أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صالح مهدي عباس المنديل - الأمل المفقود














المزيد.....

الأمل المفقود


صالح مهدي عباس المنديل

الحوار المتمدن-العدد: 7422 - 2022 / 11 / 4 - 09:54
المحور: المجتمع المدني
    


عندما بدأ الأنگليز بتحريض العرب ضد الطغيان و التخلف العثماني على يد مكماهون و لورانس العرب كان هناك حلم كبير في الوحدة العربية. اقتنع الشريف حسين بفكرة التعاون مع الأنگليز لطرد الأتراك حيث وعده الأنگليز بتأسيس دولة عربية تشمل العراق و الجزيرة العربية و الشام تحت قيادته. كذلك اقتنع بالفكرة نوري السعيد و جعفر العسكري و غيرهم كثير.
اذا عدنا الى تلك الحقبة التاريخية سندرك ان تحت الدولة العثمانية لم تكن بيننا حدود و لا جوازات سفر و لا عدو اسمه الصهيونية. كذلك نشطت حركات احياء الثقافة و وصل التنوير الفكري بعد الحملة الفرنسية على مصر و كذلك المحركات و القطارات و السيارات و الصحافة، فعندما اطلع العرب على كل هذه التغييرات غضب على الأتراك الذين لم يعيروا اهتمام لأي شيء سوى الضرائب و الحروب التي ضاق العرب فيها ذرعاً و ارهقتهم.
ام تكن في الولايات العربية حينئذ مدارس و لا مستشفيات و لا جامعات و لا مؤسسات دولة اذ نساهم التاريخ لفترة قربت من خمسة قرون.
نشطت جمعيات احياء التراث العربي و انتشرت الصحافة و يعود الفضل الى محمد علي باشا و جهود رفاعة رافع الطهطاوي فس احياء الأدب العربي في مصر و الشام و العراق و ظهرت حركة ادبية و ثقافية ادت الى ظهور اناس مثل محمد عبدة و محمود سامي البارودي و فيما بعد عباس محمود العقاد و احمد شوقي و غيرهم كثيرون.
لذا اصبح العرب يتطلعون الى الدول الغربية التي جلبت كل هذه التغيرات في تلك الفترة الأنتقالية من الجمال الى السيارات و من الكتّاب الى الجامعات و الخدمات الصحية و انتشار الصحف اليومية.
اثناء الحرب العالمية الأولى لعب الأمير فيصل و اخوانه ابناء الشريف حسين دوراً قياديا فريدا و كذلك معهم سائر العرب في الحرب ضد الأتراك.
للأسف كانت الحركة الصهيونية نشيطة و كثرت هجرة الصهاينة الى فلسطين و في عام 1917 اعطت الحكومة البريطانية و عد بلفور لأنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين و كان هذا الحدث مفصليا في التاريخ فدخلت امريكا الحرب و لعبت عائلة روث چايلد و حاييم وايزمان دورا مفصليا لأقناع بريطانيا في التخلي عن تأسيس دولة عربية موحدة لان ذلك ييكون تهديد خطير على احلام اليهود في فلسطين مما ادى الى تملص الأنگليز من وعودهم للعرب. و اتبعوا سياستهم المعهودة في فرق تسد. اتفقوا مع فرنسا على تقسيم منطقة شرقي المتوسط الى السعودية و العراق و سوريا اقتطعت منها لبنان بناء على رغبة فرنسا لأن الغالبية من السكان مسيحيين. و تم اقتطاع المناطق الغنية بالنفط في الخليج كمحميات بريطانية و هذا كان جوراً و ظلما اذ اصبحت واردات النفط في هذه الدول اموال تستغل في الأستثمار في امريكا وبريطانيا بالنظرة لكثرة الموارد و قلة السكان، فبدل ان تكون هذه الأموال ملكا لجميع الشعوب العربية اصبحت تحت سيطرة الدول الغربية و المواطن العربي في اليمن و سوريا يعاني من الفقر.
يجب علينا ان نتصور ان من حق الشعب العربي شرقي المتوسط و البحر الأحمر من عذن الى حلب ان يكون دولة واحدة موحدة. هذه النظرية ممكن تحل قضية الشعب الفلسطيني بدون حروب و نزاعات. لانه ليس من المعقول بعد كل ما حصل في يومنا هذا ان نطالب بزوال اسرائيل و لو كرهنا هذه الفكرة، الا انه يتوجب علينا التفكير بشكل عملي و معقول.
للأسف تصرفت القيادات العربية بمنتهى الأنانية و هذه احدى مصائب العرب اذ كل منا يريد ان يكون امير و هذا ما حصل في القرن العشرين اذ تعمق الشعور الوطني و تلاشى بالتدريج الشعور القومي. هنا لابد ان ندرك بان الكثير من الناس لا يفضلون الشعور القومي لاسباب كثيرة لا مجال لذكرها، لكن لابد من اعادة التفكير في وحدة اقتصادية لدول المشرق العربي، و الأتحاد قوة. اذا نظرنا الى دول الخليج نجد الملايين من الهنود و شعوب اخرى تعمل متنعمة في الخليج بينما ملايين العرب لاجئين و لا يستطيعون الوصول الى دول الخليج بسبب الحدود المصطنعة. آنت الأوان ان نعيد التفكير في ترتيب امورنا كعرب و انا اهيب بالأجيال القادمة ان تبدا التفكير من اجل تقليل الحواجز و ازالة الحدود من اجل بناء وحدة أقتصادية متكاملة ربما ستعيد التوازن الأقليمي و تنعش مستوى المعيشة.0
نحن بحاجة الى فكر جديد بأخذ بنظر الأعتبار الوضع المزري للعرب و حالة التشتت و الضياع، نحن في وضع لا نعرف في اي اتجاه نسير، نريد فكر يكسر القيود التي خلفتها سياسات القرن العشرين من قبل ساستنا الذين اثروا و تأمروا على حساب الاغلبية و تركوا الشعوب العربية تمزقها النزاعات الطائفية.
انا هنا لا اريد ان اكون متعصب قوميا بالتاكيد ليس هذا الأمر و لكن كعرب و مسلمين تجمعنا الكثير من العوامل المشتركة و تفرقنا الحدود المصطنعة و ثلة من الحكام الغالبين على الأمر.
كسر القيود و الحدود و الفكر الداعي الى اعادة توزيع الثروة من اجل الصالح العام، حكام العرب بالتأكيد سيكونوا هم العقبة في الطريق لكن هناك الكثير من السبل لتحقيق الأتحاد و بطرق سلمية تعتمد على الحوار المستمر و بناء اتحادات متعاونة عابرة للحدود و تخطيط على المدى البعيد لتنظيم حركة الأموال و المواطنين العرب. لابد من تجنب الطرق الثورية العنيفة و استعمال وسائل الحوار و الاقناع.



