أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا : أزمة عميقة و إنقسامات متعمّقة و إمكانيّة حرب أهليّة مرتقبة – و الثورة التي نحتاج بصفة إستعجاليّة ؛ أساس ضروريّ و خارطة طريق أساسيّة لهذه الثورة ( 3 ) من الخطاب الثالث من كتاب : الثورة الشيوعيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة : ضروريّة و ممكنة ...















المزيد.....


شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا : أزمة عميقة و إنقسامات متعمّقة و إمكانيّة حرب أهليّة مرتقبة – و الثورة التي نحتاج بصفة إستعجاليّة ؛ أساس ضروريّ و خارطة طريق أساسيّة لهذه الثورة ( 3 ) من الخطاب الثالث من كتاب : الثورة الشيوعيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة : ضروريّة و ممكنة ...


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 7425 - 2022 / 11 / 7 - 19:38
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



الثورة الشيوعيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة : ضروريّة و ممكنة ...
خطابات ثلاثة لبوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعيّ الثوريّ ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة

( ملاحظة : الكتاب برمّته متوفّر للتنزيل من مكتبة الحوار المتمدّن )
-------------------------------------------------------
مقدّمة الكتاب 42
في مستهلّ هذه المقدّمة ، نعرّج قبل كلّ شيء على الثلاث نقاط المسترسلة في العنوان الذى إصطفيناه للكتاب 42 ، العدد 42 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " ، فقد عمدنا إلى ذلك عمدا عامدين بحثا منّا عن تجنّب التعسّف على الواقع الموضوعي و إضافة مرغوب فيها إلى ضروريّة و ممكنة . الثورة الشيوعيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة بالفعل ضروريّة و ممكنة كما ترشح ذلك أعمال بحثيّة علميّة مستندة إلى التحليل الماديّ الجدليّ العميق للمجتمع و تناقضاته و إمكانيّات و مسارات تطوّره في عصر الإمبرياليّة و الثورة الإشتراكية و المصالح العميقة للجماهير ليس فقط في الولايات المتّحدة بل عالميّا أيضا ، أي المصالح الأساسيّة للإنسانيّة . و هذا ما تبيّنه بجلاء أعمال بوب أفاكيان ، خطاباتا و بحوثا و دستورا ، التي يقوم عليها هيكل هذا الكتاب و فصوله . إلاّ أنّ هناك بُعدٌ آخر لا يزال غائبا بصفة ملموسة ألا وهو بُعدُ المرغوبيّة بمعنى أن تكون هذه الثورة فضلا إلى ضرورتها و إمكانيّتها مرغوب فيها جماهيريّا و شعبيّا . القيادة و الحزب الطليعي و البرنامج و الإستراتيجيا و طريق الثورة و ما إلى ذلك متوفّرين في الأساس كعنصر ذاتيّ و الوضع الموضوعيّ متفجّر و قابل للتفجّر اكثر و يحتمل حلّين راديكاتليّين ، كما يقول بوب أفاكيان ، إمّا حلّ رجعيّ و إمّا حلّ ثوريّ يمكن إنتزاعه إنتزاعا – حين ينشأ وضع ثوريّ تستغلّه الطليعة الشيوعيّة لتقود الجماهير الشعبيّة لصناعة التاريخ بالإطاحة بالنظام و الدولة القائمين و بناء نظام و دولة جديدين و غايتهما الأسمى الشيوعيّة على الصعيد العالميّ - شرط أن تصبح الثورة الشيوعيّة مرغوب فيها من قبل الجماهير الشعبيّة التي ينبغي أن يرتقى وعيها الطبقي و الشيوعي فتغدو ثوريّة و تبذل قصارى جهدها لإنجازها . و هذه المرغوبيّة في الثورة الشيوعيّة – الإشتراكية حاليّا في هذا البلد الإمبريالي – هي محور نضالات الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة و مهمّته المركزيّة راهنا . و خطابات بوب أفاكيان و كتاباته تتنزّل في هذا الإطار .
