أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - مقتطف من كتاب - الثورة الشيوعية في الولايات المتّحدة الأمريكيّة : ضروريّة و ممكنة ...- - الخطاب الثالث : شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا















المزيد.....



مقتطف من كتاب - الثورة الشيوعية في الولايات المتّحدة الأمريكيّة : ضروريّة و ممكنة ...- - الخطاب الثالث : شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 7412 - 2022 / 10 / 25 - 23:14
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مقتطف من كتاب " الثورة الشيوعية في الولايات المتّحدة الأمريكيّة : ضروريّة و ممكنة ..."
الخطاب الثالث : شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا
شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا : أزمة عميقة و إنقسامات متعمّقة و إمكانيّة حرب أهليّة مرتقبة – و الثورة التي نحتاج بصفة إستعجاليّة
أساس ضروريّ و خارطة طريق أساسيّة لهذه الثورة
خطاب لبوب أفاكيان ، قائد ثوريّ و مؤلّف " الشيوعيّة الجديدة "
جريدة " الثورة " عدد 730 ، 13 ديسمبر 2021
https://revcom.us/en/bob_avakian/something-terrible-or-something-truly-emancipating-profound-crisis-deepening-divisions

في ثنايا هذا الخطاب ، سأحيل على و أتعمّق أكثر في نقاط مفاتيح تطرّقت لها وثيقتان هامتان للغاية منشورتان بشكل بارز على صفحات موقع أنترنت revcom.us : " بيان و نداء للتنظّم الآن من أجل ثورة فعليّة " و مقال كتبته عقب صدور ذلك البيان ، " هذا زمن نادر حيث تصبح الثورة ممكنة – لماذا ذلك كذلك و كيف نغتنم هذه الفرصة النادرة " . لذا على جميع الراغبين و الراغبات في الإنكباب في دراسة هذا الخطاب ، على جميع المهتمّين و المهتمّات بالمسائل الحيويّة التي يتناولها بالبحث ، إيلاء أهمّية كذلك لأن يتفحّصوا ( أو يعودوا إلى ) و يتعمّقوا في نقاش هتين الوثيقتين أيضا – و أن يتوجّهوا بصورة منتظمة إلى موقع الأنترنت الذى مرّ بنا ذكره للتوّ وأن يشاهدوا و يتابعوا البرنامج الأسبوعي على اليوتيوب، " الثورة ، لا شيء أقلّ من ذلك " ، و كلاهما يقدّمان مساهمة في البناء من أجل الثورة . هنا ما سأتوّلى الحديث عنه ، كما يُعلن ذلك العنوان ، هو أساس ضروريّ و خارطة طريق أساسيّة لهذه الثورة .
و أودّ لفت النظر إلى كونى سأصدح بقول ما يجب قوله عن حال الأشياء كما هي و لماذا هي كذلك و إلى أين تتّجه و ما الذى نحتاج فعله لتغيير هذا المسار تغييرا راديكاليّا إيجابيّا – و كجزء من هذا ، سأتحدّث بشكل صريح عن بعض الحقائق التي تنزع إلى إزعاج البعض و ( بالإحالة على جملة لبوب ديلان ) الوقت يتأخرّ و ليس هناك مجال للحديث الآن بشكل خاطئ . بيد أنّى لا أقوم بهذا من منطلق غرق و يغرق فيه بعمق كبير الكثيرون بحيث يختنقون و لا يستطيعون التنفّس ، بمعنى طرق التفكير و السلوك التي تخدم تأبيد إضطهادهم و إهانتهم الخاصين ، و إضطهاد و إهانة الآخرين أيضا . لا ، أنا أقوم بهذا تحديدا إنطلاقا من فهم أنّ الجماهير الشعبيّة لا تحتاج فحسب بل بوسعها كذلك أن تحدث قطيعة عميقة مع هذا – أن تغيّر نفسها تغييرا راديكاليّا كجزء من و في سيرورة التغيير الراديكالي للعالم ، تغييرا تحريريّا .
و لننطلق .
إليكم كيف تُطرح المسألة : كثير من الناس - بمن فيهم البعض مثل مارتن لوثر كينغ – قد حاججوا بأنّ محاولة القيام بثورة للإطاحة بهذا النظام عمليّة إنتحاريّة لا سيما بالنسبة إلى السود في هذه البلاد – في حين أنّ ، في الواقع ، السود و الجماهير المضطهَدَة و المستغَلّة الأخرى ، تحتاج بعمق و بيأس إلى هذه الثورة . و في الواقع مثل هذه الثورة يمكن أن تنجح غير أنّ هذا ليس ممكنا خاصة ضد قوى طبقة حاكمة عتيّة كما هو الحال في هذه البلاد إلاّ في زمن و في ظروف نادرين . و هاكم حقيقة غاية في الأهمّية : هذا زمن و هذه ظروف من الأزمان و الظروف النادرين .
