أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر نواف المسعودي - هل سينجح المالكي فيما فشل فيه الامريكان ؟















المزيد.....

هل سينجح المالكي فيما فشل فيه الامريكان ؟


حيدر نواف المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 3993 - 2013 / 2 / 4 - 01:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل سينجح المالكي في تحقيق ما فشل فيه الامريكان ؟

يبدو ان الطوفان الذي يهدد بغداد ومدن العراق بعد موسم غزير من الامطار لايهدد العراق بالغرق، فرغم انه ليس كتسونامي الذي ضرب اليابان ولكن على مستويات اخرى غير اثاره على الارض ، ممكن ان تكون له نتائج مشابهة ، هذه الامطار التي استبشر بها العراقيون في بداية تساقطها بانها بداية موسم يحمل الخير تحولت الى كابوس ثقيل حمل معه الجرذان التي انتشرت في بعض احياء بغداد ، لقد استبشر العراقيين من قبل بموسم امطار حمل اليهم التغيير والخلاص لكنه خيب امالهم وبددها وتحول الى طوفان جرف كل احلامهم بالتغيير والاصلاح وحمل اليهم اشياء وكائنات غريبة عنهم ، لكن الطوفان الذي يهدد العراق هذه الايام قد يحمل هذه المرة نتائج عكسية في طياتها تغييرا واصلاح حقيقيا .
واعتقد انه وضع طبيعي ماوصلت اليه الامور في العراق بسبب سياسات الحكومة الطائفية والظالمة والفاسدة ... واعتقد انه هو ما اريد تحقيقه للعراق من تقسيم في مخطط اتى به الامريكان من اول يوم لاحتلالهم للعراق ... بفضل الساسة العراقيين من عرابي الاحتلال واجنداته وخططه ... وقد سمعنا جميعا عن خطة احمد الجلبي التي قدمها للامريكان قبل الاحتلال من تقسيم العراق الى ثلاثة اقاليم ، ويبدو ان حكام وساسة العراق الحاليين قد نجحوا في دفع العراقيين للوصول الى هذه القناعة والقبول بها وبتقسيم العراق باعتباره الحل والخلاص.
كانت البداية باقرار فقرة العراق دولة فيدرالية وكانت هي الاساس والمرجعية الشرعية التي سوغت فيما بعد اية مطالبة باقامة الاقاليم ... وادعى الساسة حينها ان الفيدرالية نظام حكم وادارة وليست نظام تقسيم طائفي او عرقي ... وهم يبيتون نوايا تختلف تماما عما يبدون من قول ... ويعلمون اكثر من غيرهم ان العراق لايمكن ان يقبل بغير فيدرالية طائفية او عرقية بسبب تكوينه المتنوع والمختلف ويعلمون ان العراق اسسس على اساس جمع المتناقضات والاختلافات ومحاولا ت صهرها القسرية ... لذلك فان نوايا ساسة وحكام العراق والامريكان كانت ولا زالت نوايا خبيثة وسيئة وتدرك جيدا ماتقصد وانها غير جادة ولاصادقة في الحفاظ على وحدة العراق .
وللامانة لابد من قول كلمة حق ... ففي الوقت الذي كان يدعو فيه الشيعة الى اقامة اقليم شيعي وبقيادة المجلس الاعلى عراب هذا المشروع وبحجة التخلص من الارهاب ... وتصاعد الدعوات فيما بعد من قبل القاضي وائل عبد اللطيف الى اقامة اقليم البصرة بحجة الاستفادة من ثروات وموقع البصرة في تحسين واقعها الاقتصادي والخدماتي وبسبب سياسات الحكومة الاقتصادية الفاشلة والفاسدة التي ادت الى حرمان هذه المدينة واهلها من خيراتها الكثيرة ... اما دعوات الكرد الى اقامة اقليم كردي فهي دعوات تاريخية وهي واضحة ومعلومة النوايا والاهداف وهي اقامة دولة كردية ولكن عندما يحين الوقت المناسب وتتهيا الظروف من سياسية واقتصادية واجتماعية واقليمية ودولية تتيح لهم الانفصال واقامة دولتهم .
في مقابل كل تلك الدعوات الى تقسيم العراق على اسس طائفي او قومي وقف السنة من العراقيين جماهيرا وساسة يعارضون وبشدة هذه الدعوات ويقفون بوجهها بقوة وكانوا مستعدين للقتال ضد مشاريع التقسيم والاقاليم وتضامن معهم الاخرين من العراقيين من غير السنة من الوطنيين الحقيقيين الذين يريدون الحفاظ على وحدة ولحمة وطنهم وقد وجد هؤلاء في مواقف السنة تلك داعما وناصرا ومعززا لهم في موقفهم الرافض للتقسيم المتستر بحجة الاقاليم .
وقد فشلت حقيقة كل هذه المشاريع والمطالب بوجه صلابة هذه المواقف من قبل سنة العراق ومن وقف معهم من العراقيين الشرفاء والوطنيين والمخلصين وتم قبر هذه الدعوات .
ولكن وبسبب سياسات المالكي وحكومته والقائمة على اسس الطائفية والتمييز والقهر والظلم اضافة الى الاقصاء والتهميش والقمع .. يضاف الى ذلك الفساد والفشل الذي واكب هذه الحكومة والذي ادى الى تفاقم الوضع الاقتصادي والمعيشي للعراقيين .