قبل سنوات في العدد التاسع من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " الذى إخترنا له من العناوين عنوان " المعرفة الأساسيّة لخطّ الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ( من أهمّ وثائق الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ) "، صغنا مقدّمة عرّفنا بفضلها بإختصار بهذا الحزب و بالصراعات العالميّة حينها و نعتقد أنّ بضعة فقرات من تلك المقدّمة لا تزال مفيدة اليوم في التعريف بهذا الحزب بشكل مقتضب :
" الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية حزب ماركسي - لينيني - ماوي تأسّس أواسط السبعينات من القرن العشرين و تعود جذوره إلى الستينات و السبعينات أي هو نتيجة الصراع الطبقي فى الولايات المتحدة الأمريكية و الصراع الطبقي على النطاق العالمي لا سيما النضال ضد التحريفية المعاصرة عالميا و الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فى الصين و تأثيرها المزلزل عالميا كثورة داخل الثورة و قمّة ما بلغته الثورة البروليتارية العالمية فى تقدّمها نحو الشيوعية.
تأسّس الحزب الشيوعي الثوري الأمريكي فى خضمّ صراع طبقي محتدم فى البلاد و عالميّا سنة 1975 و جاء ثمرة نضالات عدّة مجموعات ثورية أهمّها " الإتّحاد الثوري" و إمتدادا لنضالات الستينات و السبعينات على شتى المستويات ، على أنّه تحوّل نوعي بإعتبار تبنّى المبادئ الشيوعية الثورية الحقيقية ووسائل النضال البروليتارية الثورية و غاية الثورة البروليتارية العالمية ، تحقيق الشيوعية من خلال الثورة المسلّحة المتبوعة بالحرب الأهلية لتحطيم دولة البرجوازية الإمبريالية و إرساء دولة إشتراكية كقلعة من قلاع الثورة البروليتارية العالمية تعمل على السير صوب تحقيق الشيوعية على النطاق العالمي .
وقد شهد هذا الحزب فى مساره عدة صراعات الخطين منها نذكر على وجه الخصوص الصراع الكبير حول الموقف من الصين بعد إنقلاب هواو - دنك عقب وفاة ماو تسى تونغ سنة 1976 حيث عدّ البعض من القادة و الكوادر أنّ الصين لا تزال على الطريق الإشتراكي فى حين أكّدت الأغلبية إستنادا لدراسات على مختلف الأصعدة أنّ الصين شهدت تحوّلا من صين إشتراكية إلى صين رأسمالية و بالتالى وجب القطع معها و فضحها عالميّا . و خرج الخطّ الشيوعي الثوري الماوي منتصرا ما جعل أنصار دنك سياو بينغ يستقيلون من الحزب أو يطردون منه .
