أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر نواف المسعودي - هل تضحي ايران بالمالكي حفاظا على بقاء الحكم الشيعي الموالي و الحليف لها في العراق















المزيد.....


هل تضحي ايران بالمالكي حفاظا على بقاء الحكم الشيعي الموالي و الحليف لها في العراق


حيدر نواف المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 4441 - 2014 / 5 / 2 - 11:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل تضحي ايران بالمالكي
حفاظا على بقاء الحكم الشيعي الموالي و الحليف في العراق


القطار اوالدبابة الامريكية

عند الازمة الساسية السابقة التي حدثت قبل اربع سنوات بسبب الخلافات حول تولي المالكي لولاية حكم ثانية صرح القيادي في حزب الدعوة علي الاديب حينها قائلا : ( هناك اتفاق امريكي ايراني على تولي المالكي رئاسة الحكومة لولاية ثانية ) .
وفعلا وبرغم ارادة الاخرين ورغباتهم وقناعاتهم فرضت كلا من ايران وامريكا وبوسائل متعددة تراوحت بين الترغيب والترهيب المالكي رئيسا للحكومة للمرة الثانية للحفاظ وتامين واستمرارية مصالح كلا الدولتين في العراق الممتدة بين تامين البقاء الستراتيجي الامريكي في العراق والهيمنة على النفط وانتهاء باستمرار ابقاء بشار في السلطة في سوريا .. ولكن مالم يدركه المالكي ويفهمه جيدا نتيجة الغرور الذي اصابه ان الاجندة التي جاءت به صدفة الى سدة الحكم في البلاد وهيات له كل الظروف لذلك حينها .. هي نفسها التي تعمل وتهيا الظروف الان للتخلص منه واسقاطه بعد فشله الذريع ..ولانه اصبح ورقة خاسرة وعبأ يكلف الذين جاؤا به وحلفائه الكثير ويخسرهم الكثير.. تماما مثلما اصاب الغرور سلفه صدام فنسي ان القطار الامريكي الذي جاء به صار دبابة امريكية ازالته وقضت عليه ..
لقد تحول المالكي الى ورقة خاسرة بالنسبة لكل من ايران وامريكا واصبح يكلفهما الكثير من الخسائر وتدنت مستويات الارباح التي كان يحققها لهما او بتعبير اخر بدات الارباح التي يحققها لهما مهددة ان تتحول الى خسارة فادحة بسبب حماقاته الداخلية ..

