أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ماجد فيادي - المواطن العراقي ... ليس رقما في المعتقلات














المزيد.....

المواطن العراقي ... ليس رقما في المعتقلات


ماجد فيادي

الحوار المتمدن-العدد: 1384 - 2005 / 11 / 20 - 09:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أجد نفسي في حيرة, عندما أتناول تصريحات السيد وزير الداخلية العراقي جبر صولاغ, حول الفضيحة الأخيرة, بتعذيب عدد من المعتقلين( وهي ليست الوحيدة), وحيرتي تكمن في أن السيد الوزير يمثل الحكومة العراقية, أم يمثل قائمة الائتلاف العراقي الموحد. في الحقيقة الفرق كبير, وهو يتعلق في انتقال العراق الى نظام المؤسسات, أو البقاء في حكم الدكتاتوريات, بعيدا عن القانون واحترام حقوق الإنسان.
توصلت من حسبة بسيطة, أن السيد وزير الداخلية يمثل قائمة الائتلاف العراقي الموحد, ويعود ذلك الى المقابلات التي أجراها عبر الفضائيات والصحف, والتي في اغلبها تحدث عن القائمة بقدر حديثه عن الحكومة, في الوقت الذي يجب عليه أن يمثل العراق كوزير ضمن حكومة ائتلافية, اضافة الى أخطائه السياسية والمهنية التي تصب في انتمائه للقائمة لا الحكومة. من هنا احمل قائمة الائتلاف العراقي الموحد مسؤولية ما جرى في معتقل الجادرية, بكل محتوياته من أدوات تعذيب الى سجانين الى حراس, فلو كان المعتقل يمثل الحكومة العراقية لتكشف الأمر بسرعة, دون الحاجة الى تدخل قوات الاحتلال, ودون الحاجة الى تشكيل لجنة تحقيق بناء على طلب السيد رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري, استند في ذلك على تواجد لوزارة حقوق الإنسان في كل السجون العراقية, وعلى رفض العديد من العراقيات و العراقيين لهكذا ممارسات.