وافتعاله الدائم للازمات الطائفية مع السنة او القومية مع الكرد ومع الشركاء مرة اخرى, و مع وصول العراقيين الى حالة من الاحباط والياس والفشل في امكانية اصلاح او تغيير سياسات هذه الحكومة الفاسدة والفاشلة والظالمة او امكانية استجابة هذه الحكومة لتطلعات ورغبات الشعب العراقي لوضع وواقع افضل سياسيا واقتصاديا ... الامر الذي دفع معظم العراقييين على الترحم على ايام حكم النظام البائد ... او التفكير جديا في الخلاص من هذا الواقع وهذه الحكومة ... وبعد تلاشي الامال في التخلص من هذه الحكومة واصلاحها لم يتبق امام المكونات العراقية الا العودة الى المطالبة باقامة الاقاليم وعلى اساس طائفي او عرقي .
فقد لوح الكرد الى عدم الاكتفاء بالاقليم واعلان الانفصال واقامة دولتهم بعد تلك الازمة الحادة التي افتعلها المالكي معهم ودفع خلالها بقواته الى مناطقهم مما دفع الكرد الى رد مماثل الامر الذي ادى الى المواجهة العسكرية وسقوط ضحايا من الطرفين وكادت تصل الامور الى اكثر من ذلك مع تصعيد المالكي للازمة ودعواته الى ان الصراع مع الكرد هو صراع قومي عربي كردي ولم تتراجع حدة هذه الازمة الا بعد تدخلات عديدة داخلية وخارجية علما ان الازمة لا زالت قائمة وقابلة للانفجار مجددا مع مماطلات وتسويف المالكي وحكومته لحل هذه الازمة جديا وبشكل سلمي.
ثم افتعل المالكي ومرة اخرى وجديدة ازمة مع السنة بعد سلسلة سياسات استفزازية ضدهم وضد ساستهم ورموزهم ، وقد حاولوا ضبط النفس في كل مرة الى ان دفعهم خلال الازمة الاخيرة الى المواجهة التي لازالت في اطار التظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات السلمية برغم استهداف قوات المالكي من الجيش والقوى الامنية الاخرى للمتظاهرين بالسلاح وقتل بعضهم ومحاولا استفزازهم ودفعهم للمواجهات والاعتقالات العشوائية لهم ولرموزهم .
وبرغم المطاالب المعلنة للسنة والمشروعة والتي يتمنى كل العراقيين حتى من غير السنة تحقيقها فان المالكي لازال يسوف ويماطل كما في كل مرة وكل ازمة يفتعلها .. ولازال يرفض الاصغاء لمطالب الشعب ... ولازال يستفزهم ويهددهم .. ويتهمهم ويخونهم ..
والى جانب ذلك فان السياسيين مشغولين بانفسهم وامورهم وسب وشتم بعضهم البعض علنا ... لامبالين او مصغين بمايدور ويحدث في البلاد ويكتفون بالتفرج واطلاق التصريحات النارية الجوفاء .. حكومة او برلمان او احزاب .
هذا الوضع المحبط واليائس من امكانية الاصلاح او التغيير او الاستجابة دفع ويدفع كل العراقييين الى البحث عن حلول جدية وجذرية لمشاكلهم وازماتهم ومعاناتهم .
وهو ما دفع بعض السنة اليوم الى التلويح للمطالبة باقامة اقليم سني كما دعا الشيعة من قبل الى اقليم شيعي والكرد الى اقليم كردي والمسيح الى اقامة محافظة حوض نينوى للمسيح والتركمان الى اقامة محافظة للتركمان .
وكل ذلك طبعا بسبب سياسات الحكومة الفاسدة والفاشلة والطائفية والعنصرية وبسبب فشلها في حل الازمات الامنية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والخدماتية للعراقييين ونهب وسلب اموالهم وثرواتهم وحقوقهم وحرياتهم وكرامتهم ... فاصبح العراقي يعيش في اسوأ وأدني المستويات التي لاتليق بمواطن ينتمي الى بلد نفطي موارده المالية مئات المليارات من الدولارات " بلغت واردات العراق من العملة الصعبة منذ عام 2003 حتى عام 2012 بمايقدر بحوالي 540 مليار دولار " وهو رقم خيالي جدا فلو قسم هذا الرقم على مجموع نفوس العراقيين البالغ 30 مليون نسمة لكان "حصة الفرد العراقي الواحد منها حوالي 18 مليون دولار " في حين ان حكومة المالكي رفضت مشروع قانون قدم من قبل للبرلمان يتيح توزيع الفائض السنوي على العراقييين وقدمت دعوى قضائية تمييزية لرفض هذا القانون . ليبقى العراقي يعيش في مستوى ادنى من مستوى الفرد في افقر الدول .
اذن فان حكومة المالكي وبسبب سياساتها السيئة نجحت في تحقيق مخطط الامريكان بتقسيم العراق ودفع العراقيين الى الرضى والقناعة والقبول راضخين صاغرين على مضض بخيار تقسيم وطنهم تخلصا من فساد وفشل وقمع وظلم حكومتهم بعد ان ساهم حكام وساسة العراق في وضع الاساس الدستوري لهذا التقسيم وكما يقال فان العراقييين قد لجؤا وبعد الياس من امكانية أي اصلاح او تغيير الى " اخر العلاج ولكنه هذه المرة لم يكن الكي بل هو التقسيم " .


حيدر نواف المسعودي
3 شباط 2013



#حيدر_نواف_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فنتازيا المدينة الكونية البدء من خارج الأرض وبلا ذاكرة أو م ...
- سقط الاخوان في في السياسة و الحكم و -الميدان- *
- الربيع العراقي ... خارطة طريق
- ايران اثارة الفوضى وحلم الدولة الكبرى
- قناة الشرقية اعلام هادف وادوار متنوعة وعطاء انساني
- استنساخ المالكي والتجربة !!!
- الديكتاتورية تتعرى بلا حياء في العراق
- دراسة - من الاستبداد الديكتاتوري الى الاستبداد الديمقراطي
- دراسة - بانتظار المنقذ هل هي فكرة لتأجيل الثورة ؟
- العلاقة بين القمة العربية والأفلام الهندية
- دراسة - نهضة المجتمعات والأمم وسقوطها
- التصعيد الإسرائيلي في القدس .. التوقيت والنوايا والدلالات
- دراسة - المخاوف من حكم الإسلاميين و فشل التجربة او نجاحها
- المزيد من دماء العراقيين من اجل المزيد من تحقيق الاهداف
- خطاب بشار الجعفري تناقضات .. وفضائح..ومؤشرات على انهيار النظ ...
- ستنتصرون أيها السوريون برغم كل شيء ( الحلقة2)
- ستنتصرون أيها السوريون برغم كل شيء ( الحلقة 1)
- لن يصلح الصالحي ما أفسده المالكي
- الدعوة الى ثورة لتطهير دواخلنا وتصحيح وعينا قبل الثورة على ا ...
- وثائق ويكيليكس تكشف عن فوضى أمريكية لا خلاقة ونظام عالمي إجر ...


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر نواف المسعودي - هل سينجح المالكي فيما فشل فيه الامريكان ؟