أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر نواف المسعودي - كتابة التاريخ واشعال الصراعات














المزيد.....

كتابة التاريخ واشعال الصراعات


حيدر نواف المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 7412 - 2022 / 10 / 25 - 17:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتابة التاريخ لأشعال الصراعات
بقلم : حيدر نواف المسعودي

(العيب في دراسة التاريخ اننا أحياناً نـطالع صفحاته لنقرأ أنباء الانتصارات و الهزائم ، و أخبار المواليد و الوفيات ... و لـكن التاريخ شئ آخر وراء هذا الظاهر ) . "محمدالغزالي"

(ما أتعس التاريخ، عليه أن يتحمل نزوات المؤرخين على الدوام ) . "سفيان الثوري"

يقال ان التاريخ يكتبه المنتصرين او يكتبه الحكام والسلطات وفي كلا الحالتين فإنهم حين يكتبونه  يقومون بذلك بما يلائم مقاساتهم وارادتهم ورغباتهم .. اما القراء فان عليهم قراءته بكل مافيه من زيف وتحريف وأخطاء .. وبعد ذلك يأتي دور المتلقي في التمحيص والاستقصاء لمعرفة والفرز بين التاريخ الحقيقي والمزيف .. وان كان الكثير منهم يروق له احيانا التصديق والايمان بالتاريخ المزور لانه يشبع اوهامهم ورغباتهم وامانيهم ...
مرة سمعت حادثة وقعت قبل أيام برواية مختلفة ومزيفة وكل راو منهم نقلها حسب مزاجيته وعاطفته وموقفه وقربه من اطراف الحادثة ...
فكيف بالحوادث والوقائع التاريخية التي يفصلنا عنها قرون وقرون ونقلت الينا شفاها وعبر روايات عديدة فهل يمكن الوثوق بها واعتبارها حقائق تأريخية يمكن الركون إليها والتصديق بها .
اما نحن فان مشكلتنا كلها تكمن في التاريخ وفي فهمه .. تاريخنا يعاني الكثير من الازمات  ومن الفخاخ ومن الالغام .. فهو لم يكتب بأمانة وصدق .. فبعضهم كتب التاريخ تحت تاثير الانتماء والعاطفة والانحياز والعصبية  .. منهم من كتب التاريخ تحت تاثير مؤثرات  فكرية او عقائدية او سياسية او عرقية ...الخ
وفي احيان اخری هناك من  كتب التاريخ  لارضاء رغبات السلطان  اوالحاكم ووفق مزاجيته ومشيئته ...
ونتيجة كل ماتقدم تم قلب الحقائق رأسا علی عقب .. فتارة تم جعل الباطل والزيف حقا .. وتارة اخری تم جعل الحق باطلا .. ومرة تم تقديم الاوهام والاكاذيب علی انها حقائق ووقائع .. ومرة اخری تم طمس الحقائق وتزويرها وتزييفها وجعلها اوهاما واكاذيب ...
وقد كتب التاريخ احيانا باساليب مزورة دنيئة جدا ..من احل تلميع وتجميل صورة حكومة اووسلطى او امة او حضارة ما او غيرها واعلائها علی الاخرين وخلق تارييخ و واقع لها من لا شيء .. او من اجل تشويه او تحقير امة او حضارة ما من اجل  طمس واقعها الحقيقي وعلوها ورقيها ..
وهكذا تاه الجميع في بحار التاريخ المتلاطم .. يجوبونه بلا بوصلة او دليل او خارطة طريق .. فغرقوا في جهل كبير معتقدين انهم اصابوا الحقيقة وانهم فهموا وعرفوا اكثر من الاخرين .. في حين انهم غارقون في مستنقع من الجهل بسبب تاريخ مزيف مزور .. يفتخرون انه تاريخهم الحق ويؤمنون بانه هو التاريخ الحق فقط كما هو اعتقادهم بان دينهم او مذهبهم او حضارتهم هو الحق فقط وغيره باطل ...
ونتيجة هذا كله انعكس علينا شعوبا وامم وحضارات وديانات وعقائد فوقعنا في فخ التاريخ المزور والمزيف .. فنشبت الخلافات والنزاعات الفكرية اولا ثم تحولت الی صراعات ومعارك وحروب دامية تطورت الی حروب ابادة .. كل يحاول ابادة الاخر والقضاء عليه تماما.
هناك تاريخ اسود مخجل تم كتابته خصيصا لادامة الخصومات والخلافات والصراعات والمعارك الدامية وتصفية الحسابات وإبقاء الشرخ متأصلا وعميقا بين الجميع .
ان كثيرا ممن كتبوا التاريخ لم بكتبوه بامانة .. ونحن حين نقرأ التاريخ لانقرأه بعقل واع ومنفتح وباستقراء علمي وموضوعي .. وهكذا ضل الكثيرون ضلالا بعيدا وظلوا قابعين في كهف تاريخهم المزيف يقدسونه ويتعبدون به ولا يقبلون اي مساس او تصحيح له ...
اننا بحاجة حقيقية الى اعادة كتابة التاريخ بامانة وإلى اعادة قراءة التاريخ بوعي .. على الاقل من ان اجل ان يعم العالم السلام والهدوء وتتوقف الحروب والصراعات والمعارك وصراع الحضارات والامم التي نشبت ولازالت بسبب الارث التاريخي المزيف والمزور  ...

