أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - العرب والديموقراطية














المزيد.....

العرب والديموقراطية


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7437 - 2022 / 11 / 19 - 20:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الناحية الفعلية الديموقراطية وتداول السلطة مطبقة في لبنان منذ عقود ، ومطبقة في العراق منذ عقدين ، ومطبقة في تونس منذ عقد ..
فالانتخابات تجرى في مواعيدها ، وتتغير طبقاً لها وجوه الحاكمين ، ولكن الدول الثلاث تعيش عدم استقرار سياسي مزمن ، وفساد مروع ، وتراجع اقتصادى مخيف !!

فماذا حدث للديموقراطية ؟!

ألم يقنعونا لعقود أن الاستبداد في الدول العربية هو سبب كل مشاكل العرب وتأخرهم ؟
ألم يقولوا أن الفساد مرتبط بتلك الدول ارتباطاً لا ينفصم ؟!
ألم يلحوا في القول أن فى الديموقراطية وتداول السلطة شفاء لكل مرض ، وهى الوصفة المضمونة والمجربة للتقدم الاقتصادى ؟!

فماذا حدث إذن ؟

تدل التجربة للمرة الألف تقريباً - وقراءة التاريخ قبل ذلك معين واضح - أن الديموقراطية لم تكن سبباً في تقدم أحد ، وأن الدول الغربية حققت تقدمها كله قبل الوصول إليها .

فإنجلترا حققت ثورتها الصناعية واستعمرت العالم وبنت فائضها الاقتصادى ولم يكن بها ديموقراطية !!
فلم يكن يسمح لأحد بالترشح للبرلمان أو حتى التصويت بدون امتلاك مقدار كبير من المال أو ضياع واسعة من الأرض ، بالإضافة إلى أن نصف الشعب الانجليزى - النساء - كان محروماً من حقوقه السياسية ترشحاً أو انتخاباً حتى الربع الأول من القرن العشرين ( ١٩١٨ ) ..
مما أخرج اكثر من ثلثى الشعب الانجليزى عملياً من تلك الديموقراطية !!
ولم يكن الحال في فرنسا أفضل كثيراً ..

أما ألمانيا فقد حققت نهضتها كلها - فى الربع الأخير من القرن ١٩ والربع الأول من القرن ٢٠ - فى ظل نظام حديدى صارم ، بدءاً من بسمارك وحتى باقى خلفاءه ..
وكذلك اليابان وكذلك كوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا والصين .... إلخ

ماذا يعنى ذلك ؟
هل يعنى أنه لابد من استبعاد الديموقراطية حتى تتقدم الأمم ؟!
لا ... ليس ذلك هو المقصود .

ولكن المقصود هو أن الديموقراطية تأتى كنتيجة للتقدم الاقتصادى وليست سبباً له ..
فالدول الغربية وصلت إلى الديموقراطية بعد أن حققت الأتى :
١ - تراكم اقتصادى سمح بوجود فائض في أيدى الطبقات الاجتماعية المختلفة ..
٢ - حركة تصنيع قسمت المجتمع إلى طبقة من الرأسماليين وطبقة من العمال ، وبجانبهما طبقات أخرى متمايزة مثل الطبقة الوسطى وطبقة الفلاحين ، الأمر الذى سمح ببدء تنافس سياسي جاء أوانه وجاءت أسبابه الموضوعية ..
٣ - حسمت الأسئلة الوجودية فى حياة أى دولة تريد استقراراً سياسياً متواصلاً ، وأهم تلك الأسئلة دور الدين ورجاله والمتحدثين بإسمه فى الحياة السياسية ( وليس فى الحياة العامة ) ..

وبحسم دور الدين ، وببناء قاعدة اقتصادية مستقرة تم حسم دور الجيوش فى البناء السياسى ..
وبالتالى عندما جاءت الديموقراطية لم تقف أمامها عقبات تعطلها ، من جموع من الفقراء تريد حلب الدولة قبل أن تحقق فائضها الاقتصادى الأولى ، ولا طوائف سياسية لم تجد فى نفسها الكفاءة أو المقدرة للوصول إلى السلطة إلا باستخدام الصوت العالى أو اللعب على عواطف الجماهير ، أو طوائف أخرى استخدمت سلطان الدين على النفوس وسيلة لبلوغ مراتب العلا ...
أو جيوش تجد أن مهمتها الرئيسية ، وهى الحفاظ علي الدولة من أى عدوان خارجى يعيقها بناء داخلى ممزق ، يجعل من بقاء الدولة ذاتها - وهو الواجب الأول لأى جيش فى العالم - محل تساؤل !!

لعل العرب تعلموا الدرس ، ولم يجروا وراء أى "موضة " يلقيها أمامهم أصحاب المصالح والاغراض ..

الديموقراطية نتيجة وليست سبباً .. وهى نهاية طريق وليست بدايته .



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن النسيان ؟
- لقاء مع الإخوان
- اردوغان .. والحادث الارهابى أمس .
- تقاليد الحكم
- هل الخوف هو السبب ؟!
- قنوات الإخوان وأصدقاءهم .. لماذا لندن ؟
- بشار الأسد .. قصة مسكوت عنها
- زكريا بطرس
- قصيدة قديمة جميلة
- موضوعات وكلمات الأغانى المصرية
- الموسيقى والغناء فى مصر
- أحلام جديدة .. وأهداف جديدة
- الطبقة القائدة واستقرار الدول
- الرياضة قبل العلم
- دار الافتاء الاقتصادية
- حكايات الغريب
- الديموقراطية السليمة ، والديموقراطية العميلة ، والديموقراطية ...
- لماذا لا يستطيع قادة الغرب مخالفة أمريكا ؟!
- سنوات التيه
- كيف حرق الإخوان كليتنا مرتين


المزيد.....




- -يمكنكم مداعبته إن أردتم-.. شاهد كيف تمكن ضابط من الإمساك بت ...
- وزارة الدفاع الروسية تعلن اعتراض وتدمير منطاد صغير الحجم فوق ...
- بايدن يزعم أن الجيش الأمريكي -أنقذ العالم من الفاشية- خلال ا ...
- نتنياهو مهاجما منتقديه: تقومون بالعمل نيابة عن السنوار
- عرّافة -تخاطب الموتى- تهزّ الرأي العام في فرنسا
- نتنياهو يقر بـ-خطأ مأساوي- ارتكب في رفح والعالم يدين إسرائيل ...
- مقتل جندي مصري وردود فعل منددة بالغارة الإسرائيلية على رفح
- روسيا تدرج وزيري الداخلية والتعليم اللاتفيين على قائمة المطل ...
- التلفزيون الإيراني يبث تسجيلا لآخر اتصال مع مروحية الرئيس ال ...
- ماكرون: نحن لا نشن حربا ضد روسيا وشعبها


المزيد.....

- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - العرب والديموقراطية