و هذا الزمن النادر يجب علينا عدم إهداره و تفويته و تضييعه . بالأحرى ، يجب أن نعدّ للثورة إعدادا نشيطا و أن نعمل من أجلها بحيويّة و مثابرة – الآن و بثبات – لبناء قوى موجّهة علميّا و منظّمة بصرامة و لإعداد الأرضيّة لقيام هذه الثورة . و لهذا ، نقول نحن الشيوعيّون الثوريّون :
" إلى كلّ من لا يقبل بهذا العالم كما هو ... إلى من يزعجه و يتسبّب له في القرف أن يعامل عديد الناس على أنّهم أدنى من البشر ... إلى من يعرف أنّ زعم " الحرّية و العدالة للجميع " محض كذب ... إلى من يتملّكه الغضب الشرعيّ جرّاء إستمرار الظلم و اللامساواة ... إلى كلّ من يتعذّب في فهم إلى أين تمضى الأمور و واقع أن نكون شبابا اليوم يعنى عدم توفّر مستقبل كريم أو أي مستقبل أصلا ... إلى كلّ من حلم يوما بشيء أفضل أو حتّى تساءل إن كان ذلك ممكنا ... كلّ من يتطلّع إلى عالم خال من الإضطهاد و الإستغلال و الفقر و تدمير البيئة ... إلى كلّ من له / لها قلب يحفّزه على القتال في سبيل شيء يستحقّ حقّا النضال من أجله : تحتاجون إلى أن تكونوا جزء من هذه الثورة . "
إنّنا بصدد الحديث عن ثورة فعليّة و لسنا نتلهّى ببعض التغييرات التي تترك هذا النظام في مكانه وفى السلطة و الحال أنّ قلّة قليلة هي التي تستفيد منه . و مثلما يوضّح ذلك بجلاء " بيان ونداء ..." :
" الثورة تعنى قوّة الملايين من شتّى أنحاء المجتمع تكون منظّمة من أجل قتال هذا النظام على كافة الجبهات و من أجل تعويضه بنظام إقتصادي و سياسي مغاير راديكاليّا و أفضل بكثير ، نظام إشتراكي قائم على تلبية حاجيات الناس و التقدّم بالنضال في سبيل عالم شيوعي أين ستوضع في الختام نهاية في كلّ مكان من كوكبنا للإستغلال و الإضطهاد و تحطيم البيئة المبنيّين في أسس هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، و أيّ شيء أقلّ من هذه الثورة سيخفق تمام الإخفاق في معالجة جذور كافة المشاكل أي لن يؤدّي إلى ثورة فعليّة . " [ التشديد مضاف في الجملة الأخيرة ]
و بالتالى ، لنتعمّق أكثر في لماذا نعدّ هذا الزمن من الأزمنة النادرة و نعدّ هذه الظروف من الظروف النادرة التي تصبح فيها الثورة ممكنة ، و ما الذى يترتّب عليها القيام به لإيجاد فرصة حقيقيّة كي تنجح عمليّا هذه الثورة .
بادئ ذي بدء ، لنوضّح هذه الحقائق الأساسيّة :
نعيش في ظلّ نظام هو النظام الرأسمالي – الإمبريالي ( الرأسماليّة نظام إقتصادي و سياسي للإستغلال و الإضطهاد ، و الإمبرياليّة تحيل على الطبيعة العالميّة لهذا النظام ).
و هذا النظام هو المتسبّب الأساسيّ في العذابات الهائلة التي تتعرّض لها الجماهير عبر العالم ؛ وهو يمثّل تهديدا متصاعدا لوجود الإنسانيّة ذاتها و ذلك بتحطيمه المتسارع للبيئة العالميّة و رفعه من خطر حرب نوويّة بين القوى الإمبرياليّة كالولايات المتّحدة و الصين .
و كلّ هذا واقع ما من أحد قادر على الفرار منه . فإمّا أن نغيّره تغييرا راديكاليّا إيجابيّا و إمّا سيجرى تغييره تغييرا سلبيّا.
و كيما نكون واضحين غاية الوضوح مجدّدا : يعنى التغيير الإيجابي القيام بالثورة - بثورة حقيقيّة للإطاحة بهذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي و تعويضه بنظام مختلف راديكاليّا و تحريريّا . ذلك أنّنا نواجه حقيقة أساسيّة أخرى هي أنّه : في عالم اليوم ، يستوجب تغيير المجتمع تغييرا جوهريّا إفتكاك السلطة – الإطاحة بسلطة الدولة القائمة و تركيز سلطة دولة جديدة .
و حقيقة أخرى هامّة جدّا تعثرون عليها في " بيان و نداء..." :
" لقد رأينا القوّة الكامنة لثورة تجلّت بقوّة فقط في الصائفة الفارطة حينما نهض معا ملايين الناس من كافة الأجناس و الأنواع الإجتماعيّة عبر البلاد بأكملها ، ضد الإضطهاد العنصريّ و إرتكاب الشرطة لجرائم القتل . و قد شاهدنا هذه القوّة الكامنة في الإحتجاجات الجماهيريّة للنساء ، في بلدان عبر العالم قاطبة ، الرافضات القبول بإهانتهنّ و دوس حقوقهنّ. و قد تكثّفت هذه القوّة الكامنة أيضا في الأسى و اللوعة اللذين عبّر عنهما العلماء و ملايين الناس العاديّين بخصوص تواصل تفاقم أزمة المناخ و التهديد الذى يضعه ذلك لمستقبل الإنسانيّة – أزمة لا يقدر هذا النظام على معالجتها بل لا يقدر إلاّ على مفاقمتها. "
و كما رأينا كذلك ، حين ينزل ملايين الناس إلى الشوارع - و على وجه الخصوص و لمّا يفعلون ذلك ليس ليوم أو زهاء اليوم فحسب ليعبّروا عن مشاعرهم ثمّ يعودون إلى منازلهم و تعود الأمور بسرعة إلى " سالف عهدها " و " سيرها العادي"، و إنّما عندما يفعلون ذلك بتصميم حقيقيّ و بشكل مثابر – فإنّ هذا قد يغيّر " الجوّ و الإصطفاف السياسيّين" في المجتمع ككلّ ما يجبر كلّ فئة من فئات المجتمع و كلّ مؤسّسة حكم كبرى على التفاعل مع الأمر . و مجدّدا لذكر مثال قويّ ، كان ذلك هو الحال مع النهوض الجماهيري في صائفة 2020 .