٢٥ تشرين الأول ٢٠٢٢



#حيدر_نواف_المسعودي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحاصصة .. تهديد لكيان الدولة واهدار للكفاءات - الحلقة  ...
- المحاصصة .. تهديد لكيان الدولة واهدار للكفاءات - الحلقة  ...
- الدولة المدنية المفاهيم .. وما بين الطموح والواقع الحلقة  ...
- الدولة المدنية المفاهيم .. وما بين الطموح والواقع ...
- الدولة المدنية في مواجهة الدولة الدينية
- قصص قصيرة
- تلة السيد ما شا الله - قصة
- انثيالات الذاكرة - قصة قصيرة
- قصة قصيرة ساخرة - العتب على النظر
- قصة - الليلة بعد الألف ليلة وليلة
- زائر الخريف - قصة قصيرة
- النهر - قصة قصيرة قصيرة
- عزيز نيسين - السخرية حد المرارة والوجع
- هل تضحي ايران بالمالكي حفاظا على بقاء الحكم الشيعي الموالي و ...
- غابريل غارسيا ماركيز - موت حالم
- المعقول واللامعقول في قرار مقتدى حل التيار الصدري
- صباحكم تظاهرات وديمقراطية
- دلالات الرموز الطائفية في اعلان المعركة المقدسة لبطل التحرير ...
- معركة الرمادي .. معركة سياسية ام عسكرية ام ورقة المالكي الاخ ...
- فيروز وقصيدة حب ضاعت في صباح من دخان


المزيد.....




- ناصيف زيتون ودانييلا رحمة يحتفلان بذكرى زواجهما الأولى
- فرنسا: قضية -المجوهرات المخفية- للوزيرة رشيدة داتي تعود إلى ...
- قضية اختطاف وقتل الطفلة الجزائرية مروة تثير تساؤلات عن ظاهرة ...
- تقارير: قرار واحد لترامب قد يُفضي إلى أكثر من 14 مليون وفاة ...
- من العزلة إلى الإعمار... هل ستفتح واشنطن أبواب سوريا للعالم ...
- قتيلان على الأقل في موجة حر شديدة وفيضانات تجتاح إيطاليا
- دعم خليجي متجدد للبنان.. تأكيد على الأمن والاستقرار والتنمية ...
- شبهة تجسس ـ برلين تستدعي السفير الايراني وطهران تنفي ضلوعها ...
- ماكرون يبحث مع بوتين الملف النووي الإيراني وحرب أوكرانيا في ...
- عاجل| ترامب: رفعت العقوبات عن سوريا من أجل منح البلاد فرصة


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر نواف المسعودي - كتابة التاريخ واشعال الصراعات