أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح مهدي عباس المنديل - حقيقة صراع الحضارات














المزيد.....

حقيقة صراع الحضارات


صالح مهدي عباس المنديل

الحوار المتمدن-العدد: 7426 - 2022 / 11 / 8 - 14:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احدى المشاكل الكبرى الت حصلت بين الدول الغربية و الشرق الأوسط هي سوء الفهم. حيث طرح بيرنارد لويس و بعده ساميوئيل هنتنگتون مصطلح تصادم الحضارات و المعني به هو الصدام بين الشرق المسلم و الغرب المسيحي. هذه الفكرة هي تضليل واضح، فمن الناحية التاريخية انتهى الصراع بأنتهاء الحروب الصليبية و سقوط القسطنطينية. فمنذ ذاك الحين توقفت الصراعات على مدى القرون الخمس الماضية. اما العالم الأسلامي فقد ادرك التخلف الذي اصابه في زمن الدولة العثمانية و بدا يقلد الغرب في جميع نواحي الحياة و لم ينبذ القيم الغربية لا حكومة و لا شعب عدا بعض رجال الدين. و هكذا قبلت المجتمعات العربية التعايش مع وسائل الحياة الغربية الحديثة. اما من الناحية الأيديولوجية فان المسيحيين اصحاب كتاب تركهم المسلمين في عقيدتهم ولم يروا فيها اي تهديد للمجتمعات الأسلامية و تم التعايش على مدى قرون. ثم قام بعض المنظرين و منهم برنارد لويس بلي الحقائق و جعلها مبنية على اساس عداء الأسلام للفكر الليبرالي الغربي اذ اقنعوا الناس بان المسلمين هم عبارة عن برابرة متعطشين للدم يحتكمون الى السيف و يجبرون الناس على قبول الأسلام تحت تهديد السيف و لو لويس نفسه نفى هذا امام الأعلام و لكن هذا ما حصل في الواقع، اذ دقوا اسفين بين العالمين الشرقي و الغربي و أشاعوا سوء الفهم بواسطة وسائل الأعلام التي تطبخ القضايا على هوى المتنفذين. حيث يقول برنارد لويس ان المسلمين غير قابلين للتفكير المنطقي لأنهم لم يدركوا الثورة العلمية التي توجت بأكتشاف نيوتن لقانون الجاذبية اللذي ادى الى الثورة العلمية التي قادت البشر الى التفكير و الأستنتاج العقلاني الذي بني على اساس تكوين النظرية ثم اجراء التجربة ثم الأستنتاج، و تجاهل لويس ان المسلمين هم اول من ارسى القواعد لهذا النوع من التفكير اذ يعتبر ابن الهيثم اول من اجرى تجربة علمية و ارسى قواعد العلم الحديث.
ان الحدث التاريخي الذى سبب العداء هو ما حصل من عام 1917 الى عام 1948 ، اي من وعد بلفور الى اعلان دولة الكيان الصهيوني. هنا حصل تقسيم الدول العربية و اقتطاع فلسطين لليهود و ما تلاه من التاريخ المعروف. هذا ما سبب العداء و ليس ما يعرف باصطدام الحضارات.
عندما حارب و سعى العرب لأعادة فلسطين اصطف الغرب بأجمعه لمحاربة العرب و هنا اؤكد العرب و ليس المسلمين، تظاهرت الشعوب العربية ضد حكامها دون جدوى و برز التيار القومي الذي طالب بتوحيد الأمة العربية و تحرير فلسطين، و اصبحت فلسطين القضية الأساسية للأمه. فشلت الجهود و لم ينجح التيار القومي الذي خذله الحكام العرب لأنهم اصبحوا ملوك و رؤساء و أمراء ذوي سلطة و مال و نفوذ بين ليلة و ضحاها بعد سيكس-بيكو.
خاض العرب ثلاثة حروب ضد اسرائيل و لم يتحقق شيء. هنا لابد ان نلاحظ ان الدول الأسلامية لم ترمي اطلاقة واحدة و لم تساعد العرب بأي شكل خذ على سبيل المثال ايران و تركيا. اذن القضية بقيت عربية فقط. و لكن الأمريكان ارادوا ان يضربوا التيار القومي بالتيار الديني المتمثل بعلاقتهم بالسعوديه و المذهب الوهابي، تم تقوتهم لضرب التيار القومي مستغلين خيبة امل الأمة العربية، و هكذا استمرت الحالة حتى عام 1979 عندما توغل الأتحاد السوفياتي في افغانستان قامت امريكا بخطوة مشينة و هي استعمال التيار الديني لتجنيد ذوي الأفكار المتطرفة لمحاربة السوفيت. هذه القضية حصلت لها نتائج غير متوقعة. احدها هو استخدام التيار الديني لتجنيد المتطرفين ضد امريكا بسبب دعمها لأسرائيل حيث قامت جماعة اسامة بن لادن ببعض الافعال التخريبة ضد امريكا. نضرا لمكر الساية و المنظرين فقد تم ليّ الحقائق و فسرت هذه الهجمات الأرهابية على انها هجوم الأسلام على المسيحية الغربية و لكن الحقائق هي انه لا يوجد عداء بين الأسلام و امريكا على المبدأ و انما هو انتقام من امريكا بسبب دعمها للصهيونية. ضجت وسائل الأعلام بالأرهاب العربي الأسلامي ضد الدول الغربية الليبرالية و لم تذكر اسرائيل و هذا امر متعمد من اجل ابراز الصراع بشكل ايديولوجي بدلا من ان هؤلاء اناس يحاربون بسبب سلب الأرض الفلسطينية لان ذلك سيجعل الناس يعرفون السبب الحقيقي و هو سبب معقول و ذو اسس و لا علاقة له بالدين، لكن اخطأت هذه الحركات الدينية كثيرا في ادائها لانها اعتمدت في اسلوب التجنيد على العاطفة الدينية و بذلك اخذت صبغة دينية و هكذا فسرها المفكر الغربي لتخفيف الضغط على اسرائيل و جعل هؤلاء العرب يظهرون بمظهر البرابرة المتعطشين للدم. فهل آنت الآون لتصحيح المسيرة و افهام الغرب بانه لا يوجد صراع بين الحضارات ، انه صراع على ارض مغصوبة و حقوق شعب مشرد.