لكن مهما كانت أهمّية ذلك ، نزول الملايين إلى الشوارع و إن بطريقة نضاليّة مثابرة ، في حدّ ذاته ، لا يمكن أن يؤدّي إلى تغيير جوهريّ لن يحدث إلاّ متى كان النظام الذى يتمرّدون ضدّه قد وقعت الإطاحة به عمليّا .
لقد وُجدت أوضاع في عديد البلدان المختلفة حيث تمرّد قسم من المجتمع و حتّى نزل إلى الشوارع طوال أسابيع و أشهر غير أنّ مؤسّسات الحكم و بوجه خاص الشرطة و الجيش لم يقع " تفكيكهما " و ما كان الناس مستعدّين للمضيّ بالنضال إلى المستوى الموالى – و من ثمّة لم يحدث تغيير جوهريّ . و أيضا وُجدت نتائج كارثيّة لمّا إعتقد الناس الناهضين في تمرّد جماهيريّ ، عن خطأ أنّه ببساطة إعتبارا لعدالة قضيّتهم ، فإنّ القوّات المسلّحة للنظام القائم ستتعاطف معهم و تقف إلى جانبهم – بينما في الواقع ، واصلت هذه القوّات المسلّحة الإضطلاع بدورها كفارضة بالعنف للنظام القائم و تحرّكت عاجلا أم آجلا لقمع الجماهير قمعا عنيفا .
لا ، النظام الإضطهادي يجب الإطاحة به – مؤسّسات القمع العنيف التابعة لهذا النظام يجب على القوّة الثوريّة المنظّمة في نهاية المطاف ، أن تقطّع أوصال تلك المؤسّسات و تلحق ا بها لهزيمة و تفكّكها . هذه ضرورة للمضيّ بالأشياء إلى أبعد من مجرّد الإحتجاج الجماهيري مهما كان مناضلا و مصمّما و كي تتحوّل الأشياء إلى ثورة فعليّة .
و متحدّثين بوجه خاص عن هذه البلاد ، حتّى في وضع تنزل فيه الجماهير إلى الشوارع بطريقة مستمرّة في إطار تمرّد مصمّم ضد الإضطهاد و الظلم ، و حتّى مع تعاطف البعض من القوّات المسلّحة للنظام و تماهيها مع هذا التمرّد ، من المرجّح جدّا أنّ هذا لن يؤدّي بهذه القوّات المسلّحة إلى الإنشقاق عن و إلتحاق جزء منها له دلالته بتمرّد الجماهير على هذا النحو . ( و يصحّ هذا بالأخصّ في ما يتعلّق بالشرطة التي تزخر صفوفها بنواة صلبة من الوحوش اليمينيّين ).
و إنّه لواقع أنّ من أهداف الثورة - و ما سيكون جزءا ضروريّا من إستراتيجيا القوى الثوريّة - سيكون كسب أقسام هامة من القوّات المسلّحة التي تبدأ ضمن معارضة الثورة . لكن إمكانيّة تحقيق هذا و الطريقة التي بها يمكن تحقيق هذا يرتهنان بكيفيّة تطوّر السيرورة الثوريّة .
و لاحقا ، مع نهاية هذا الخطاب ، سأتحدّث عن هذا بصورة مباشرة أكثر و سأتعمّق في بعض المظاهر المفاتيح للعقيدة و المقاربة الإستراتيجيّة التي تحتاج إلى تطبيقها القوى الثوريّة لأجل توفير فرصة حقيقيّة للظفر عندما تنشأ الظروف الضروريّة للقتال الثوري الشامل – بما فيها مقاربة كسب قوى الجانب المنافس في سيرورة ذلك القتال الشامل . و كجزء من هذا، سأتحدّث عن كيف ، في إطار حرب أهليّة فعليّة تُخاض بين فئات متعارضة من المجتمع ، يمكن للأشياء أن تتطوّر على نحو يشقّ صفوف القوّات المسلّحة التي كانت العامود الفقريّ لسلطة الدولة في فرض النظام الرأسمالي – الإمبريالي القائم ، في أثناء هذه الحرب الأهليّة – و ما ستكون تداعيات ذلك على المضيّ بالثورة إلى نهاية مظفّرة .