و مثّل ذلك حدثا جللا بالنسبة للبروليتاريا العالمية إذ أنّ الحزب الشيوعي الثوريّ الأمريكي وقد حسم الموقف لصالح الشيوعية الثورية و الماوية و الدفاع عن إرث ماو تسى تونغ و الثورة البروليتارية العالمية صبّ جهوده نحو إعادة البناء الثوري للأحزاب و المنظمات بإتّجاه الإعداد للموجة الجديدة من الثورة البروليتارية العالمية على شتّى المستويات. و للتاريخ نذكّر بأنّه بمعيّة الحزب الشيوعي الثوري الشيلي صاغا مشاريع وثائق كانت بمثابة أرضية منذ 1981 لتوحيد الماركسيين - اللينينيين الحقيقيين [ الماويّين ] بدعم هام من الحزب الشيوعي لسيلان لتنتهى هذه النضالات و النقاشات التي شملت الكثير من المنظمات و الأحزاب الأخرى عبر العالم إلى تشكيل الحركة الأمميّة الثوريّة على قاعدة الندوة الثانية و بيان 1984 و إلى إصدار مجلّة " عالم نربحه " منبرا فكريا للنواة السياسية الساعية لإعادة بناء قيادة عالمية جديدة للحركة الشيوعيّة العالميّة. و بموجب تطوّر الصراعات الطبقية عالميّا و بفعل الصراع الداخليّ للحركة الأمميّة الثورية حصلت قفزة نوعيّة أخرى فى 1993 بإعلان تبنّى الحركة جميعها للماركسية - اللينينية - الماوية علما للثورة البروليتارية العالميّة ... "
( إنتهى المقتطف )
و حدث إنشقاق صلب الحركة الأمميّة الثوريّة التي نشطت موحّدة من 1984 إلى تقريبا 2006 و إنقسمت الماويّة إلى إثنين ( أنظروا كتاب " الماويّة تنقسم إلى إثنين " ، العدد 13 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " ) و أنتج الحزب الشيوعي الثوري أعمالا عدّة خائضا صراع الخطّين داخل الحركة الماوية و الحركة الشيوعيّة العالميّة تجدون أهمّها في عدّة كتب بمكتبة الحوار المتمدّن وهي موثّقة في فهارس كتب شادي الشماوي كملحق لهذا الكتاب 42 . و إلى ذلك لزاما علينا أن نذكر أبرز كتابين مطوّرين للماركسية – اللينينيّة – الماويّة : الخلاصة الجديدة للشيوعية / الشيوعيّة الجديدة لمهندسها بوب أفاكيان " إختراقات الإختراق التاريخي لماركس و مزيد الإختراق بفضل الشيوعية الجديدة خلاصة أساسيّة " ( الكتاب 35 ) و " الشيوعية الجديدة – علم وإستراتيجيا و قيادة ثورة فعليّة ، و مجتمع جديد راديكاليّا على طريق التحرير الحقيقي " ( الكتاب عدد 38 ) . و من يتطلّع إلى التعرّف على بوب أفاكيان فعليه ، على سبيل المثال لا الحصر ، بسيرته المعروضة في هذين الكتابين .
و نكتفى بهذا مدخلا و ندعو القرّاء للتمعّن مليّا في مدي أهمّية ظفر ثورة إشتراكية هدفها الأسمى الشيوعيّة على الصعيد العالمي و تحرير الإنسانيّة من كافة ألوان الإستغلال و الإضطهاد في قلب الغول الإمبريالي الأمريكي ، بالنسبة للحركة الشيوعية العالميّة و للبروليتاريا العالميّة و لجماهير الإنسانيّة ...
و محتويات هذا الكتاب 42 ، العدد 42 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " ، فضلا عن هذه المقدّمة :
الفصل الأوّل - الخطاب الأوّل : لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة
I - وحدها ثورة فعليّة بوسعها أن تحدث التغيير الجوهريّ الذى نحتاج إليه ؛
إضطهاد السود و غيرهم من ذوى البشرة الملوّنة
إضطهاد النساء و العلاقات الجندريّة الإضطهاديّة
حروب الإمبراطوريّة و جيوش الاحتلال و الجرائم ضد الإنسانيّة
شيطنة المهاجرين و تجريمهم و ترحيلهم و عسكرة الحدود
تحطيم الرأسماليّة – الإمبرياليّة للكوكب
- كيف يمكننا أن ننجز حقّا ثورة ؛II
ملاحق الخطاب الأوّل (4) ( حسب التسلسل التاريخيّ و هي من إقتراح المترجم و قد سبق نشرها )
-1- بصدد إمكانية الثورة
- ردّ جريدة " الثورة "
- رفع راية بعض المبادئ الأساسيّة :
- إستنتاجات جديدة و هامّة :
* بعض النقاط الحيويّة للتوجه الثوري - معارضة للموقف الطفولي و تشويهات الثورة
- 2-" بصدد إستراتيجيا الثورة "
- مقاومة السلطة و تغيير الناس من أجل الثورة :
- التعلّم من رئيس حزبنا ، بوب آفاكيان ، و نشر معرفة و تأثير قيادته ذات الرؤية الثاقبة ، و الدفاع عن هذا القائد النادر و الثمين و حمايته :
- ترويج جريدة حزبنا " الثورة " بأكثر قوّة و شمولية :
- 3 - مزيد من الأفكار عن " بصدد إمكانية الثورة "
- 4 - كيف يمكننا الإنتصار – كيف يمكننا فعلا القيام بالثورة
- لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة
- ما نحتاج القيام به الآن
- كيف يمكننا أن نلحق بهم الهزيمة
الفصل الثاني - الخطاب الثاني : أمل من أجل الإنسانيّة على أساس علميّ و القطيعة مع الفرديّة و الطفيليّة و الشوفينيّة الأمريكيّة
1- لا أمل مقابل لا ضرورة مستمرّة
2- مشكل الفرديّة / الأنانيّة
- الفرديّة الخبيثة و الفرديّة الغافلة
- الفرديّة ، هراء الانتخابات البرجوازية و وهم " التقدّم بلا ألم "
- الطفيليّة و الشوفينينّة الأمريكيّة و الفرديّة
- سياسات الهويّة و الفرديّة
- الفرديّة و " اللامبالاة "
3- المصالح الخاصّة و المصالح العامة – التمييز بين المصالح الطبقيّة و أعلى مصالح الإنسانيّة
4- مقارنة بين وجهة نظر الشيوعيّة و مقاربتها و وجهة نظر الرأسماليّة و مقاربتها لمذهب الفرديّة و الشخصيّة الخصوصيّة
5- وجهات نظر متباينة بشأن معنى الحياة و الموت : ما الذى يستحقّ الحياة و الموت من أجله ؟
- كسر قيود الفرديّة الطفيليّة
6- لا ضرورة مستمرّة و الأمل على أساس علميّ : عالم مختلف راديكاليّا و أفضل بكثير ممكن حقّا ، لكن ينبغي النضال من أجله !
هوامش
الفصل الثالث - الخطاب الثالث : شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا : أزمة عميقة و إنقسامات متعمّقة و إمكانيّة حرب أهليّة مرتقبة – و الثورة التي نحتاج بصفة إستعجاليّة ؛
أساس ضروريّ و خارطة طريق أساسيّة لهذه الثورة
...
ملاحق الخطاب الثالث ( 5 )
1- ثورة حقيقيّة ، تغيير حقيقي نكسبه – المزيد من تطوير إستراتيجيا الثورة
- النضال ضد الفاشيّة الآن و النضال المستقبلي الشامل
- إلحاق الهزيمة ب " التطويق و السحق " و التقدّم بالنضال الثوري
- " عدد من جريدة الثورة خاص بالجولة الوطنيّة تنظّموا من أجل الثورة – ماي 2019 : 5-2-6 : 5 أوقفوا ؛ 2 خياران و 6 نقاط إنتباه
2- سنة جديدة ، الحاجة الملحّة إلى عالم جديد راديكاليّا – من أجل تحرير الإنسانيّة جمعاء
3- بيان و نداء للتنظّم الآن من أجل ثورة فعليّة
هذه الثورة ليست مجرّد " فكرة جيّدة " – إنّها عمليّا ممكنة
4- هذا زمن نادر حيث تصبح الثورة ممكنة – لماذا ذلك كذلك و كيف نغتنم هذه الفرصة النادرة
- أوّلا ، بعض الحقائق الأساسيّة
- لماذا يعدّ هذا الزمن زمنا تصبح فيه الثورة ممكنة حتّى في بلد قويّ مثل هذا
- ما يجب القيام به لإغتنام هذه الفرصة النادرة للقيام بالثورة
- خاتمة
5- لماذا العالم مضطرب جدّا و ما الذى يمكن فعله لتغييره تغييرا راديكاليّا – فهم علميّ أساسي
- مثال توضيحي لهذه العلاقات و الديناميكيّة الأساسيّتين : لماذا لا يزال السود مضطهَدين بعدُ بخبث ؟
- يتوفّر الآن أساس تحرير كافة الناس المضطهَدين و كافة الإنسانيّة
- من أجل التغيير الجوهريّ للمجتمع ، ينبغي إفتكاك السلطة
- هذه الثورة ممكنة و الحاجة إليها ملحّة
الفصل الرابع - دستور المجتمع البديل : دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أمريكا ( مشروع مقترح )
تقديم : حول طبيعة هذا الدستور و هدفه و دوره
يشمل هذا الدستور مدخلا و ستّة أبواب :
الباب الأوّل : الحكومة المركزية .
