أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر نواف المسعودي - انثيالات الذاكرة - قصة قصيرة














المزيد.....

انثيالات الذاكرة - قصة قصيرة


حيدر نواف المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 4967 - 2015 / 10 / 26 - 09:59
المحور: الادب والفن
    



تطرق الشمس الابواب ، تغسل الوجوه بدفء الضياء ، يرتدي النهار ثيابه ، صوت فيروز يملأ المكان :
طيري يا طيارة طيري يا ورق و خيطان
بدي ارجع بنت صغيرة على سطح الجيران
علي فوق سطوح بعاد عالنسمة الخجولة
أخدوني معهن الأولاد و ردوا لي الطفولة
ضحكات الصبيان و غناني زمان
ردت لي كتبي و مدرستي و العمر اللي كان
و ينساني الزمان على سطح الجيران
لو فينا نهرب و نطير مع هالورق الطاير
تا نكبر بعد بكير شو صاير شو صاير
يا زهر الرمان ميل بهالبستان
تيتسلوا صغار الأرض و يحلو الزمان
و ينساني الزمان على سطح الجيران
يفتح عينيه يمسح وجهها بيديه ثم يمسح وجهه ، وكأنه يتمم بماء وجهها ، يقبلها ،يعانقها، يشم عطرها وأنفاسها ،يشاكسها يتأرجح بأطراف ثيابها يرفض كوب الحليب و الافطار ، يحمل كسرة خبز حار يركض الى حديقة الدار ، يفتح الباب يخرج الى العالم ،بضعة خطوات الى الخارج لكي يرى عن كثب وجه المكان والشوارع والآخرين في الخارج ، يرسم كما كل الاطفال على وجه الارض بأطراف غصن يابس جاء من مكان ما ..اشياء تشبه وجوه يعرفها او لا يعرفها وخطوط غير واضحة المسارات ولا النهايات يجمع كومة من الحصى والأحجار يبنى احلاما ودارا ووطنا وأشياء للمستقبل تتصاعد نشوة اللعب والبهجة ..يصفق باقدامه على وجه الارض فرحا يتطاير الغبار وتتطاير الاحلام يطلق العنان لألوان طائرته الورقية، يشاكس هدوء السماوات ،تتعالى شهقاته وضحكاته كلما تعالت الوان الطائرة ،يحاول ابعاد قرص الشمس بيده كأنه يدفع بها بعيدا عنه فقد كانت حرارتها شديدة جدا عليه فتعلو وجهه نشوة غامرة حين يحجب وجهها بطائرته ، ضياؤها الساطع يسرق من عينيه متعة التعلق بالطائرة، يدور فرحا امام باب الدار ، من خلف الباب يأتي صوتها: ادخل يا بني انتصف النهار اصبح الجو حار، لكنه لا زال يدور، ينقطع خيط الطائرة تحلق عاليا الى عنان السماء تبتعد بعيدا ، يحزن كثيرا .. اختفت الطائرة في السماء.
بسبب الحزن وشدة التعب يحس بالإعياء يلقي بجسده على الارض فتتهدم اكوام الحصى والاحجار و الاحلام ،يستلقي تحت ظلال السدرة العتيقة ،اتعبه اللعب ، فيأخذ اغفاءة قصيرة يناديه ،صوتها من خلف الباب ثانية :تعال يابني ادخل الى الدار انتصف النهار واشتد الحر، استفاق .. المكان لم يكن هو المكان وكذلك الزمان .. احس بالبلل في عينيه وعلى خديه برغم انه لم يكن ثمة مطر في الجو .. نهض من على المقعد الذي كان يجلس عليه تحت تلك السدرة العتيقة .. فقد جاء الباص .. رفع عينيه الى السماء حين بدأت بعض قطرات المطر تتساقط .. هبت ريح خريفية حملت اوراق الاشجار التي تملا الشارع وثمة طائرة ورقية ملونة حملتها الريح وكان يركض خلفها طفل محاولا الامساك بها ، ادار وجهه الى الخلف واخذ ينظر عبر الزجاج الخلفي للسيارة لازال الطفل يلاحق الطائرة ..
سمع صوت فيروز يتهادى عبر مذياع السيارة :
طيري يا طيارة طيري يا ورق و خيطان
بدي ارجع بنت صغيرة على سطح الجيران .....
1/ تموز/2012



#حيدر_نواف_المسعودي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة ساخرة - العتب على النظر
- قصة - الليلة بعد الألف ليلة وليلة
- زائر الخريف - قصة قصيرة
- النهر - قصة قصيرة قصيرة
- عزيز نيسين - السخرية حد المرارة والوجع
- هل تضحي ايران بالمالكي حفاظا على بقاء الحكم الشيعي الموالي و ...
- غابريل غارسيا ماركيز - موت حالم
- المعقول واللامعقول في قرار مقتدى حل التيار الصدري
- صباحكم تظاهرات وديمقراطية
- دلالات الرموز الطائفية في اعلان المعركة المقدسة لبطل التحرير ...
- معركة الرمادي .. معركة سياسية ام عسكرية ام ورقة المالكي الاخ ...
- فيروز وقصيدة حب ضاعت في صباح من دخان
- هل ثمة ثقافة ... في عاصمة الثقافة ؟؟؟
- امطار .. فيضانات .. انتخابات .. حكومات
- احمد القبانجي امام محاكم التفتيش
- هل سينجح المالكي فيما فشل فيه الامريكان ؟
- فنتازيا المدينة الكونية البدء من خارج الأرض وبلا ذاكرة أو م ...
- سقط الاخوان في في السياسة و الحكم و -الميدان- *
- الربيع العراقي ... خارطة طريق
- ايران اثارة الفوضى وحلم الدولة الكبرى


المزيد.....




- مهرجان البحر الاحمر يشارك 1000 دار عرض في العالم بعرض فيلم ...
- -البعض لا يتغيرون مهما حاولت-.. تدوينة للفنان محمد صبحي بعد ...
- زينة زجاجية بلغارية من إبداع فنانين من ذوي الاحتياجات الخاصة ...
- إطلاق مؤشر الإيسيسكو للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي
- مهرجان كرامة السينمائي يعيد قضية الطفلة هند رجب إلى الواجهة ...
- هند رجب.. من صوت طفلة إلى رسالة سينمائية في مهرجان كرامة
- الإعلان عن الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي ...
- تتويج الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...
- -ضايل عنا عرض- يحصد جائزتين في مهرجان روما الدولي للأفلام ال ...
- فنانون سوريون يحيون ذكرى التحرير الأولى برسائل مؤثرة على موا ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر نواف المسعودي - انثيالات الذاكرة - قصة قصيرة