لكن قبل هذا ، من المهمّ التوغّل في هذه المسألة الجوهريّة : ما هي الظروف الضروريّة للثورة ؟ بكلمات أساسيّة هي :
" أزمة في المجتمع و في الحكم تكون عميقة و تمزّق " السير العادي للأشياء " بحيث أنّ الذين يحكموننا منذ مدّة طويلة جدّا لم يعودوا قادرين على فعل ذلك بالطريقة " العاديّة " التي إعتاد الناس القبول بها .
شعب ثوريّ يعدّ الملايين و الملايين يكون " ولاءه " لهذا النظام تمزّق و تصميمه على القتال من أجل مجتمع أعدل أكبر من خشيته القمع العنيف لهذا النظام .
قوّة ثوريّة منظّمة – متكوّنة من أعداد متزايدة بإستمرار من الناس من ضمن الأكثر إضطِهادا و لكن أيضا من عديد فئات المجتمع الأخرى – قوّة تعتمد على و تعمل بمنهجيّة لتطبيق المقاربة الأكثر علميّة من أجل البناء للثورة ثم إنجازها ، وهو بصورة متصاعدة محطّ أنظار الجماهير الشعبيّة الباحثة عن قيادتها لإحداث تغيير راديكالي نحتاجه بصفة إستعجاليّة."
[ من " هذا زمن نادر حيث تصبح الثورة ممكنة – لماذا ذلك كذلك و كيف نغتنم هذه الفرصة النادرة " – المترجم ]
و للتعمّق أكثر في هذا ، لنستهلّ النقاش بالتركيز على أوّل شرط من هذه الشروط .
هناك بعض التجربة التاريخيّة الهامة التي منه نتعلّم – أوضاع حيث تكون لم تعد الطبقة الحاكمة قادرة على الحكم ب " الطريقة العاديّة " التي ألف الناس القبول بها ، و ظهرت إلى السطح إمكانيّة حقيقيّة لوضع نهاية للنظام القائم ، حتّى لنظام كان متخندقا بقوّة كبيرة إلى درجة أنّ هكذا تغيير عميق قد كان يبدو و لفترة طويلة مستحيلا . و قد يجدّ هذا بوجه خاص عندما لا تعود الطبقة الحاكمة للنظام أو فئة منها تؤمن و تتخلّى تقريبا صراحة عن ما كان " ضوابطا موحّدة " – جملة من العقائد و السيرورات التعديليّة – لذلك النظام .
و مثال لهذا النوع من الأشياء – والذى عني تغييرا له دلالته حتّى و إن لم يفرز ثورة حقيقيّة ، هو إنهيار الإتّحاد السوفياتي في سنوات 1989-1991.فقد كان الإتّحاد السوفياتي أوّل دولة إشتراكيّة في العالم نشأت نتيجة الثورة الروسية لسنة 1917. و الحقيقة مع ذلك هي أنّ الرأسماليّة قد أُعيد تركيزها عمليّا في الإتّحاد السوفياتي أواسط خمسينات القرن العشرين – حتّى مع تواصل حفاظها لبعض الوقت على قناع " الإشتراكيّة " . لكن تاليا في ثمانينات القرن العشرين ، وقع إدخال " إصلاحات " أخذت تتسبّب في إنهيار كلّ شيء و في نهاية المطاف تخلّت فئات من الطبقة السائدة عن قناع الإشتراكيّة فشهد البلد تحوّلا نحو مجتمع رأسمالي سافر نازعا حتّى هويّته الخارجيّة على أنّه " الإتّحاد السوفياتي " ( إتّحاد الجمهوريّات السوفياتيّة الإشتراكيّة ) . و الشيء عينه حصل في بعض بلدان أوروبا الشرقيّة التي كانت تحت تأثير فعليّ للإتّحاد السوفياتي – بلدان أين وُجدت إنتفاضات جماهيريّة فإنشقّت هياكل الحكم على نفسها و بالنتيجة حصل تغيير من رأسماليّة مقنّعة إلى رأسماليّة سافرة – وهو تغيّر كبير حتّى وإن لا يسوّى بالثورة الحقيقيّة .
و هذا ، مرّة أخرى ، جزء من ظاهرة أعمّ حيث يمكن أن يصبح تغيّر كبير و حتّى تصبح ثورة حقيقيّة ممكنين ( أو ممكنين أكثر ) ليس ببساطة حينما توجد أزمة عميقة في المجتمع و ليس ببساطة حينما تكون القوى الحاكمة منقسمة على نفسها إنقساما جدّيا ، و إنّما حينما تكون عمليّا منقسمة ، و لا يمكن لطريقة الحكم القديمة أن تتواصل في تماسكها . و مثال آخر لهذا الضرب من الأشياء هو إنشاء الإتّحاد السوفياتي ذاته بفعل الثورة الروسيّة . و قد حصل هذا أثناء الحرب العالميّة الأولى التي قُتل في خضمّها ملايين الروس و عانت الجماهير الشعبيّة عامة الويلات . و في ذلك الوضع الحيويّ ، إنقسمت القوى الحاكمة لذلك البلد ما أدّى بداية إلى الإطاحة بالملكيّة المطلقة المتخندقة لوقت طويل ( القياصرة ) غير أنّ ذلك أفرز أيضا إنفتاحا أمام ثورة تطيح بالطبقات الحاكمة ككلّ بما فيها القوى البرجوازيّة التي كانت تحاول تعزيز الحكم الرأسمالي دون القياصرة .