الباب الثاني : الجهات و المناطق و المؤسسات الأساسية .
الباب الثالث : حقوق الناس و النضال من أجل إجتثاث الإستغلال و الإضطهاد كافة .
الباب الرابع : الإقتصاد و التطوّر الإقتصادي فى الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أمريكا .
الباب الخامس : تبنّى هذا الدستور .
الباب السادس : تنقيحات هذا الدستور .
----------------------------------------
بمثابة الخاتمة : التنظيم من أجل ثورة فعليّة : سبع نقاط مفاتيح
ملحق الكتاب 42 : فهارس كتب شادي الشماوي
--------------------------------------------------------------------------------------------------
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
(3)




و إضافة إلى تيّارات سلبيّة أخرى ، هناك الطريقة التي يشعر بها الناس بأنّ العالم في وضع مزرى لا يمكن إصلاحه و بأنّ الأشياء ببساطة ستستمرّ في سيرها نحو الجحيم ، ما يؤدّى بهم إلى قصر مساعيهم على الحصول على ما يمكنهم الحصول عليه لأنفسهم الآن ، قبل أن يفوت الأوان . لذا ، يحتاج الناس إلى ألأمل – ليس إلى التهويل بل إلى الأمل الحقيقيّ المستند إلى منهج و مقاربة علميّين لفهم العالم كما هو فعلا و إمكانيّة تغييره بالطريقة التي يمكن تغييره بها قصد إنشاء عالم مختلف راديكاليّا و أفضل بكثير ، بواسطة ثورة حقيقيّة . يحتاجون إلى رؤية شاملة و إلى مخطّط ملموس مؤسّسين علميّا لمجتمع مختلف راديكاليّا و تحريريّا معروضا في " دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة في شمال أمريكا " الذى ألّفته .
إنّهم في حاجة إلى مقاربة جوهريّة لفهم الواقع وأساس و إمكانيّة تغييره تغييرا راديكاليّا ، وهذه المقاربة مكثّفة فى التالي :
" الأنظمة التي تميّز المجتمعات التي يعيش في ظلّها الناس . لقد تطوّرت هذه الأنظمة تاريخيّا . و هذا يعنى أنّ التغييرات في المجتمع الإنساني تقوم على و ليس بوسعها إلاّ أن تقوم على تغيير ما يوجد بعدُ في هذا المجتمع ، على قاعدة قوى الإنتاج التي تطوّرت في أي زمن معطى .
و حتّى التغييرات الثوريّة – قفزة راديكاليّة من نظام إلى آخر – ليس بوسعها أن تحدث إلاّ على قاعدة تغيير ما هو موجود. و لا يمكن القيام بذلك بالإتيان بالأفكار أو المفاهيم عن كيف " يتعيّن " أن يكون المجتمع ، إذا كانت هذه الأفكار أو المفاهيم لا أساس لها في الواقع القائم .