تفريغ مؤسسات السلطة تمهيدا لحكم المالكي المطلق

مايجب الاعتراف به ان المالكي قد نجح نجاحا باهرا في تلبية رغبات ايران وامريكا وتامين وحماية مصالحهما في العراق وعلى وجه الخصوص ايران .. فقد مكنها من بسط نفوذها وهيمنتها التامة في العراق سياسيا وامنيا واقتصاديا واجتماعيا واصبحت ايران موجودة على الارض في كل مفصل وكل مؤسسة وبقعة ارض في العراق تتدخل بشكل سافر وقوي وواسع بكافة شؤونه من سياسية وشؤون سلطة وحكم وامن واقتصاد وفي التركيبة والثقافة الاجتماعية للبلد وهو ما لايحتاج الى ادلة او اثباتات او براهين لانه اصبح واضحا وجليا كوضوح الشمس وبشهادة الجميع داخليا وخارجيا .. اما المصالح الاميركية المعلنة منها او الخافية فهي لم تتغير او تصاب بالضرر بوجود المالكي .. ويكفي المالكي انه اصبح عراب التقارب الامريكي الايراني حين رعى مباشرة لقاءا علنيا مباشرا بين ايران وامريكا في بغداد خلال فترت حكمه .
ومن شدة وثوق امريكا وايران بالمالكي كونه رجلهما المخلص والوفي في العراق والمنطقة وبغية تحويله الى شرطي مخلص لهما فقد مهدت كلاهما السبيل واسعا امام المالكي للانفراد بالحكم والسلطة وبدون اي معوق او حجر عثرة في طريقه وطريق تادية دوره المرسوم له .. فكان ان تم اولا تعطيل وتفريغ مؤسسة رئاسة الجمهورية عن طريق القيام بالتالي:
• تغييب جلال الطالباني منذ ثلاث سنوات بحجة المرض
• ابعاد طارق الهاشمي عن طريق تهديده واصدار الاعدام بحقه بتلفيق تهم الارهاب اليه
• استقالة عادل عبد المهدي واستبداله بخضير الخزاعي من حزب المالكي واداته الطيعة واوكلت اليه مهام نائب رئيس الجمهورية لشؤون الاعدامات للمصادقة على احكام الاعدام بحق السنة وقياداتهم السياسية وتصفيتها .. وهو مالم يكن ليقوم به جلال الطالباني لرفضه سابقا التوقيع على اعدام صدام
وهكذا خلت الساحة امام المالكي وبشكل تام لممارسة سلطته بشكل مطلق وبدون اي معوق بالاضافة الى رفضه لتعيين اي وزير للداخلية او الدفاع خوفا من اي تحرك او محاولة للانقلاب او التمرد عليه وابقاء هاتين الوزارتين بيده طيلة سنوات حكمه .. يضاف الى ذلك ترويض ايران لاسامة النجيفي ودعوته لزيارتها ومقابلة قادتها وتقديم الاغراءات والدعم له في مقابل دعمه ومؤازرته للمالكي مع الابقاء على الخلافات الصورية والمفتعلة بينهما في العلن لعدم اثارة السنة وفقدان ثقتهم بالنجيفي .

نجاح في ارضاء الحلفاء وفشل في ارضاء الشعب

