أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - ماجد فيادي - ملاحظات حول مسودة النظام الداخلي للحزب الشيوعي العراقي















المزيد.....

ملاحظات حول مسودة النظام الداخلي للحزب الشيوعي العراقي


ماجد فيادي

الحوار المتمدن-العدد: 1693 - 2006 / 10 / 4 - 09:33
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


ليست المرة الأولى التي يطرح بها الحزب الشيوعي العراقي وثائق مؤتمره لأعضائه وجماهيره, وهي تجربة جادة, بالرغم من كل الشكاوى التي ذكرها كتاب أبدو انزعاجهم من عدم الأخذ بملاحظاتهم السابقة, أو حتى امتنعوا اليوم من المشاركة بتقديم الملاحظات لعدم جدوى ذلك كما يعتقدون. اعتقد من المفيد جدا إبداء الآراء, حتى وان لم يأخذ بها, فهي ستكون بالضرورة في ذهن الأجيال الجديدة من أعضاء الحزب, كما ستكون مؤشر للأحزاب الأخرى يسترشدون بها في صياغة نظامهم الداخلي فيما لو أرادوا التجديد, إذن كل كلمة تكتب تصب في صالح الشعب العراقي والشعوب العربية, من هنا يساهم الحزب الشيوعي العراقي في التأسيس لتقاليد حزبية ديمقراطية تنضج في المستقبل, بمساهمة المثقف العراقي بمختلف ألوان الطيف العراقي الفكرية والقومية والدينية.
لن أتناول هنا ما جاء في أراء الكاتبات والكتاب ممن طرح رأيه اختصارا للوقت وعدم التكرار, وسأهتم بما يمثل أولوية بالنسبة لي.

***في مقدمة مسودة النظام الداخلي جاءت العبارة التالية ( . انه حزب الطبقة العاملة والفلاحين والمثقفين وسائر بنات وأبناء شعبنا من شغيلة اليد والفكر، ليناضل ضد الاضطهاد السياسي والقومي و الاستغلال الاقتصادي والاجتماعي، ومن اجل التحرر الوطني وإقامة المجتمع الديمقراطي وتحقيق التقدم الاجتماعي وبناء الاشتراكية في العراق.)
فتأخير كلمة المثقفين عن طبقة العمال والفلاحين يمثل تعارض مع النظام الداخلي المعمول به, والذي يشترط دخول المواطنة والمواطن العراقي للحزب أن يمر بمرحلة تثقيف بزجه في حلقات ماركسية أو شبابية أو طلابية تأهله أن يكون عضوا في الحزب الشيوعي العراقي, وهذا يعني أن الحزب الشيوعي العراقي هو حزب المثقفين أولا, ولا عجبا فان قادت الحزب هم من المثقفين والكتاب والأدباء وحاملي على الشهادات العليا في مختلف الاختصاصات, كما أن كلمة مثقف لا ترتبط بالضرورة بحاملي الشهادات, فالعامل في أوربا يدخل مرحلة دراسة تمتد ثلاث سنوات تأهله لشعل فرصة عمل ( هذا في المانيا على سبيل المثال ), ثم أن أعضاء الحزب من التجار والفلاحين ممن يمتلكون الأراضي أو المقاولين ( باختصار البرجوازيين الصغار), في أي خانة سيصنفون, وماذا عن الطلبة. هل ننسى أن منظري النظرية الاشتراكية لم يكونا من الطبقة العاملة ماركس وانجلس. من هنا أرى تقديم كلمة المثقفين على طبقة العمال والفلاحين لتكون أكثر واقعية, حتى تتطابق مع باقي الفقرة التي تقدم النضال ضد الاضطهاد السياسي والقومي على الاستغلال الاقتصادي والاجتماعي.

***في المقدمة أيضا وردة العبارة التالية (ويناضل من اجل استعادة استقلال العراق وسيادته الوطنية) هذه العبارة مكانها في برنامج الحزب وليس النظام الداخلي, لان النظام الداخلي دستور ينظم العلاقة بين الرفيقات والرفاق بالمعنى العام, هذه العبارة تأسس الى تغيير النظام الداخلي في الدورة التي تلي القادمة, فماذا لو تحقق استقلال العراق وسيادته الوطنية, ألا يعني هذا ضرورة حذف هذه العبارة من النظام الداخلي.