ابدأ بالتذكير, بلقاء بين وفد كردستاني مع وفد يمثل الحكومة العراقية في عهد الدكتاتور صدام بعد كارثة الأنفال, عندما طالب الوفد الكردستاني بكشف مصير مئة واثنان وثمانين ألف مواطنة ومواطن كردي, فجاء الرد من احد الضباط أن المفقودين عددهم مئة وعشرون ألف, فلماذا ترفعون العدد وتضيفون عليه ستون ألف. يبدو لي أن التاريخ يعيد نفسه, ولكن بأيادي ولسان آخرين, فها هو السيد جبر صولاغ يقول مبررا,ً إن عدد الذين تعرض للتعذيب سبعة فقط, فلماذا الحديث عن العشرات والمئات.
يبدو لي أن السيد الوزير يجهل ماهية منصبه, ويتعامل معه باستهتار, ويجد فيه فرصة لتصفية الحسابات مع من يختلف معه في الفكر والدين والقومية والطائفة, وينظر الى المعتقل العراقي, على انه رقم في احد المعتقلات, وما يصيبه (المعتقل) من انتهاكات لحقوقه كمواطن, لا قيمة له في ضل نظام الأخذ بالثأر, ومحاولة فرض السيطرة والهيمنة الطائفية, ويرى في الوصول الى أسرع النتائج في تحقيق الأمن وبأي ثمن, فرصة في البقاء بالسلطة عبر آلية الديمقراطية متمثلة في الانتخابات, وان ما يحصل عليه من ثناء كوزير داخلية همام, يبرر له انتهاك حقوق الإنسان.
إن تصريح وزير الداخلية جبر صولاغ, عن إشغال قوات الاحتلال للسجون العراقية ( والمقصود بها السجون التي بناها الدكتاتور), وجد فيه مبرراً لاستخدام أماكن بعيدة عن المراقبة من قبل وزارة حقوق الإنسان, وفرصة في القيام بعمليات التعذيب وتلفيق التهم ضد خصومه, وقتل من لا يتجاوب معه بعد تعذيبه وإهانته, هذا ما أكده العديد من المواطنين من الذين قدر لهم الخروج من المعتقل, بوجود مكان للتصوير مجهز وفيه مجموعة من الأسلحة, لكي تصور بجانب المعتقل, كاعتراف منه بالعمل مع الإرهابيين. هذا يذكرني يوم اختيال الشهيد الصدر الثاني, عندما جاءنا أزلام الدكتاتور عبر شاشة التلفزيون, بعدد من المعممين يعترفون بقيامهم باختيال السيد الصدر, وذلك لخلاف كان بينهما.
السد جبر صولاغ, إن مفهوم ( انتهاك حقوق الإنسان) يقصد به الفرد, أي انتهاك حقوق مواطنة أو مواطن واحد, وهو يتعاظم في شانه عندما تنتهك حقوق مجموعة من البشر, فان مورس انتهاك لحق الفرد كانسان, يعني الانتهاء بانتهاك حقوق المجموع, هذا ما مارسه الدكتاتور على مدى عقود, فقد بدأ بالفرد وانتهى بعقاب جماعي للشعب العراقي, عبر المقابر الجماعية واستخدام الكيماوي والسجون المليئة بالمعتقلين.
السيد جبر صولاغ إن تقليلك لأهمية تعذيب سبعة أفراد, يعني بالنسبة لي, استعداد ذاتي للاستمرار في انتهاك حقوق المواطنة والمواطن العراقي, فالفرد في المجتمع العراقي يرتبط بالعائلة حسب العادات والتقاليد العراقية, أي انك تغض النظر عن معانات عوائل المعتقلين, من قلق وخوف وعازة مالية يتبعها انحلال اسري, نتيجة الفقر والنقص في فرص العمل وتوفر مصادر العيش.
السيد جبر صولاغ, يبدأ الجلاد صغيراُ وبعيداً عن مهنة التعذيب, لكنه شيء فشيء يتحول الى خبير تعذيب, ويتحول الى مبتكر لوسائل التعذيب, وإهانة الإنسان, فهل تعي ذلك؟؟؟

السيد جبر صولاغ,إن المواطن العراقي ليس رقماً في المعتقلات السرية, ولا قضية ملفقة بدون أدلة, أو مذكرة اعتقال غير قانونية, بل هو مشروع بناء هوية وحضارة ومشاركة في مجتمع دولي, عبر منظمات المجتمع المدني بما فيها الاحزاب, والحكومة تتحمل العبء الكبير في دفع المجتمع نحول الأفضل, عبر برامجها التنموية والاقتصادية والسياسية, أما أن نعود الى العهد الذي ينادى به على المعتقل بالرقم, ويشار للسجناء بالعدد, واستخدام وسائل تعذيب كان الدكتاتور يستخدمها, فهذا يعني دكتاتورية جديدة, تؤدي الى الحرب الأهلية, ولا أجد لذلك مصيراً آخر.



#ماجد_فيادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدق وزير الداخلية جبر صولاغ عندما قال
- التصويت على الدستور ,,, كان درساً للجميع
- لاتصنعوا من علاوي دكتاتور جديد
- إلى متى يستنجد السيد عبد العزيز
- هل تفاجئنا الاحزاب الشيعية
- سياسة الاحزاب الشيعية القادمة
- موسم الهجرة مازال طويلا
- الى متى يحكمنا القتلة والوصوليون
- التجارة الدينية ,,, الأكثر ربحاً
- سياسة الرفوف
- عبد العزيز الحكيم يعلن عن نواياه
- هرج ومرج
- عذر اقبح من ذنب
- الحكومة العراقية, شنهي السالفة
- الديمقراطيون العراقيون في امتحان حقيقي
- السياسة الطائفية تقطف ثمارها
- دكتاتورية الطائفية والقومية نتائجها حربية
- الجامعات العراقية أماكن خطرة
- العمال العراقيون بلا ولاء عمالي
- الديمقراطية و حجاب المرأة


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ماجد فيادي - المواطن العراقي ... ليس رقما في المعتقلات