لماذا تفشل قرارات ليلة رأس السنة؟

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)

الحوار المتمدن-العدد: 7456 - 2022 / 12 / 8 - 01:15
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

لماذا تفشل قرارات رأس السنة؟

بقلم محمد عبد الكريم يوسف

ليست قرارات السنة الجديدة أفضل استراتيجية لتحسين جودة حياتك في عام ٢٠٢٣.

تتحدث البيانات الاحصائية بوضوح أن ثمانين في المائة من الناس يفشلون في متابعة قرارات السنة الجديدة بحلول شهر شباط.

وبالتالي ، فإن أفضل قرار يمكنك اتخاذه للعام الجديد هو عدم اتخاذ القرارات.

لكن ماذا يمكنك أن تفعل حيال ذلك؟

عندما يتعلق الأمر بقرارات رأس السنة الجديدة ، كان لدي نصيب جيد من الفشل أيضًا. كنت أرغب في صرف من بعض النقود في المكان المناسب ، وقراءة المزيد من الكتب ، والحصول على مزيد من الوقت للأصدقاء والعائلة والراحة وما إلى ذلك من مشاريع .... إلخ.
 
كنت أخطط أن أبدأ العام الجديد بحماس، وأن اشترك في صالة الألعاب الرياضية و أستثمر في حزمة مؤلفة من ١٠ جلسات للعمل مع مدرب شخصي. و أشتري مجموعة من الكتب ، وابدأ القراءة بشغف.

ولكن سرعان ما تلاشى الحماس والدافع والجهد. أصبحت إحصائية: وبحلول شهر شباط تلاشى الحلم و تراجعت إلى عاداتي القديمة. 

هل هذا كله يبدو مألوفا؟

إذا كنت تريد أن تجعل عام ٢٠٢٣ أفضل عام في حياتك ، فلنفهم أولاً لماذا تفشل قرارات السنة الجديدة. 

أنت تحاول تغيير حياتك بأكملها بين عشية وضحاها. فأنت لن تصل إلى قمة جبل إفرست في يوم واحد. إنها رحلة مكونة من عدد لا يحصى من المراحل و الخطوات الصغيرة. 

أنت لا تصدق أنك تستطيع تحقيق أهدافك الطموحة . أنت تشك في نفسك. نتيجة لذلك ، أنت لا تلتزم بتحقيق أهدافك. ولحل هذه المشكلة ركز على الأهداف ثم ضع جدول زمني قابل للتطبيق وطور ثقافة الإنجاز لديك ثم ابدأ العمل بالتدريج. 

أنت تعرف النظرية ، لكنك لا تمارس تطبيقها. لقد قرأت الكثير من كتب التطوير الشخصي ، لكنك فشلت في وضع معلوماتك موضع التنفيذ. كل هذا يندرح تحت اسم الكلام ، لا يوجد عمل.

قراراتك مصدر معاناة وتوتر لك بدلا من أن تكون مصدر متعة. تصبح القرارات مصدرا للتوتر . وتصبح أكثر شيء واحد عليك القيام به في حياتك. تشعر أنها شيء عليك القيام به ونوع من الواجب الممل .

لأنك تخشى الفشل ، فأنت تحافظ على سرية قراراتك. نتيجة لذلك ، ليس لديك نظام دعم في الأسرة. لا تسجل أفراد الأسرة والأصدقاء في قائمة المساعدين لك على تحريك الإبرة.

ليس لديك أسباب كبيرة كافية تقنعك بإنجاز قراراتك. أنت غير واضح حول "لماذا" تقوم أنت بهذه الأشياء .

قراراتك غامضة للغاية. على سبيل المثال ، "ممارسة المزيد" طريقة عامة جدًا ؛ انها تفتقر إلى نتائج ملموسة. ما هذا المزيد وما هو "أكثر" كل شيء؟  

نتيجة الاحباط من النتائج الخاصة بي. فقد عمدت إلى تغيير استراتيجيتي. ما هو التغيير الرئيسي الذي قمت به؟ وقد نجحت أخيرا في تحويل قرارات السنة الجديدة إلى التزامات ثابتة فعلت فعلها.

وبالتالي ، إليكم بعض النصائح التي نجحت فيها :

1. اسأل نفسك ما هي الخطوة التالية العاجلة لتحقيق قراراتك وهو ما نسميه " إدارة الأولويات".


2. تحويل القرارات إلى التزامات. تعميق قناعتكم. اجعلها ضرورية.

3. النتائج هي نتيجة للعمل الضخم. اتخاذ الإجراءات كل يوم على مبدأ السلحفاة.

4. البحث عن طرق للاستمتاع بعيش التزاماتك. توقع الفرح الذي ستشعر به عند تحقيق النتائج.

5. لا تبقي التزاماتك سرا. قم بإعداد نظام المساءلة. أخبر صديقًا موثوقًا به و استثمر في مدرب الحياة.

6. كن محددًا جدًا بشأن ما تريد تحقيقه بالتزاماتك. صفها بعبارات ملحوظة و واضحة. صف ما ترى ، و تسمع ، و تشعر به عندما تصل إلى التزامك؟

7. كن واضحا بشأن "لماذا". اكتشف الغرض الأكثر عمقا الذي يدعم أهدافك. لماذا تريد أن يصبح التزامك حقيقة؟ كيف ستتغير حياتك كنتيجة لقراراتك؟

على سبيل المثال ، إليكم كيفية التعبير عن الالتزام بصحتي ورفاهيتي:

أجعل الصحة والرفاهية أولويتي المطلقة. سأستمر في زيادة طاقتي الحيوية مع زيارات فصلية لطبيب القلب والأعصاب والطبيب العام وطبيب الأسنان وأخصائي التغذية . سوف أتخلص من الدهون في الجسم بنسبة 3 بالمائة ، وسأصل إلى 10 بالمائة بحلول ٣١ أيار ٢٠٢٣. سوف أتناول طعامًا صحيًا ، بعيدًا عن اللحوم الحمراء والغلوتين. سأراقب جودة الطعام الخاص بي و نومي من خلال حلقة الخاصة بي ، سأريح جسدي بالاسترخاء لمدة ثلاثين دقيقة على الأقل كل يوم.  

ما هو أحد الالتزامات التي ستقوم بها لتحويل العام القادم ٢٠٢٣ إلى إحدى أفضل سنوات حياتك؟ يمكنك مشاركتي أدناه في التعليقات لتمييز قرارك والتزامك واستعدادك للمساءلة.

شاركوني آراءكم....

#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل