 د.ج!!”.. رابط التسجيل في منحة البطالة الجزائر ...
- طلاب بجامعة برينستون الأمريكية يضربون عن الطعام تضامنا مع غز ...
- تجديد منحة البطالة كل 6 أشهر عبر موقع الوكالة الوطنية للتشغي ...
- “هتقبض امتي” موعد صرف مرتبات شهر مايو 2024 بعد زيادة الحد ال ...
- شوف اسمك منهم حالاً.. إيداع مصرف الرافدين 25,000,000 دينار م ...
- جامعات أمريكية تبدأ بالخضوع لبعض مطالب المحتجين الداعمين لفل ...
- عاجل!! لينك تجديد منحة البطالة في الجزائر 2024
- طلاب بجامعة برينستون الأميركية يضربون عن الطعام تضامنا مع غز ...
- خبر عاجل وبشرى سارة .. موعد زيادة رواتب المتقاعدين في الجزائ ...
- هي دي الاخبار الحلوه.. وزارة الماليه العراقيه تعمل على توزيع ...


المزيد.....

- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - التيتي الحبيب - إنهم كالضباع ينهشون لحم الطبقة العاملة