***ورد في المادة (17) : اللجنة المركزية – مهماتها وصلاحياتها الفقرة التالية (2- تحدد سياسة الحزب ومواقفه، في إطار برنامج الحزب، وخطه السياسي العام، وتعمل على تعبئة وتنظيم القوى الحزبية والجماهيرية، وإقامة التحالفات السياسية الضرورية لتحقيق الأهداف والمهمات الوطنية والديمقراطية والاجتماعية.) هذه الفقرة ناقصة وتكمل في مكان آخر من مسودة النظام الداخلي, عندما ينص على استفتاء اللجنة المركزية أعضاء الحزب وجماهيره في القضايا الكبيرة, ولكي تكون العبارة كاملة ولا يمكن تفسيرها مجتزئة عن الفقرة الثانية يجب اضافة العبارة التالية ( بعد استفتاء أعضاء وجماهير الحزب).

***افتقرت مسودة النظام الداخلي الى تحديد فترة زمنية لعمل الرفيقة أو الرفيق في اللجنة المركزية أو سكرتير الحزب, ففي حوار مع أحد أعضاء اللجنة المركزية السابقين, أشار الى صعوبة صناعة القائد, فهي عملية تشمل توفر مؤهلات شخصية اضافة الى مجهود شخصي وحزبي لتنضيج أي قائد, إضافة الى التجربة الشخصية في العمل السياسي والاجتماعي, ويأتي السؤال هنا هل أهمل الحزب الشيوعي العراقي الاهتمام بهذا الجانب, بسبب طول فترة الدكتاتورية وفقدان ميزة العمل الجماهيري داخل الوطن, ألا يعني هذا ضرورة الاهتمام بهذا العمل وتحديد مهمة الرفيقات والرفاق في صناعة قادة جدد, خاصة وان الوضع الأمني ينذر باحتمال اختيال قادة الحزب على يد الارهابيين, حينها ما العمل. اعتقد تحديد فترة دورتين لأعضاء اللجنة المركزية والسكرتير, وتجديد أعضاء اللجنة المركزية بنسبة الربع كل دورة على اقل حد ووضع مقاعد غير خاضعة لنسبة التصويت كأعضاء لجنة مركزية يمثلون فئة الطلبة والشبيبة والمرأة وطبقة العمال والفلاحين والتجار, يمكن تحقيق هذا بطريقة ديمقراطية مقرونة بنظام حسابي يضمن حقوق الجميع.

*** تخلو مسودة النظام الداخلي من أهم فقرة والتي تهتم بوضع آلية تمكن من تحقيق النظام الداخلي, فهذه الأفكار الإنسانية التي تحدد العلاقة بين أعضاء الحزب وشروط الانتماء له, تحتاج الى ما يحميها من الفهم الخطأ أو التنفيذ الخطأ, خاصة ونحن نتعامل مع بشر وليس أنبياء معصومين, تأتي هذه الرغبة من الأمثلة التي أسوقها هنا.
1. ففي مبادئ بناء تنظيم الحزب ونشاطه, المادة ( 1 ) يشير النظام الداخلي الى ( 1- القيادة الواحدة للحزب، والتي تمثل الهيئة التنفيذية العليا للحزب، وتنتخب بطريقة ديمقراطية، وتعبر عن إرادة الحزب بجميع أعضائه ومنظماته، وتقدم تقاريرها الدورية الى المنظمات الحزبية وتخضع لرقابتها المنتظمة.)
هذه الرقابة المنتظمة ما هي آلية تحقيقها والالتزام بها, وما هي الوسائل لإيقاف الانحراف عن برنامج الحزب أو الدعوة لتغيير البرنامج عند الضرورة وعبر استفاء أعضاء الحزب وجماهيره.
2. في المادة ( 3 ) (د‌- حق المنظمات الحزبية الأدنى وأعضاء الحزب في الاعتراض على قرارات الهيئات الأعلى منها، والمطالبة بإعادة النظر فيها، مع تقديم المبررات ، على أن لا يعيق ذلك تنفيذهم لها الى حين البت في الاعتراض والاتفاق بشأنه، والهيئة الأعلى ملزمة بالنظر في الاعتراض خلال فترة لا تزيد عن الشهر. )
لماذا الالتزام بفترة شهر, وماذا لو كانت فترة شهر تعني انتهاء الحاجة للاعتراض, كما جرى في دعوة الحزب بالتصويت لصالح مسودة الدستور رغم اعتراض كبير داخل قاعدة وجماهير الحزب, لما للدستور من تناقض مع مبادئنا والفكر الإنساني المتقدم بشكل عام, إن كان رأسمالي أو اشتراكي أو احترام حقوق الإنسان.
3. في المادة ( 6 ) (هـ- انتخاب جميع الهيئات القيادية والمسؤولين ، بالاقتراع السري وبالأكثرية المطلقة، مع ضمان حرية التنافس بين المرشحين وحق الناخبين في الاعتراض عليهم أو مطالبتهم بتوضيح آرائهم ومواقفهم اتجاه أية قضية. والهيئات المنتخبة مسؤولة أمام من انتخبها. كما يتعين الأخذ بمبدأ التجديد لهذه الهيئات في كل دورة، والتخلي عن التنسيب الى المراكز الحزبية إلا في الحالات الاضطرارية التي تفرضها ظروف عمل الحزب وبقرار من الهيئات الحزبية المختصة.).
كيف يمكن إلزام الرفيقات والرفاق بمبدأ التجديد, إذا لم تكن ضمن آلية مفهومة للجميع لا تقبل اللبس, ينتهجها الجميع ويمكن الاعتراض في حالة عدم تطبيقها.

