أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمدي حمودي - حوار في الثقافة...














المزيد.....

حوار في الثقافة...


حمدي حمودي

الحوار المتمدن-العدد: 7438 - 2022 / 11 / 20 - 02:34
المحور: الادب والفن
    


حديث في الثقافة...
على المغاربة أن يكسروا كل الكؤوس الصغيرة، التي تتخذ لشرب الشاي في الصحراء الغربية، وفي كل طريق عليهم تعليق لافتة تمنع حمل "الكؤوس الصغيرة" التي تميز الشاي الصحراوي عن غيره.
عليهم أن ينصبوا لافتة، تشبه لافتات "ممنوع بناء الخيم" التي تمنع نصب الخيم في الصحراء الغربية المحتلة، بعد انتفاضة أكديم إزيك التاريخية، ومخيمها الأسطوري، والتي لا تزال فوانيس تلك الخيم "مجموعة كديم إزيك"، تضيء كل السجون المغربية وترفض الإنطفاء، لقد شتتوا الرفاق حينما أحسوا أن نورهم مجتمعين أضاء الكون ولكن توزيعهم كبر اتساع مساحة النور، وشكل فتل حبال الشبكة النورانية التي تشبه في قوتها حبال الشباك التي تصيد حيتان محيطنا العملاقة وحبال الخيمة التي تربط الشبان الأوتاد.
الملك المغربي الذي ظهر يعاقر في كأس كبيرة خمرا، سكيرا يتمايل بين مرافقيه وحراسه في باريس، سيسقط نظام المخزن كأقزام صغيرة في قعر "كأس الواخ"، ذلك الكأس الذي لم ولن يتخل عنه الصحراويون رغم إغراءات كل أنواع الكؤوس الصقيلة اللامعة المزوقة المنمقة.
لقد شوهد رفيقا لصيقا بالمقاتلين في جبهات القتال، ومؤنسا مع كل السجناء في سجون الاحتلال، وسفيرا يجوب العالم من شرقه الى غربه في كل سفارات الجمهورية وكل تمثيليات الجبهة، في كل خيمة صحراوية يصطف مع كل الكؤوس أشباهه وتوائمه، ككل أبناء الوطن.
يخاف الظلام من نوره اللامع الذي يغازل شمس الوطن قرب شاطئ الداخلة الجميل، ويرتعش المحتل من ضوء شمعة يعكس نورها عند أفيم الواد تطيل الظلال وتلمع وجوه الثوار القادمين من المناطق المحتلة، وهم يستمعون لأغاني الثوار وبلاغات جيش التحرير.
وفي كل المناطق المحتلة وكل الشتات يتربع في قلب كل بيت صحراوي ببهاء وفخر.
رمز صغير من أدوات الثقافة الصحراوية، أدوات الشاي الصحراوي، الذي يميزنا عن بقية العالم بل يضاف فن الشاي الصحراوي الى إبداعات الإنسانية.
إن بعض الحيثيات والأشياء الصغيرة، تشبه النقاط السوداء في قطع الدومينو، تكمل بعضها الآخر، خسارة نقطة واحدة توقف اللعب وزيادة أخرى دخيلة تؤدي الى نفس النتيجة.
إنها الأشياء الصغيرة المهمة، التي تبقى كبيرة حينما نحتاجها، لأنها تنتفخ داخلنا، وتكون الفراغ الذي يوسع عقولنا نحن أهل الصحراء الذين ألفنا أن نملأ الفراغ لا أن يملأنا.
إن الكنوز كثيرة في الموروث الشعبي الصحراوي، تحتاج الى النبش عنها بل اتخاذها كسلاح، فالثقافة الشعبية هي الروح وهي العقل وهي ميراث الأجداد الذين تركوا لنا أحزمة للأمان واسعة فضفاضة، كسراويلنا الواسعة التي تربط برباط جلد قوي، لا قطعة قماش ضيقة مربوطة بزر وحيد بئيس ينكسر في أول جولة.
لا يمكن إلا أن نفهم أن الكأس الصغير الذي نشرب فيه الشاي تداوينا من قطرات حملها ضد البرد.
وكم حمل ذلك الكأس الصغير، الفضل الكبير، فهل هناك أثمن، من حليب المرضع لوليد أمه لم تدر ثدييها الحليب، ليكون للكأس فضل ربط حبل الأخوة للولد مع أخيه والأمومة للأم.
لا يمكن للعدو ان يكسر كل الكؤوس الصحراوية فستتحول كل المدن الصحراوية الى مرايا كبيرة تحته تكشف كل ما لا نود ذكره للعالم، بل سيتحول كل كأس الى سكين وخنجر وسيف بتار في يد الثوار...



#حمدي_حمودي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية كأس الشاي الصحراوي...
- تشكل العالم يمر بغموض...
- تفصيلة بالأحمر على الهامش...
- العالم جديد كيف يتشكل
- المقال السياسي:الشجرة المتجذرة...
- سفينة العالم لم ترس الى بر...
- القيح يخرج من كاناريا
- راي في حرب أوكرانيا
- الداخلة المدينة الساحرة... الواقعية في الصحراء الغربية...
- ديمستورا : البحث عن التمر في فحل النخل...
- الشعب الصحراوي المعجزة...
- راي في الأحداث..... فرنسا وقزمها في الرباط: تبادل الأدوار...
- الاتجاه نحو العلم هو المسار الآمن في حرب التحرير الجديدة
- هل أغمد قيس سعيد خنجر أبو لؤلؤة المرزوقي؟
- موضوع للتفكير فقط... الساحات...من الرابح ومن الخاسر في الصرا ...
- العلاقات الجزائرية-الفرنسية -الوجه الآخر-...
- كيف تحول أنبوب الغاز الجزائري المار من المغرب من مشروع تعاون ...
- المغرب يحاول فك الضغوط
- محكمة العدل الأوروبية المغرب خدع الإسبان-لقد وضع المعول في ي ...
- جو بايدن يصرع ماكرون بالضربة القاضية...


المزيد.....




- يوجينيو آرياس هيرانز.. حلاق بيكاسو الوفي
- تنامي مقاطعة الفنانين والمشاهير الغربيين لدولة الاحتلال بسبب ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية... -سودان ياغالي- ابداع الشباب ...
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- وَجْهٌ فِي مَرَايَا حُلْم
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- نظارة ذكية -تخذل- زوكربيرغ.. موقف محرج على المسرح
- -قوة التفاوض- عراقجي يكشف خفايا بمفاوضات الملف النووي
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمدي حمودي - حوار في الثقافة...