#صالح_مهدي_عباس_المنديل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سر العداء بين هتلر و اليهود
- ما اشبه اليوم بالبارحة
- الأمل المفقود
- الولي الفقيه و الأنظمة الشمولية
- لابد من تشرين
- الشوفينية عند الولي الفقيه
- تغيير انظمة الحكم
- حقوق الأنسان
- المفهوم المعاصر للمساواة
- هكذا صودرت الحريات في الدول الليبرالية
- مفهوم الحرية
- الانسان ، غاية ام وسيلة
- لماذا فشلت الشيوعية
- لماذا سيفشل السوداني
- الصداقة في مجتمعنا
- ادارة الدول العربية
- نقد الأعلام العربي
- مآثر العرب
- السقوط
- التجديد في الشعر العربي


المزيد.....




- ليبيا.. اشتباكات بالأسلحة الثقيلة في طرابلس وسط تحذيرات للبع ...
- زيلينسكي يتطلع إلى حضور ترامب لمحادثات السلام مع روسيا
- نعيم قاسم: الغارات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان -لعبٌ بالنا ...
- المجلس الأعلى للدولة في ليبيا يحذر من خطورة التوترات العسكري ...
- خلال يوم واحد.. زيلينسكي يكرر ثلاث مرات تأكيد حضوره محادثات ...
- ترامب: نحن نصدق كلام الحوثيين
- الاتحاد الأوروبي يخطط لفرض عقوبات على 149 سفينة يعتبرها على ...
- ترامب: مفاوضات إسطنبول مهمة
- الجيش السوداني يسيطر على مناطق جديدة
- طهران: لا مانع من وجود استثمارات أمريكية


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح مهدي عباس المنديل - حقيقة صراع الحضارات