*** في الفقرة (6) ورد (ي‌- رفض الأساليب البيروقراطية في التعامل بين منظمات ورفاق الحزب.).
لا اعتقد أن البيروقراطية مفهوم سيء, فالعالم يدار الآن بوسائل بيروقراطية معقدة, تجاوزها يعيد المجتمعات المنظمة الى الفوضى والغرق في فقدان المعلومات, وهذه العبارة تتناقض مع فقرة وردة تنص على إبلاغ الرفيقة والرفيق للمسؤول عن مكان انتقالها أو انتقاله, أليس هذه بيروقراطية مفيدة.

*** اقترح على المؤتمرين إقرار فترة زمنية لا تقل عن ستة اشهر, بعد انتهاء المؤتمر, يتناول بها إعلام الحزب قضية اسم الحزب, من قبل المؤيدين والمعترضين, على شكل دراسات مقرونة بالتطورات العالمية والمحلية والأيدلوجية وتاريخ الحزب والتحولات التي مر بها, لكي تكون مدخل للجماهير من التعرف على أفكار الحزب عن كثب.
في حوار مع احد رفاق الحزب أشار الى تبني الحزب عام1989 حملة من هذا النوع, لكن للأسف في تلك الفترة كان إعلام الحزب مقتصر على أعضائه وجماهيره خارج الوطن, مما فوت الفرصة على بنات وأبناء الشعب العراقي من الاستفادة من هذه الممارسة العلمية والسياسية.

قد تكون الأوضاع الأمنية والاقتصادية والثقافية, غير مواتية لأكبر استفادة من هذه التجربة, في طرح وثائق الحزب الشيوعي العراقي للنقاش والبحث قبل إقرارها, لكنها خطوة نحو تثبيت التقاليد الديمقراطية داخل الحزب, وعمل باتجاه إشراك اكبر عدد ممكن من أعضاء وجماهير الحزب في تقرير منهجه ومستقبله, بالتالي المساهمة في رسم معالم العراق القادم, لما للحزب الشيوعي العراقي من وزن تاريخي وحاضر ومستقبلي, في واقع الشعب العراقي.



#ماجد_فيادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهاترات إعلامية تأخذنا الى درب الصد ما رد
- العراقيون ... مجانين أو مشروع مجانين
- كذب الاسلامويون من ايران الى العراق
- رحمة من العراق
- أيها العراقيين مولودكم ذئب ملثم
- حكومة الإنقاذ الوطني ,, مكاسب وإنذار بخسائر
- اللطم علاج سحري ,,, يعرفه العراقيون
- الكل يتحمل المسؤولية
- آل مهدي نموذج سيء للمسلم
- الإمام الهادي (رض) ضمن دائرة الطائفية
- أطول مسرحية يقدمها إسلامويون
- الأستاذ جاسم المطير ...الأمنيات وحدها لا تكفي
- للبيت رب يحميه
- هذه أخلاق الشيوعيين ... فهل من منازل
- الديمقراطية .. آلياتها .. والإسلام السياسي
- إجابات بشواهد على انضمام الشيوعيين الى القائمة العراقية الوط ...
- من يقتل الشيوعيين
- المواطن العراقي ... ليس رقما في المعتقلات
- صدق وزير الداخلية جبر صولاغ عندما قال
- التصويت على الدستور ,,, كان درساً للجميع


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - ماجد فيادي - ملاحظات حول مسودة النظام الداخلي للحزب الشيوعي العراقي