أو لنضرب مثالا آخر و هذه المرّة من تاريخ هذه البلاد بالذات : لماذا إلتحق عدد كبير من السود ( زهاء مائتا ألف ) بالجيش الإتّحادي في قتاله ضد الكنفدراليّة الجنوبيّة أثناء الحرب الأهليّة لستّينات القرن التاسع عشر ؟ فعلوا ذلك لأنّ البلاد و الذين يحكمون البلاد قد إنقسمت و إنقسموا فتمكّنت جماهير السود من إدراك أنّه في هذا الوضع، ثمّة إمكانيّة حقيقيّة لوضع نهاية للعبوديّة التي كانوا يعيشون فيها و كان ذلك بفضل تلك الحرب الأهليّة .
كيف ينطبق هذا الشيء الآن على هذه البلاد ؟ مثلما يزداد وضوحا يوما بعد يوم ، هناك إنقسامات عميقة و متعمّقة بإستمرار ليس في هذه البلاد عموما فحسب بل خصوصا في صفوف القوى الحاكمة لهذا النظام . و كما سأتطرّق إليه بصفة أتمّ بعد قليل ، جزء من هذه القوى الحاكمة ممثّل في الحزب الجمهوريّ لم يعد يعتقد في أو يشعر بأنّه صار مقيّدا بما كان " ضوابطا موحّدة " للحكم الرأسمالي " الديمقراطي " في هذه البلاد . و يؤدّى هذا بصفة متصاعدة إلى مزيد تعمّق الإنقسامات و الصدامات المريرة عبر المجتمع ، و كذلك في " قمّته " . كلّ المؤسّسات الحاكمة لهذا النظام ستتأثّر بصفة متنامية بهذا. و سيشتدّ الإستقطاب ، بقوى مجمّعة حول و يقودها الحزب الجمهوريّ تصبح أكثر عدوانيّة حتّى في تأكيدها على فرض بما في ذلك بالوسائل العنيفة ، لرؤيتها لما ل " جعل أمريكا عظيمة " بكافة الفظائع الحقيقيّة جدّا المصنّفة في قمّة الفظائع التي يعنيها ذلك.
و ستكون لكلّ هذا إنعكاسات متناقضة – بعضها سلبيّ بالتأكيد لكن بعضها إيجابيّ أو ينطوى على إمكانيّات إيجابيّة . و مع تطوّر هذا ، ستكون هذه الحقيقة العميقة بيّنة بقوّة أكبر فأكبر : الأزمة و الإنقسامات العميقة في المجتمع لا يمكن أن تعالج إلاّ بواسطة وسائل راديكاليّة من صنف أو آخر – إمّا رجعيّة راديكاليّا بمعنى وسائل إضطهاديّة قاتلة و تدميريّة و إمّا وسائل ثوريّة راديكاليّة تحريريّة .
و مع كلّ هذا ، ما نحتاجه بصفة إستعجاليّة ، ما هو ممكن – و ما يجب العمل من أجله بنشاط و بلا هوادة ، لأجل أن تكون نتيجة كلّ هذا إيجابيّة – هو إصطفاف مختلف جوهرياّ في البلاد ككلّ : إعادة إستقطاب تكون مواتية للثورة و تتقدّم بالقوى الضروريّة لهذه الثورة - ثورة حقيقيّة للإطاحة بهذا النظام و إنشاء نظام مغاير جذريّا و أفضل بكثير .
لكن لماذا و كيف يمكن أن يكون ممكنا إيجاد هكذا إعادة إستقطاب من أجل ثورة فعليّة ؟
يعزى هذا إلى شيء مغاير جدّا بطريقة عميقة جدّا مقارنة بما كان لأجيال " الوضع العادي " في هذه البلاد . لقد تكلّمت عن كيف يجرى ذلك في التالى من مقال " هذا زمن نادر حيث تصبح الثورة ممكنة – لماذا ذلك كذلك و كيف نغتنم هذه الفرصة النادرة " :
" حتّى و إن كانت " الديمقراطيّة ، مع الحرّية و العدالة للجميع " كذب صراح ، فإنّ هذا الكذب كان حاسما بالنسبة إلى حكّام هذه البلاد لإبقاء الأشياء معا في ظلّ هذا النظام - و خاصة إبقاء الناس المضطهَدين فى ظلّ هذا النظام يعتقدون فى إمكانيّة جعل هذا النظام أعدل . لهذا كلا حزبا الطبقة الحاكمة كانا متّفقين عموما لفترة زمنيّة طويلة على العمل ضمن الإطار نفسه لحكم هذه البلاد - لقد إتّفقا على القبول بنتائج الإنتخابات و إجراء " إنتقال سلميّ للسلطة " بين مختلف ممثّلى النظام عينه ، ديمقراطيّون كانوا أم جمهوريّون .