و المهمّ بصفة حيويّة للإدراك هو أنّ الأساس متوفّر الآن لتمكين مليارات البشر على هذا الكوكب من الحصول على حياة كريمة ، جديرة بالبشر – حياة تُرى بإستمرار ليس ماديّا فحسب و إنّما أيضا إجتماعيّا و فكريّا و ثقافيّا . لكن في الوقت نفسه، طريقة تطوّر المجتمع الإنساني في ظلّ سيطرة هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي أدّت إلى عالم " اللاتكافئ " فيه عاليا جدّا حيث مليارات الناس في العالم يعيشون في ظروف رهيبة من الإضطهاد و البؤس و ملايين الأطفال في العالم الثالث يموتون كلّ سنة جوعا و جرّاء أمراض يمكن الوقاية منها ...
قوى الإنتاج التى تطوّرت في ظلّ النظام الرأسمالي – الإمبريالي هي التي توفّر عمليّا الأساس الماديّ لتجاوز كلّ هذا . بيد أنّه في الوقت نفسه ، هذا النظام بنمط إنتاجه القائم على علاقات إنتاج إستغلاليّة هو الحاجز المباشر لتحقيق هذا في الواقع – عائق أمام الجماهير الشعبيّة عبر العالم و أمام الإنسانيّة ككلّ . "
و قد جاء هذا ضمن مقال" لماذا العالم مضطرب جدّا و ما الذى يمكن فعله لتغييره تغييرا راديكاليّا - فهم علميّ أساسي ". و كما أشرت في ذلك المقال فإنّ معالجة هذا التناقض الصارخ بين ما هي الآن ظروف جماهير الإنسانيّة و ما هو ممكن عمليّا – الحلّ الوحيد في مصلحة هذه الجماهير و في نهاية المطاف الإنسانيّة قاطبة – يكون بواسطة ثورة تطيح بهذا النظام و تعوّضه بنظام إشتراكي على الطريق نحو عالم شيوعي . و إبلاغ هذا الفهم الأساسي إلى الجماهير أمر حيويّ ، لأجل أن يكون لديها أملا حقيقيّا على أساس علميّ .
لكن الواقع هو أنّه ليس هناك نقص في الأمل لدي العديدين و حسب و إنّما هناك أيضا نقص في البحث – عن فهم للماذا العالم مضطرب جدّا على هذا النحو ، و يمكن القيام بأيّة شيء لتغييره تغييرا حقيقيّا .و يحتاج هذا إلى أن يتمّ تحدّيه بقوّة و بعمق من خلال الترويج للنقاش الواسع حول هذه المسائل ، مسائل حياة أو موت ، و قدر هائل من الصراع حول المسألة الكُبرى : ما هو المشكل الجوهريّ الذى تواجهه الإنسانيّة و ما هو الحلّ ؟ - أو ، بكلمات أساسيّة ، إصلاح مقابل ثورة ، العمل في إطار هذا النظام أم الإطاحة به و تعويضه بنظام مختلف راديكاليّا . و يحتاج هذا أن نتبنّاه بحيويّة و نناقشه و نصارع من أجله بشراسة في صفوف الناس من كافة أنحاء المجتمع – بمن فيهم الطلبة و الأكاديميّين و المثقّفين الآخرين و الفنّانين و المحترفين الآخرين و كذلك الناس ذوى تعليم رسميّ محدود – و جميعهم يمكن و يحتاجون أن يتفاعلوا بجدّية مع هذه المسائل الحيويّة و الملحّة .
و بالعودة إلى النقص الراهن للبحث : يرتبط هذا في الكثير من الحالات بالفرديّة المنكبّة على الذات ، سواء كان ذلك بفرديّة غافلة أو خبيثة و سامة للغاية . و مرّة أخرى من " أمل من أجل الإنسانيّة ..." :
" الفكر الفردي عامل هام و " عنصر توحيد " لدى الكثير من النزعات السلبيّة التي تنهض بدور كبير في منع الناس من الإعتراف بالواقع و عمق الفظاعات التي يجلبها بإستمرار هذا النظام – و الإقرار بالحاجة الإستعجاليّة للعمل ، إلى جانب آخرين ، على إلغاء و إجتثاث كلّ هذا، من جذوره عينها . "
و " العذابات الرهيبة لجماهير الإنسانيّة و التحدّيات الإستعجاليّة التي تواجه الإنسانيّة ككلّ نتيجة تصاعد تدمير النظام الرأسمالي – الإمبريالي للبيئة و كذلك إمكانيّة أن يظلّ يخيّم كتهديد للإنسانيّة في وجودها نزاع نوويّ – كلّ هذا لا يمكن بحثه بجدّية فما بالك بحلّه حلاّ عمليّا ، من قبل كلّ فرد يسعى وراء مصالحه الفرديّة الخاصة ، و في الواقع العمل على هذا النحو يمثّل حاجزا كبيرا أمام إيجاد الحلّ الضروري ."
