أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمدي حمودي - حكاية كأس الشاي الصحراوي...














المزيد.....

حكاية كأس الشاي الصحراوي...


حمدي حمودي

الحوار المتمدن-العدد: 7437 - 2022 / 11 / 19 - 20:38
المحور: الادب والفن
    


ما ذا نحكي عن الشاي الصحراوي؟
ما ذا نحكي عن منبر الحكاية، ومنصتها وطاولتها المستديرة؟
ما ذا نحكي عن الشّاي الصحراوي؟
مربض الخيل الأصيلة، أين تتهامس فيما بينها، وتحكي رحلة الجري الحرّ، بالفارس الممتطي صهوتها، في براري تيرس الحرّة،
ووديان أدرار سطف وزمّور بظلالها الوافرة خيراً ونعماً.
ما ذا نحكي عن عظْمَة الكأسِ:
التي ترفض اللّون، وتعرض عن الزّخرفة، وتأبى اللّين والمرونة، بل ترضى الشّفافية، وتقبل القوة والصّلابة.
ربما اختاره الأجداد ليقدم الدّرس الذي يتكرر دائماً في الموروث الصّحراوي، أن جمال الرّوح والأصالة مقبول
في كلّ مكان وكلّ زمان ولا يحتاج الى زخارف ولا إلى أحجام ولا مقاييس.
يريد أن يؤكد أن من يصنع الجمال ويتقبله هم نحن وأنه ما دام يؤدي دوره كاملا، مشبعا ثقافتنا وتميزنا فلا يمكن التخلي عنه.
لقد اختار الكأس أن يكون ملكا حرا كأهله، لمجتمع بلا طبقات ولا أمراء ولا ملوك.
لا مفاخرات ولا تباهي أن يكون ابن كل خيمة صحراوية موافقا تماما لروح العدالة والإنصاف والتساوي التي ظلت
من خيارات ومقاصد شعبنا الكبرى وأسلوب عيشه وطرق حياته.
لا كأسا طويلة ولا قصيرة، ولا عريضة ولا كبيرة ولا صغيرة.
نفس الحجم ونفس المقاس، تود أن تولد، كحبة الرمل، وضوء الشمس، ونور القمر وكقطرة المطر، ككل ليل ونهار تعاقب، وكل قدر.
أما حين يحل كأسا كبيرا أو صغيرا، فسيعزل بعيدا، ولا يحبذ الشرب فيه. ككل عادة غريبة وكل دخيل أو كل محتل.
لقد اختار أن يكون من يفهمه هم نحن ونحن فقط من نرى جماله ونعرف أسراره وحبه الدفين فينا.
الكؤوس الصحراوية لا حدود لعددها، فالعبرة لم تكن يوما في العدد لدينا، جميعا تؤدي بإخلاص دورها المنوط بها.
ما أكثر تلك الإيحاءات والمعاني المطمورة في عناصر وأدوات المعيشة عندنا، وما أشبهها بالحجرات والعيدان المصطفة
للعبة "ظامة أربعين" التي تمثل جيشا من المقاتلين لا تمييز بينها ولا خذال تؤدي دورها أينما دفعها القدر في الوسط أو في الحواف.
قد تنكسر الكأس ولكن يتم تعويضها بفارس جديد بنفس الروح ونفس البريق ورغم الحزن في فقدان فارس فلا تنتهي اللعبة إلا بموتها جميعا.
فإن كانت الأبعاد الكاملة هي ثلاث طول وعرض وارتفاع فإن الشاي يقدم بتلك الجرعات.
إنه يتخذ كمقياس للبيع والشراء للأشياء الثمينة وكأنه ميزان المجتمع الصحراوي.
يتعدى الكأس كل حدود ويستعمل للأدوية وكمقياس للسوائل وحجمه الثابت أصبح معيارا موثوقا ولا بد أن يكون متداولا.
لا يمكن اختزال الشايّ الصحراوي في أنه مجرد شراب بل هو روح الضيافة ومثل الكرم الصحراوي سيظل يقدم ساخنا.



#حمدي_حمودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشكل العالم يمر بغموض...
- تفصيلة بالأحمر على الهامش...
- العالم جديد كيف يتشكل
- المقال السياسي:الشجرة المتجذرة...
- سفينة العالم لم ترس الى بر...
- القيح يخرج من كاناريا
- راي في حرب أوكرانيا
- الداخلة المدينة الساحرة... الواقعية في الصحراء الغربية...
- ديمستورا : البحث عن التمر في فحل النخل...
- الشعب الصحراوي المعجزة...
- راي في الأحداث..... فرنسا وقزمها في الرباط: تبادل الأدوار...
- الاتجاه نحو العلم هو المسار الآمن في حرب التحرير الجديدة
- هل أغمد قيس سعيد خنجر أبو لؤلؤة المرزوقي؟
- موضوع للتفكير فقط... الساحات...من الرابح ومن الخاسر في الصرا ...
- العلاقات الجزائرية-الفرنسية -الوجه الآخر-...
- كيف تحول أنبوب الغاز الجزائري المار من المغرب من مشروع تعاون ...
- المغرب يحاول فك الضغوط
- محكمة العدل الأوروبية المغرب خدع الإسبان-لقد وضع المعول في ي ...
- جو بايدن يصرع ماكرون بالضربة القاضية...
- رأي في الأحداث الجزائر تراجع علاقاتها مع فرنسا...


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمدي حمودي - حكاية كأس الشاي الصحراوي...