و مع تغيّر الظروف في هذه البلاد و في العالم ككلّ، و مع مرور الوقت منذ نهاية الحرب العالميّة الثانية ( قبل 75 سنة )، بات من الضروري بالنسبة للطبقة الحاكمة سعيا منها للحفاظ على " النظام و الاستقرار " في هذه البلاد ، أن تقدّم تنازلات للنضال ضد تفوّق البيض و التفوّق الذكوري و بعض العلاقات الإضطهاديّة الأخرى ، بينما في الوقت نفسه تشدّد على أنّ كلّ هذا جزء من " خلق المزيد من الوحدة الأكمل " و" المزيد من تحسين الديمقراطيّة الكبرى التي وُجدت دائما في هذه البلاد". و قد كان ضروريّا أيضا بالنسبة إلى حكّام هذه البلاد أن يواصلوا الترويج إلى أنّها " قائدة العالم الحرّ " الذى يقولون إنّه يجب أن يظلّ مهيمنا على العالم في حين أنّه في الواقع أكبر قوّة إضطهاديّة و تدميريّة تنهب جماهير الناس و كذلك الأرض .
لكن قسما من الطبقة الرأسماليّة الحاكمة يمثّله الحزب الجمهوريّ قد قاوم طويلا حتّى هذه التنازلات الجزئيّة للنضال ضد الإضطهاد و صار مقتنعا بأنّ هذه التغييرات مضت أبعد من اللازم الآن و أنّها تهدّد بتحطيم ما وحّد البلد و سمح له بالهيمنة على العالم .
أمسى الجمهوريّون حزبا فاشيّا – حزبا قائما على تفوّق البيض و على التفوّق الذكوري السافرين العدوانيّين و على علاقات إضطهاديّة أخرى – حزب مقتنع بأنّه هو الوحيد الجدير بالحكم ، و يتحرّك للتلاعب بالإنتخابات و محو الأصوات بُغية الكسب السلطة و التمسّك بها و يرفض القبول بنتاج الانتخابات التي لا يفوز بها و يصمّم على دوس و إفساد " حكم القانون" و يدوس حقوق الإنسان و يتبنّى ما يساوى دكتاتوريّة رأسماليّة غير مقنّعة و وهو مستعدّ إلى إستخدام العنف ليس فقط ضد الجماهير الشعبيّة بل كذلك ضد منافسيه من الطبقة الحاكمة .
و قد قام هؤلاء الجمهوريّين بتعبأة قسم له أهمّيته من الناس الذين يعتقدون بشدّة و بحماس لاعقلاني أنّ تفوّق البيض و التفوّق الذكوري و علاقات إضطهاديّة أخرى ( فضلا عن نهب البيئة بلا قيود و لا حدود ) يجب الدفاع عنهم و فرضهم بصرامة . و قد دفعوا إلى حالة جنون خبيث معانقين كلّ أنواع نظريّات المؤامرة ، إلى جانب الأصوليّة المسيحيّة المجنونة كإجابة على التهديد الذى يرونه لشعارهم ( أو " ما أمر به الإلاه " ) و تشديدهم على مزيد التنازلات للنضال ضد الإضطهاد و الفتّاك الذى " جعل أمريكا عظيمة ".
كلّ يوم ، و بألف طريقة و طريقة ، يصرخ الواقع بأنّه لا يمكن التعايش مع الجنون الفاشيّ – و ما من أحد يجب أن يرغب في هذا التعايش ! لا يجب على أي شخص شريف أن يرغب في العيش في المجتمع و في العالم الذى يصمّم هؤلاء الفاشيّين و ينوون القتل من أجل إنشائه .
و كما كتبت في بيان " سنة جديدة ، الحاجة الملحّة إلى عالم جديد راديكاليّا – من أجل تحرير الإنسانيّة جمعاء " ، في جانفى الماضي (2021) :
" لا يمكن لبيدن و الديمقراطيّين " توحيد البلاد " كما يزعمون زورا و بهتانا لأنّه لا يمكن أن يوجد " توافق " مع هؤلاء الفاشيّين – فكافة " مظالمهم " قائمة على الحقد المتعصّب ضد أيّة تغيّرات تقوّض حتّى أدنى تقويض تفوّق البيض و التفوّق الذكوري و رهاب الأجانب و الشوفينيّة الأمريكية المسعورة و النهب بلا حدود للبيئة ، وهي تجد التعبير عنها تماما بطرق جنونيّة . لا يمكن أن يوجد " توافق" مع هذا ، عدا ضمن الإطار الذى يحدّده هؤلاء الفاشيّين بكافة التبعات و الإنعكاسات الرهيبة لذلك ! "
و مبكّرا في حملته الرئاسيّة ، كان بيدن يتشدّق بكيف كان كسيناتور قادرا على العمل مع التفوّقيّين البيض و الإنفصاليّين المجانين ! و الآن لا يزال يسعى إلى العمل مع تفوّقيّين بيض بارزين و فاشيّين تماما من الحزب الجمهوريّ . لكن مهما حاول ، ليس بنيّتهم العمل معه – إلاّ إذا كان ذلك ضمن الإطار الذى يحدّدونه هم .
و الأشياء ليست كما كانت في الماضى فالواقع كالتالى : الإنقسامات العميقة في صفوف الطبقة الحاكمة و في المجتمع ككلّ لا يمكن التخفيف من وطأتها – و لن تفعل سوى التعمّق و الإحتداد لتمسي أشدّ و اكثر عدائيّة .