و هذه الفرديّة بدورها قائمة على بُعد هام جدّا من الطفيليّة – الحياة في هذه البلاد التي تتموقع على قمّة سلسلة الغذاء الإمبرياليّة ، مكدّسة الأرباح من إستغلال و بؤس ملايين و مليارات الناس عبر العالم . و لا ينسحب هذا على قسم من الناس الذي يعيش حياة رفاه حقّا فحسب و لكن كذلك على عدد كبير من الذين يكدحون و يبذلون جهودا مضنية ليعيشوا يوميّا و أسبوعيّا و شهريّا : بالنسبة : إليهم بوجه خاص هناك مزيج سام من مواجهة ضرورة الصراع و الكدح للتمكّن من العيش و في الوقت نفسه يستفيدون إلى درجة معيّنة من الطفيليّة الإمبرياليّة . و تأثير كلّ هذا يجعل أمر تجاهل ما يجرى على الصعيد الأوسع للعالم يبدو ممكنا و / أو ضروريّا . إلاّ أنّ في الواقع ، لا يوجد و بصفة متصاعدة لن يوجد تجاهل لما يحدث على الصعيد الأوسع للعالم و لن يتمّ تفادى تبعات الإخفاق في مواجهة هذا و تغييره تغييرا راديكاليّا .
أجل ، هذا صحيح . نعيش مرّة واحدة . لكن بما أنّنا نعيش مرّة واحدة ، يجب أن نجعل لحياتنا قيمة – شيئا أكبر من ذواتنا - و ذلك بالمساهمة في ثورة تاريخيّة لتحرير جميع المضطهَدين و إحلال يوم جديد للإنسانيّة قاطبة بآفاق جديدة تماما من الحرّية و الحياة بمعنى الحياة كبشر ، بعيدا جدّا عن ما هو ممكن الآن و نحن لا نزال مجبرين على العيش في ظلّ وحشيّة هذا النظام الذى يحرم مليارات البشر من حياة لائقة على هذا الكوكب و لا يملك مستقبلا لائقا أو لا يملك مستقبلا أصلا للذين هم من الأجيال الأصغر سنّا .
الفرديّة الطفيليّة نحتاج إلى تحدّيها تحدّيا مباشرا و بقوّة و عمق بإعتبارها أحد أكبر العراقيل في طريق بحث الناس عن أجوبة إزاء الأزمة العميقة المتسارعة و الكارثة الممكنة التي يواجهها الناس ليس في هذه البلاد و حسب بل كذلك في العالم ككلّ ( سواء إعترفوا بها أم لم يعترفوا ) . و تحول هذه الفرديّة بين الناس و التحرّك معا كقوّة ثوريّة لإنتزاع شيء إيجابيّ من كلّ هذا الجنون الجاري .