ان النجاح في اداء المالكي لدوره في تلبية وتامين رغبات ومصالح امريكا وايران قابله فشل ذريع للمالكي في الشان الداخلي فهناك انهيار امني وهناك فساد وسرقات بمليارات الدولارات كان هو واركان حكومته طرفا فيها وتردي في الخدمات وانعدامها بشكل ملحوظ وهناك ازمة طائفية واضطهاد طائفي بتحريض وادارة مباشرة من قبل المالكي وانتهاك لحقوق الانسان والحريات وتردي الاوضاع المعيشية وتفشي الفقر والبطالة وازدياد اعداد الارامل واليتامي والسجون تعج بالسجناء الابرياء والمظلومين والمضطهدين لاسباب طائفية او عداوات شخصية او معارضين للمالكي وقضاء مسيس وفاسد تحول الى اداة تصفية وارهاب وقمع بيد المالكي اضافة الى انتشار الميليشيات في طول البلاد وعرضها تمارس الارهاب والقتل الطائفي تحت نظر وسمع المالكي وتغاضيه عنها بل وبتمويل ودعم وتسليح منه ومن ايران .. وفساد كبير في المؤسسة العسكرية .. واستئثار من قبل المالكي وعائلته وعشيرته بالسلطة اضافة الى سيطرة حزبه وائتلافه على الكثير من مراكز ومفاصل السلطة والحكم المهمة والحساسة .
هذا الفشل والتردي والانحطاط والتدهور في اوضاع العراق الداخلية اضافة الى الخوف من ملامح تحول المالكي الى دكتاتور جديد على غرار صدام اضافة الى خلافات المالكي الواسعة مع السنة ومع الكرد التي وصلت الى حد الاقتتال وانقلابه على شركائه السياسيين حتى من الشيعة .. كل ذلك ادى الى حالة تذمر واحباط كبير لدى العراقيين وتراجع شعبية المالكي عما كان عليه بداية حكمه الى مستويات متدنية جدا وعزوفهم عن المشاركة والثقة في العملية السياسية والياس تماما من اي تحسن او تغيير جدي حتى الانتخابات والتي تعد الوسيلة الوحيدة بيد العراقيين لتغيير واصلاح الاوضاع بعد ان فقد العراقيون الثقة في مقدرتها على تحقيق ما يصبون اليه من تغيير واصلاح .. وفقد حتى الشيعة الثقة في حكومتهم الشيعية وفي الاحزاب والقوى الشيعية وفي المالكي .. بعد ان كان حلم شيعة العراق بحكم شيعي ينصفهم ويحسن احوالهم واوضاعهم .. فوجدوا ان هذا الحكم بعد ان تسنم قادتهم الشيعة السلطة لم يكن بافضل ولا اعدل من حكم صدام ان لم يكن الاسوأ وبدا الكثير من الشيعة يترحمون على صدام وحكمه ويتوقون الى ايامه .. بل بدؤا عند المقارنة يجدون ان هناك بعض النقاط الايجابية لصالح حكم صدام على حكم حكومتهم الشيعية .. ووجدوا ان كل ماكان يقوم به صدام من سياسات وقمع وارهاب في سبيل الحفاظ على حكمه كان مبررا وطبيعيا لان حكام الشيعة يفعلون مثله واكثر وان استثار صدام واولاده واصهاره وعشيرته بالسلطة يقابله اليوم نفس المنهج من قبل المالكي وكل رجال السلطة الشيعة الذين يحكمون العراق .. مع تفشي ظاهرة حكم العوائل والعشيرة والاقارب لمؤسسات الحكم .. فبدات تتراجع رغبة وطموح الشيعة في حكم او حاكم شيعي وتحولت الى رغبة في حاكم عراقي وطني نزيه مخلص ايا كانت طائفته او عرقه او انتمائه فالمهم ولائه للعراق وانقاذه من محنته .