و هذه حقيقة جوهريّة تحتاج إلى أن تفهم بوضوح و بعمق :
" هذه الإنقسامات صلب السلطات الحاكمة في المجتمع الأوسع لا يمكن معالجتها داخل الإطار الموجود و الذى وحّد الأشياء معا لقرابة 150 سنة منذ بُعيد نهاية الحرب الأهليّة التي أدّت إلى إلغاء العبوديّة ، لا يمكن معالجتها على أساس " الديمقراطيّة " الرأسماليّة التي كانت للأداة " العاديّة " للحكم الرأسمالي ( الدكتاتوريّة الرأسماليّة ) لوقت طويل جدّا."
و " يوفّر هذا الوضع النادر مع تعمّق و إحتدام النزاعات صلب القوى الحاكمة و في المجتمع ككلّ أساسا أقوى و إنفتاحات أكبر لكسر قبضة هذا النظام على الجماهير الشعبيّة . "
و في منتهى الأهمّية أن نفهم عميقا هذا :
مع تطوّر هذا الوضع و تزايد عدم قدرة الطبقة الحاكمة على الحكم بالطريقة القديمة ، يمكن أن يصبح المجتمع و تصبح الحياة اليوميّة للجماهير الشعبيّة من مختلف أنحاء المجتمع بصفة متصاعدة غير مستقرّين و تسودهما الفوضى ب " تقطّعات " متواترة في الطريقة " العاديّة " التي كانت تسير بها الأشياء .
و مع إخفاق " الطريقة العاديّة " التي كانت تحكم المجتمع في إبقاء الأمور موحّدة – و تمزّق المجتمع بصورة متنامية – يمكن أن يهتزّ إعتقاد الناس في أنّ " الطريقة التي كانت عليها الأشياء على الدوام " هي الطريقة الوحيدة التي يمكن للأشياء أن تكون عليها . يمكن أن يجعل ذلك الناس أكثر إنفتاحا على التساؤل عن - بالمعنى الحقيقيّ يمكن أن تفرض على الناس أن يتساءلوا عن – الطريقة التي كانت عليها الأشياء و ما إذا يجب عليهم البقاء على هذا النحو . و يرجّح أكثر أن يحدث هذا إذا كانت القوى الثوريّة تعمل في صفوف الجماهير مسلّطة الضوء على الواقع الأعمق لما يجرى و لماذا و مقدّمة أنّ هناك بديل للحياة على هذا النحو . "
[ من " هذا زمن نادر حيث تصبح الثورة ممكنة – لماذا ذلك كذلك و كيف نغتنم هذه الفرصة النادرة " – المترجم ]
و هذا جزء حيويّ من كيف يمكن أن ينشأ وضع ثوريّ – وضع حيث يُصبح من الممكن الإطاحة العملية بهذا النظام .
هذا من جهة و من الجهة الأخرى ، " متروك لنفسه " – أي لو ظلّ الطابع الراهن و ظلّت الديناميكيّة الراهنة على المسار الذى هما عليه الآن – فإنّ هذا الوضع و هذه الإنقسامات التي تميّزه و النتيجة الناجمة عنه بالتأكيد تقريبا سيتحوّل إلى وضع سلبيّ شناعته ستكون أكبر . لذا ، يجب تغيير كلّ هذا تغييرا راديكاليّا في غضون فترة زمنيّة قصيرة نسبيّا و" مضغوطة " - ليس فقط أسابيع أو أشهر و إنّما أيضا عقود - و إن لم تنفجر الأمور بعدُ تماما قبل ذلك ، فإنّ الانتخابات الرئاسيّة المبرمجة لسنة 2024 يرجّح بدرجة كبيرة أن تكون نقطة مفصليّة حيويّة و نقطة تحوّل حيويّة خلاها سيحاول الجمهوريّون الفاشيّون كسب السلطة و وضع يدهم على المجتمع و وضع نهاية لأيّة إمكانيّة " لإنتقال سلطة " مستقبلي بعيدا عنهم هم .
مع تواصل الكذبة الكبرى المستمرّة لدى الجمهوريّين و القائلة بأنّ الإنتخابات الرئاسيّة الأخيرة (2020) قد سُرقت من ترامب ، و مع تحرّكاتهم لمحو أصوات إنتخابيّة و توجّههم بأكمله ، في جميع الأحوال ، في ما يتّصل بالإنتخابات الرئاسيّة لسنة 2024 ( مفترضين حدوث هكذا انتخابات ) ، النتيجة الوحيدة المقبولة لديهم هي أن يُعلن و يؤكّد أنّهم الفائزون – و كلّ هذا أجلى أنّهم لن يبتلعوا أيّة " إنتقال سلمي للسلطة " في الحكم إلاّ إذا كانت نتيجته صعودهم هم إلى سدّة الحكم . و تستعدّ أعداد متنامية من ذوى التوجّهات الفاشيّة في هذه البلاد إلى إستخدام العنف بحثا عن تكريس فهمهم الفاسد ل " إعادة عظمة أمريكا " – و القيادة الجمهوريّة على إستعداد للجوء إلى ذلك إن لم تتمكّن من بلوغ السلطة بطريقة أخرى . و بعدُ الموظّفون المنتخبون من الجمهوريّين بمن فيهم أعضاء فى الكنغرس يحرّضون على المشاعر المناصرة لمثل هذا العنف و على دعم الغوغاء الفاشيّة التي إنخرطت في هذا العنف .