في كلّ من المعنى المباشر و المعنى الإستراتيجي العام المرتبط وثيق الإرتباط بتحدّى هذه الفرديّة الطفيليّة هناك خوض صراع ملموس و مصمّم و بلا هوادة ضد الشوفينيّة الأمريكيّة – المفهوم المقرف بأنّ أمريكا و الأمريكيّين أفضل و أهمّ من أيّ شخص آخر . و كما أشرت قبلا ، هذا سُمّ شربه الناس على نطاق واسع في هذه البلاد ، حتّى في صفوف المضطهَدين بمرارة ؛ و لا يمكن إيجاد حلّ إيجابي و ثوريّ للمسار الراهن للأشياء إلاّ متى قطعت الجماهير الشعبيّة مع هذه الشوفينيّة الأمريكيّة . و من أهمّ و أتعس تمظهرات هذه الشوفينيّة الأمريكيّة الباعثة على الشعور بالمرض حتّى في صفوف أعداد كبيرة من " التقدّميّين " و " المتيقّظين " ، مساندة جيش الولايات المتّحدة - مع كلّ ما يبعث على الغثيان من مثل " شكرا على خدماتكم " – " خدمات " تتمثّل في إقتراف جرائم حرب رهيبة و جرائم ضد الإنسانيّة لفرض مصالح و أهداف القوّة الإجتماعيّة الأكثر إستغلالا و إضطهادا و تدميرا للإنسانيّة في العالم " رأسماليّة – إمبرياليّة الولايات المتّحدة . و قتال هذا و كسب الناس ليرفضوا هذا و ينبذوه – من صفوف كافة فئات المجتمع – أمر حيويّ الآن و له بالتأكيد تداعيات إستراتيجيّة في البناء من أجل الثورة التي نحتاج بصفة إستعجاليّة و في إنجازها .
و عليه ، يحتاج الناس لأن يُرجّوا ليستيقظوا من سباتهم إزاء الواقع ، إزاء واقع هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، واقع تسير فيه الأشياء ، الآن بالذات ، بتبعات فظيعة لو إستمرّ سير الأمور على ما هو عليه - و واقع إمكانيّة و الحاجة إلى إنتزاع شيء إيجابيّ من هذا بواسطة ثورة حقيقيّة .



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتطف من كتاب - الثورة الشيوعية في الولايات المتّحدة الأمريك ...
- الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينينيّ – الماويّ ) : ...
- وجهات نظر متباينة بشأن معنى الحياة و الموت : ما الذى يستحقّ ...
- لا ضرورة مستمرّة و الأمل على أساس علميّ : عالم مختلف راديكال ...
- المصالح الخاصّة و المصالح العامة – التمييز بين المصالح الطبق ...
- مقارنة بين وجهة نظر الشيوعيّة و مقاربتها و وجهة نظر الرأسمال ...
- الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسيّ – اللينينيّ – الماويّ ) : ...
- الرهانات الكبرى في أوكرانيا و التهديد بحرب نوويّة و مصالح ال ...
- الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) : قد ...
- الفرديّة الخبيثة و الفرديّة الغافلة – النقطة الثانية من الخط ...
- فضح الأكاذيب و كشف الحقائق – حول وفاة ميخاييل غرباتشاف ، الق ...
- لا أمل مقابل لا ضرورة مستمرّة – النقطة الأولى من الخطاب الثا ...
- الجذور العالميّة لإضطهاد النساء و النضال العالمي ضدّه
- لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة ( م ...
- لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة ( ج ...
- لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة ( ج ...
- تُسجن و تُعذّب النساء الإيرانيّات لمقاومتهنّ الحجاب الإجباري ...
- مقدّمة الكتاب 42 : الثورة الشيوعيّة في الولايات المتّحدة الأ ...
- حوار مع بوب أفاكيان [ حول قضايا حارقة : البيئة و الهجرة و حق ...
- حوار مع بوب أفاكيان [ حول قضايا حارقة : البيئة و الهجرة و حق ...


المزيد.....




- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا : أزمة عميقة و إنقسامات متعمّقة و إمكانيّة حرب أهليّة مرتقبة – و الثورة التي نحتاج بصفة إستعجاليّة ؛ أساس ضروريّ و خارطة طريق أساسيّة لهذه الثورة ( 3 ) من الخطاب الثالث من كتاب : الثورة الشيوعيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة : ضروريّة و ممكنة ...