#صالح_مهدي_عباس_المنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولي الفقيه و الأنظمة الشمولية
- لابد من تشرين
- الشوفينية عند الولي الفقيه
- تغيير انظمة الحكم
- حقوق الأنسان
- المفهوم المعاصر للمساواة
- هكذا صودرت الحريات في الدول الليبرالية
- مفهوم الحرية
- الانسان ، غاية ام وسيلة
- لماذا فشلت الشيوعية
- لماذا سيفشل السوداني
- الصداقة في مجتمعنا
- ادارة الدول العربية
- نقد الأعلام العربي
- مآثر العرب
- السقوط
- التجديد في الشعر العربي
- مؤسس المدرسة
- كيفية ايجاد حلول للمشاكل
- التفكير النقدي


المزيد.....




- رئيس لجنة الميثاق العربي يشيد بمنظومة حقوق الإنسان في البحري ...
- بعد تقرير كولونا بشأن الحيادية في الأونروا.. برلين تعلن استئ ...
- ضرب واعتقالات في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في غزة
- تفاصيل قانون بريطاني جديد يمهّد لترحيل اللاجئين إلى رواندا
- بعد 200 يوم من بدء الحرب على غزة.. مخاوف النازحين في رفح تتص ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في قطاع غزة
- العفو الدولية تحذر: النظام العالمي مهدد بالانهيار
- الخارجية الروسية: لا خطط لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة إ ...
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بتهمة تلقيه رشى


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صالح مهدي عباس المنديل - الأمل المفقود