أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - نكبة عمر أبو ريشة: لا مكان لأمته بين الأمم المحترمة














المزيد.....

نكبة عمر أبو ريشة: لا مكان لأمته بين الأمم المحترمة


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7434 - 2022 / 11 / 16 - 13:11
المحور: كتابات ساخرة
    



أمتي هل لك بين الأمم منبر للسيف أو للقلم
أتلقاك وطرفي مطرق خجلا من أمسك المنصرم
بهذا البيت، صرخ الشاعر السوري عمر أبو ريشة صرخته الشهيرة تلك ، ذات يوم، وبقالب شعري وسؤال استنكاري، محاولاً استنهاض "أمته" الشاخرة وهو يرى بأم عينه ما وصلت إليه شعوب وأمم العالم الأخرى، وهو في حال مؤلم ومهين من الشعور بالخجل والشعور بالعار من وضع "أمته" الافتراضية المزعومة.
فيا "شحارو"، بالعامية الساحلية، ويا ويله وظلام ليله للشاعر السوري عمر أبو ريشة فمن تلكم الأيام وهو يستشعر وضاعة وسفالة وحقارة وضعف وهوان وتخلف "أمته" (رجاء ممنوع الضحك على أمته)، ويتساءل بحسرة وقهر، مخاطباً أمته الافتراضية، لماذا لا يكون لك مكانة يا "أمتي" بين الأقوياء عسكرياً (السيف رمز وكناية عن القوة) والدول العظمى، وهو يرى حال جيوشها المهلهلة والجائعة وقد تحولت لشراذم لحماية السلاطين والملوك والطغاة والجنرالات المستعربين الإنقلابيين والعائلات والسلالات المؤبدة الحاكمة، وبذا تكوني، في حال امتلاك القوة، أحد أقطاب العالم، ومن جهة أخرى، وعلى صعيد العلم، لماذا لا يكون لك أيضاً مكانة علمية وتكنولوجية وفكرية وثقافية (القلم: رمز وكناية عن العقل والإبداع)، وثقافتك وفكرك وعقلك أيتها الأمة المنكوبة ما زال محشوراً في زواريب يثرب والقرب السابع الميلادي ولم يتطور أبداً، ولهذه الأسباب الآنفة يخالجه هذا الشعور القاتل بالخجل والعار..
وإذ يكتشف الشاعر ها هنا، وبحسه المرهف، الحال الذي وصلت أليه ما يسميها "أمته"، وحقيقة، وتوضيحاً، فمفهوم ومصطلح أمته هو كيان خرافي طوباوي فاشي استولد في أذهان المستعربين والمتأسلمين حول إمبراطورية الغزو والسبي العسكرية المسلحة التي انطلقت من شبه الجزيرة العربية صوب أصقاع العالم لتنشر الجهل والتخلف والتعصب والعنصرية والتكفير والرجعية والوثنية وعبادة البشر والحجر، هذا الكيان العسكري الإمبراطوري يصفه كثيرون من أتباع الأسلمة والاستعراب، بأنه "أمة"، وهذا مفهوم مغلوط ومشوّه لمعنى الأمة بعلم الاجتماع السياسي، وإلا لكانت أمبراطورية هولاكو وهتلر وستالين والاسكندر والعم سام اليوم أيضاً، وحيث تصل الدبابة والخنجر، أمماً مثلكم، المهم أن الشاعر ها هنا، وفي غربته، وأثناء عمله الدبلوماسي، وهو يعايش الشعوب والأمم المتحدة، والتي أخذن بناصية العلم والمعرفة، وحققت إنجازات عظيمة، يتلمس الحال المزري والهزال والوهن والخلل الكبير وحالة التشرذم والانقسام الحاد الذي وصلت له ما تسمى "أمته" (المزارع والمستعمرات البدوية الوراثية) ولا يمكن له أن يقارن بين وضع "أمته" ووضع الدولة التي يعيش ويعمل بها، ويتألم من الهوة والفجوة الهائلة والسحيقة بين هذين الكيانين.
ولليوم، وبكل أسف، تحتل "أمة" أبو ريشة، وتتربع على عروش الانحطاط والتهتك والاهتراء القيمي والقصور الأخلاقي والتخلف والجهل والفقر والأمية والفساد والجوع والاستبداد والديكتاتورية والطغيان وانعدام الحريات والديمقراطية وتداول السلطات وانهيار مؤسسات الدول والخرب والفوضى العامة، وتعاني شعوبها القهر والظلم والتمييز والتهميش والإفقار وتعيش تحت خطوط الفقر المعترف بها عالمياً، وتغرق بشوارعها وشعوبها بالظلام الدامس والمستنقعات والقذارات والزبالة وما زالت تجتر ذات القمامات العقلية والأفكار والقيم البالية وتتعرض لواحدة من أكبر عمليات غسل الدماغ والبرمجة والشعوذة والنطوطة والتهريج الإعلامي والدجل والنصب السياسي والنهب وسرقة الثروات وتفريغ البلاد من ثرواتها وخيرتها وإفلاسها من آخر قرش، وقد صارت، بفعل عمليات طلب اللجوء الهروب والفرار الجماعي والخروج القسري، طعاماً وغذاءً دسماً مشبعاً وغنياً بالبروتين البشري للحيتان وسمك القرش، وسياسات القمع والمطاردة والاستهداف والاضطهاد والتنكيل، الذي تمارسها أنظمة "أمته" المجيدة والعظيمة ضد كافة المكونات والتجمعات البشرية.
نطمئن الشاعر الدبلوماسي السوري، ونؤكد له بأنه لا مكانة، لليوم، ولا في المستقبل، أبداً لأمتك بين الأمم المحترمة والمتقدمة والقوية والمتطورة، وبأن وضع وحال أمتك ما زال من سيء إلى أسوأ، ومن رذيل إلى أرذل، ومن قبيح إلى أقبح، ومن وسخ إلى أوسخ، ومن مر إلى أمر وأدق رقبة، ووصلت في هذه الأيام المباركة المجيدة وبلغت، وكل الفضل والحمد والشكر لله، عصر العمامة والقممة والقبيسيات ورجعت لأيام "دواعش" يثرب وخلفاء الله اللصوص المستبدين غير الراشدين...



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا كل ملائكة الله عبرانيون وإسرائيليون؟
- بوتين: أي نظام عالمي؟
- خرافة الشعب السوري الواحد
- مفهوم المواطنة واللا مواطنة عند بدو قريش
- أمة عربية واحدة: ذات رسالة خالدة
- قصص وذكريات مع الشعر
- شجرة السنديان: هؤلاء هم العلويون الأطهار
- مبادئ أساسية في السياسات الدولية
- روسيا والغرب: صراع قيم وحضارات وثقافات
- الأوراق المطلوبة للمنصب العام
- أردوغان وعودة الوعي: هل هو اعتذار عثماني للعلويين؟
- رهان أردوغان على علويي تركيا
- ما الفرق بين الله وبقية الأصنام؟
- ناسا: وجهاً لوجه مع قريش
- أعياد النصيرية: بأية حال عدت يا عيد؟
- مناشدة ورجاء حار، وطلب من طلابنا الراسبين والناجحين شحط:
- جريمة التطبيع مع العرب
- إذا كان رب البيت للطبل ضارب
- السيد وزير العدل السوري/ المحترم
- حول قانونية ودستورية الدراسات والموافقات الأمنية


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - نكبة عمر أبو ريشة: لا مكان لأمته بين الأمم المحترمة