في وضع الانتخابات الرئاسيّة لسنة 2020 ، كان إلحاق الهزيمة بترامب و ترحيله بوساطة تلك الانتخابات ممكنا و كان من المهمّ القيام بذلك كحركة تكتيكيّة صائبة حينها للحيلولة دون مزيد تعزيز الحكم الفاشيّ . و حتّى بتلك الهزيمة الإنتخابيّة ، كاد ترامب و أنصاره أن يفلحوا في تنفيذ إنقلاب كان سيفضى إلى بقائه في السلطة متحدّيا نتائج الانتخابات و " الإنتقال السلمي للسلطة " من فئة إلى فئة أخرى من الطبقة الحاكمة . و قد تطوّرت الأمور وهي لا تزال تتطوّر بسرعة إلى أبعد ممّا وُجد في وضع انتخابات 2020 و ما تلاها مباشرة .
و زيادة على ذلك ، تسير السيرورة الإنتخابيّة للنظام ضد نوع التغيير الجوهريّ الضروريّ بصفة إستعجاليّة الآن . و ضمن أشياء أخرى ، تخفّض هذه السيرورة من آفاق رؤية الناس مقلّصة " خياراتهم الواقعيّة " إلى ما هو ممكن في إطار هذا النظام و تعويد الجماهير على رؤية و مقاربة الأشياء في إطار هذا النظام . و مواصلة التصويت للديمقراطيّين و السعي من خلال السيرورة الإنتخابيّة إلى منع إفتكاك الجمهوريّين -الفاشيّين للسلطة و تعزيزهم لها بنجاح ، سيعرف على الأرجح بدرجة كبيرة الفشل و بصفة أكثر جوهريّة سيساهم في إستمرار سير الأشياء على المسار عينه الذى هي عليه الآن ، بتبعات فظيعة على مليارات البشر على سطح هذا الكوكب – و بالنسبة إلى الإنسانيّة قاطبة .
و كما شدّدت على ذلك في بيان " سنة جديدة ..." :
" إنّ الهزيمة الإنتخابيّة لنظام ترامب / بانس لا توفّر عدا " كسب بعض الوقت " – في كلّ من العلاقة بالخطر الذى تطرحه الفاشيّة التي يمثّلها هذا النظام و أكثر جوهريّة و بمعنى أزمة الوجود التي تواجهها بصفة متصاعدة الإنسانيّة بفعل ديناميكيّة هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي . لكن ، بالمعنى الأساسي ، ليس الوقت إلى جانب النضال من أجل مستقبل أفضل للإنسانيّة . "
يمرّ الوقت و معه يتقدّم السير الهائل للأشياء بإتّجاه نتيجة كارثيّة . الوقت الذى لا يزال متاحا لا يجب أن ننفقه في ما سيكون، خاصة الآن ، تحرّك لا معنى له في إطار هذا النظام و إنتخاباته . ينبغي أن نغتنم هذا الوقت بصفة إستعجاليّة ضروريّة للبناء بإتّجاه الحلّ الوحيد الذى يمكن أن يجعلنا نتفادى الكارثة و ننتزع من كلّ هذا شيئا إيجابيّا حقّا : ثورة فعليّة .
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينينيّ – الماويّ ) : ...
- وجهات نظر متباينة بشأن معنى الحياة و الموت : ما الذى يستحقّ ...
- لا ضرورة مستمرّة و الأمل على أساس علميّ : عالم مختلف راديكال ...
- المصالح الخاصّة و المصالح العامة – التمييز بين المصالح الطبق ...
- مقارنة بين وجهة نظر الشيوعيّة و مقاربتها و وجهة نظر الرأسمال ...
- الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسيّ – اللينينيّ – الماويّ ) : ...
- الرهانات الكبرى في أوكرانيا و التهديد بحرب نوويّة و مصالح ال ...
- الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) : قد ...
- الفرديّة الخبيثة و الفرديّة الغافلة – النقطة الثانية من الخط ...
- فضح الأكاذيب و كشف الحقائق – حول وفاة ميخاييل غرباتشاف ، الق ...
- لا أمل مقابل لا ضرورة مستمرّة – النقطة الأولى من الخطاب الثا ...
- الجذور العالميّة لإضطهاد النساء و النضال العالمي ضدّه
- لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة ( م ...
- لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة ( ج ...
- لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة ( ج ...
- تُسجن و تُعذّب النساء الإيرانيّات لمقاومتهنّ الحجاب الإجباري ...
- مقدّمة الكتاب 42 : الثورة الشيوعيّة في الولايات المتّحدة الأ ...
- حوار مع بوب أفاكيان [ حول قضايا حارقة : البيئة و الهجرة و حق ...
- حوار مع بوب أفاكيان [ حول قضايا حارقة : البيئة و الهجرة و حق ...
- حوار مع بوب أفاكيان [ حول قضايا حارقة : البيئة و الهجرة و حق ...


المزيد.....




- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - مقتطف من كتاب - الثورة الشيوعية في الولايات المتّحدة الأمريكيّة : ضروريّة و ممكنة ...- - الخطاب الثالث : شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا