|
كي تحدث ثورة ، لا بدّ من وجود وضع ثوريّ ! مقال مقتطف من- آتاش / شعلة -، مجلّة الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي - اللينينيّ - الماوي)- نوفمبر 2022
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 7427 - 2022 / 11 / 9 - 21:21
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
كي تحدث ثورة ، لا بدّ من وجود وضع ثوريّ ! مقال مقتطف من" آتاش / شعلة "، مجلّة الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي - اللينينيّ - الماوي)- نوفمبر 2022 جريدة " الثورة " عدد 776 ، 7 نوفمبر 2022
ملاحظة الناشر : في ما يلى نصّ ترجمة لمقال للحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي -اللينينيّ -الماوي ) [ CPIMLM] صدر في مجلّة " آتاش / الشعلة " عدد 132 ، نوفمبر 2022 . و نظرا للتطوّرات الحديثة في إيران و الجهود التي تبذلها قيادة الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي - اللينينيّ - الماوي ) لتحقيق أقصى المكاسب لإتّجاه ثورة فعليّة ، رأينا أنّه من الهام إطلاع قرّاء موقع revcom.us على هذا المقال . و هذه الترجمة من الفارسيذة إلى الأنجليزيّة أجراها متطوّعون من موقع revcom.us ؛ و الملاحظات بين معقّفين للمترجمين . -------------------------------- إنّ التمرّد الوطني الشامل الذى يتواصل إلى الآن دون أن يعتريه وهن ، يحرث و يسقى أرضيّة ثورة حقيقيّة . و يضيف كلّ سقوط لإمرأة و رجل على يد جيش الخاميني شيئا إلى وحدة الإرادة الرامية للإطاحة بالنظام القائم . و مع كلّ طفرة تصبح الخطوط السياسيّة المتباينة بشأن المستقبل أوضح فاوضح . و قد نهضت النساء اللواتي تمثّلن أكبر المضطهَدين في المجتمع و صرن صانعات ثورة ، و الجيل الجديد يقف على أكتاف تضحيات الأجيال الثلاثة السابقة طوال 43 سنة وهو مصمّم على تحقيق الظفر هذه المرّة . أُزيحت جانبا فكرة أنّ ثورة [ 1979 ] كانت " كارثة " . و في الجوّ الملهم و الباعث على الحيويّة ، جرى دوس الخمود و الخضوع للوضع السائد و قبضته على المجتمع و الأجساد و الأرواح . يتردّد صدى صوت ماركس في الأجواء : الثورة مهرجان المضطهَدين ! و بات معنى أن نمسك بأيدينا مصيرنا قويّ للغاية حتّى عندما كنّا ندفن أعزّ أحبابنا الذين ضحّوا بحياتهم ، إنّنا مغتبطون و نحن نزعزع جذور الإسلاميّين الفاشيّين . غير انّنا بعيدين كلّ البعد عن الثورة و لا يزال هناك طريق طويل مليئ أخطارا . و هذا يجعل من الملحّ أكثر من أي وقت مضى توضيح أهداف الثورة و خارطة الطريق لإنجازها . و أيّ تأخير في القيام بذلك سينتهى إلى التفريط في الفرص الرائعة لتحقيق ثورة تحريريّة . حتّى لا تتكرّر التراجيديا التي جدّت قبل 43 سنة بشكل مختلف ، تحت قناع " ثورة " ، يجب بلوغ وعي طبيعة الثورة و الظروف التي نحتاجها لإنجازها يجب الترويج لها كما يجب غرسها في صفوف ملايين الناس . و ينبغي أن يكون مقياس ذلك واقع أنّ الثورة لا تعنى مجرّد تغيير في الوجوه الحاكمة للنظام نفسه فيما يجرى الإبقاء على أسس الرأسماليّة دون مساس وهي تتحكّم في سير المجتمع . لئن توصّلت حكومة باسم جمهوريّة أو مُلُكيّة إلى الإستحواذ على السلطة لتعزّز النظام الراسمالي بدلا عن حكم الأصوليّين الإسلاميّين هذه المرّة و