سياسات المالكي تنقلب سلبا على الحكم الشيعي وتهدد حلفاء امريكا الكرد

ذلك التغيير في التفكير والطموح لدى الشيعة دق ناقوس الخطر لدى ايران اولا وبدات تتوجس من ان سياسات المالكي الحمقاء واشعاله الفتن والحروب في كل الاتجاهات وعدائه لمكونات العراق من سنة وكرد وحتى حلفائه سوف يؤدي ربما الى فقدانها الى حليفها الستراتيجي المتمثل بشيعة العراق وبالتالي فقدانها لهيمنتها وسطوتها ونفوذها الواسع في العراق وخسارتها لعمق سياسي واقتصادي وامني ستراتيجي يشكله العراق لها وخصوصا في هذا الوقت لما يواجهه حليفها السوري بشار من مخاطر السقوط من جهة وماتعانيه ايضا من تبعات الحصارالدولي المحكم الذي تعانيه والمفروض عليها بسبب برنامجها النووي والذي يشكل العراق المنفذ الوحيد لاختراقه عن طريق تهريب نفطها من خلال الموانئ العراقية ومن خلال حصولها على العملة الصعبة المهربة من العراق لاسعاف سوقها اضافة الى الوارادات التي تجنيها من العراق الذي تحول الى سوق كبير بل هو السوق الاول بلا منافس للبضائع والسلع الايرانية بدءا من المنتجات الغذائية والسيارات ومنتجات البترول والغاز حتى بلغت صادرات ايران التجارية الى العراق عشرات مليارات الدولارت لسنوات متعاقبة خلال حكم المالكي..
اما من الجانب الاخر فان امريكا هي الاخرى بدات تحس بامتعاض من سياسات وحماقات المالكي ولا سيما خلافاته العميقة مع الكرد وتهديداته لهم وهم الحليف الستراتيجي الوفي والابن المدلل لامريكا في العراق وقد عبرت امريكا عن موقفها من المالكي بتصريح قادتها بالقول : ( ان امريكا لا تمانع من مجيء رئيس جديد للحكومة في العراق شرط ان يكون من الدعوة !!!) وهو ما اثار استغراب ورفض القوى العراقية .. وفسر ان الدعوة قد تحول الى حليف ستراتيجي لامريكا في العراق يخدم ويحقق ويحمي مصالحها ..
لقد وافق المالكي في البدء ومن اجل البقاء في السلطة على منح الكرد كل مايريدونه وموافقته تلك هي التي جعلت الكرد يوافقون على دعمه لولاية ثانية وهو ماعبر عنه هادي العامري رئيس فيلق بدر وعضو اتلاف المالكي في احد خطاباته بالقول : ( ان التحالف الشيعي الكردي تحالف مقدس ) وموافقة المالكي وانصياعه لمطالب ورغبات الكرد في البدء هي التي جعلت الكرد يصبحون بهذه القوة والنفوذ .. واليوم هو ينقلب عليهم وعلى اتفاقاته معهم ومع امريكا .. معتقدا انه يستطيع ان يفعل معهم ما فعله مع اياد علاوي من غدر وكذب وخديعة او ما يفعله مع السنة من ارهاب قمع وتهميش .. لكنه وجد ان الكرد اصبحوا قوة لهم نفوذ واسع وكبير وجدار او صخرة لا يملك القوة على مناطحتها وخصوصا تحالفهم المتين مع امريكا مما جعله مترددا من التمادي معهم الى حدود ابعد .. لقد احست امريكا ان المالكي بغبائه وحماقاته بدا يكلفها الكثير ويهدد وجودها ومصالحها في العراق خصوصا والمنطقة عموما اضافة الى رغبتها في رؤية المالكي مهزوما انتقاما منه لخيانته لها وانحيازه لايران واطلاق يدها ودورها في العراق بشكل واسع وكبير وعلى حساب امريكا ونفوذها ووجودها ومصالحها فيه .
وهكذا بدات تدور الدوائر على المالكي وبدأ حلفائه الاحساس بان الرجل تحول الى عبأ ثقيل جدا وان مدة فاعليته وصلاحيته قد باتت وشيكة على الانتهاء وانه لابد من التفكير جديا في بديل اخر يحل محله مع الحفاظ على ابقاء الخارطة السياسية في العراق كما هي وكما هو مرسوم ومخطط لها من قبل امريكا وايران ويستمر في الابقاء على مصالحهما في البلد امنة مستقرة ومتنامية .. ولكن كيف يمكن تحقيق ذلك مع وجود عزوف وعدم ثقة من قبل العراقيين بكل العملية السياسية ورموزها وقواها ورغبة كبيرة لدى العراقيين تقارب حد الثورة الى التغيير الجذري لكل هذه العملية وهذا الوضع والقائمين عليه .. مما يهدد بانهيار الاوضاع راسا على عقب على راس ايران وامريكا .. وخشية الدولتين من انقلاب عسكري يؤدي الى هدم كامل خطط وبناء الدولتين في العراق وخسارتهما لكل الترتيبات والاجندات التي خسرا كثيرا من توطيدها وتجذيرها في العراق .. وطبعا ذلك يستدعي خطة محكمة لتحقيق الهدفين معا دون الاضرار بمصالح امريكا وايران .. فمن جهة لابد ايجاد بديل عن المالكي يحافظ على مصالح الدولتين ومن جهة اخرى يحقق للعراقيين رغبتهم ولو جزئيا او صوريا في التخلص من المالكي وحكومته وفشلها وفسادها .. ويمنحهم بعض المتنفس والامل .

خطة التخلي عن المالكي تمهيدا للتخلص منه

بالنسبة لايران يبدو تحقيق ذلك اكثر اهمية فهمها الاول وقبل كل شيء ابقاء الحكم في العراق شيعيا مواليا وحليفا لها .. وقد عبرت عن موقفها في التخلي عن المالكي قبيل الانتخابات البرلمانية الاخيرة على لسان بعض قادتها اثناء الالتقاء مع اطرف وقوى عراقية بالقول : ( انها لاتمانع مجيء رئيسا للحكومة غير المالكي شرط ان يكون شيعيا يقبل به الشيعة والسنة والكرد والاخرين ) ..وذلك يستدعي العمل من خلال المؤسسات الدينية والرموز الدينية الشيعية في العراق والتي لها سلطة وطاعة ونفوذ كبير لدي الشيعة العراقيين ..
- فكانت الخطوة الاولى في هذا الاتجاه هي محاولة ابقاء الحكم الشيعي مهما كان الثمن حتى وان كان فاسدا وفاشلا وكما عبر احد خطباء المنبر الحسيني عن ذلك مرة بالقول : ( وان كانت الحكومة فاسدة او سارقة فيجب على الشيعة دعمها وموالاتها .. لانه يكفي انها تشهد ان عليا ولي الله) .
- الايحاء بان الشيعة وحكمهم مستهدف ومهدد من قبل السنة والارهابيين ومن هنا كان اشعال الحرب مع داعش التي كانت نائمة في صحراء الانبار منذ سنوات مع علم بها وبتحركاتها من قبل امريكا وايران وحكومة المالكي علما ان داعش في سوريا تشير الدلائل الى انها من صنيعة بشار وايران وامريكا وان كل المواقع التي كانت تحت سيطرة داعش انسحبت منها وسلمتها لقوات بشار وان داعش قد تحولت الى قتال قوى المعارضة الاخرى بدل مقاتلة قوات بشار .. وان القاعدة قد اعلنت ان داعش ليست من تنظيماتها وانها لاتمت اليها بصلة . المهم لقد نجح توقيت الحرب مع داعش في بادئ الامر من تحقيق بعض مارب واهداف المالكي وايران وهي التفاف الشيعة حول المالكي وحربه واذكاء التخندق الطائفي الشيعي ضد السنة وتحقيق بعض الشعبية للمالكي باعتباره (بطل التحرير الشيعي) لكن مع طول فترة المعركة والخسائر الفادحة التي تكبدتها قوات المالكي وفشلها في تحقيق الهدف منها وهو القضاء على داعش مع اطلاع الراي العام على ان داعش تستهدف السنة بنفس القوة ونفس الاذى كاستهدافها للشيعة ادى ذلك الى فشل معركة المالكي وانقلابها من نصر ولو اعلامي الى هزيمة حقيقية كبرى لا زالت اثارها تنمو وتتفاقم ولا وجود لسبيل لانهائها او احتوائها مع فقدان المالكي زمام التحكم بالمعركة وتوجيهها او سبل انهائها .. ولجوئه مؤخرا بعد اقراره بفشل الجيش في تادية مهامه في هذه المعركة كما ينبغي فقد لجا الى زج الميليشيات فيها واعلن تشكيل ميليشيا جديدة اسماها ( ابناء العراق ) من مجموع دمج عدة ميليشيات موجودة في العراق وهي تمول وتسلح وتدرب من قبل ايران والمالكي .
- بعد فشل الخطوة السابقة من تحقيق هدفها في تلميع وتحسين صورة وشعبية المالكي وامكانية تاهيله لولاية ثالثة ولا سيما مع احتدام المعركة الانتخابية وتراجع امال المالكي في نيل ولاية ثالثة مما اصابه بهستيريا كبيرة ادت به الى شن حملة ضد خصومه ومنافسيه وصلت الى حد التهديدات بالتصفية والقتل واحكام قضائية مزورة وابعاد وحرمان من الترشيح .. كان لابد من ايجاد خطة بديلة وناجعة قبل الطوفان الذي كان سيغرق المالكي وايران وامريكا ومصالحهما في العراق والذي قد يكون بشكل ثورة عامة او انقلاب عسكري قد يقضي تماما على اي وجود امريكي او ايراني في العراق .. فكان لابد من اخر علاج وهو عملية استئصال للمرض الخطير الذي يهدد وجود ومصالح امريكا وايران في العراق .
- اعتمدت الخطة الجديدة على منح العراقيين متنفسا للتعبير عن سخطهم وغضبهم من المالكي وحكومته وكافة القوى السياسية المشاركة معه في الحكم .. وهذا المتنفس هو في ضرورة تخلي الجميع عن المالكي ولاسيما حلفائه من الشيعة والانضمام الى صفوف الجماهير الساخطة ولو صوريا .. ثم تخلي المرجعية عنه ووقوفها الى جانب الشعب والتناغم معه ومع طموحاته وتطلعاته ..( فالمرجعية نفسها فقدت الكثير من هيبتها واحترامها والثقة بها بعد صمتها الطويل وتفرجها على ساسيات وفساد وفشل المالكي والقوى السياسية التي الحقت الضرر والخراب والدمار بالبلد وهذه المرجعية هي التي ساعدت مرارا وتكرارا في ايصال وتمكين المالكي والقوى الحاكمة الاخرى معه من الوصول الى سدة الحكم والبقاء فيه حتى الان عن طريق فتاواها السابقة بضرورة انتخاب قائمة التحالف الشيعي الذي كان المالكي جزءا منه) .. وقد حان الوقت الان لتستعيد المرجعية هيبتها واحترامها بالتخلي عن المالكي والتضحية به .

دور المرجعية في خطة اسقاط المالكي

فكان ان اجتمع المراجع الكبار في النجف وهم الذين يحكمون عمليا الشيعة في العراق والعالم على ان يتخذوا موقفا موحدا من المالكي وحكومته وشركائه الفاسدين والفاشلين وبما يتناسب ويتناغم مع رغبات الجماهير في تغيير ولو صوري بدل خسارة فادحة تتمثل بفقدان الحكم الشيعي في العراق بشكل تام .. فكان ان تم اولا ارسال اشارات غير مباشرة عبر وكلاء المراجع وممثليهم وعبر الخطباء ووسائل الاعلام عن ضرورة عدم انتخاب الفاسدين والفاشلين وانتخاب الوجوه الجديدة واحداث التغيير .. الخ ولما لم يكن ذلك كافيا كان لابد من الاشارة صراحة ومباشرة الى ضرورة عدم انتخاب المالكي الى حد تحريم انتخابه .. ولما كان من غير الممكن ان يعلن ذلك الموقف صراحة المرجع الاكبر السيستاني الذي لو حدث فانه سيعتبر اعدام للماكي وحياته ومستقبله فكان لابد من موقف قوي وصريح ومباشر ولابد من مرجع من داخل مؤسسة المرجعية وبالتحديد من بين المراجع الاربعة الكبار يؤدي ذلك الدور .. ولانه يعرف عن بشير الباكستاني انه مرجع جريء ومباشر وانه لطالما انتقد وبشكل لاذع من قبل سياسات وفساد وفشل المالكي وحكومته فقد اوعز اليه اصدار فتوى بتحريم انتخاب المالكي صراحة وبشكل مباشر بدون ادنى لبس .. وكان سكوت المراجع الاخرين عن فتوى الباكستاني تلك بمثابة علامة الرضى عليها وتاييدها .
طبعا ذلك لم يكن ببعيد عن تخطيط وتدبير ايران .. لان مرجعيات النجف معروف انها لا تتخذ اي موقف او تصرف بعيدا عن مشورة وارادة ايران والولي الفقيه الايراني .
فقد روى لي مرة احد القيادات في احد القوى الشيعية العراقية عن حضوره لمؤتمر غير معلن دعى اليه فيلق القدس الايراني في الاهواز وحضره كافة الاحزاب والقوى الشيعية العراقية .. بعد سقوط نظام صدام وكان الحدث البارز حينها في العراق هو موضوع الانتخابات التي دعت الامم المتحدة الى تاجيلها بسبب عدم اجراء احصاء سكاني حينها .. فقال لي هذا المسؤول : (ان سليماني التقى بهم والقى فيهم كلمة خلال ذلك المؤتمر والذي عقد في احد معسكرات الحرس الثوري الايراني في الاهواز .. واخبرهم سليماني انهم اوعزوا الى السيد السيستاني بضرورة اصدار بيان قوي اللهجة يطالب فيه باجراء الانتخابات فورا .. وطلب من الحاضرين في المؤتمر تحشيد احزابهم واتباعهم وانصارهم للخروج في تظاهرات تؤيد مطلب السيستاني ذلك اضافة الى استغلال تزامن مناسبة عاشوراء في ذلك الوقت للتحشيد والتعبئة ورفع الشعارات واللافتات الداعمة للسيستاني والمطالبة باجراء انتخابات عاجلة )

ايران الرابح الاكبر

لقد نجحت الخطة الايرانية في تحقيق ماربها في امتصاص السخط والغضب الشعبي من المالكي وفساد وفشل حكومته وكذلك النجاح في الابقاء على وحدة الصف الشيعي وعدم خروج الحكم عن دائرة الشيعة مع تاييد المرجعية ودعوتها لبديل شيعي هو عمار الحكيم بديلا عن المالكي واخير فان ذلك سيؤمن لايران ابقاء الخارطة السياسية في العراق على حالها دون تغيير يذكر وابقاء الواقع على الارض كما هو لصالحها .. علما ان الحكيم وحزبه المجلس الاعلى كان قبل المالكي هو الحليف الاقوى والستراتيجي لايران غير ان اختلاف عمار مع ايران افسد هذا التحالف والان وبهذه الخطوة تعود المياه الى مجاريها كما يقال بين الحليفين .
اما امريكا فانها مطمئنة هي الاخرى ان البديل لن يكون بافضل من المالكي ولن يغير من الواقع شيئا وانه بالتاكيد سيكون حريصا على مصالحها وخططها واجنداتها في العراق والابقاء عليها كما هي من اجل نيل رضاها ودعمها وحمايتها له طيلة فترة حكمه ..
وهكذا فان الرابح الاكبر في ذلك كله هو امريكا وايران .. اما العراقيين فانه مع زوال المالكي لن يربحوا شيئا ولن يتوقع ان يتغير شيئا .. لان تغيير بعض الاشخاص والوجوه وتبادل القوى نفسها للمواقع والاماكن على الرقعة لايعني تغييرا .. لان الجميع ينتمون الى منظومة واحدة فكرية وسياسية وعقائدية تتبع نفس المنهج والاساليب والسياسات والممارسات ونفس التحالفات ونفس الوسائل الفاسدة والفاشلة للبقاء في السلطة وتجربة السنوات العشر الماضية من حكم هذه القوى خير دليل وبرهان على ما نقول والتي تبادلت فيها هذه القوى نفسها مرارا وتكرار المواقع دون اي تغيير يذكر على ارض الواقع في كافة المجالات .. حتى العملية الديمقراطية والانتخابات نفسها اصبحت مجرد ممارسة خاوية وفارغة من مضمونها الحقيقي وتادية دورها المراد لها ولا تعدو عن كونها لعبة لتغيير مواقع القوى الحاكمة نفسها على الرقعة او الخارطة نفسها فقط.



30 ابريل 2014








#حيدر_نواف_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غابريل غارسيا ماركيز - موت حالم
- المعقول واللامعقول في قرار مقتدى حل التيار الصدري
- صباحكم تظاهرات وديمقراطية
- دلالات الرموز الطائفية في اعلان المعركة المقدسة لبطل التحرير ...
- معركة الرمادي .. معركة سياسية ام عسكرية ام ورقة المالكي الاخ ...
- فيروز وقصيدة حب ضاعت في صباح من دخان
- هل ثمة ثقافة ... في عاصمة الثقافة ؟؟؟
- امطار .. فيضانات .. انتخابات .. حكومات
- احمد القبانجي امام محاكم التفتيش
- هل سينجح المالكي فيما فشل فيه الامريكان ؟
- فنتازيا المدينة الكونية البدء من خارج الأرض وبلا ذاكرة أو م ...
- سقط الاخوان في في السياسة و الحكم و -الميدان- *
- الربيع العراقي ... خارطة طريق
- ايران اثارة الفوضى وحلم الدولة الكبرى
- قناة الشرقية اعلام هادف وادوار متنوعة وعطاء انساني
- استنساخ المالكي والتجربة !!!
- الديكتاتورية تتعرى بلا حياء في العراق
- دراسة - من الاستبداد الديكتاتوري الى الاستبداد الديمقراطي
- دراسة - بانتظار المنقذ هل هي فكرة لتأجيل الثورة ؟
- العلاقة بين القمة العربية والأفلام الهندية


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر نواف المسعودي - هل تضحي ايران بالمالكي حفاظا على بقاء الحكم الشيعي الموالي و الحليف لها في العراق