دون يافطة " الجمهوريّة الإسلاميّة " ، فلن يمثّل ذلك ثورة . التغيير في الزمرة الحاكمة تفرضه حكومات رأسماليّة – إمبرياليّة عبر العالم و لن يكون ثورة – و بالفعل قد أدمجت الإمبرياليّة النظام القائم في إيران ضمن نظامها العالمي طوال 43 سنة و قد تقوم بذلك مجدّدا . الثورة تغيير تاريخيّ يحدث بالمشاركة الواعية لملايين الناس من شتّى فئات المجتمع ، لا سيما من الطبقات المضطَهَدَة و المستغَلّة . و لنكون واضحين بشكل خاص ، نقول إنّ الثورة تعنى الإطاحة بنظام الجمهوريّة الإسلاميّة و بمجمل جيشها و جهاز دولتها و مؤسّساتها الإيديولوجيّة بوساطة نضال شامل منظّم لملايين الناس الواعين و هدفهم تركيز دولة إشتراكيّة. لماذا دولة إشتراكيّة ؟ لأنّ هذه الدولة هي الوحيدة التي تهدف إلى إجتثاث نمط الإنتاج الرأسمالي . و لماذا يجب إجتثاث نمط الإنتاج الرأسمالي ؟ لأنّه أساس إضطهاد و إستغلال غالبيّة المجتمع و سيره ينتج إنقسامات طبقيّة و فقر و بطالة و إضطهاد النساء و إضطهاد الأقلّيات القوميّة و حروب مدمّرة و تحطيم للبيئة . قاعدة الجمهوريّة افسلاميّة هي نمط الإنتاج الرأسماليّ . وهي تختلف عن نظام الشاه بكونها تدمج الدين و الدولة ، و قد أقام نظام هذه الجمهوريّة الإسلاميّة هالة من التقديس اللأبديّ للإضطهاد و افستغلال الرأسماليّين ليجعل ضحاياه يستسلمون . و إن لم يستسلموا ، يتّهمون ب " خوض حرب ضد الإلاه " و يقع قمعهم . و ليست الجمهوريّة الإسلاميّة وحدها هي التي تملك قاعدة إقتصاديّة رأسماليّة . فالعالم بأكمله [ حاليّا ] قائم على النظام الرأسمالي – الإمبريالي . و جزء من هذا النظام العالمي يتمثّل في البلدان الرأسماليّة الإمبرياليّة ( بأوروبا و أمريكا الشماليّة و الصين و روسيا ) و الجزء الاخر من البلدان يقع تحت هيمنة البلدان الإمبرياليّة و موجود في آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينيّة . و الجمهوريّة الإسلاميّة و جميع الأنظمة الإضطهاديّة كنظام الشاه ، نتاج لهذا النظام العالمي وهي مدمجة في هياكل حكم هذا النظام العالمي . و صعود الأصوليّين الفاشيّين في الشرق الأوسط ، و اليوم ، صعود المسيحيّين الفاشيّين في الولايات المتّحدة ينبع من سير هذا النظام العالمي . و قد أفرزت هذه الوحشيّة [ الآن ] ضرورة القضاء على الرأسماليّة و رمي النظام الطبقي [ في مزبلة التاريخ ] لإرساء مجتمع شيوعيّ . و تبعات عدم تلبية هذه الضرورة ستكون عذابات أفظع وقعا – و ليس للشعب الإيراني فحسب و إنّما أيضا للإنسانيّة قاطبة . في ظلّ مثل هذه الظروف ، سيكون أسوأ من الجنون التفريط في الفرص التي يوفّرها التمرّد الحالي للقيام بالثورة . و إن كانت مقاربتنا للثورة شيئا مغايرا لهذا الذى شرحنا ، لن نبلغ أبدا مجتمعا عادلا ؛ و الدم الذى سال في الشوارع و تضحيات الشعب ستذهب سُدى . و مع ذلك ، ثمّة إمكانيّة لعدم التفريط في هذه الفرص بفضل إمتلاكنا لعلم الثورة الذى يشرح لماذا الثورة ضروريّة و ما تعنيه و طريق إنجازها . و بتحرير الغالبيّة العظمى من الشعب يمكن عمليّا بلوغ مثل هذه الثورة – حتّى و إن لم تكن هذه الغالبيّة على وعي بذلك في الوقت الحاضر . مهمّة و سياسة اليوم هي إيجاد حركة سياسيّة قويّة من أجل ثورة شيوعيّة و ذلك في خضمّ المعركة الجارية التي ينبغي أن تستمرّ إلى أن تجري الإطاحة بالجمهوريّة الإسلاميّة . معرفة العراقيل في طريقنا و تجاوزها : الطريق أمامنا متعرّج و نحتاج إلى تشخيص العراقيل لأجل رفعها . و من ذلك أنّ الجماهير تستخدم عن خطأ مفهوم " الوضع الثوريّ " على انّه ينطبق على الوضع الراهن حتّى و إن كنّا بعيدين جدّا عن هذا الوضع الثوريّ الذى يتحدّثون عنه . لدينا الكثير من العمل للإنجاز لبلوغ مثل هذا الوضع . " الوضع الثوريّ " مفهوم نظريّ هام يشرحه علم الشيوعيّة، وهو يحبل على ظروف تجعل إنتصار الثورة ممكنا . و قد لخّص بوب أفاكيان الشروط الضروريّة الثلاثة للوضع الثوري فقال : " أزمة في المجتمع و في الحكم تكون عميقة و تمزّق " السير العادي للأشياء " بحيث أنّ الذين يحكموننا منذ مدّة طويلة جدّا لم يعودوا قادرين على فعل ذلك بالطريقة " العاديّة " التي إعتاد الناس القبول بها . شعب ثوريّ يعدّ الملايين و الملايين يكون " ولاءه " لهذا النظام تمزّق و تصميمه على القتال من أجل مجتمع أعدل أكبر من خشيته القمع العنيف لهذا النظام . قوّة ثوريّة منظّمة – متكوّنة من أعداد متزايدة بإستمرار من الناس من ضمن الأكثر إضطِهادا و لكن أيضا من عديد فئات المجتمع الأخرى – قوّة تعتمد على و تعمل بمنهجيّة لتطبيق المقاربة الأكثر علميّة من أجل البناء للثورة ثم إنجازها ، وهو بصورة متصاعدة محطّ أنظار الجماهير الشعبيّة الباحثة عن قيادتها لإحداث تغيير راديكالي نحتاجه بصفة إستعجاليّة." ( " شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا : أزمة عميقة و إنقسامات متعمّقة و إمكانيّة حرب أهليّة مرتقبة – و الثورة التي نحتاج بصفة إستعجاليّة - أساس ضروريّ و خارطة طريق أساسيّة لهذه الثورة ؛ لبوب أفاكيان )
و هذه الشروط الثلاثة لا تتحرّك بصفة منفصلة عن بعضها البعض بل إنّ علاقتها التفاعليّة ديناميكيّة . و بدرجة تحرّك أيّ منها إلى الأمام يتأثّر الشرطين الآخرين و لتطوّر الشرط الثاني تأثير حيويّ على وضع الشرطين الآخرين . و بداية لنلقى نظرة على الشرط الأوّل ، تحديدا ظهور أزمة عميقة و مربكة لصفوف الطبقة الحاكمة . ما هي " الممارسة العاديّة " للجمهوريّة الإسلاميّة و ما الذى جعل الناس يعتادون القبول بها ؟ الأمر الأهمّ هنا هو الحكم الدينيّ و إجباريّة الحجاب من أبرز رموزه . ما عاد قسم من الجماهير يؤمن بأنّ المجتمع ينبغي أن يُحكم بواسطة جملة من المعتقدات و السيرورات الدينيّة ، و في نظره فقدت الجمهوريّة افسلاميّة كامل شرعيّتها في حكم المجتمع . إنّ مراطون صمود التمرّد الذى إنفجر من كلّ جوانب المجتمع قد اضعف كثيرا قدرة النظام على التحكّم في المجتمع . و قد حدثت عدّة تصدّعات في صفوف النظام زاد من حدّتها التمرّد الجاري . بيد أنّ النظام لم يشهد إنقساما في صفوفه . مختلف كتل الطبقة الحاكمة بلغت توافقا ضد هذا التمرّد ( على ألقلّ مؤقّتا ) ، بممعنى أنّهم بداية " يكبحون جماحه " و تاليا يدخلون بعض " الإصلاحات " على نظامهم . في الواقع ، الناطقون الرسميّ,ن بغسم هذا " التوافق " كانوا أولئك الذين " قد إستبعدوا من المشاركة " سابقا و" إستبعدوا من الإختيار والإنتخاب " من قبل العصابة الحاكمة وعلى رأسها الخاميني: أناس كلاريجاني [ سياسيّا محافظ كان رئيس البرلمان سابقا [ و خاتمي [ الرئيس " الإصلاحي " السابق ] و بهزاد نبفى [ عضو البرلمان و ناقد للإنتخابات و سجين سابقا ] لكنّهم على قناعة هم أنفسهم أنّ الشيء الوحيد المتبقّى لتظلّ الجمهوريّة افسلاميّة على قيد الحياة هو القمع . إنّهم متحالفون مع أشباه مصطفى مرسليم ، " عضو مجلس الشورى " الذى يعتقد أنّ الحكم الدينيّ ( التيوقراطي ) يجب الحفاظ عليه و أنّ إجباريّة الحجاب و قمع النساء مركزيّ للحفاظ على الحكم الدينيّ . إنّ التحالف التي عُقد بين مختلف كتل الجمهوريّة الإسلاميّة ليس مردّه الخوف من " الغد " و " إعدام الجميع " على يد الشعب ( على حدّ تعبير حاكم مازندران ) فحسب بل هو رغبتهم الحقيقيّة في التمسّك بالحكم الدينيّ . هذا ما نقصده حين نقول إنّه لم يحدث إنقسام في صفوف هذه الطبقة الحاكمة . مقياس إنقسام في صفوف الطبقة الحاكمة سيكون أنّ جناحا أو كتلة تقول إنّ الحكم الدينيّ لم يعد من الممكن الحفاظ عليه و تتصرّف وفقا لذلك . و علاوة على ذلك ، لا تزال القاعدة الفاشيّة المنظّمة للنظام و قوّتها التي يحرّكها التديّن قائمة . و ختاما ، يتمتّع النظام بدعم القوى الرأسماليّة – الإمبرياليّة كروسيا و الصين اللتان تحتاجان بيأس إلى الهيمنة على " حقل لعب " إيران في نزاعاتها العالميّة مع الإمبرياليّين الغربيّين . و ليس للجانبين المتنازعين ( ما يسمّى الغرب و الشرق ) من تحفّظ في ما يتعلّق بتحويل إيران إلى مسرح للحروب بالوكالة كما تجرى في أوكرانيا . هناك إذن عوامل على تناقضاتها حالت دون الطبقة الحاكمة للجمهوريّة الإسلاميّة و حدوث إنقسام في صفوفها . هدف تقييم علميّ لتعقّد الوضع هو التشديد على أنّنا [ نحتاج إلى ] رؤية المنعرجات و الإلتواءات في الطريق كي نتمكّن من تحديد مهامنا و الإستعداد للتحرّك قدما تحرّكا مظفّرا . و إلى الشرط الثاني من تشكّل " الوضع الثوريّ " . فقدان النظام الحاكم توازنه تماما و تقييد أيدى حلفائه الإمبرياليّين يرتهنان كلّيا بالشرط الثانيّ و على وجه التحديد ‘نشاء " أناس ثوريّين يعدّون بالملايين " . هناك إختلاف بين الإلتحاق بالتمرّد الراهن و إنشاء الملايين الذين يكونون على وعي بالإختلاف بين الثورة وتغيير شكليّ في النظام يخدم مصلحة فئة قليلة ؛ و الملايين الواعون لا ينوون القبول بأيّ شيء أقلّ من الثورة . يتشكّل الشعب الثوريّ نتيجة الوعي بالهدف الثوريّ و التصميم على القتال من أجل ذلك الهدف الثوريّ . و من هذا الوعي تتأتّى ليس الجسارة اللازمة فحسب بل كذلك المبادرة و التخطيط و القدرة على سحق أعمدة جهاز الدولة القديمة و بناء خطوة خطوة الجهاز المستقبلي للدولة الجديدة . لقد أحدث التمرّد الراهن تغييرا هاما في تفكير مئات الآلاف و حتّى الملايين . و تمّ تمزيق الهيمنة الفكريّة للجمهوريّة الإسلاميّة بعدّة طرق . و عدد كبير من النساء و الرجال من الشباب ينجزون مهمّتهم و يحرّضون قطاعات أخرى من الجماهير ضد الحكم و الحاجة إلى التضحية في هذه المعارك . و قد أفرز التنوّع المناطقيّ للتمرّد تنوّعا مذهلا و وحدة جميلة عبر البلاد حيويّة لكسب الحرب الثوريّة القادمة و بناء المجتمع الجديد المستقبليّ. و لسوء الحظّ ، لا تزال أسطورة " الوطنيّة " و العلَم " قويّة و راسخة في أذهان العديد من الناس ، إلاّ أنّ تفوقذ الفرس على الأمم غير الفارسيّة تلقّى صفعة قويّة . و بات دور النساء كقوذة أساسيّة في التغيير الراديكالي للمجتمع واقع من غير الممكن إنكاره . و هذا مكسب هائل . للكن لا يزال هناك طريق طويل للتوصّل إلى تغيير أفكار الجماهير . و بقايا الثقافة الذكوريّة / البطرياركيّة و تفوّق " الأرض الفارسيّة العظيمة " [ الشوفينيّة ] يجب أخذه بجدّية بما أنّه يجرى تشجيعه و توطيده بألف طريقة و طريقة . و يرتهن تعزيز المكاسب الراهنة بعمق بتوصّل عشرات الآلاف و تاليا ملايين الرجال و النساء إلى إدراك أنّ الإضطهاد الذكوريّ / البطرياركي متجذّر في النظام الاقتصادي – الاجتماعي المسمّى راسماليّة . و طالما ظلّ النظام الرأسمالي قائما – سواء كنظام الجمهوريّة الإسلاميّة أو كنظام مُلُكي أو كجمهوريّة ديمقراطيّة أو سواها من أشكال الحكم – سيغذّى إضطهاد النساء و سيعيد إنتاج العلاقات افجتماعيّة الذكوريّة / البطرياركيّة و ما يرتبط بها من الإيديولوجيّات المنحطّة . عند إدراك هذا الواقع ، بوسع المرء رؤية كيف يتداخل هذا الإضطهاد الاجتماعي مع الإختلافات الطبقيّة و مع الفقر و البطالة و العلاقات الإجتماعيّة الإضطهاديّة الأخرى مثل إضطهاد الأقلّيات القوميّة و الكوارث مثل الحروب القذرة المناطقيّة و الإمبرياليّة ، و كذلك تدمير البيئة . و كلّ هذا جزء لا يتجزّأ من المصنع افقتصادي – الاجتماعي الرأسمالي . و جميع هذه العوامل متّصلة بمضمون الثورة التي نحتاجها وهي تخبرنا بنوع القيادة التي تحتاجها هذه الثورة . و نمرّ إلى الشرط الثالث لتشكّل الوضع الثوريّ . و نقصد وجود " قوّة ثوريّة منظّمة – متكوّنة من أعداد متزايدة بإستمرار من الناس من ضمن الأكثر إضطِهادا و لكن أيضا من عديد فئات المجتمع الأخرى – قوّة تعتمد على و تعمل بمنهجيّة لتطبيق المقاربة الأكثر علميّة من أجل البناء للثورة ثم إنجازها ، وهو بصورة متصاعدة محطّ أنظار الجماهير الشعبيّة الباحثة عن قيادتها لإحداث تغيير راديكالي نحتاجه بصفة إستعجاليّة ." ( بوب أفاكيان ، " شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا : أزمة عميقة و إنقسامات متعمّقة و إمكانيّة حرب أهليّة مرتقبة – و الثورة التي نحتاج بصفة إستعجاليّة - أساس ضروريّ و خارطة طريق أساسيّة لهذه الثورة ؛ التشديد مضاف ) هذه المقاربة العلميّة هي علم الشيوعية الجديدة التي يقوم عليها حزبنا ، الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينينيّ – الماويّ ) و من واجبنا أن نتصرّف وفق هذا الأساس لإنشاء مثل هذه القوّة و توسيع صفوفها . عند إنجاز هذه المهمّة ، مشتغلين على الشرط الثاني ( إنشاء حركة ثوريّة للملايين ) أمر حيويّ و حينما تتشكّل هكذا قوّة ، يمكن تنظيم حرب ثوريّة [ و القتال إلى ] تحقيق الإنتصار النهائيّ ، بقوّة تنمو بإستمرار و قادة ثوريّين مدرّبين و محنّكين. ليس يمكن لأيذة ثورة أن تنجح دون [ إفتكاك ] السلطة السياسيّة . فدون سلطة [ دولة ] ليس ممكنا أبدا تحطيم النظام الاقتصادي – الاجتماعي القديم و تعويضه بنظام جديد و عادل . و للإشتغال على الشرطين الثاني و الثالث ، نعوّل على وثائق ثلاث للحزب يمكن العثور عليها في جميع منشورات الحزب و قنوات إتّصاله . و اليوم ، مع ذلك ، يجب أن نبلّغ بصفة خاصة إلى الجماهير " التوجيهات الثلاثة " الموجودة في الفصل الرابع من وثيقة " بيان الثورة الشيوعيّة في إيران و برنامجها " . و بمستطاعنا إستخدام هذه التوجيهات الثلاثة بأربعة طرق : 1- توزيع المعلومات على العموم في ما يتعلّق بما يجب أن تكون عليه تحرّكاتنا و خطواتنا العمليّة في اليوم الموالي للإطاحة بالجمهوريّة الإسلاميّة و ذلك لإجتثاث جذور النظام و فسح المجال لإرساء مجتمع عادل . 2- إستخدام " التوجيهات الثلاثة " مقياسا للتمييز بين كافة الذين يمكن الوحدة معهم مقابل القوى السياسيّة المنتمية إلى الطبقات البرجوازيّة التي لا تزال تسعى إلى تركيز نفسها في السلطة بعد " إنهيار " الجمهوريّة الإسلاميّة ( سواء كانت مُلُكيّة أم مجلس إنتقالي أم أيّة مؤسّسة أخرى تطالب بالمسك بمقاليد مستقبل المجتمع و توجيهه ). 3- إستعمال هذه التوجيهات لعقد تحالفات نضاليّة صغرى و كبرى في ألحياء و المصانع و المدن و القرى و مع الروابط الجماعيّة المتنوّعة ... من أجل الغد . 4- تنظيم تحرّكات جماعيّة لتطبيق كلّ جوانب هذه الخطوات لجعل الجمهوريّة الإسلاميّة هدفا للنضال الذى يمكن تكريسه بداية من اليوم و في جميع الأوضاع أثناء تطوّر التمرّد . و على سبيل المثال ، تحدّى الخطوط الحمراء في ما يتّصل بإجباريّة الحجاب و التمييز الجندريّ و عدم القيام بالممارسات الدينيّة و رفض الحضور في محاكم لاعدالة الجمهوريّة الإسلاميّة ، و الضغط على المراكز المناطقيّة لتقديم شهادات الولادة لكي تصدر شهادات ميلاد و بطاقات هويّة لجماهير البالوش و الأفغانيّين . و الأهمّ هو الدعوة إلى إطلاق سراح لا مشروط لكلّ المساجين السياسيّين إلخ . متى أقمنا صرح هذه الحركة الثوريّة ، يمكن أن نشرع في تطوير المؤسّسات المفاتيح و أسس الحكم المستقبليّ – من الأسفل بتشريك الجماهير من شتّى فئات المجتمع الواعية و المؤمنة بأهداف هذه الثورة . أي نوع من " الحكم المؤقّت " يجب ان يعبّر عن كلّ هذه التوجيهات و لا شيء أقلّ من ذلك ؟ لا يمكن للثورة أن تحصر نفسها في مجرّد توسيع التمرّد الراهن و إنّما يجب أن يجد هذا التمرّد صدى صوته الواضح في علاقة بالبديل المستقبلي . الكيانات السياسيّة البرجوازيّة التي ترغب في فرض وجهات نظرها و جداول أعمالها ( من مثل أنصار المَلَكيّة البهلوانيّين و المجلس الإنتقالي إلخ 9 تقول إنّه عقب الإطاحة بالجمهوريّة الإسلاميّة ، تفاصيل المجتمع المستقبلي و النظام القادم سيحدّدها " المجلس التأسيسيّ المتكوّن من كافة وجهات النظر " و تاليا يتمّ التوجّه إلى صناديق الإقتراع ! ما من ديماغوجيّة و نفاق أكبر من هذه " الديمقراطيّة " الشعبويّة فكلّ كيان سياسيّ – إجتماعي يملك فهما لبديله المستقبلي في تلك اللحظة بالذات ، سيتحكّم في تكوين المجلس التأسيسي و في صناديق الإقتراع . لا شكّ في أنّ هذه القوى تملك بوضوح بديلا مستقبليّا خاصا وهي تتآمر لعقد تحالفات محلّية و عالميّة . بيد أنّه ليس لدي الناس بعدُ وضوح بصدد البديل الذى سيخدم مصلحتهم المباشرة و البعيدة المدى ! و عليه ، بداية من اليوم، يترتّب علينا أن نوضّح ما هي الكيانات التي سنتحالف معها في المستقبل . لا بدّ من إنشاء تحالف قويّ على أساس مضمون المستقبل المرغوب فيه و الممكن : كيما يتحقّق هذا من الآن فصاعدا على الجماهير أن تفهم ما هي القوانين التي ستعوّض دستور و قوانين الشريعة و القوانين المدنيّة للجمهوريّة الإسلاميّة ، لتلبية حقيقيّة للحقوق المتساوية الحقيقيّة السياسيّة منها و الإقتصاديّة و الإجتماعيّة لكامل السكّان ، و بوجه خاص حقوق النساء و شعوب الأمم المضطَهَدَة . كيف سيتمّ ضمان حرّية الفكر و التعبير و حرّية الاجتماع و حرّية الصحافة و حرّية تشكيل منظّمات و أحزاب ، و حرّية الإضراب و حرّية المعارضة و النقد الجماهيريّظ كيف سيتمّ إستخدام المؤسّسات المصادرة للتوفير الإستعجالي للسكن و العلاج الطبّي و التعليم للجميع لا سيما للذين يوجدون في المناطق المحرومة ؟ و بأيّة سرعة سيتمكّن الأطفال العاملون الأفغانيّون و المهاجرون من التمتّع بحقوقهم [ الجديدة ] ؟ ما هو نوع الاقتصاد الذى سيجتثّ الإضطهاد و الإستغلال و الفقر و البطالة و سيمنع تدمير البيئة ؟ يحتاج الناس إلى أن يكتشفوا من الآن فصاعدا ما الذى سيحدث لجيش النظام القائم و مؤسّساته الأمنيّة و إلى كيف سينجز الفصل التام بين الدين و الدولة لمنع إستخدام الدين بأيّة صفة أو شكل في البنية الفوقيّة القانونيّة و القضائيّة و التعليميّة و الأسريّة ؟ ماذا سنفعل بالإتّفاقيّات العسكريّة و الأمنيّة و الإقتصاديّة للجمهوريّة الإسلاميّة مع القوى الإمبرياليّة ؟ ما هي القوى و بايّ نوع من السياسة ستستولى على الثكنات و الوزارات و البنوك و الإذاعات و القنوات التلفزيّة و وسائل الإتّصال و الصناعات و السدود و المزارع و ما الذى سيتمّ فعله بها ؟ ما هو مآل المؤسّسات الدينيّة و الأراضي الفلاحيّة الشاسعة التي يملكها " جهاد البناء " و مؤسّسة الضريح المقدّس للإمام رضا [ و هما مؤسّستان يعدّ رأسمال كلّ واحدة منها بالمليارات ] إلخ ؟ ماذا سيحصل للسدود و خزّانات المياه ؟ كيف ستتشكّل مجالس الفقراء و العمّال و الفلاّحين الذين لا يملكون أرضا في كلّ منطقة و كيف سيجرى تسييرها ؟ كيف ستدار مجالس الساتذة و المعلّمين والطلبة و التلامذة التي تكون قد تشكّلت أثناء الثورة و كيف ستسيّر المؤسّسات التعليميّة ؟ و ماذا عن عشرات المواضيع الكبرى و الحيويّة المتّصلة بطبيعة و مبادئ المجتمع المستقبلي المرغوب فيه و الممكن ؟ و لا يجب أبدا نستهين أو نفاجأ بالجهود التي ستبذلها القوى البرجوازيّة المطاح بها من السلطة لتحافظ على نظامها الطبقيّ. يجب تعرية و تمزيق شعارها الإنتهازي المنادي ب " الوحدة ، الوحدة " فالمهمّة الحيويّة على جدول الأعمال اليوم هي بذل المجتمع قصارى الجهود لتوفير مستلزمات الإطاحة بهذا النظام و إرساء جمهوريّة إشتراكيّة جديدة – و لا شيء أقلّ من ذلك ! و الشعرات الإنتهازيّة مثل " الوحدة ، الوحدة " لا تخدم سوى إعاقة وتعطيل هذه المساعي و لا يتعيّن أن نسمح بذلك . و من هنا ، بلا تردّد ينبغي أن نروّج الثورة الشيوعيّة كبديل في صفوف الجماهير و نتأكّد من أن يكون صداها جليّا و صوتها عاليا و مؤثّرا عبر البلاد قاطبة . لا يمكن أن نحوّل الفرص المذهلة للتمرّد الحاليّ و التمرّدات الأعظم القادمة إلى قوّة تعبّد الطريق لتشييد مجتمع يساعد في تجاوز الجماهير للفظائع التي تعيشها راهنا إلاّ بإنشاء حركة من أجل الثورة تتبنّى هذا المضمون . -----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا : أزمة عميقة و إنقسامات متعمّقة
...
-
شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا : أزمة عميقة و إنقسامات متعمّقة
...
-
شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا : أزمة عميقة و إنقسامات متعمّقة
...
-
مقتطف من كتاب - الثورة الشيوعية في الولايات المتّحدة الأمريك
...
-
الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينينيّ – الماويّ ) :
...
-
وجهات نظر متباينة بشأن معنى الحياة و الموت : ما الذى يستحقّ
...
-
لا ضرورة مستمرّة و الأمل على أساس علميّ : عالم مختلف راديكال
...
-
المصالح الخاصّة و المصالح العامة – التمييز بين المصالح الطبق
...
-
مقارنة بين وجهة نظر الشيوعيّة و مقاربتها و وجهة نظر الرأسمال
...
-
الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسيّ – اللينينيّ – الماويّ ) :
...
-
الرهانات الكبرى في أوكرانيا و التهديد بحرب نوويّة و مصالح ال
...
-
الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) : قد
...
-
الفرديّة الخبيثة و الفرديّة الغافلة – النقطة الثانية من الخط
...
-
فضح الأكاذيب و كشف الحقائق – حول وفاة ميخاييل غرباتشاف ، الق
...
-
لا أمل مقابل لا ضرورة مستمرّة – النقطة الأولى من الخطاب الثا
...
-
الجذور العالميّة لإضطهاد النساء و النضال العالمي ضدّه
-
لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة ( م
...
-
لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة ( ج
...
-
لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة ( ج
...
-
تُسجن و تُعذّب النساء الإيرانيّات لمقاومتهنّ الحجاب الإجباري
...
المزيد.....
-
العدد 615 من جريدة النهج الديمقراطي
-
تـحـيـة وتـهـنـئـة حزب الشعب الفلسطيني في الذكرى الـ 90 لا
...
-
الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين بتل أبيب
-
بيان مشترك.. لفصائل المقاومة الفلسطينية
-
كلمة الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي في تأبين الر
...
-
صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28يوليوز 2025
-
-الشيوخ- الأمريكي يحبط محاولة بيرني ساندرز لمنع بيع الأسلحة
...
-
بلاغ الكتابة التنفيذية للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي
-
“الإنسانية” في حوار مع الرفيق جورج ابراهيم عبدالله بالقبيات
...
-
بيان الحزب الشيوعي السوداني بشأن بإعلان الحكومة الموازية برئ
...
المزيد.....
-
الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي
...
/ مسعد عربيد
-
أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا
...
/ بندر نوري
-
كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة
/ شادي الشماوي
-
الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة:
...
/ رزكار عقراوي
-
متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024
/ شادي الشماوي
-
الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار
/ حسين علوان حسين
-
ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية
/ سيلفيا فيديريتشي
-
البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية
/ حازم كويي
-
لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات)
/ مارسيل ليبمان
المزيد.....
|